بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن: حل الدولتين على رأس أجندة العالم by admin 26 يناير، 2024 written by admin 26 يناير، 2024 62 لا يمكن أن تستمر المنطقة تحت وطأة مشروعَيْن متضادَين للحرب إلى الأبد يستفيدان بالنتيجة من انقسام المنطقة إلى معسكَرين متطرفَين. لكن المفتاح هو في مواجهة ما آلت إليه إسرائيل تحت سيطرة اليمين العنصري. النهار – جهاد الزين أسمع مداخلات مهمة أحيانا عن أن حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية لم يعد قابلا للحياة وأن حجم الاستيطان في الضفة الغربية بات يجعل هذا الحل غير ممكن عمليا بمعنى عدم إمكان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. لا شك أن اليمين العنصري الإسرائيلي أفسد سياسيا وليس فقط استيطانيا مشروع الدولة الفلسطينية فالذي أبطله بالنتيجة هو التعنت الإسرائيلي ممثلا بعد اتفاق أوسلو بهذا اليمين العنصري وبصورة خاصة ضد تبلور الإرادة السياسية لمجمل الغرب، الأميركي والأوروبي، الراغب بحل الدولتين. ولكن الاعتبارات التي تملي التمسك بحل الدولتين تقوم على النقاط التالية: 1- تبلور فكرة الدولة الفلسطينية بحد ذاته هو تتويج لكل مراحل النضال الفلسطيني منذ عام 1948 ولا يجوز التفريط الديماغوجي به لأن البديل هو التعزيز العملي للدولة الواحدة القائمة وهي إسرائيل التي تحتل عمليا كل الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر. أما القول أو العودة للقول أن إسرائيل يمكن أن تزول لتحل محلها فلسطين فهو كلام ولو عاد إلى الرواج بعد عملية 7 أكتوبر فهو كلام غير واقعي بل أقل مايقال فيه أنه تافه وتفوح منه رائحة التوظيف الأيديولوجي الذي يخدم اليمين العنصري الإسرائيلي خصوصا في مرحلة التوحش العسكري الإسرائيلي الحالية وتزايد استنكار العالم له. 2- ليس صحيحا حتى في ظل الاستيطان الحالي أنه لا مجال عمليا لقيام دولة فلسطينية خصوصا أن هذا الهدف متوّج بهدف قيام عاصمة الدولة في القدس الشرقية. 3- الديموغرافيا الفلسطينية بل والجغرافيا الفلسطينية لا تزالان تقاومان بفعالية بدليل أن صغر مساحة قطاع غزة أظهر ويُظهر مقدرة فلسطينية رغم كل الأهوال تجعل من هذه المساحة الصغيرة مساحة سياسية عملاقة على المستوى العالمي. فكيف في الضفة الغربية الأكبر والأوسع بما يتجاوز ال15مرة مساحة القطاع وحوالي مرتين ديموغرافيته السكانية أو مرة ونصف المرة. 4- أعادت عملية 7 أكتوبر تظهير بل فرض حل الدولتين على المجتمع الدولي وتحديدا على الولايات المتحدة الأميركية حتى ليبدو النقاش الدائر في بعض وجوهه في ظل الحرب على غزة وكأنه ليس في عام 1948، بل في عام 1947 حين طرح مشروع تقسيم فلسطين للمرة الأولى ورفضه العرب آنذاك. في الزمن الأيديولوجي الإيراني الحالي لا يجب تكرار ذلك الخطأ إذا جاز التعبير. 5- في مرحلة عاد العالم أكثر من السابق ينبض بمشاعر وطروحات إنصاف الفلسطينيين لا يجوز وضع الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة هذا التحول العالمي الإيجابي والعميق عبر العودة للكلام عن زوال إسرئيل ورفض الطروحات التسوقية. وقد أظهرت القمة العربية الإسلامية بأكثريتها الفعلية و العددية ومقرراتها نضجا واضحا في هذا الاتجاه و إرادة سياسية عاقلة. 6- إن هذا التحول العالمي الإيجابي تجاه التضحيات الفلسطينية، يمكن أن يُقرَن بالعمل على بلورة مشروع جبهة عالمية ضد اليمين العنصري الإسرائيلي باتت أسسها العملية موجودة على مستوى قوى كثيرة في الرأي العام العالمي وبين منتدياته و”شوارعه” تبدأ من داخل إسرائيل وتمر بيسار الدياسبورا اليهودية وخصوصا في نيويورك وتعبر إلى كل مؤيد للسلام العادل للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على “كل شبر يجري تحريره من فلسطين” حسب الشعار الشهير الذي كانت بيروت السبعينات من القرن المنصرم مسرحا لسجال ضخم حوله بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك. لا يمكن أن تستمر المنطقة تحت وطأة مشروعَيْن متضادَين للحرب إلى الأبد يستفيدان بالنتيجة من انقسام المنطقة إلى معسكَرين متطرفَين. لكن المفتاح هو في مواجهة ما آلت إليه إسرائيل تحت سيطرة اليمين العنصري. لا تزال الحرب على غزة مستعرة ومن المبكر تصور “اليوم التالي” لها الآن، لكن بات واضحا أن الغرب سيجعل هذا الحل، حل الدولتين، على رأس أولوياته في العلاقة مع الداخل الإسرائيلي. ولكن من المبكر الآن تصور صورة الخارطة الداخلية وتفاعلاتها، ولاسيما بعدما جاهر بنيامين نتنياهو برفض الدولة الفلسطينية التي بات رفضها أشبه بعملية زنى أمام الجمهور على مسرح في الهواء الطلق، قياسا بحجم التأييد الغربي والعالمي والعربي لها. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمود الزيباوي يكتب عن: متعبّد فيلكا يحمل الطابع السومريّ next post Safe as necessary, not safe as possible: new recommendations on children’s ‘risky play’ You may also like رضوان السيد يكتب عن: سوريا بعد الأسد واستقبال... 10 يناير، 2025 ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد... 5 يناير، 2025