الجمعة, نوفمبر 15, 2024
الجمعة, نوفمبر 15, 2024
Home » حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان

حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان

by admin
سحر بلوش – بي بي سي أوردو

ثمة العديد من الأماكن التي قد يتوقع المرء أن يمنعه حراس الأمن من دخولها. ولكن في باكستان، قد يكون هذا المكان متجرا للملابس الداخلية حيث يكون السبب وراء ذلك مزيجا من التحريم الاجتماعي “التابو” وقلة عدد النساء في مراكز صناعة القرار في هذه الصناعة، ما يجعل بقاء الملابس الداخلية المريحة وعالية الجودة حكرا على الأغنياء.

فقد وجد مارك مور نفسه قبل 15 شهرا في موقف :يعترض طريقه رجلان عند مدخل متجر به نوافذ عرض ملونة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وقد منعاه من الدخول متسائلين: ماذا؟ هل تعتقد أنه بوسعك دخول متجر للملابس الداخلية النسائية؟

لكنهما سمحا له بالدخول عندما كذب صديق مور زاعما بأنه دبلوماسي يشتري ملابس داخلية لزوجته.

لكن رجل الأعمال المولود في ليستر ببريطانيا كان، في الواقع، يجري بحثا يأمل أن يساعده في إكمال مهمته وهي تقديم ملابس داخلية مريحة وعالية الجودة وبأسعار معقولة للنساء الباكستانيات.

والمشكلة أن حراس الأمن ليسوا إلا واحدا من العوائق التي تعترض طريقه.

تشكو النساء من ضعف جودة المنتجات في الأسواق المحلية

فعلى المستوى الأساسي، يتعلق الأمر بحقيقة أن الرجال والنساء لديهم أفكار مختلفة تماما عندما يتعلق الأمر بالملابس الداخلية. وعندما يتعلق الأمر بالرجال، فإن ذلك يعني عموما أن تكون الملابس الداخلية”مثيرة ومغوية”، كما يوضح مور.

وقال مور:”إن الرجال يتحدثون ويقررون نوعية الأربطة والأقمشة الشفافة وما إلى ذلك، بينما تريد النساء الراحة والموثوقية للمنتج الذي يستخدمنَّه”.

وبالنسبة لغالبية النساء في باكستان، غير القادرات على تحمل تكاليف المواد المستوردة باهظة الثمن، فإن هذه الراحة والموثوقية أمر لا يسعهن إلا أن يحلمن به، فمن المعروف أن معظم الخيارات ذات الأسعار المعقولة تحتوي على مشابك تصدأ وأسلاك داخلية حادة تفلت من عقالها لتنخز جلد من ترتديها.

وقالت هيرا إينام، البالغة من العمر 27 عاما وهي تقف خارج سوق أناركالي في لاهور، لبي بي سي: “لم أجد مقاسي أو شكل حمالة الصدر الذي أريده طوال السنوات العشر الماضية، والمواد غير جيدة في كثير من الأحيان، إنها تسبب حكة باستمرار، وفي حالة التعرق أعاني من طفح جلدي تحت حمالة الصدر لأن المادة غير مريحة”.

وترددت أصداء كلماتها لدى أخريات في السوق أيضا.

وتقول امرأة أخرى رفضت الكشف عن هويتها: “لقد أنفقت الكثير من المال والوقت والطاقة من أجل العثور على حمالة صدر تناسب بشرتي أو تكون مريحة لبشرتي، لكنني فشلت حتى الآن، فالأسلاك هي أول شيء يخرج ويمكن أن تضر الجلد حقا إذا لم تكوني حريصة”.

لذلك من الواضح أن الطلب على الملابس الداخلية عالية الجودة وبأسعار معقولة موجود، ومع ذلك، فإن منتجات مور، التي يتم تصنيعها في مصنع في فيصل أباد حيث يوجد مركز صناعة المنسوجات في باكستان والمستوحاة من سنوات عمله في سلسلة متاجر ماركس آند سبينسر وديبنهامس البريطانية، لم تعرف طريقها للسوق بعد.

لكن لماذا؟

كبداية، لا يعرف الكثير من الناس عن منتجات مور شيئا، فقد ثبت أن التسويق لنساء باكستان صعب بعض الشيء، ذلك أن مناقشة الملابس الداخلية في الساحة العامة من المحرمات.

