بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن: العصر السعودي الجديد يحمل معه المنطقة؟ by admin 3 أغسطس، 2023 written by admin 3 أغسطس، 2023 151 هل نحن أمام مدخل لأوروبا جديدة في الشرق الأوسط كما وعد محمد بن سلمان وهل ستشمل هذه “الأوروبا” منطقة المشرق وأي موقع لفلسطين فيها إذا أعطي الفلسطينيون بعد طول معاناة ما يتيح لهم المشاركة بكرامة في الازدهار الموعود؟ النهار – جهاد الزين احتمال الاتفاق السعودي الأميركي على العلاقات السعودية الإسرائيلية هل يكون بداية حقبة إنجاز نوعي لا للشعب الفلسطيني وحده من حيث وضع اللبنة الكبرى لتأسيس دولته المستقلة لاحقا، بل أيضاً حقبة استقرار للمنطقة بكاملها تأتينا – ولمَ لا – بالازدهار الذي أثقلتنا عكْسَه الحروبُ والمغامرات الإقليمية خارج الحدود وعلى رأسها المغامرات الإسرائيلية ؟ من حق الزعامة السعودية في نظرتها الشاملة لدورها بقيادة محمد بن سلمان بل من حقنا عليها أن تجعل الخطوة المقبلة بينها وبين إسرائيل زاخرة بإنجاز تاريخي يُنصف عدالة القضية الفلسطينية كما يُنصف طموحات ما تبقى من نخب وسكان هذه المنطقة الباحثين عن استقرار حدود دولهم الوطنية وازدهارها أمام الإضعاف والتفكيك المنهجيّين اللذيْن تتعرض لهما. افتتحت المملكة العربية السعودية بالتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية عصر النفط وعائداته في الشرق الأوسط في الثلاثينات من القرن العشرين حتى ولو لم يكن النفط قد اكتُشف بدايةً فيها بل اكتُشِف في إيران (عبادان)، فهل يفتتح التفاهم الأميركي السعودي المنتظَر عصر السلام الدائم في المنطقة في القرن الحادي والعشرين ولو أن مصر كانت المبادِرة الأولى وهي، أي مصر، المنصرفة الآن إلى تنمية نفسها اقتصاديا وحياتيا وخدماتيا. الأجندة السعودية للحدث المنتظَر مليئة طبعا بالبنود السياسية والاقتصادية والردعية، وهذا طبيعي لدولة في حجم المملكة الداخلي والإقليمي. ما كشفه توماس فريدمان مؤخرا عن تضمّنِ المفاوضات السعودية الأميركية اقتراحَ التزام إسرائيلي عبر بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء بعدم ضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل، هذا الاقتراح قد لا يكون كافيا لانطلاق المسيرة النهائية لقيام الدولة الفلسطينية، ولكنه يمكن أن يمثِّل جرعة دعم استراتيجية لنضالات الشعب الفلسطيني الذي يواجه اليوم هجمة إسرائيلية جديدة إن لم تكن قاضية على أحد أهم عناصر مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان. ليس التطبيع مع السعودية عملية بسيطة في حساب المصالح الإسرائيلية، ومن حق القيادة السعودية التي تعيد تكريس زعامتها للمنطقة بل تعيد تجديد هذه الزعامة مع إصلاحات محمد بن سلمان الداخلية أن تفترض الأهمية القصوى لارتباط أي عملية تطبيع بينها وبين إسرائيل بإنجاز كبير وجودي للشعب الفلسطيني. قد تكون المنطقة في الأشهر بل السنوات الآتية على أبواب تغيير جيوسياسي يسمح بالسؤال: هل نحن أمام مدخل لأوروبا جديدة في الشرق الأوسط كما وعد محمد بن سلمان وهل ستشمل هذه “الأوروبا” منطقة المشرق وأي موقع لفلسطين فيها إذا أعطي الفلسطينيون بعد طول معاناة ما يتيح لهم المشاركة بكرامة في الازدهار الموعود؟ لسنا متأكدين وربما الكثيرون في عالم اليوم أن اليمين العنصري الإسرائيلي، القومي والديني، سيسمح بانتقال كهذا، ولكن يَحْدث من داخل موجات التطرف أحيانا أن يولد شيىء جديد كما وُلِد كامب دافيد على يد الليكودي مناحم بيغن، وكما وُلِد اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل على يد ورعاية إيرانيّين وكما يمكن أن يولد تفاهم سعودي إسرائيلي (مع فارق الأحجام) على يد بنيامين نتنياهو. وكما أظهرت الأحداث فإن بطن الحوت اليميني العنصري الإسرائيلي عميق جدا ويسع داخله كل أنواع التطرف في المنطقة. لقد بلغ الشعب الفلسطيني من النضج ما يسمح له بتحديد مصالحه العليا وبمعرفة ما يخدمه وما لا يخدمه على ضوء حقائق العصر الجديدة. وحين سيقول كلمته في أي تطور جديد فهذا من شأنه تصويب البوصلة العامة للمنطقة التي تعرفها القيادة السعودية وهي جزء منها. سيتبيّن لاحقا، خصوصا إذا حصل هذا التفاهم الأميركي السعودي على العلاقات السعودية الإسرائيلية، أن قواعد اللعبة الأيديولوجية أو الجغرافية السياسية قد تتغيّر خصوصا إذا استندت على قبول فلسطيني من المؤسسات الشرعية التمثيل. كأنما هذه المنطقة التي حوّل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي آبار نفطها إلى براميل لهب وحوّل حدود دولها إلى خطوط تَنازُع، ربما تنتقل إلى نوع من الستاتيسكو السلمي من المصالح المتبادلة كما يحصل ذلك بعد اتساع شبكة الغاز شرق المتوسط بعد ضمِّها للبنان وإسرائيل بضوء أخضر إيراني وكما يحصل في اتفاقات أبراهام وكما يحصل في المصالح المشتركة الناشئة بين الصين وإسرائيل، وكما بدأ يحصل في العروض التي تقدمها تركيا حول فتح خطوط نقل الغاز الإسرائيلي عبرها إلى أوروبا. إذا أخذنا بعين الاعتبار ملاحظة صحيفة “الجيروزاليم بوست” أن هدف البند الفلسطيني في المفاوضات الأميركية السعودية هو “إبقاء خيار الدولتين على قيد الحياة”، فإن هذا المعيار شديد الدلالة على الآفاق المفتوحة. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post خالد عيسى يكتب عن زكريا محمد : بياض هذا السواد next post عباس بيضون يكتب عن: زكريا محمّد.. النصُّ المطلَق You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024