جونسون: “وعد بلفور كان دولتين”… علينا أن نفي بالوعد

قال في حوار من الرياض إنه مندهش من استهداف سكان لندن قضاء “الكرسميس” في السعودية

اندبندنت عربية / مصطفى الأنصاري كاتب وصحافي @mustfaalansari

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إن ما حدث في غزة ” كان مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، لكنه اعتبر الحل موجوداً وليس على المجتمع الدولي إلا أن يجمع عليه طرفي الصراع، فوعد بلفور كان دولتين.

جاء ذلك خلال حوار معه ضمن المنتدى السعودي للإعلام في الرياض بحضور دولي وعربي كبير، أكد فيه أنه يعول على شجاعة القيادة السعودية التي قال إنها صنعت التاريخ في المنطقة والعالم بجمعها الأمس بين أميركا وروسيا، معرباً عن اعتقاده بأن “الرياض ستواصل القيام بدورها وتجلب السلام للمنطقة بأسرها في ظل قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.

وأضاف “الذي أحاول قوله إن بلدان المنطقة والسعودية تحاول المساعدة في الأزمة الفلسطينية، والرياض تقوم بدور تاريخي في جلب السلام للمنطقة، وهو ما أوشكت أن تنجح فيه قبل السابع من أكتوبر 2023 لكنها ستواصل مساعيها”.

وكانت الرياض قاب قوسين من عقد صفقة مع إسرائيل بوساطة أميركية في مقابل معاهدة طويلة الأمد مع واشنطن ومضي إسرائيل في تنفيذ حل الدولتين، إلا أن الرياض علقت خطتها تلك بسبب الحرب، ورفضت التنازل عن الجانب المتعلق بحقوق الفلسطينيين من الخطة على رغم ضغوط إسرائيل وحلفائها.

وأقر جونسون بأن الحرب خلفت أزمة إنسانية كبيرة وأن ما حدث في غزة “كان مأساة بما تحمله الكلمة من معنى، وشعرت بالأسى لشعب غزة ولا بد من حل وهو السلام، فالمطلوب أن نجمع الراغبين في السلام من كلا الطرفين”.

وشدد أن على الجانب البريطاني أن يفي بالوعد، وهو “الدولتان” في وعد بلفور 1917، “بأن تكون هناك دولة عربية وأخرى يهودية في فلسطين، وهكذا فإنه لا بد من حل الدولتين”.

وكانت بريطانيا قادت التوجه الغربي ومنحت اليهود حق الاستيطان في فلسطين بدايات القرن الماضي حين كانت لندن الإمبراطورية تحتل المنطقة، إلا أن الرفض العربي القاطع لذلك ولد حالاً من الصراع أنتجت حروباً عدة أشهرها حرب 1948 التي جاءت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل وتهجير السكان الأصليين العرب من مدنهم، فيما عرف عربياً بـ”النكبة”، وكذلك حرب الأيام الستة 1967 التي اتخذتها إسرائيل ذريعة للسيطرة على مزيد من الأراضي.

ويطالب المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية والعرب الآن بإقامة دولة فلسطين على حدود 67 فقط، وهي القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى ومناطق سيطرة السلطة الفلسطينية و”حماس” في الضفة وغزة.

وحول توجه الإدارة الأميركية الجديدة نحو مشروع مغاير لحل الدولتين وإعمار غزة بعد الحرب، قال جونسون “أنا أدرك تماماً أن تحويل غزة إلى ريفييرا أو لاس فيغاس أمر غير واقعي، وهناك فكرة أساس وقيادة مختلفة في هذه المنطقة لإحلال السلام”، مشيراً إلى أن الجهود في هذا الصدد قد تفضي بعد المصالحة إلى استقرار “ورخاء كبير في غزة بعد الإعمار”، بعيداً من الأفكار التي روج لها الرئيس ترمب.

وفي الشأن السعودي خاطب الجمهور في قاعة الحوار قائلاً “افخروا بما حققتموه فهو كثير وسريع”، وأضاف “بالنسبة إلى ولي العهد أجدني متردداً في تقديم أي نصيحة له لأنه كان أكثر نجاحاً سياسياً مني، إلا أنني أود فقط أن أقول استمر، واستمر في ما تفعله وواصل إظهار الشجاعة المذهلة، الشجاعة السياسية التي أظهرتها حتى الآن، لأنه كما قال ونستون تشرتشل ‘الشجاعة هي أعظم الفضائل’، وأعتقد أن هذا البلد محظوظ بوجود قائد يتحلى بالشجاعة”.

ومن بين الأشياء التي رأى أن السعودية حققت فيها النجاح هو استقطاب السياح لدرجة أنه دهش من استهداف البريطانيين لقضاء “الكرسميس” في السعودية من خلال حملات الرياض الدعائية  داخل بلاده، مضيفاً “زوروا السعودية، القصة هنا رائعة، من يملك مثلها”؟

المزيد عن: السعوديةفلسطينغزةترمبوعد بلفورإسرائيلبريطانياجونسون