الجمعة, مارس 21, 2025
الجمعة, مارس 21, 2025
Home » حزب الله والخوف من سيناريو إسرائيلي جديد شبيه بغزة

حزب الله والخوف من سيناريو إسرائيلي جديد شبيه بغزة

by admin

 

المدن الالكترونية / غادة حلاوي  – صحافية لبنانية

يدرك حزب الله أن موازين القوى تغيرت ولم تعد لصالحه. تغير النظام في سوريا، العلاقة مع روسيا تراجعت وكذلك موقع إيران في المنطقة. الحزب الذي بنى قدراته على دعم إيراني، سوري وروسي وازن، وجد نفسه فجأة بلا تلك الركيزة الثلاثية، وقد دخل في حرب أنهكته ولا يزال يعاني من تداعياتها على وضعيته العسكرية والسياسية في الداخل. واضح أن الجميع يتعاطى معه انطلاقاً من كونه خرج من حربه على إسرائيل منكسراً منهكاً. ويتقصدون بلورة هذا المستجد على وضعيته السياسية وفي التعيينات الإدارية والانتخابات البلدية والنيابية مستقبلاً.

يراقب حزب الله الوضع في الجنوب، واستمرار إسرائيل لاحتلالها التلال الخمس. يعتبر أن الحرب الإسرائيلية لم تنته بعد، وأن سيناريو غزة الأخير قد يتكرر في لبنان، فلا تحتاج إسرائيل إلى حجة كي تستهدفه ومناطق تواجده. وهو لذلك لا يزال متحسباً أمنياً، ومجلسه السياسي منقطع عن الاجتماعات، والتواصل مع القيادة غير آمن في الظرف الراهن.

عهد الديبلوماسية
اعتداءاتها المتكررة تقض مضاجعه، لكنه آل على نفسه ألا يحرك ساكناً، مفسحاً المجال أمام دبلوماسية العهد والحكومة، وإن كانت مواقف وزير الخارجية في الحكومة جو صدي قد بلغت حداً أجبر حزب الله على الرد، خصوصاً وأنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها حزب الله مباشرة، ويقول ما يخالف موقف الحكومة وتعاطيها بخصوص القرار 1701.

لكن حزب الله فضل  المهادنة وعدم الانجرار خلف الاستفزازات، ومنح ذريعة للمساجلة، خصوصاً مع وجود من يصر على التعاطي معه انطلاقاً من موقع المهزوم. تدريجياً سيظهر حزب الله تعاطياً مختلفاً مع الوقائع. مجاراته للتطورات من حوله لا تحجب عنه معالجاته الداخلية. لم يزل منخرطاً في المراجعة للفترة التي سبقت، وتفاصيل ما صادفه في الحرب الإٍسرائيلية. في حزب الله من يعتقد بالفعل أنه وفي مكان ما، كان ثمة سوء تقدير لتداعيات جبهة الإسناد. التقارير التي قدمت للأمين العام السيد حسن نصرالله والتطمينات التي بالغ بتقديمها المسؤولون العسكريون كانت سبباً، فضلاً عن التطور التكنولوجي والعملاء والإهمال أو الاستخفاف بالواقع الإسرائيلي، وعزمه على شن حرب بهذا القدر من الوحشية على لبنان. الحرب في حساباته بدأت منذ مقتل قاسم سليماني إلى اغتيال غيره من القادة وصولاً إلى نصرالله. مسلسل لم ينته بعد في ظل وجود ثنائي إسرائيلي أميركي، أي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو.

لن يكون مستقبل حزب الله كماضيه. المنطقة تغيرت وكذلك حال الدول من حوله. لم يعد له ركيزة. وعليه أن يعيد بناء جسوره مع الداخل ويرمم علاقاته مجدداً، ويلتفت أكثر إلى أوضاع طائفته ومجتمعه ويتحضر للآتي من الأيام. نتحدث هنا عن حزب سياسي منخرط في الدولة ومشارك رئيسي فيها. يستعد لخوض الانتخابات البلدية والنيابية وهو المدرك أن المطلوب خرق الثنائية النيابية، والتركيز على البقاع وبيروت والجنوب وبعبدا. يعد العدة وفي ظنه أن بيئته ستبايعه مجدداً.

الاستفادة من أخطاء الماضي
شكل حزب الله حالة قل نظيرها. يندر أن يبني حزب دويلة داخل الدولة، لولا أن هذه الدولة ضعيفة أو غائبة. وجد حزب الله فرصته في ضعف الدولة وقلة حيلتها، نفَذ إلى التمركز بدعم سوري، إيراني وروسي. لم تغب عن الذهن بعد تلك الصورة التي وضعت أمينه العام السيد حسن نصرالله في سوريا مجتمعاً في الكادر مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد. “مجد” لا يمكن أن يطوى بالنظر إلى الشعبية التي راكمها حزب الله حتى بات لصيقاً بجمهوره، ويجتمع معه بعلاقة وجدانية عميقه بالشكل والمضمون. لكن يمكن أن يضيق مع الزمن إذا ما أعاد حزب الله المراجعة والاستفادة من أخطاء الماضي.

تغير واقع حزب الله، مني بخسارة خيرة قيادييه وأكثرهم وقعاً في الحضور داخل الحزب وخارجه. وضعيته المستجدة فرضت تدوير الزوايا في الرئاسة الأولى ومع رئيس الحكومة، وإن كان لا كيمياء مشتركة تجمعه مع الأخير. أما الاستحقاقات المحلية، فهي موضع متابعة من الحزب، لكن ليس بالمباشر وإنما من خلال شريكه في الثنائية، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري. المقربون والمطلعون على يوميات حزب الله يدركون أن الحزب يحتاج إلى فترة ليتعافى كلياً ويعود إلى وضعيته السابقة. وهذه قد تستغرق عاماً كاملاً ريثما يكون قد أعاد ترتيب بيته الداخلي، فيعود.. لكن من خارج الصيغة المتعارف عليها. الحزب الذي غلبت حساباته الاستراتيجية على ما عداها، وكان دائم القول إن الوضع الداخلي اللبناني لا يعنيه بالقدر ذاته، اكتشف أن هذه الاستراتيجية لم تؤمن له ما يلزم من حماية يحتاجها في الداخل، وأن الاستناد إلى الدول لا يلغي الحاجة إلى حلفاء ومقربين. تجذر حزب الله في لبنان وكبر حتى ظن أن حدود موقعه الاقليمي والدولي يجعلانه بغنى عن التحالف مع آخرين في الداخل. دفع ثمن مشاركته في حرب سوريا. علاقته مع رئيسها السابق بشار الأسد في الفترة الأخيرة لم تكن كسابق عهدها. رفض الأسد طلباً مباشراً من نصرالله بتحريك جبهة إسناد من سوريا ضد إسرائيل دعماً لحزب الله، كما انسحبت روسيا وفاوضت على المحور وضده. كل التطورات التي سبقت حرب إسرائيل وخلالها وبعدها لم تكن في حسبان حزب الله.

لكن السؤال، ماذا عن اليوم التالي؟ عين حزب الله على تطورات الوضع في المنطقة، من غزة إلى اليمن والعراق ربطاً بلبنان وسوريا، الأوضاع لا تنبىء بالخير. خطر إسرائيل يقيده، التغييرات في العهد والحكومة. يدرك أن وصاية أميركية تسيطر على لبنان ودول الجوار، وأن التطبيع مع إسرائيل هو الغاية المنشودة. يهادن في انتظار تغيير موازين القوى. وله في الانتخابات أولى محطات المواجهة.

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili