الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت : مراجعة لكتاب إليزابيت إكونومي

جهاد الزين يكتب من بيروت : مراجعة لكتاب إليزابيت إكونومي

العالم منظوراً إليه من الصين

by admin

النهار – جهاد الزين

قرأت على “كيندل” كتاب الباحثة الأميركية إليزابيت إكونومي: “العالم منظوراً إليه من الصين” (*). يقدّم كتاب إيكونومي الصادر عام 2022 المتغيرات في الحضور والمشاريع الصينية في العالم بشكل مفصّل ومرتبط بالوضع الداخلي، خصوصا منذ بداية العقد الثاني من هذا القرن وبشكل مركّز منذ تولي الرئيس شي جي بينغ. وهي إذْ تحاول أن تعرض صورة موضوعية بل حتى إيجابية عن المنجزات الصينية، تحاول أيضا أن تقدم سجلا تحليليا ومعلوماتيا شاسعا في الداخل والخارج عن المعضلات العميقة في العالم التي تواجه النفوذ الصيني. حتى ليحار القارئ هل الكتاب جزء من بروباغندا أميركية أم هو شهادة على الحجم الاستثنائي للتقدم العلمي الصيني كما للتقدم الاقتصادي والجيوسياسي.في الحالتين هو بحث عالي المستوى والمصادر في الاقتصاد السياسي.

سأختار من فصول الكتاب السبعة وصفحاته ال 293 عددا من المقتطفات الحرفية التي تحاول فيها الكاتبة أن تعرض وتفهم آليات نجاح التقدم الصيني وانتشاره في العالم كما بعض المقتطفات لفهم “مبادرة الحزام والطريق”

1-

“تقدّم خطة الألف موهبة (Thousand Talents Plan)، من خلال تجنيد علماء للعمل في الصين أو معها، مجموعة مدهشة من التحفيزات. وفي معظم الأحيان، ستعمد الحكومة الصينية، بالشراكة مع إحدى الجامعات، إلى تزويد العلماء من الدرجة الأولى بمختبراتهم الخاصة ذات التمويل الجيّد، وتسدد لهم نفقات المعيشة ورواتب سخيّة جداً. وترحّب الخطة أيضاً بالعلماء الصينيين الذين هم مواطنون في دول أجنبية ومقيمون في بلدان الاغتراب على حد سواء من دون اشتراط تخلّيهم عن جنسيتهم. وبلغ عدد العلماء المشاركين في الخطة أكثر من 1000 عالِم بحلول عام 2019. وفي هذا الصدد، أشار الأستاذ المعاون في مادة الفيزياء في جامعة نيويورك في شنغهاي، تيم بايرنز، إلى أنه حين يتجاوز الأشخاص مستوى معيّناً من التحصيل العلمي، يتقدّمون بطلبات إلى جميع البلدان في العالم: “يعبر الأشخاص الحدود طوال الوقت، وفي نهاية المطاف يتجمعون حيث هناك القدر الأكبر من المال”.

ولكن على الرغم من تقييم بايرنز، لم ينتقل سوى 390 عالماً ومهندساً غير صيني إلى الصين للمشاركة في الخطة.

تتألف الغالبية الساحقة من مواطنين صينيين أو أشخاص كانوا مواطنين صينيين وأصبحوا مواطني بلدان أخرى. وحتى في هذه الحالة، قد يكون من الصعب جذب العلماء المرغوبين جداً وإغواؤهم بالعودة إلى الصين. فبين عامَي 2014 و2018 مثلاً، مكث 90 في المئة من الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة بعد نيلهم شهادة دكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعاتها”

2-

“الصين هي أكبر مستهلك لشبه الموصّلات في العالم، والرقائق هي أكبر واردات البلاد من حيث القيمة النقدية – حتى إنها تتخطى النفط في هذا المجال – ولكن البلاد لم تطوّر بعد قدرة محلية بالكامل لإنتاج الرقائق الأكثر تقدّماً. تشتمل عملية الإنتاج على مراحل مختلفة عديدة هي: التصميم والتصنيع والتجميع والاختبار والتوضيب. وفي ما خلا أفريقيا، تضم كل قارّة من القارات بلداناً تشارك في جزءٍ معيّن من سلسلة الإمداد. تتفوّق الصين في المرحلة الدنيا في عملية التجميع، وفي الاختبار والتوضيب في سلسلة الإمداد الخاصة بالرقائق”.