وقد ثبت، بمرور الوقت، أن الكلام الشفهي هو المفتاح. فقبل 30 عاما، كان بإمكان تجار التجزئة الذين يقدمون ملابس داخلية جيدة الجودة ومجهزة جيدا في سوق “بازار مينا” في كراتشي الاعتماد على زيادة فورية تقريبا في المبيعات بناء على التوصيات الشخصية.

كما كانت المجلات تقدم إعلانات مختارة بعناية للإغراء بالشراء بالنسبة للنساء اللائي يعشن في أماكن أبعد.

ولكن مع التحول إلى العصر الرقمي، سقطت تلك المجلات على جانب الطريق. وفي الوقت نفسه، فإن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ربما تكون أفضل طريقة لنشر الخبر في باكستان الحديثة، وإن كان ذلك ينطوي على مخاطرة أن يتم تصنيف المنتج على أنه “مبتذل”.

ينتج مصنع مارك مور في فيصل أباد منتجات بأسعار معقولة

ولا يعد ذلك مماثلا لإغراء النساء بالدخول إلى متجر من خلال نافذة عرض. فكما اكتشف مور خلال الأشهر الماضية فإن معظم متاجر الملابس الداخلية لا تحمل علامات تجارية واضحة وتتباهي باستخدام الزجاج الملون أو المظلل، مما يعني أن العديد من الأشخاص الذين يمشون بجانب تلك المتاجر سيعانون، كما حدث له، لتخمين ما تبيعه.

وتوجد بعض مراكز التسوق حيث تكون متاجر الملابس الداخلية أكثر وضوحا، ولكن لا يتم التعامل معها إلا من قبل قلة مختارة.

وتلقى مور نصيحة بأن أفضل رهان له هو الانضمام إلى بائع تجزئة أكبر أو علامة تجارية كبيرة، وهذا يعني شرح مفهوم الملابس الداخلية الآمنة، وذات الأسعار المعقولة، وغير المثيرة، لتلك القاعات المليئة بالرجال.

ويقول مور: “إنه بمجرد أن أضع أنا وفريقي المنتج من حمالات الصدر والسراويل الداخلية على الطاولة، يقهقه الرجال”.

ويضيف مور قائلا: “إن أكبر مجالات نضالي الآن هو أن يصبح معظم الناس على دراية بأن حمالات الصدر والسراويل الداخلية ليست منتجا للإثارة والإغراء، بل يجب أن تكون منتجا من أجل راحة من تستخدمه، ويجب علينا تطبيع هذا المفهوم على عمليات البيع والشراء”.

ومع ذلك، يبدو الأمر بعيد المنال.

يقول مور: ” إن أكبر مجالات نضالي الآن هو أن يصبح معظم الناس على دراية بأن حمالات الصدر والسراويل الداخلية ليست منتجا للإثارة”

ففي معظم شركات التصنيع والعلامات التجارية التي زارها مور كان غالبية المسؤولين والمصممين الذين يوافقون على طبيعة الملابس الداخلية من الرجال.

ويوضح قمر الزمان، مدير العمليات في المصنع في فيصل أباد، قائلا: “علينا أن نعرض الأفكار على هؤلاء الرجال، والمرأة مساعِدة ويتم استدعاؤها لتقديم الاقتراحات، لكنها محادثة محرجة حيث لا تشعر المرأة بالراحة في مشاركة الأفكار حول ما تحبه في الملابس الداخلية في غرفة اجتماعات مليئة بالرجال”.

ومع ذلك، لم تحقق المحاولات الخاصة لدفع النساء إلى تولي مناصب عليا في مصنع فيصل أباد نجاحا كبيرا.

ويوضح مور قائلا: “لقد نشرنا إعلانات بحثا عن نساء كعاملات ولشغل مناصب أعلى، ووجدنا نساء يقلن إنهن سيتحدثن مع عائلاتهن ويعدن إلينا، لقد عادت اثنتان وقالتا إن عائلاتهما لا تريدهما أن تعملا في مصنع ملابس داخلية”.

وفي الواقع، دارت مناقشات عديدة حول مثل هذه الأمور المحرمة على أرض المصنع.

فقد كشفت الموظفة سميرة أن زوجها رافقها إلى المقابلة.

وقالت سميرة:”بمجرد تعييني، طلب مني زوجي عدم إخبار أفراد الأسرة الآخرين بمكان عملي لأنهم سيثيرون مشكلة بسببه”.

