الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت عن : هل يتعهد سليمان فرنجية الاستقالة من الرئاسة إذا فشل في معالجة عودة النازحين السوريين خلال سنتين؟

جهاد الزين يكتب من بيروت عن : هل يتعهد سليمان فرنجية الاستقالة من الرئاسة إذا فشل في معالجة عودة النازحين السوريين خلال سنتين؟

by admin

 

مشروع ترشيح سليمان فرنجيه للرئاسة هو اختبار ربما نهائي لبرنامج من الواقعية السياسية يقوم على ثلاثة بنود هامة لا غير هي إعادة النازحين السوريين وضبط سلمي لمغامرات “حزب الله” العسكرية ومن ثم ترسيم الحدود مع سوريا.

النهار – جهاد الزين

اقترحتُ مرة على الصديق عالم الاجتماع فردريك معتوق الذي كتب كتابا يُعتبَر من الكتب النادرة التي ينقل فيها الكاتب شهادة عائلية مباشرة بعيدة من الخرافات أو المبالغات عن المجاعة في جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى، وتنطلق هذه الشهادة من رواية جده وتدور حول جدته التي ذهبت خلال الحرب العالمية الأولى من قريته سرعل إحدى قرى زغرتا الى طرابلس لكي تحصل على لقمة العيش ولكنها ماتت جائعة في شوارع المدينة…(1)

اقترحتُ، مؤخراً على د. معتوق أن يضع كتابا جديداً يعالج فيه ظاهرة الكره السياسي الشديد عند الموارنة، هذا الحد الطافح من الكراهية، وهو سؤال يخفي وراءه، في اعتقادي، سؤالاً أعمق يتعلّق بطبيعة ممارسة الموارنة وزعمائهم للسياسة وفهمها، بحيث أنهم يخسرون دائما معارك فاصلة أمام أحزاب طوائف من بيئات طائفية أقل تأهلاً تعليمياً وحداثة غربية من الموارنة (سابقاً على الأقل) مثل العلويين والدروز والشيعة فيما الموارنة حتى في أريافهم القصيّة أتيح لهم قدر من التعليم الغربي التدريجي المبكر منذ القرن السابع عشر؟ بالمناسبة، يكشف معتوق في كتابه المشار إليه استناداً إلى سجلات الكنيسة (المارونية)المحلية كيف كان إنشاء المدارس بأوامر من روما سياسة دؤوبة متصاعدة للكنيسة.

أقف عند هذه النقطة (الكراهية) لا لأستثني الطوائف الأخرى، بل لأخصّص الموارنة، فعند المسلمين، رفع الإسلامُ السياسي الأصولي، وهو ظاهرة فتية زمنيا، من منسوب الكراهية الداخلية في الجماعات المسلمة إلى درجة استثنائية. إنما موضوعنا هنا يتعلق بجماعة أقلية في الشرق يُفترض بفكرة التضامن في المخاطر المصيرية أن تكون مؤثرة في قراراتها السياسية. وهم الموارنة.

الكراهية التي نراها هنا عند الموارنة ويختصرها البعض بأنها كراهية بين زعمائهم ويربطونها بسبب سطحي هو التنافس على رئاسة الجمهورية، يبدو أنها تعطِّل في العقل الجمعي الماروني القدرة على ممارسة السياسة بعيدا عن التعصب الذي يشلّ على الأرجح حداثتهم الثقافية والاجتماعية الأكيدة.

عينةُ تعامُلِهم مع ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة تعطينا صورة سياسية كاشفة.

سمير جعجع يظهر أسير ثلاثة طوابق من الحساسية السلبية تجاه هذا الفرع النافذ من آل فرنجيه، الطابق المحلي الشمالي، والطابق الحزبي و الطابق الأسدي السوري، بما يجعل جعجع لا يقبل ولا يتصوّر سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية حتى لو استلزم الأمر سابقا تجرّعَه لسم الاتفاق مع عدو آخر شديد الكراهية المتبادلة بينهما هو ميشال عون، تجرعه مرتين، مرة عام 2016 أوصلت أو ساهمت بإيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية ومرة عام 2023 لكي لا يصل سليمان فرنجيه إلى الرئاسة.

