حزب الله فضل المهادنة وعدم الانجرار خلف الاستفزازات (علي علوش) عرب وعالم حزب الله والخوف من سيناريو إسرائيلي جديد شبيه بغزة by admin 20 مارس، 2025 written by admin 20 مارس، 2025 15 المدن الالكترونية / غادة حلاوي – صحافية لبنانية يدرك حزب الله أن موازين القوى تغيرت ولم تعد لصالحه. تغير النظام في سوريا، العلاقة مع روسيا تراجعت وكذلك موقع إيران في المنطقة. الحزب الذي بنى قدراته على دعم إيراني، سوري وروسي وازن، وجد نفسه فجأة بلا تلك الركيزة الثلاثية، وقد دخل في حرب أنهكته ولا يزال يعاني من تداعياتها على وضعيته العسكرية والسياسية في الداخل. واضح أن الجميع يتعاطى معه انطلاقاً من كونه خرج من حربه على إسرائيل منكسراً منهكاً. ويتقصدون بلورة هذا المستجد على وضعيته السياسية وفي التعيينات الإدارية والانتخابات البلدية والنيابية مستقبلاً. يراقب حزب الله الوضع في الجنوب، واستمرار إسرائيل لاحتلالها التلال الخمس. يعتبر أن الحرب الإسرائيلية لم تنته بعد، وأن سيناريو غزة الأخير قد يتكرر في لبنان، فلا تحتاج إسرائيل إلى حجة كي تستهدفه ومناطق تواجده. وهو لذلك لا يزال متحسباً أمنياً، ومجلسه السياسي منقطع عن الاجتماعات، والتواصل مع القيادة غير آمن في الظرف الراهن. عهد الديبلوماسية اعتداءاتها المتكررة تقض مضاجعه، لكنه آل على نفسه ألا يحرك ساكناً، مفسحاً المجال أمام دبلوماسية العهد والحكومة، وإن كانت مواقف وزير الخارجية في الحكومة جو صدي قد بلغت حداً أجبر حزب الله على الرد، خصوصاً وأنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها حزب الله مباشرة، ويقول ما يخالف موقف الحكومة وتعاطيها بخصوص القرار 1701. لكن حزب الله فضل المهادنة وعدم الانجرار خلف الاستفزازات، ومنح ذريعة للمساجلة، خصوصاً مع وجود من يصر على التعاطي معه انطلاقاً من موقع المهزوم. تدريجياً سيظهر حزب الله تعاطياً مختلفاً مع الوقائع. مجاراته للتطورات من حوله لا تحجب عنه معالجاته الداخلية. لم يزل منخرطاً في المراجعة للفترة التي سبقت، وتفاصيل ما صادفه في الحرب الإٍسرائيلية. في حزب الله من يعتقد بالفعل أنه وفي مكان ما، كان ثمة سوء تقدير لتداعيات جبهة الإسناد. التقارير التي قدمت للأمين العام السيد حسن نصرالله والتطمينات التي بالغ بتقديمها المسؤولون العسكريون كانت سبباً، فضلاً عن التطور التكنولوجي والعملاء والإهمال أو الاستخفاف بالواقع الإسرائيلي، وعزمه على شن حرب بهذا القدر من الوحشية على لبنان. الحرب في حساباته بدأت منذ مقتل قاسم سليماني إلى اغتيال غيره من القادة وصولاً إلى نصرالله. مسلسل لم ينته بعد في ظل وجود ثنائي إسرائيلي أميركي، أي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. لن يكون مستقبل حزب الله كماضيه. المنطقة تغيرت وكذلك حال الدول من حوله. لم يعد له ركيزة. وعليه أن يعيد بناء جسوره مع الداخل ويرمم علاقاته مجدداً، ويلتفت أكثر إلى أوضاع طائفته ومجتمعه ويتحضر للآتي من الأيام. نتحدث هنا عن حزب سياسي منخرط في الدولة ومشارك رئيسي فيها. يستعد لخوض الانتخابات البلدية والنيابية وهو المدرك أن المطلوب خرق الثنائية النيابية، والتركيز على البقاع وبيروت والجنوب وبعبدا. يعد العدة وفي ظنه أن بيئته ستبايعه مجدداً. الاستفادة من أخطاء الماضي شكل حزب الله حالة قل نظيرها. يندر أن يبني حزب دويلة داخل الدولة، لولا أن هذه الدولة ضعيفة أو غائبة. وجد حزب الله