بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن: المواجهة الأميركية لسيطرة إيران على “غلاف” الشرق الأوسط by admin 20 يناير، 2024 written by admin 20 يناير، 2024 205 الشرق الأوسط يلتهب على محاور عديدة من باب المندب إلى أربيل. النهار – جهاد الزين قد يكون بعض الاستراتيجيين الأميركيين غير راضين عن المزيد من الانغماس الأميركي في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر. لكن حقيقة هذا الانغماس باتت مؤكدة ويبدو أنه لا خيار فيها سوى المزيد منها بعدما فتحت إيران كل جبهات الشرق الأوسط العسكرية من باب المندب إلى العراق مرورا بلبنان وسوريا ناهيك عن المركز الغزّاوي المفتوح بعد 7 أكتوبر. لكن الهجوم الأميركي البريطاني الجوي على مناطق الحوثيين ساحلاً وداخلاً في شمال اليمن، هو لاشك الانعطافة الكبرى في الانغماس الأميركي العسكري. فعبر هذا الهجوم تقرر واشنطن ليس مجرد كبح إيران ، بل عمليا بدء مواجهة سطوة إيران على المناخ السياسي لمنطقة الشرق الأوسط، فحتى أعتى خصوم إيران في المنطقة، والعديد من الدول الأساسية المعادية للدور الإيراني، كمصر والسعودية والإمارات تجد نفسها حين يتعلّق الأمر بحرب غزة في خندق إعلامي واحد مع إيران من حيث رفض الهمجية الإسرائيلية العسكرية، وبهذا المعنى فهي تجد نفسها بعد 7 أكتوبرتخدم رغما عنها الاستراتيجية الإيرانية الحريصة على استمرار أجواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مهيمناً على المناخ السياسي للمنطقة ( وهذا أمر مختلف عن وقف إطلاق النار) لأن ذلك يؤجل بل يلغي إلى أمد غير منظور أي تغيير سياسي يعيد الأجندات التعاونية السابقة بين دول الشرق الأوسط بل يؤخر إلى ما لا نهاية قدرة الغرب على الضغط على إسرائيل للبدء بحل الدولتين، وهو الشعارالسياسي الإيجابي الأهم في السياسة الأميركية الحالية رغم التطابق العسكري الكامل بين إسرائيل والولايات المتحدة في الحرب على غزة. الآن السؤال الملح هو هل يستطيع العرب أن يعيدوا انتزاع الورقة الفلسطينية من يد إيران؟ وكيف؟ الهجوم الأميركي البريطاني على مواقع الحوثيين هو بداية الرد الشامل على إيران حتى لو لم يصل إلى الحرب الشاملة معها. لكن الأسئلة كالصواريخ تتجه وتنفجر في كل الاتجاهات المتضادة. إلى أي حد تستطيع طهران أن تواجه على الجبهة غير المسبوقة التي فتحتها وهي باب المندب في ظل التفوق البحري للأسطول الأميركي البريطاني؟ سنرى؟ الصراع الآن هو من يفرض أجندة الشرق الأوسط؟ الغرب وتحديدا أميركا أم إيران ؟ لكن من دون إعادة استيعاب مسار القضية الفلسطينية الفالت من عقاله في الحرب الإسرائيلية على غزة (والضفة الغربية) لا يمكن إعادة تعديل أو تغيير هذه الأجندة التي تقوم حاليا على التوترات في عدد من النقاط. ستُظهِر الأيام والأسابيع الآتية هل ستتمكّن إيران من الدفاع عن قدراتها التوتيرية الواسعة وخصوصا منطقة باب المندب التي جعلت عدد المتضررين من السياسة الإيرانية واسعا ليس فقط في المنطقة بل أيضا في العالم بسبب ما يمثله هذا المدخل الجنوبي للبحر الأحمر من مصالح تجارية ونفطية لدول عديدة من حيث أهميته كشريان حيوي للتجارة العالمية ولاسيما بين أوروبا وآسيا، وهذا على الأرجح ما دفع الصين إلى الدعوة لوقف التصعيد في تلك الجهة بعد صمت ملفت. تفعل إيران كل ما في وسعها لمنع القضاء على قوة “حماس” في قطاع غزة، وهذا لن يُلبّيه سوى إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار في الحرب على غزة. وقف إطلاق النار كما أشرت أعلاه، لا يعني زوال التوتر خصوصا على المستوى السياسي. فالأزمة الراهنة أدخلت مجدداً القضية الفلسطينية وعبرها المنطقة في نفق طويل من التعقيدات لن يكون سهلا معه وضع أجندة جديدة للأولويات السلمية وخصوصا أنه لم تتضح بعد صورة ما ستكون عليه التركيبة السياسية الداخلية في إسرائيل ولاسيما مصير اليمين العنصري الإسرائيلي وموقعه في تلك المعادلة الإسرائيلية الداخلية. قبل أن يعيد الغرب بالاستناد إلى قوى في الداخل الإسرائيلي (تبدو غير موجودة سياسياً الآن) فرض حل الدولتين أو الشروع في إطلاق ديناميّته لا يمكن تخفيف القبضة الإيرانية على القضية الفلسطينية. هذا ما تعيه وما تريده إدارة الرئيس بايدن بوضوح لكن أمامها هنا ليس فقط العقبة الإيرانية بل عقبة اليمين العنصري الإسرائيلي. ومن دون جبهة عالمية من الحكومات وقوى الرأي العام ضد اليمين العنصري الإسرائيلي. ولن يكون ذلك سهلاً في سنة الانتخابات الرئاسية الأميركية. سيطرت بريطانيا طويلا على البحر الأحمر من قنال السويس إلى باب المندب. ووجود بوارجها إلى جانب البوارج الأميركية هناك، يمكن أن يمثّل لها انتقاما مأمونًا لا يحمل المخاطر والأخطاء التي حملها صراعها مع مصر الناصرية عندما يكون العالم “مع حرية الملاحة في البحر الأحمر” حسب البيان الصيني المصري المشترك. بريطانيا التي “لا سياسة خارجية لها” سوى السياسة الخارجية الأميركية حسب تعبير المعلّق البريطاني توم ستيفنسون في “الغارديان”.قبل يومين. قيل أن 7 أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى عام 1948. يبدو أنها أعادتها إلى ما قبل 1948 من بعض الوجوه. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عيدو ليفي يكتب عن : استراتيجية “محور المقاومة” في الحرب بين إسرائيل و”حماس” next post هاليفاكس تشجّع سكانها على التحوّل إلى السيارة الكهربائية You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024