جوزيف عيساوي : هدى النعماني، السيدة التي لا اقلّ من النبل يليق بها.

هدى النعماني، السيدة التي لا اقلّ من النبل يليق بها. شاعرة الحب والصوفيّة والنضال بالشعر لإعلاء الأنوثة في شرق يمجّد الفحولة والسيف.

الراحلة بريشة الفنان بول غيراغوسيان

سليلة المتصوف عبد الغني النابلسي الدمشقي المتخرجة من كليّة الحقوق في سوريا قبل ان تنتقل العام 68 الى لبنان. الأرستقراطية التي جمعت في صالونها بل وفي قلبها الشعراء، وفيهم المتخاصمون ممن اصطلحوا على تسمية انفسهم ب”روّاد قصيدة النثر” من جماعة مجلة “شعر”. جمعت مثلاً انسي الحاج وشوقي ابي شقرا بعد خصومة طويلة قاربت العداء. وحاولت بلا تكلّف منح الشعر ما افتقد من تكريم سواء بالأمسيات الحميمة، العفوية، في منزلها، او دعم الشعراء الجدد بشتى السبل. بين مزاح وجدّ كانت تقول ان شعرها، وهي الرسّامة ايضاً، يستحق المكانة التي احتلها شعر صديقها نزار قبّاني “لكنّ العرب يثمّنون جواهر الرجل وحسب”. لأجيبها “صحيح، جواهر الرجل كلها” ونضحك ضحكاً شاهقاً كالحبّ. قالتها لنزار كما اسرّت اليّ واتفقنا ان الحب لديها واختلاطه بالتجربة الصوفية قد نَقَلَ القصيدة من ذوق العوام الى الذائقة المتطلبّة، وإن نزاراً يبقى موهبة كبيرة غرفت من الحب والإيروسيّة والمجتمع والسياسة لتترك في كل موضوعة منها قنبلة بل قنابل. كانت هدى اوّل شاعر/ة عربي يسجّل قصائده بصوته في مكتبة الكونغرس في اميركا. وهي عنيت بإخراج مجموعاتها بأناقة وترف، عنايتها بصداقة الأنام. ستّ هدى لا انسى خفرك الذهبيّ، لا انسى ابتسامتك تساهرنا كحنان الى الأبد، وكرَمَ نصوصك باذخة الوجدان تقرأينها بعد نصوصنا، لكأن الشعر تلك اللحظة هو الحياة والعزّ، هو الذات والآخر ولا شيء خارجه ولا شيء عداه. اذا كان الشعر انساناً، وهو كذلك احياناً وعلى غفلة منه، سيكون امرأة تدعى هدى. هدى النعماني.

صفحة الكاتب/ facebook

#هدى_النعماني