فرصته في ضعف الدولة وقلة حيلتها، نفَذ إلى التمركز بدعم سوري، إيراني وروسي. لم تغب عن الذهن بعد تلك الصورة التي وضعت أمينه العام السيد حسن نصرالله في سوريا مجتمعاً في الكادر مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد. “مجد” لا يمكن أن يطوى بالنظر إلى الشعبية التي راكمها حزب الله حتى بات لصيقاً بجمهوره، ويجتمع معه بعلاقة وجدانية عميقه بالشكل والمضمون. لكن يمكن أن يضيق مع الزمن إذا ما أعاد حزب الله المراجعة والاستفادة من أخطاء الماضي. تغير واقع حزب الله، مني بخسارة خيرة قيادييه وأكثرهم وقعاً في الحضور داخل الحزب وخارجه. وضعيته المستجدة فرضت تدوير الزوايا في الرئاسة الأولى ومع رئيس الحكومة، وإن كان لا كيمياء مشتركة تجمعه مع الأخير. أما الاستحقاقات المحلية، فهي موضع متابعة من الحزب، لكن ليس بالمباشر وإنما من خلال شريكه في الثنائية، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري. المقربون والمطلعون على يوميات حزب الله يدركون أن الحزب يحتاج إلى فترة ليتعافى كلياً ويعود إلى وضعيته السابقة. وهذه قد تستغرق عاماً كاملاً ريثما يكون قد أعاد ترتيب بيته الداخلي، فيعود.. لكن من خارج الصيغة المتعارف عليها. الحزب الذي غلبت حساباته الاستراتيجية على ما عداها، وكان دائم القول إن الوضع الداخلي اللبناني لا يعنيه بالقدر ذاته، اكتشف أن هذه الاستراتيجية لم تؤمن له ما يلزم من حماية يحتاجها في الداخل، وأن الاستناد إلى الدول لا يلغي الحاجة إلى حلفاء ومقربين. تجذر حزب الله في لبنان وكبر حتى ظن أن حدود موقعه الاقليمي والدولي يجعلانه بغنى عن التحالف مع آخرين في الداخل. دفع ثمن مشاركته في حرب سوريا. علاقته مع رئيسها السابق بشار الأسد في الفترة الأخيرة لم تكن كسابق عهدها. رفض الأسد طلباً مباشراً من نصرالله بتحريك جبهة إسناد من سوريا ضد إسرائيل دعماً لحزب الله، كما انسحبت روسيا وفاوضت على المحور وضده. كل التطورات التي سبقت حرب إسرائيل وخلالها وبعدها لم تكن في حسبان حزب الله. لكن السؤال، ماذا عن اليوم التالي؟ عين حزب الله على تطورات الوضع في المنطقة، من غزة إلى اليمن والعراق ربطاً بلبنان وسوريا، الأوضاع لا تنبىء بالخير. خطر إسرائيل يقيده، التغييرات في العهد والحكومة. يدرك أن وصاية أميركية تسيطر على لبنان ودول الجوار، وأن التطبيع مع إسرائيل هو الغاية المنشودة. يهادن في انتظار تغيير موازين القوى. وله في الانتخابات أولى محطات المواجهة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “أسواق بيروت” تعود للحياة: رسالة أمل جديدة للبنانيين next post قرار قضائي بمنع الوزير السابق أمين سلام من السفر You may also like قرار قضائي بمنع الوزير السابق أمين سلام من... 20 مارس، 2025 بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري... 20 مارس، 2025 مدير الأحوال المدنية في سوريا: قريبا إلغاء الجنسية... 20 مارس، 2025 رئيس بلدية إسطنبول المعتقل: ارفعوا أصواتكم 20 مارس، 2025 هل ما زالت لـ”حزب الله” مراكز داخل سوريا؟ 20 مارس، 2025 الجيش السوري: أي خرق من حزب الله لتفاهمنا... 19 مارس، 2025 إيران تلغي “شرطة الآداب” بالكامل 19 مارس، 2025 تقرير: رسالة ترمب إلى خامنئي تضمنت مهلة شهرين... 19 مارس، 2025 ترمب يتعهد القضاء على الحوثيين… وضربات تستهدف صنعاء... 19 مارس، 2025 كيف أوصل الشرع «هيئة تحرير الشام» إلى قصر... 19 مارس، 2025