3- الإنترنت

“الخطوة الأكثر جرأة التي أقدمت عليها الصين لفرض رؤيتها في حوكمة الإنترنت على باقي العالم تتمثّل في مبادرتها لوضع بروتوكول جديد للإنترنت. قدّمت شركة “هواوي”، إلى جانب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، وشركتَي الاتصالات China Unicom وChina Telecom، اقتراح بروتوكول الإنترنت الجديد أمام الاتحاد الدولي للاتصالات في عام 2019. يتضمّن بروتوكول الإنترنت الجديد إمكانية امتلاك الدولة، من خلال سيطرتها على مقدّمي خدمة الإنترنت، “السيطرة والإشراف على كل جهاز مرتبط بالشبكة، والقدرة على رصد الوصول الفردي والتحكّم به”.

4-

“بحلول عام 2001، كانت معدّات النظام العالمي لاتصالات الهواتف المحمولة قد رُكِّبت في أكثر من 20 مقاطعة صينية و10 بلدان، مع 30000 محطة قاعدية. وقد أشار رين إلى أن معظم العقود الأولية التي أبرمتها شركة “هواوي” كانت في أفريقيا لأن منتجاتها لم تكن تضاهي منتجات الشركات الغربية، وكذلك لأن البلدان الأفريقية أظهرت قبولاً لشركة “هواوي”: “كانوا في خضم حرب وجميع الشركات الغربية لاذت بالفرار”.

5 – نقلا عن مسؤول صيني كبير:

“إذا لم تسمح الولايات المتحدة بتدفّق المياه نحو أسفل الجبل، فقد يعمد الأشخاص عند سفح الجبل إلى حفر الآبار لريّ محاصيلهم… في تلك الحالة، لن تُدفَع أموال للولايات المتحدة… وبما أننا حفرنا آباراً كثيرة عند سفوح جبال الهملايا، واستخدمنا مياه الآبار لريّ محاصيلنا، نعتقد أننا قادرون على الصمود… ولكن حفر الآبار ليس هدفنا النهائي. نريد العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق نجاح مشترك”.

6- “

‏WeChat هي في المرتبة الثالثة بين منصّات مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر رواجاً في العالم؛ يتراوح عدد مستخدمي WeChat الذين يعيشون خارج الصين من 100 مليون إلى 200 مليون شخص، 19 مليوناً منهم موجودون في الولايات المتحدة فقط. وفي حين أن الرقابة تُفرَض فقط على المستخدمين المسجّلين بواسطة رقم هاتف صيني، يكشف تحقيق أجراه مختبر المواطنين (Citizen Lab) في جامعة تورنتو أن WeChat يراقب في الواقع المحتوى الذي ينشره هؤلاء المستخدمون الأجانب ويقوم بجمعه، ويستخدم هذه المعلومات لتطوير قدراته في الرقابة على الحسابات المسجَّلة في الصين”

7-

“لا يعني غياب الصين عن المشاركة في إعداد الكثير من الاتفاقات الدولية القائمة حالياً أنها لم تستفد من المنظومة الراهنة. في الواقع، غالباً ما يؤكّد المسؤولون الصينيون أنهم لا يريدون تقويض المنظومة الدولية لأنهم أفادوا منها. ولكن بيجينغ تسعى الآن إلى وضع بصمتها على جميع ميادين السياسات تقريباً – من خلال إصلاح المعايير والقيم من أجل تعزيز المصالح الصينية”.

8 –

الأويغور

“على الرغم من أن بيجينغ تصرّ على أن المنشآت هي عبارة عن مراكز تدريب مصممة لتزويد الأويغور بمهارات جديدة، فإن أسلوب الخطف السرّي والحجز القسري، والإجراءات الأمنية المشددة حول المخيّمات، وما يرويه أشخاص من الأويغور وأقليات تركية أخرى تواجدوا في مراكز التدريب هذه عن التعذيب والإخصاء القسري تشير إلى خلاف ذلك. وفقاً لمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، شيّدت الصين 380 مركز اعتقال في المنطقة، ويضم الأكبر بينها نحو 100 مبنى”.

( من خارج الكتاب لا بد من التذكير بأن قمة آسيوية ضمت رؤساء جمهوريات آسيا الوسطى الخمس عُقِدت قبل أيام في إحدى مناطق الصين وبحضور الرئيس الصيني، وهي كلها جمهوريات مستقلة (كازاخستان، أوزبكستان، تركمانستان، طاجكستان، وقيرغيزستان) ولكنها تنتمي إلى المحيط الإقليمي والمسلم الذي تنتمي إليه منطقة سينكيانج الصينية ذات الأغلبية المسلمة (الأويغور).

