بأقلامهم حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد نفسه في بيروت! by admin 5 يناير، 2025 written by admin 5 يناير، 2025 25 درج ميديا / حازم الأمين – صحافي وكاتب لبناني من تظاهر أمام مطار بيروت لم يتظاهر ضد نبيه بري، الذي وقّع الاتفاق ولا ضد الجنرال الأميركي الذي يشرف على تنفيذ الاتفاق بصمت، إنما تظاهر ضد كل من تسول له نفسه أن يرى الهزيمة، وتُستثنى إسرائيل من هذا الاستهداف. ليس تظاهراً ضد إسرائيل، إنما ضد لبنانيين قد تسول لهم أنفسهم بأن يشعروا بالهزيمة. مناصرو “حزب الله” الذين تجمعوا أمام مطار بيروت احتجاجاً على تفتيش سلطات المطار طائرة مدنية إيرانية قادمة من طهران، ضد من تظاهروا؟. الدولة ما زالت لهم، واتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل وقّعه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتفويض كامل من الحزب، وبري وافق على أن يكون المشرف على تنفيذ الاتفاق جنرال في الجيش الأميركي!. تفتيش الطائرة هو جزء من البنود غير المعلنة في الاتفاق، وإذا كانت الغارات التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية بشكل متواصل على لبنان خرقاً لهذا الاتفاق؛ وهي خرق مؤكد، فإن هذه الخروقات هي جزء من ستاتيكو كرسته نتائج الحرب التي أهدى “حزب الله” حكومة اليمين الإسرائيلي فرصة خوضها على لبنان عبر ما يسمى “حرب الإسناد”. إذاً، “حزب الله” يتظاهر ضد نفسه. ضد المنظومة الحاكمة التي ما زال يقودها. ضد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي لم يُشهد له موقف خارج ما يمليه عليه الحزب، وضد نبيه بري الذي يصفه الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بأنه “الأخ الأكبر”. كل خصوم الحزب في الداخل خارج السلطة، ولا نفوذ لهم في أي جهاز أمني أو خدمي فيها. لا ضباط في المطار من “القوات اللبنانية” أو من حزب “الكتائب”. لم يجر إشراك أي سياسي من خارج منظومة الممانعة في نقاش اتفاق وقف إطلاق النار. الطائرات الإسرائيلية عندما تغير على أهداف في لبنان، إنما تصفع وجه المنظومة التي وقّعت على بنود الاتفاق، وحين تنتهك مركبات الـ”ATV” الإسرائيلية غير المصفحة التي تصول وتجول على الحدود، قرانا وأوديتنا إنما تستعين بخذلان المنظومة الحاكمة لنا ولكراماتنا. لا بأس، ولكان واحدنا ليصمت ويقول إن الهزيمة تُملي علينا التعامل مع أمر واقع مر، وإنها ليست آخر المطاف، لكن الوجه الآخر للمأساة ينطوي على “نصرٍ”، وهو ليس نصراً على إسرائيل، إنما سعي لنصر في الداخل. فمن تظاهر أمام مطار بيروت لم يتظاهر ضد نبيه بري، الذي وقّع الاتفاق ولا ضد الجنرال الأميركي الذي يشرف على تنفيذ الاتفاق بصمت، إنما تظاهر ضد كل من تسول له نفسه أن يرى الهزيمة، وتُستثنى إسرائيل من هذا الاستهداف. ليس تظاهراً ضد إسرائيل، إنما ضد لبنانيين قد تسول لهم أنفسهم بأن يشعروا بالهزيمة. الأرجح أن “حزب الله” يتخبط بهذه المهمة، ذاك أن الحكمة تقتضي التعامل الواقعي مع ما جرته الحرب عليه وعلينا. الوقائع ثقيلة إلى حد يصعب معه تحويلها إلى الداخل. حتى فكرة خلق واقع ميداني جديد في الداخل صارت صعبة. “7 أيار” جديد سيعتبره الجنرال الأميركي خرقاً لاتفاق الهدنة، والحدود مع دمشق لم تعد على ما كانت عليه، وحلفاء الحزب في الداخل بدأوا يعيدون حساباتهم بعد الحدث السوري. “حزب الله” ليس جسماً سياسياً مرناً يمكنه امتصاص الضربات ومراجعة تجربته. أي مراجعة تعني إعادة النظر بالمرحلة التي قاد فيها أمين عامه الراحل السيد حسن نصرالله الحزب وحدد فيه خياراته. ثم إن المراجعة لا يمكن أن تجري إذا لم يأذن بها الولي الفقيه الذي لم يهضم بعد الهزيمة في سوريا. علينا أن ننتظر مزيداً من مظاهر الاحتجاج والصدام بين “حزب الله” وبين نفسه، أو بينه وبين منظومته، والأمر الوحيد الذي ستتولى هذه المظاهر إعاقته، هو تعاملنا مع الكارثة التي حلت علينا بفعل الحرب. فالواقع ثقيل ونتائج الحربين في لبنان وسوريا لن تساعد الحزب على سوقنا إلى نصره. إيران تتخبط في سوريا، والخامنئي يتأسف كل يوم على “ضياع مستقبل الشباب في سوريا”، وإذا انسحب هذا التخبط على لبنان، فقد يعني ذلك قراراً آخراً بالصدام مع القوى الدولية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وهو صدام لن يكون متكافئاً، لا سيما بعد العشرين من كانون الثاني، يوم وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. الإخراج النموذجي لهذا الانسداد، يتمثل في أن يتعامل “حزب الله” مع الواقع الجديد في لبنان وفي سوريا وفي إيران، بأن يعود إلى حجمه الطبيعي ممثلاً لقواعده الانتخابية كحزب من بين الأحزاب اللبنانية. لكن مرة أخرى، ستعيق هذا الافتراض حقيقة “ولاية الفقيه” من طهران إلى بيروت، التي جرى قطع طريق إمدادها في دمشق. وأغرب ما نعيشه هذه الأيام يتمثل في أن نظام الأسد سقط في دمشق وما زال يشتغل في بيروت. نظرة سريعة إلى المنظومة الحاكمة في لبنان لن تأخذنا إلى غير وجه بشار الأسد، وفي أحسن الأحوال إلى وجه أبيه. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم صاغية يكتب عن: على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا next post ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع الاجراس؟ You may also like غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: على هامش سؤال «النظام»... 5 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: بشار في دور... 4 يناير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة 4 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: رئيسٌ للبنان..بالتوافقِ الأميركيِ الفرنسيِ... 2 يناير، 2025 كاري أي. لي تكتب عن: مفارقة الردع بين... 2 يناير، 2025 أسلحة سوريا الكيماوية لا تزال في مخازنها 2 يناير، 2025 مايكل هوروفيتز يكتب عن: إسرائيل في الشرق الأوسط... 1 يناير، 2025 حسام عيتاني يكتب عن: الناس بعد تغيير الخرائط 1 يناير، 2025