هجوم على الكاتبة واللجنة والجائزة ودار النشر ثقافة و فنون حرب على رواية by admin 23 يوليو، 2024 written by admin 23 يوليو، 2024 120 الهجوم على رواية “هوارية” يعكس تراجعا في فهم المطلوب من العمل الأدبي وما يمكن أن ينقله للواقع المعاش في الجزائر. The Middle East Online / بلقاسم آيت أوسليمان أثارت رواية “هوارية” للكاتبة والمترجمة إنعام بيوض جدلاً واسعاً بعد فوزها بجائزة آسيا جبار للرواية. وعلى الرغم من هذا الجدل، يجب أن ننظر إلى هذه الرواية كعمل أدبي وإبداعي يستحق التقدير والدفاع عنه. يجب أن نتناول هذه المسألة في سياق أوسع يتمثل في أزمة القراءة في الجزائر. فيجب التذكير انه وإن كان كتاب موضوع النقاش العام هذه الايام في الجزائر، تلا ان الجزائريين ليسوا معروفين بتدافعهم على المكتبات وشراء الكتب، والمكتبات ودور النشر تعاني من قلة المقروئية، مما أدى إلى إغلاق العديد منها، وآخرها دار النشر “ميم” التي نشرت رواية “هوارية”. الهجوم على الرواية والكاتبة ولجنة تحكيم الجائزة يعكس واقعاً مؤلماً يعاني منه القطاع الأدبي في الجزائر. رواية “هوارية” لم تتم قراءتها على نطاق واسع، وإنما أثار الجدل نشر بعض الصفحات التي تحتوي على ألفاظ نابية. وهنا يجب أن نسأل: هل يمكن الحكم على عمل أدبي كامل من خلال بضع صفحات فقط؟ المناهضون للرواية يتهمونها بالمساس بأخلاق الشعب الجزائري المحافظ، ولكن هذا الاتهام يتجاهل السياق الأدبي والثقافي الذي يمكن أن تحتويه الرواية. من بين المنتقدين للرواية نجد مشاركين في المسابقة من كتاب، بعضهم قرر عدم المشاركة في المستقبل بحجة تشجيع المسابقة للانحلال. لكن الغريب في الأمر هو أن حتى كتب آسيا جبار، التي شارك هؤلاء في المسابقة التي تحمل اسمها من أجل جائزة مالية تقدر بمليون دينار جزائري، نفسها تحتوي على مقاطع مشابهة لتلك التي أثارت حفيظة المنتقدين. فهل يجب اشتراط قراءة أعمال آسيا جبار من أجل المشاركة في المسابقة؟ هذا السؤال يفتح باباً للنقاش حول المعايير الأدبية والأخلاقية في الأدب الجزائري. كما أن هناك من وقع عريضة تطالب بسحب الجائزة ومعاقبة لجنة التحكيم، وهو تصرف يعكس انعدام الفهم لأهمية حرية التعبير والإبداع الأدبي. الهجوم على الرواية بطريقة غير منطقية يظهر جلياً في قول البعض إن الرواية “لا يمكن قراءتها مع العائلة”، لكن منذ متى تقرأ الروايات مع العائلة؟ الأدب له جمهوره المختلف، ولكل عمر كتبه الموجهة إليه. الألفاظ النابية ليست غائبة عن الشارع الجزائري، بل يمكن سماعها في الشوارع بشكل يومي. كما أن الغريب هو أن عددا ممن هاجموا الرواية لاستخدامها لكلمات نابية، هم ايضا استخدموا تلك الكلمات وهاجموا الرواية وكاتبتها. الحكومة سنت قوانين وفرضت غرامات على المتلفظين بالكلام الفاحش في الأماكن العامة، فلماذا يتوجب أن نلوم الكاتبة على عكس واقع مجتمعي في روايتها؟ كذلك نجد أن بعض المؤثرين في شبكات التواصل ومغنيي الراب والراي والذين تستضيفهم القنوات التلفزيونية، يستخدمون ألفاظاً نابية، ومع ذلك لم يتعرضوا لنفس الهجوم الذي تعرضت له الرواية. في النهاية، يجب أن ندرك أن الأدب هو مرآة المجتمع، ينقل لنا صوراً واقعية وحقيقية قد تكون صادمة أحياناً، ولكنها تعبر عن تجارب إنسانية حقيقية. رواية “هوارية” لإنعام بيوض، وإن لازلت لم اطلع عليها بعد، تستحق أن تُقرأ وتُناقش بعمق، بعيداً عن الأحكام المسبقة والهجمات الشخصية، فهي تساهم في إثراء الأدب الجزائري وتفتح آفاقاً جديدة للنقاش والحوار حول قضايا مجتمعية هامة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ساغان ووجودية الفكر وشعبية التعبير next post محمد زفزاف الحاضر فينا أبدا You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024