وبالمثل، قالت عاملة أخرى إنها سألت والدها قبل الذهاب إلى المقابلة لشغل وظيفة عاملة تصنيع مشابك حمالة الصدر.

وقالت: “إن أبي رفض على الفور الاستماع، وكان علي أن أطلب منه السماح لي بالذهاب ورؤية الأوضاع بنفسي، وفي حالة أنني لم أحب الأجواء في المصنع، فلن أقبل الوظيفة”.

وكان على الرجال أيضا التعامل مع الحواجب التي ترتفع من الدهشة والهمسات.

يعترف الموظف أنور حسين أنه كان محرجا في البداية

وقال أنور حسين لبي بي سي إنه واجه معارضة كبيرة من عائلته وأصدقائه في البداية.

وأضاف:”سخر مني أصدقائي بشأن مكان عملي، ورفضت عائلتي السماح لي بالذهاب إلى المصنع، وعندما انضممت في النهاية لفريق العمل بالمصنع شعرت في البداية بالخجل من تمرير حمالة الصدر المخيطة إلى زميلة أخرى، وأشعر بتحسن كبير الآن كما أشعر بالراحة لأنه في نهاية المطاف مجرد عمل”.

ويواجه عمال المصنع الآن مخاوف أخرى. فإذا لم ينجح المصنع ويعمل بسرعة، فقد يقرر مور أن الاستمرار صعب للغاية فيغلق المتجر ويترك عددا لا يحصى من الموظفين بلا عمل.

ومع ذلك، أكد مور لبي بي سي أن هذة الخطوة ليست هي الحل.

واعترف مور قائلا: “لقد قيل لي إنه ينبغي أن أبحث عن شيء بديل أفعله في باكستان لأن بيع الملابس الداخلية فكرة خاسرة، ونعم هناك تصور أنني قد أغادر، لكنني هنا وسأبذل كل ما بوسعي حتى يجد هذا المنتج طريقه إلى السوق”.

 

 

You may also like

24 comments

here 14 يونيو، 2021 - 5:54 ص

When someone writes an post he/she keeps the image of
a user in his/her mind that how a user can understand it.
Therefore that’s why this paragraph is amazing. Thanks!

Reply
here 14 يونيو، 2021 - 5:57 ص

I think that is one of the most important information for me.
And i am glad reading your article. However should remark on some common issues, The website taste is perfect, the articles is actually great
: D. Just right task, cheers

Reply
singapore pools Toto 14 يونيو، 2021 - 6:03 ص

Does your site have a contact page? I’m having trouble locating it but, I’d like to shoot you an email.
I’ve got some creative ideas for your blog you might
be interested in hearing. Either way, great blog and I look forward to seeing it grow over time.

Reply
judi 14 يونيو، 2021 - 6:05 ص

I was suggested this web site through my cousin. I’m now not sure whether this post is written through him as
nobody else know such unique approximately my trouble. You’re incredible!
Thanks!

Reply
หนัง 14 يونيو، 2021 - 6:20 ص

Have you ever thought about writing an e-book or guest
authoring on other blogs? I have a blog centered on the same ideas you discuss and would really
like to have you share some stories/information. I know my
readers would value your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e
mail.

Reply
fun88 14 يونيو، 2021 - 6:22 ص

Terrific post however I was wanting to know if you could write a litte more on this
subject? I’d be very thankful if you could elaborate a little bit more.
Thanks!

Reply
website 14 يونيو، 2021 - 6:28 ص

You have made some really good points there. I looked on the internet for additional information about the issue and
found most people will go along with your views on this web
site.

Reply
ufabet 14 يونيو، 2021 - 6:32 ص

เว็บไซต์ไชต์พนันออนไลน์ มาตราฐานสูงสุด UFABET มุ่งมั่นปรับปรุงทุกรูปแบบ เพื่อความชอบใจสูงสุดของสมาชิก เว็บแทงบอลออนไลน์
ที่เปิดราคาบอลยอดเยี่ยม ยูฟ่าเบท
มอบคำแนะนำยอดเยี่ยม ให้กับสมาชิก
เว็บไซต์แทงบอล แจกเครดิตแทงบอลฟรี วันแล้ววันเล่า และก็สนับสนุน
เซียนบอล มาให้ สูตรพนันบอล พินิจพิจารณา วิจารณ์ กันทุกๆวัน สมัครสมาชิกกับ เว็บแทงบอลออนไลน์ วันนี้รับสิทธิพิเศษโดยทันที

Reply
uniforms suppliers in dubai 14 يونيو، 2021 - 6:33 ص

Actually no matter if someone doesn’t understand afterward
its up to other people that they will help, so here it takes
place.

