ثقافة و فنونعربي حسن داوود يستعيد غنائية الماضي الجميل… ومستحيلاته by admin 2 أبريل، 2020 written by admin 2 أبريل، 2020 148 “نساء وفواكه وآراء” رواية عن رفاق الجامعة… ما قبل اندلاع الحرب اللبنانية اندبندنت عربية / انطوان ابو زيد من يعرف الروائي حسن داوود معرفة شخصية، ويتابع أعماله الروائية المتتالية، لا بدّ أن يقول: “وأخيراً”، بمعنى ها إنه رضي أخيراً أن يجعل من بعض سيرته موضوعاً لروايته. وهو لم يخفِ ذلك في صفحة التنبيه إذ قال: “حتى لو استلهمت الرواية مظاهر من عيش حقيقي، فلن يكون ذلك إلاّ فاصلاً في سياق قائم في أساسه على التخيّل”. ومفاد هذه السيرة أنّ الروائي حسن داوود كان طالباً في كلية التربية، قسم تعليم اللغة العربية وآدابها، وأنه قضى خمس سنوات في ربوعها، من العام 1968 وحتى العام 1973، حين تخرّجه أستاذاً منها. ولئن كان اتّضح أن التفصيل السيريّ الذي ارتضى الروائي -أخيراً- أن يخرجه من طيّ الذاكرة، لا يعدو كونه مادّة أوّلية لمعالجة روائية فذّة وعميقة تقوم على فلسفة التحوّل الدراماتيكي في شخصية الكائن البطل، فإنه جدير بالتنويه لكونه، أي كلية التربية، مكاناً بل ملتقى لكلّ طلاب وطالبات لبنان – ما قبل الحرب الأهلية- ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة الوسطى، بغالبيتهم العظمى، ويحملون بزور التغيير الاجتماعي والسياسي، ويتولّون قياد الحراك الطالبي في الجامعة اللبنانية قاطبة، في عزّ الانتفاضة الطالبية بباريس واتساع أصدائها إلى البلدان العربية، مضافاً إليها الحراك المؤيّد للقضية الفلسطينية بين الطلاب والطالبات وغيرها. الرواية الجديدة لحسن داوود، بعنوان “نساء وفواكه وآراء” (دار نوفل – 2020) وهي كلمات مقتبسة من فيلم “زوربا” الشهير المأخوذ عن رواية اليوناني كازانتزاكيس والذي قام ببطولته انطوني كوين ، تفتح أفقاً جديداً، على ما عهدناه في أعمال داوود، لاعتبار مهم وهو عودة الكاتب إلى استثمار بعض من سيرته الشخصية لينفذ إلى أعماق إنسانية، ويستجلي إيماءات أدقّ مما بلغه في تأمّلاته السابقة عن الجسد والعمر والمرض (في “أيام زائدة” و “غناء البطريق”) وعن الأهل في إطارهم الأوّلي (“روض الحياة المحزون”) وعن الحبّ الأوّل (“نقّلْ فؤادك”) وعن التحوّل الباطني المفضي إلى التحرر من ظواهر الدين (“لا طريق إلى الجنّة”) وأثر المدينة في الفرد كما في الجماعة الهابطة من الريف (“نزهة الملاك” و”سنة الأوتوماتيك”). في الفصل الأول من الرواية (ص:7-53) والأطول، يتمكّن الروائي ورواته من رسم كلّ مكوّنات الوضع الأوّلي؛ من تعيين المسرح المكاني الذي يتمحور حول كلية التربية، الكائنة في محيط ما يسمى الأونيسكو، أما الزمان فكان في أوج “الزمن الجميل”، أي عام 1968، وفقاً لحساب محمد صافي إحدى الشخصيات الرئيسية في الرواية، إذ امتدّ “من منتصف الخمسينيات حتى منتصف السبعينيات”(ص:13). وما تلى العام 1969 وتظاهراته كان مؤشراً إلى نهاية هذا الماضي الجميل. وعلى أي حال، يشكّل “الزمن الجميل” هذا اللايتموتيف المتواتر في مفاصل الرواية ليذكّر القرّاء بأنّ ما يُروى إنما يندرج في سياق الانهيار التدريجي لكلّ شيء في ما أمكن للعين الفردية أن تحصيه، عين محمد صافي، ثم شوقي وبطرس وإبراهيم علواني وصالح وكاتيا ونبيلة ويوسف، من طلاب السنة الأولى، وهم من شلّة الشعراء منهم (والتي يصرّ الروائي على حذف الهمزة منها لإبقاء لفظها بالعامية، الشعرا) ممن اتّفقوا على “المبالغة” في كلّ شيء. ولا تلبث أن يتكشّف للقرّاء مقدار هذه المبالغة لدى كل من هذه الشخصيات على حدة؛ يوسف وتطرّفه في مواجهة الخطر وتحدّي الآخرين في نسبة الخوف حتى ارتكابه العنف، وتحدّيه سلطة والده وتمرّنه المتواصل على “الخروج من سطوة أبيه” (ص:47) وفي ما يجب فعله “ليتغلب على هشاشته وخجله “، ومحمد صافي المتطرّف في دفاعه عن التنوّع الذي كانت الشّلة تمتاز به حيال هجمة التجانس والأحادية، حتى اليسارية في حينه، التي كانت قائمة من حولهم، وإبراهيم علواني الذي علِق بفتاة بشعة