بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن : الفدرالية في المايوه by admin 28 مايو، 2023 written by admin 28 مايو، 2023 64 أريد أن أشدّد على نقطة جدية هي الموضوع الثقافي. القيم الثقافية الليبرالية اجتماعيا هي معركتنا جميعا مسلمين كنا أو مسيحيين. هذا الفارق يشارف على الانتهاء في العالم وهو في طور النهاية في منطقتنا في ظل الإصلاح الليبرالي الاجتماعي في المملكة العربية السعودية الذي يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. النهار – جهاد الزين يطلق “الفدراليون” اللبنانيون كل التسميات على الفدرالية التي يريدونها سوى اسمها الحقيقي: الفدرالية الدينية. هذه حقيقتها وهي أن المسيحيين اللبنانيين الذين أعْيَتْهم وأتعبتهم واستنفدتهم “غلاظاتُ” غير المسيحيين عليهم على مدى أكثر من مائة عام يريدون أن يتخلّصوا من الصيغة الفرنسية لكيان لبناني حرمتهم من هناءة العيش في وطنٍ أرادوه لهم، لو بالشراكة مع آخرين. مضى على محاولة تغيير الصيغة الفرنسية حوالي 48 عاما أي منذ انفجار الحرب الأهلية عام 1975. لا هي مشكلة مايوه ولا سروال ولا شروال ولا كوفية ولا عقال ولا هي مشكلة ثقافية لأن داخل كل طائفة مشاكل ثقافية في نمط العيش والتفكير بين ليبراليين اجتماعيا وبين فئة متشددة، وهذه هي الحال داخل كل دولة عربية حتى حين تكون ذات أغلبية مسلمة أو نسيج مسلم. لو كانت المسألة الفدرالية محض تنموية لكان أكثر كانتون ضروري الوجود هو “كانتون” عكار والهرمل وبعض بعلبك، أو “كانتون” سير الضنية وبشري ودير الأحمر أو “كانتون” راشيا وحاصبيا ومنطقة مشغرة ومزارعها الجنوبية أو “كانتون” إقليم الخروب وحي السلم وحارة الناعمة أو كانتونات المخيمات الفلسطينية. كلها على اختلافها الطائفي والديني ذات مشاكل اقتصادية واجتماعية تجعلها، لولا العقل الطائفي، مهيأة لتكون في كانتونات فدرالية مشتركة، كانتونات تنموية وليس طائفية. بينما يمارس بعض المسلمين أقصى أنواع الكانتونية في الجنوب والبقاع الشمالي والشوف وعاليه العليا والمتن الأعلى وداخل طرابلس وصيدا وصور والنبطية بعد انقراض أو شبه انقراض المسيحيين في هذه المدن، فهم مع ذلك يرفضون الفدرالية كشعار صار يشبه رفض “تحجيم المقاومة” الفلسطينية بين 1975 و 1982 أو كشعار صار يشبه شعار “تحرير القدس” الخرافي التعبوي، والآن انضمّتْ “أدبيَّةٌ” سياسية جديدة إلى اللغة السياسية اللبنانية هي خرافة إعادة الودائع إلى المودعين في المصارف اللصوصية اللبنانية أو في مصارف اللصوص اللبنانيين والتي تحوّلت إلى نوع من الميتولوجيا منذ 3 سنوات، التجليطة التي تتقنها الطبقة الطبقات – السياسية اللبنانية وتبيعها كشعار مقدس للبؤساء والمسروقين مثل شعار تحرير القدس. لكن ليست المعضلة في الدعوة الفدرالية، لأن على المسيحيين اللبنانيين أن يقبلوا في سياق الرفض المسلم اللبناني الدائم، أننا نحن المسلمين اللبنانيين لا نستطيع القبول بالفدرالية لأن ذلك يعني أننا ندعو من دون تفويض مئات الملايين من المسلمين العرب إلى تقسيم ديني أو طائفي لمصر و السعودية وسوريا والعراق وغيرها،وهذا ما لا تفويض لنا به ولا يمكن لأقلية صغيرة في العالم العربي هي مجموع المسلمين اللبنانيين أن يفرضوا على أكثرية ضخمة من المسلمين في العالم العربي الفدرالية الدينية. لذلك علينا أن نبحث عن حل لهذه الصيغة المركزية الفاشلة لعلنا وجدناها في “اللامركزية الموسعة” التي يهرب منها السياسيون الفاسدون في الصيغة المركزية. أريد أن أشدّد على نقطة جدية هي الموضوع الثقافي. القيم الثقافية الليبرالية اجتماعيا هي معركتنا جميعا مسلمين كنا أو مسيحيين. هذا الفارق يشارف على الانتهاء في العالم وهو في طور النهاية في منطقتنا في ظل الإصلاح الليبرالي الاجتماعي في المملكة العربية السعودية الذي يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والموقع الدفاعي للأصولية الاجتماعية داخل إيران والعزلة المتصاعدة التي يعيشها “الإخوان المسلمون” بعد انكشاف خططهم الحربْ أهْلوية والإرهابية في مصر وتونس وغيرهما، وحتى لو بدت الأيديولوجيا التعصبية قادرة في الظاهر على الهجوم. إنها معركة في كل مكان في الشرق الأوسط وأوروبا وكل الغرب بل والعالم مع حق التمايز الفردي من جهة كي يعيش المرء أو المرأة كما تشاء أو يشاء، وضد كل أنواع المتشددين والمتعصبين في العالم إلى أي دين انتموا، من جهة ثانية. ليست هناك معادلة فدرالية يمكن لمايو واحد أن يستوعبها، كما ليس هناك مايو واحد يمكن لمعادلة فدرالية أن تستوعبه! أعني أن الاختلاف الحياتي لم يكن أساسا أو منطلقا لتأسيس فدرالي مهما بلغت الفدرالية من جاذبية. الاختلافات القومية فقط نجحت في التأسيس الفدرالي وحتى العراق هو فدرالية قومية عربية كردية بينما لم ينجح التقسيم على أساس سني شيعي بين العرب العراقيين أنفسهم. دعونا نسمِّ الفدرالية اللبنانية المنشودة باسمها الحقيقي وهو ليس قليل الاختزال لمعضلات عميقة جدا وتاريخية، إنما أقترح هنا أن نتذكّر دائما كم ساهم صعود الإسلام السياسي الأصولي، السني أو الشيعي وكل الأصوليات المضادة في جعل المسألة الفدرالية التفاحةَ الشيطانية المغريةَ دائما للاشتعال ولو الهواجسي. فدرالية على أساس تنموي لا ديني… لمَ لا ! أو استمرار النضال لأجل اللامركزية الموسّعة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post شوقي بزيع يكتب عن : مي زيادة وجبران.. الحب كالكتابة لا يزهر إلا في تربة الغياب next post إسماعيل فقيه يكتب عن : لماذا تحمّلت كلّ هذا الألم يا أبي؟ You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024