بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن: قيام الدولة الفلسطينية(حل الدولتين) يمنع انهيار كل دول المنطقة by admin 20 مارس، 2024 written by admin 20 مارس، 2024 211 قيام الدولة الفلسطينية يحمل معه إعادة الحياة إلى الدولة الوطنية في المشرق، سوريا ولبنان والعراق والأردن الدولة التي هزّتها بشكل متواصل ولكن متفاوت القضية الفلسطينية خصوصا بعد العام 1947 ولكن التي يمكن أن تدخل كياناتُها في حقبة استقرار وتماسك بعد قيام الدولة الفلسطينية، النهار – جهاد الزين هل استغرق الأمر قرنا من الزمان ونيفا من السنوات لكي “تكتشف” الوطنيات التي أنتجها الإطار العام لاتفاق سايكس بيكو في المشرق العربي أنها محتاجة إلى قيام الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين حتى تستقر وتنجو من الانهيار الذي أصاب كلا منها؟ الآن نكتشف أيضا، ومعنا كل الكرة الأرضية، أن دول سايكس بيكو كان ينقصها الدولة الوحيدة التي لم تولد بعد العام 1947 حين وُلِد توأمها وهو الدولة العبرية أو إسرائيل سواء بسبب الرفض العربي يومها ثم لاحقا بعدما قبل العرب بها بعد العام 1967 على عشرين بالمائة من مساحة فلسطين بسبب الرفض الإسرائيلي ثم عندما تبلور نضج بعض المجتمع الإسرائيلي للقبول التدريجي بقيامها تولّى اليمين العنصري الإسرائيلي نسف مشروع الدولة الفلسطينية الذي كانت الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات افتتحت العمل على قيامها كدولة فلسطينية وباشرت بتنفيذها عبر نواة السلطة الوطنية الفلسطينية. بعد 7 أكتوبر، التي قامت بها، ياللمفارقة، قوتان هما “حماس” وإيران، لا تؤمنان ولا تريدان حل الدولتين، صارت الدولة الفلسطينية، أي حل الدولتين، معادلة عالمية وأميركية وغربية تفرض وستفرض نفسها على اليمين العنصري الإسرائيلي. كنتُ كتبتُ أن 7 أكتوبر أعادتنا إلى خطاب عام 1947- 1948 ولكننا طبعا لم نعد إلى ذلك الزمان. ربما فتح رد الفعل العالمي على 7 أكتوبر المجال لسد ثغرة تبيّن أنها عميقة في الخارطة الدولتية (من دولة) لسايكس بيكو. تحقق الوطن القومي اليهودي ونشأت دول لبنان وسوريا والعراق والأردن ولكن الدولة الفلسطينية لم تنشأ. هكذا هي خبرة أكثر من سبعين عاماً من الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي تثبت كما لو أن “سايكس بيكو” بلا دولة فلسطينية هو منظومة ديموغرافية وسياسية ليس فقط غير مستقرة، بل مهددة بالانهيار مثلما حصل في سوريا والعراق ولبنان. “إغلاق” ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل وضع حاجز أمام التلاعب الإقليمي والدولي من أي جهة تقوم بذلك، الاتحاد السوفياتي سابقا وربما الصين مستقبلاً، وإيران حاليا، ودائما الولايات المتحدة الأميركية، هذا الإغلاق يمنع التلاعب بهذا الصراع والمفتاح يتطلب قيام الدولة الفلسطينية:هذه هي معادلة 7 أكتوبر المذهلة. عملية 7 أكتوبر تبدو المفجِّر الذي فتح نافذة واسعة في الانسداد التاريخي في خرائط سايكس بيكو. إنها استكمال للعملية البادئة بعد الحرب العالمية الأولى. هل يعي المجتمع الإسرائيلي مدى عمق حاجة الغرب الأوروبي والأميركي بل العالم، لحل الدولتين لكي تستقر منطقة الشرق الأوسط، ويبدأ تاريخها الجديد المؤجل منذ العام 1919- 1920؟ أشك أن اليمين العنصري الإسرائيلي سيقبل بهذه المعادلة، ولذلك فإن ما يظهر الآن هو نواة تحالف دولي ضد هذا اليمين، أو على الأقل تلاقي إرادات ضخمة دولية، وإقليمية طبعا، على مواجهة تعنّت هذا اليمين العنصري الإسرائيلي. وهو تحالف لا بد أن يشمل الأجزاء الواسعة والمتنورة من الدياسبورا اليهودية في العالم وخصوصا في الغرب. رغم الأثمان الإنسانية الهائلة التي تدفعها شعوب المنطقة، ولاسيما الشعب الفلسطيني، تبدو عملية 7 أكتوبر وقد أعادتنا إلى التاريخ، التاريخ بما هو المستقبل، حتى لو ظهرت كأنها تعيدنا إلى الماضي. السؤال على ضوء وقائع المرحلة وتفعيل إيران لكل نفوذها في المنطقة، من باب المندب حتى العراق وجنوب لبنان: هل تستطيع إيران أن تخرج من هامشيتها في الحل الفلسطيني الإسرائيلي؟ لا شك أن عملية 7 أكتوبر أخرَجَتْها من هامشيتها في الصراع ولكنها لم تخرجها من مأزق هامشيتها في الحل، حل هذا الصراع. هذا هو مأزق الأيديولوجيا التي مهما بلغت براغماتيتها تظل تصطدم بوقائع التاريخ ودينامياته. الأرجح أن إيران، النظام الديني، ستكون على هامش هذه العملية التاريخية، قيام الدولة الفلسطينية ، كمساحة وديناميكية سياسية داخل الولايات العثمانية السابقة بينما اهتزاز “سايكس بيكو” وكياناته تحوّل إلى الإطار الذي يتم فيه توسّع النفوذ الإيراني القادم “حديثاً” إلى هذه المنطقة العثمانية السابقة,الغربية بعد العام 1920. من الواضح أن التفكير الغربي، وتحديدا الأميركي، بدأ على بدائل اليمين العنصري داخل إسرائيل. الصعوبات هائلة ولكن للعالم الغربي والدياسبورا اليهودية إمكانات ضغط على الداخل الإسرائيلي لا يُستهان بها.. على كل التناقض الذي يحمله تأسيس الدولة الفلسطينية مع الاتجاهات المسيطرة في المجتمع والدولة الإسرائيليَّيْن، تكاد تكون العملية الغربية الدولية التي ستتفاعل بعد حرب غزة، وكأنها ليست فقط عملية تأسيس للدولة الفلسطينية، بل، وأجرؤ على القول، عملية إعادة تأسيس لإسرائيل نفسها. “سايكس بيكو” لم يكن نظاما هشاً، إذا جاز التعبير، قبل انهياره أو انهيار معظمه على يد النفوذ الإيراني المستجد على المنطقة، بل كان نظاما ناقصاً بغياب الدولة الفلسطينية منذ العام 1947. ليس الفلسطينيون وحدهم من هم بحاجة لقيام الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين بل نحن أيضا في منطقة سايكس بيكو التي تحتاج إلى سد هذا النقص الجوهري المدمِّر في تاريخنا الحديث: العراق سيكون متماسكاً مع الدولة الفلسطينية. كيانات سوريا ولبنان والأردن كلها، منفردة ومجتمعة، تحتاج الدولة الفلسطينية المفترض أن يُقفل قيامُها الجرحَ العميق الذي لازال يهدد كياناتنا ويسمح بكل أنواع التقاذف الدولي والإقليمي لشعوبنا وخرائطنا، ناهيك عن التمزقات الذاتية لمجتمعاتنا حول الموضوع. قيام الدولة الفلسطينية يحمل معه إعادة الحياة إلى الدولة الوطنية في المشرق، سوريا ولبنان والعراق والأردن الدولة التي هزّتها بشكل متواصل ولكن متفاوت القضية الفلسطينية خصوصا بعد العام 1947 ولكن التي يمكن أن تدخل كياناتُها في حقبة استقرار وتماسك بعد قيام الدولة الفلسطينية، بما فيها الكيان الإسرائيلي الذي عليه أن يقتنع أخيرا خلافا لتعنّت اليمين العنصري فيه أن حل الدولتين هو الذي يؤسس لأمنه المستدام كما كل أمن المنطقة والشرق الأوسط وربما العالم. الحمد للآلهة جميعا أن 7 أكتوبر جعلت العالم محتاجا لكي يتوازن إلى الدولة الفلسطينية. had.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post معركة «الشفاء» تختبر «نجاحات» تل أبيب و«قدرات حماس» next post شعارات “النصر المطلق” تفقد الجمهور الإسرائيلي الثقة بقيادته You may also like غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024