Reply
slot dana 14 يونيو، 2021 - 6:37 ص

I really like reading through an article that will make people think.
Also, thanks for allowing for me to comment!

Reply
MPO 300 rtp rendah 14 يونيو، 2021 - 6:38 ص

mpo 300 adalah situs penipu judi online dengan tidak membayarkan kemenangan member

Reply
Online Geld Bijverdienen 14 يونيو، 2021 - 7:00 ص

Howdy would you mind letting me know which web host you’re working with?
I’ve loaded your blog in 3 different browsers and I must say this blog loads a lot faster then most.
Can you recommend a good internet hosting provider
at a fair price? Kudos, I appreciate it!

Reply
tech news 14 يونيو، 2021 - 7:54 ص

I think what you posted was very reasonable. However, what about this?

what if you were to write a killer title? I am not saying your content isn’t solid., but
what if you added something to maybe get people’s attention? I mean حكاية الرجل الذي يحاول تحسين
صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان – CANADA VOICE is a little vanilla.

You should peek at Yahoo’s home page and note how they create post headlines to get viewers interested.
You might add a related video or a related pic or two to get people excited about what you’ve written. Just my opinion, it would bring your
posts a little livelier.

Reply
GOD DAMED MUTHA FUCKA 14 يونيو، 2021 - 7:56 ص

Yesterday, while I was at work, my cousin stole my apple
ipad and tested to see if it can survive a 40 foot drop, just so she can be a youtube sensation. My iPad is now
destroyed and she has 83 views. I know this
is totally off topic but I had to share it with someone!

Reply
หนังมาเฟีย 14 يونيو، 2021 - 8:15 ص

I’m impressed, I must say. Seldom do I encounter a blog that’s
both educative and amusing, and without a doubt, you have hit the nail on the head.
The issue is something not enough folks are speaking intelligently about.
Now i’m very happy that I came across this in my search for something
regarding this.

Reply
mpo100 bermain curang 14 يونيو، 2021 - 8:50 ص

Mpo100 adalah situs penipuan berbasis judi online yang tidak mampu untuk membayar member besar, jackpot juga tidak di bayarkan, hati hati terhadap situs mpo100

Reply
นมผึ้ง 14 يونيو، 2021 - 9:19 ص

I got this website from my buddy who shared with me on the topic of this web
page and now this time I am browsing this web site and reading very informative articles here.

Reply
Rachael 14 يونيو، 2021 - 9:24 ص

I’m really impressed with your writing skills as well as with the layout on your weblog.
Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing,
it is rare to see a nice blog like this one these days.

Reply
메이저 놀이터 14 يونيو، 2021 - 9:25 ص

First of all I would like to say awesome blog! I had a quick question that I’d like
to ask if you do not mind. I was curious to find out how
you center yourself and clear your thoughts before writing.

I have had a tough time clearing my mind in getting my thoughts out there.
I truly do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes are generally lost simply just
trying to figure out how to begin. Any ideas or tips? Kudos!

Feel free to visit my web page 메이저 놀이터

Reply
pdf base 5 يوليو، 2021 - 9:56 م

A History Of English Literature Compton Rickett Pdf Special School
District Staff Directory

Look into my website; pdf base

Reply
where web hosting 28 أغسطس، 2021 - 3:31 ص

Informative article, totally what I was looking for.

Reply
j.mp 30 أغسطس، 2021 - 8:01 ص

Hey would you mind sharing which blog platform you’re working with?
I’m going to start my own blog in the near future but I’m having
a hard time selecting between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal.
The reason I ask is because your design seems different then most
blogs and I’m looking for something unique.
P.S Sorry for being off-topic but I had to ask!

Reply
of asmr 2 سبتمبر، 2021 - 6:52 م

Excellent way of telling, and pleasant article to
take data about my presentation topic, which i am going to convey in academy.

Reply
asmr and 5 سبتمبر، 2021 - 4:24 ص

Hi there! Do you know if they make any plugins to help
with Search Engine Optimization? I’m trying to get my blog to
rank for some targeted keywords but I’m not seeing very good gains.
If you know of any please share. Thank you!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00