أما سامي الجميل فيظهر أنه لا زال أسير إرثه الكتائبي كلما حاول أو تظاهر بالخروج منه بما يجعله وهو الحديث الطلعة السياسية يبدو مثل الملكة الساحرة في قصة “بلانش نيج” كلما نظرت في المرآة شاهدت شكلها السابق فتقدمت الحساسية الموروثة على أي قدرة على ممارسة السياسة بصفتها ممارسة تسووية أو رحبة.

التيار العوني، وتحديدا الرئيس عون وجبران باسيل، يرثان هذا التقليد الكرائهي التنافسي بما يُمْكِن أن يُضاف إليه من بُعْدٍ طبقي ومناطقي، وإلا ما معنى هذه الحدة تجاه فرنجيه، وهي حدة مفهومة في حالتي جعجع والجميل، وغير مفهومة تماما في حالة زعيم ورئيس التيار العوني. فلا تبقى سوى الحسابات الشخصية جدا، أو ذلك البعد، ربما الانتحاري، من السياسة؟ دون أن يعني ذلك أنني لا أتفهّم موقفهما من المكوِّن غير الإصلاحي في سليمان فرنجيه. لكن أين هم الإصلاحيون الفعليون في بلد كلبنان حتى لو توفرت الأفكار الإصلاحية فهي تبقى أفكارًا لا قوى إصلاحية قادرة على حملها حتى بعد ثورة 17 تشرين التي نجحت في الإسقاط الأخلاقي للمنظومة السياسية ولكنها تفشل فشلا ذريعا في التغيير السياسي وها هم معظم ممثلي 17 تشرين النواب يضطرون للارتماء في أحضان جزء من المنظومة.

اتصل بي صديق كتائبي سابق من باريس بعد مقالي الأخير ليقول لي أن الموارنة لا يفكرون في التسوية في حين أن المنطقة حولهم تعج بتسويات واتجاهات تسويات من كل حدب وصوب.

الفكرة التي حاولتُ طرحها في مقالي السابق يوم الثلاثاء الماضي (“قراءة مختلفة لمسألة سليمان فرنجيه”) هي أنه يتميّز عن باقي الأسماء المارونية وبسبب علاقته الوطيدة بالرئيس بشار الأسد وإيران برصيد ربما ساعده أو ساعد لبنان على حل مسألة النازحين السوريين واستطرادا الضبط السلمي لمغامرات “حزب الله” العسكرية التي قد تهدِّد السلام الكياني اللبناني لاسيما بعد الاتفاق الأميركي الإيراني الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ، حتى أنني أمام هاتين العلاقتين مع سوريا وإيران تساءلتُ ما إذا كانت سوريا وإيران صاحبتي مصلحة في وصول فرنجيه للرئاسة وهذا طرح للمسألة يبلغ حد الطرافة قياسا بما تبذله الدولتان، ومعهما روسيا، من مجهودات إيصاله؟

أضيف في مقالي اليوم: ما المانع أن يُطرح على سليمان فرنجيه كمرشّح تسوية تحت الاختبار أن يتعهّد أمام الشعب اللبناني والمسيحيين خصوصا إذا جرى انتخابه، أن يستقيل من منصبه كرئيس للجمهورية خلال سنتين إذا لم يتمكّن من معالجة مسألة عودة النازحين السوريين إلى سوريا وإذا لم يستطع كبح الجماح السلمي لأي مغامرة خطرة ل”حزب الله”, فيما يستغرق لاحقا جزءا من عهده لإنجاز ترسيم الحدود البحرية وما أمكن له من الحدود البرية مع سوريا.