9- المصرف الآسيوي

“في عام 2009، اقترح زنغ شينلي، نائب الرئيس التنفيذي في المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية (China Center for International Economic Exchanges)، وهو مركز أبحاث مرموق، إنشاء مصرف متخصص للاستثمار في البنى التحتية في البلدان الآسيوية. اقترح زنغ أن يكون المصرف مكاناً بديلاً لفائض الرأسمال الصيني، مشيراً إلى أنه بدلاً من شراء سندات خزينة أميركية تنطوي على مخاطر مرتبطة بسعر الصرف، من الأفضل استثمار الأموال في آسيا، حيث “ستحقق حكماً إرباحية أعلى من سندات الخزينة الأميركية”. كانت تطلعاته للمصرف كبيرة: “سيولّد المصرف الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، من خلال امتلاكه نظام رأس مال مشترك تستثمره البلدان الآسيوية، ظروفاً مؤاتية لآسيا كي تجتذب رساميل خارجية وتحقق انتعاشاً اقتصادياً”.

10- مبادرة الحزام والطريق والأمم المتحدة

“قطعت الصين أشواطاً مهمة نحو تعزيز موقعها في المؤسسات العالمية وفي إصلاح المعايير والقيم في تلك المؤسسات بطرق تجعلها أكثر مواءمة مع معاييرها وقيمها. ولكنها تواجه بصورة متزايدة انتكاسة في جهودها الهادفة إلى تعزيز رهاناتها الاقتصادية في القطب الشمالي، وتعزيز مبادرة الحزام والطريق في الأمم المتحدة، وتعيين مسؤوليها في مناصب قيادية.كلما حققت الصين نجاحاً أكبر في استخدام نظام الحوكمة العالمي لتعزيز تفضيلاتها في السياسة المحلية، ازدادت المقاومة من الجهات الفاعلة الأخرى وبات من الأصعب إحراز تقدّم في المستقبل.

– في كانون الثاني 2015، أصدر مركز التنمية والبحوث التابع لمجلس الدولة تقريره بعنوان “حزام واحد، طريق واحد: الرابط الاقتصادي للتنمية السلمية”، والذي حدّد التحديات المحتملة لمبادرة الحزام والطريق، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي في البلدان الشريكة للمبادرة، وسياسات التجارة الدولية غير المنسّقة في المناطق الأساسية لمبادرة الحزام والطريق، ونقص التمويل في البلدان الشريكة، ونقص منصّات الاستثمار والتمويل الناضجة.

– حاولت الصين أن تصوّر مبادرة الحزام والطريق بأنها ترتيب متعدد الأطراف ومبادرة عالمية. ولكن الواقع مختلف تماماً. إنها مجموعة من الاتفاقات الثنائية التي غالباً ما تكون غير شفافة والتي تُوقَّع بموجب مفهوم إطاري صيني. تعزز منتديات الحزام والطريق أكثر فأكثر الانطباع بالمحورية الصينية: يتوجّه رؤساء الدول إلى الصين سعياً لإبرام صفقات معها من موقع المتوسّلين إليها. حتى مجموعات مثل مبادرة 17+1 تشجّع البلدان الصغيرة والمتوسطة الحجم على التنافس في ما بينها لنيل الحظوة لدى الصين بدلاً من التوحّد حول موقف تفاوضي مشترك.

– تعزز منتديات الحزام والطريق أكثر فأكثر الانطباع بالمحورية الصينية: يتوجّه رؤساء الدول إلى الصين سعياً لإبرام صفقات معها من موقع المتوسّلين إليها. حتى مجموعات مثل مبادرة 17+1 تشجّع البلدان الصغيرة والمتوسطة الحجم على التنافس في ما بينها لنيل الحظوة لدى الصين بدلاً من التوحّد حول موقف تفاوضي مشترك. لمبادرة الحزام والطريق القدرة على زيادة المداخيل عالمياً وجلب الاستثمارات الضرورية جداً للبلدان التي كانت لتجد، لولا ذلك، صعوبة في تحديث بنيتها التحتية”.

كقارئ لا بأس من تكرار القول أن قوة الحضارة الغربية هي في الحرية التي تنطوي عليها تقاليد البحث العلمي التي تتيح البحث وإنتاج كتب من هذا المستوى وغيرها الكثير طبعا في حقول مختلفة. حين يصبح بإمكاننا أن نقرأ في داخل الصين كتابا نقديا عن الصين، يمكننا أن نتوقع لمن سيكون الفوز. أو بكلام آخر سنتوقع هزيمة الغرب

‏jihad.elzein@annahar.com.lb‏

‏Twitter: @ j_elzein

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00