وتكبره بأربع سنوات وأصر على الزواج بها، وزهير المصرّ على فهم الماركسية التي عزم على الانخراط في صفوف المنتمين إليها من غير طائل، وصالح الذي أمكنه تحقيق إنجاز استحقّ معه بلوغ ذروة ما تحقق “في سنوات لبنان العشرين أو في العاشرة والنصف صباحاً من يوم 11 شباط 1968″(ص:14) حين باس زميلته كاتيا في الصف! وإلى جانبهم شخصية حسان جعلها الروائي راوياً لمّاحاً، أشبه بالنافخين من وراء الستارة في مسرحيات أريستوفان، ولا يلبث أن يتوارى في سائر فصول الرواية الاثنين والعشرين ليخلي مكانه لمحمد صافي. شلة الشعراء وسواء حسب صالح ذلك اليوم التاريخي المشهود في مساره الشخصي، أو حسبه محمد صافي بداية الانحدار في سلّم ذلك الزمن الجميل، فإنّ موجة من الضّحك تنتاب القارئ بسبب مقدار التضخيم، بل النفخ الكاريكاتوري لأفعال الشخصيات الذين يسميهم الراوي “شلة الشعرا” ممن يفتقدون في وعيهم إلى أي رابط بالواقع، على نحو ما تمّ وصفهم متلبّسين بصفاتهم الأساس – وهم في سنتهم الجامعية الأولى – يؤدّون أفعالهم تبعاً لها، ويتحمّلون تبعاتها راضين حاسبين أنها الحقيقة المطلقة، ثمّ يزيدونها إلى الزمان الجميل أو ينقصونها منه. ولكنْ أين الحبكة؟ بل أين الأحداث المتعاقبة والمنسلّة بعضها من بعض؟ للإجابة أقول إن لا حبكة معقّدة أو متشابكة في رواية حسن داوود، وإنّ الزمن بما يحمله من عوامل إنضاج أو إيلام في النفس والجسم كفيل وحده بتطويع الأشخاص الذين جعلهم الروائي موضوعاً للوصف والسرد والتأويل، وإن مجرّد متابعتهم في تحوّلاتهم التي غالباً ما تكون سلبية ولصيقة بواقعهم الذي لطالما أبوا الإقرار به. ومع ذلك تواصل الشلّة، ممثّلة بواحد هو محمد صافي، البحث عن الأصدقاء القدامى ممن بقي على قيد الحياة، ولا سيما وداد، الفتاة التي كان قد أعجب بها لحظة دخوله إلى الكلية، وانخراطه في الحياة الجامعية. وللحال تنكشف لصافي مصائر الشخصيات تباعاً؛ يوسف المتطرّف في حزبياته وانغماسه في الحرب الأهلية، وقد انتهى به الأمر محكوماً بوسواس ملاحقته لاغتياله أو إلحاق الأذى به. وبوليت، هذه الزميلة التي كانت أسقطت من حسبانها جنسيتها الفرنسية الثانية، حين قررت الدخول إلى كلية التربية – وكانت لا تزال صلة الوصل بينه وبين وداد فتاته الأولى- سرعان ما تنجلي الوقائع عن مرضها وتهالك حالها. وفي ما يشبه التعارض والالتباس غير المتوقّع، يكاد يقع محمد صافي في عشق بوليت، وهما لا يزالان في حمأة البحث عن وداد، صديقتها من تلك السنة الجامعية الأولى والمصيرية. ولكنّ بوليت هذه لا تلبث أن تغادر لتقضي آخر أيامها في باريس، لدى أخيها، في نوع من القفلة الدرامية والسقطة ما قبل النهائية لذلك الزمن الجميل. أما وداد، وهي حبّه الأول، فقد حوّلتها الأيام، من فتاة ملء القوام فاتنة إلى امرأة ترتدي “ذلك السواد الهابط من قمة رأسها إلى قدميها”(ص:184) بل يكفيها ذكرى من ماضيها مثابرتها على التدخين، فحسب. ولئن فاتني أن أورد القفلة الدرامية الأخيرة، والمتمثّلة في اكتشاف محمد صافي، الشخصية الأكثر وعياً للذات، وشك التهام المرض كبده، فإنني لا أتردد في تقديم خصال، بل انشغالات تميّزت بها رواية داوود عن غيرها. ولعلّ أهمها انشغال الروائي في التأمّل الاستعادي الذي يباشره بدءاً من عمق ذاته وصولاً إلى أعماق ذوات الشخوص الذين تحفل بهم الرواية، أو تقيم الاحتفال لهم، احتفالاً سريرياً يفضي بهم إلى الإقرار بذنْب طالما واروه في طوايا ضمائرهم الحيّة، وسط موات عموميّ لا لبس فيه. التأمّل في مسلك المبالغة وصنوه التطرّف وما يؤول إليه من إنكار للواقع التعددي الذي كان عليه طلاب السنة الأولى (محمد صافي، ويوسف، وبطرس، وصالح علواني، وبوليت، ووداد)، والتأمّل في الذات “المعتمة” ومعاتبتها وصولاً إلى معاقبتها وصفعها “خدّي واحداً بعد الآخر”(ص:176)، ثمّ تجريب النفاذ عبر جدران المستحيلات: النفاذ عبر الزمن، أعني الماضي، لالتقاط فتات الذات، وهو ما تجلّى في عودة الروائي إلى زمن أوّل من أزمنته الأولى العديدة، ومحاولته النفاذ إلى مشاعر الآخر، سواء كانت حبيبة أولى أو زميلاً من ذلك الزمن الجميل، المتهاوي من أعلى سلّمه منذ العام 1968. “ليس وجهي الذي تغيّر، بل كلامي أيضاً، بل وحتّى صوتي…” (ص:190) أو ليس أصدق إنباء من هذا الكلام يقوله محمد صافي، الناطق بلسان المؤلّف، على ظنّي، للدلالة على جوهر التحوّل الذي يصيب المرء، بفعل بطلٍ أعظم منه عضلاً وقوة وإقداماً وتمرّساً وتجاوزاً للنبرات والخذلان، عنيت به الزمن؟ ولعلّ قراءة الرواية تجيب عن أسئلة أخرى، أو تطرح أسئلة فاتتني، وهي كثيرة، ومنها يقظة العامية في حوارات الشخصيات، على سبيل المثال، لا الحصر. المزيد عن: رواية لبنانية/الحرب الأهلية/حركة طالبية/الجامعة اللبنانية 33 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post PATRON BERTARUH BAKARAT PALING Perkasa99 BOOMING next post رسميا .. مليون مصاب بفيروس كورونا حول العالم You may also like “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع... 24 ديسمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: القدس عاصمة الروح ومدينة... 24 ديسمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: وجوه مجرّدة من موقع... 24 ديسمبر، 2024 “الذراري الحمر” يحصد جائزة “أيام قرطاج” وضجة حول... 23 ديسمبر، 2024 33 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 12:55 ص I seriously love your blog.. Very nice colors & theme. Did you make this website yourself? Please reply back as I’m trying to create my very own website and would like to learn where you got this from or exactly what the theme is called. Thanks! Reply глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 1:57 ص Whats up this is somewhat of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding knowledge so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated! Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 3:14 م Pretty! This was a really wonderful post. Thank you for providing this information. Reply csgo live casino site 8 مايو، 2024 - 1:45 م Normally I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to try and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply Francisk Skorina Gomel state University 15 مايو، 2024 - 7:04 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 10:38 ص What’s up everybody, here every one is sharing such experience, thus it’s good to read this webpage, and I used to visit this weblog daily. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 9:17 ص What’s up, everything is going well here and ofcourse every one is sharing data, that’s in fact good, keep up writing. Reply 乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 7:48 ص Saved as a favorite, I like your blog! Reply хот фиеста game 12 يونيو، 2024 - 6:15 م hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this site, since I experienced to reload the web site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective intriguing content. Make sure you update this again soon. Reply хот фиеста 15 يونيو، 2024 - 12:17 ص I would like to thank you for the efforts you have put in writing this blog. I’m hoping to view the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has inspired me to get my own website now 😉 Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 6:52 م It’s really a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:47 م I am really loving the theme/design of your web site. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A small number of my blog visitors have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Opera. Do you have any suggestions to help fix this issue? Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:50 ص It’s very straightforward to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this site. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 5:58 م always i used to read smaller articles or reviews which also clear their motive, and that is also happening with this article which I am reading here. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 6:47 ص Hey! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I truly enjoy reading through your articles. Can you suggest any other blogs/websites/forums that go over the same subjects? Thanks a lot! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 3:24 م I was able to find good info from your blog articles. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 1:46 ص It’s a shame you don’t have a donate button! I’d most certainly donate to this superb blog! I suppose for now i’ll settle for book-marking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to brand new updates and will talk about this blog with my Facebook group. Chat soon! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:20 ص Hmm it appears like your site ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll just sum it up what I submitted and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing. Do you have any recommendations for beginner blog writers? I’d definitely appreciate it. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 5:39 ص Hi, i think that i saw you visited my web site so i got here to go back the favor?.I am trying to in finding things to improve my website!I assume its ok to use some of your ideas!! Reply строительство автомойки 5 يوليو، 2024 - 4:54 م Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность. Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 4:52 م “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 12:40 م Hi there, for all time i used to check website posts here early in the morning, because i like to learn more and more. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:23 ص obviously like your web-site however you need to check the spelling on quite a few of your posts. A number of them are rife with spelling problems and I find it very bothersome to tell the truth however I will surely come back again. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 8:52 ص Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 5:26 م Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 1:59 ص 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 10:25 ص “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 7:17 م Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 4:18 ص Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами! Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 1:05 م Предлагаем строительство автомоек под ключ по индивидуальным проектам. Все работы выполняются в срок и с гарантией. Reply Джак 15 أغسطس، 2024 - 1:23 م magnificent publish, very informative. I wonder why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 1:00 ص Really no matter if someone doesn’t understand then its up to other viewers that they will help, so here it happens. Reply theguardian 22 أغسطس، 2024 - 8:26 م Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.