لو وصل سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية فسيصل في زمن استهلك فيه “الثنائي الشيعي” كل مخزون مشروعه لتعبئة هياكل الدولة اللبنانية بالمحاسيب والأنصار (مثله مثل “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” ولو بنِسَب أقل) حتى بلغت هذه التعبئة حدود انهيار الدولة وتحولها إلى هياكل من الوظائف – الجِيَف بلا رواتب أو برواتب فضائحية. فكرة “صعود الطائفة” التي بنى عليها “الثنائي الشيعي” اساس صعوده إلى السلطة،استنزفت نفسها إلى حدها الأقصى عند الشيعة حتى انفجرت على أصحابها وبين أيديهم كقنبلة لم ينتبهوا أنها موقوتة. ثم انتقلوا إلى شعار مقاومة إسرائيل، الذي حقّق نجاحات في البداية ثم أصبح تمسكا عنيدا لدوافع إقليمية بعد أن فقدت فكرة مقاومة إسرائيل في لبنان بعد التحرير – الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 مبرراتها العملية.. أما فكرة “تأمين الوظيفة في الدولة” فقد أصبحت غير مغرية للشباب اللبناني المهاجر، بل أصبحت مستهلَكَة أيضا، بما يُدخِل الطبقة السياسية والدولة في حقبة مختلفة رغم استمرار تشدّق المنظومة السياسية بشعار “إعادة بناء الدولة” الفارغ حاليا من أي مضمون جدي. لكن هذا يفتح على موضوع عويص يتجاوز أي رئيس آتٍ…

مشروع ترشيح سليمان فرنجيه للرئاسة هو اختبار ربما نهائي لبرنامج من الواقعية السياسية يقوم على ثلاثة بنود هامة لا غير هي إعادة النازحين السوريين وضبط سلمي لمغامرات “حزب الله” العسكرية ومن ثم ترسيم الحدود مع سوريا.

لم أكن قد قرأت كامل كتاب فردريك معتوق حين اقترحت عليه فكرة كتاب الكراهية السياسية عند الموارنة (وطبعا عند غيرهم)، لأني وجدت أنه اقترب من هذا الموضوع في الفصل الخامس وقام بتحليل تطور تماسك ثم تفتت العصبية المارونية بالاستناد إلى الدور المحوري للبطريركية المارونية داخل الجماعة المارونية وفي تأسيس الكيان اللبناني الحالي. فيكتب في الصفحة 134:

“تكاثرت “العائلات السياسية” (للدلالة على انتمائها المعرفي الأصيل لمنظومة تفكير وتخطيط وتنفيذ أهل العصبيات). وأنشأ كل بيت من هذه البيوتات عُصَيْبِيّة (ميني عصبية) مارونية خاصة به،الأمر الذي سحب منطقه على البيوتات السياسية في الطوائف اللبنانية الأخرى”.

وفي ما يسمّيه معتوق “خلاصة مسؤولة” يكتب في الصفحة 140- 141 حول طبيعة نظامنا السياسي:

” لقد لجأت السلطة الكنسية المارونية بكل نيات حسنة واطمئنان ضمير إلى صيغة دولة الملك العتيدة، المعاد تأهيلها بحيث يتزاوج فيها الديني مع المدني شكلاً، اعتقادا منها أنها تشكّل الصيغة الفضلى، من دون أن تقيم وزنا لكونها صيغة محاصرة ملغومة بالعصبيات

“كان ذلك خيارا استراتيجيا مميتا للديموقراطية الريبوبليكانية المتاحة، فالقيمون على دولة لبنان الكبير العتيدة، كما السلطات الأجنبية الراعية لها، تمسّكوا بنظام يحاكي نظام الملل العثماني في العمق، مغلّفاً بقشرة من الشوكولاته الجمهورية”

(1)”خبز الموارنة وخبز الحياة- نشأة عصبية وتهاويها”- الدكتور فردريك معتوق- منتدى المعارف

‏jihad.elzein@annahar.com.lb‏

‏Twitter: @ j_elzein

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00