السبت, مايو 3, 2025
السبت, مايو 3, 2025
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت عن: الرافض للدوغمائية الدينية

جهاد الزين يكتب من بيروت عن: الرافض للدوغمائية الدينية

by admin

 

كل استخدام للدين لا ينبغي أن يصبح عنوانا للاختباء اللا أخلاقي إذا جاز لي التعبير.

النهار – جهاد الزين

لم يسقط الإسلام السياسي الأصولي ولن يسقط أكثر في المستقبل بسبب فشله في إظهار قدرته على بناء دولة حديثة مُقْنِعة، ولم يسقط ولنْ… بسبب التعصب والأيديولوجيا المغلقة التي يعيشها، بل سيسقط لسبب رئيسي هو فشل هذا النوع من الإسلام السياسي في تكريس علاقة انسجام بين الدين والأخلاق فصَلَ الدين عن الأخلاق. ولقد وصل هذا الفصل حدا من التوحش بَلَغَهُ مع الإسلامَيْن بل الإسلامات الأصولية السنية والشيعية في الإعدامات العنيفة التي ارتكبها في أنظمة الفساد التي أقامها.

كان العنف الجامح هو مفصل انفصال الدين عن الأخلاق في تجارب الإسلام الأصولي بينما بدت مسألة الفساد لاسيما الانحرافات الجنسية اللعنةَ التي أصابت المسيحية المؤسّساتية الغربية عبر الفضائح المتتالية التي انكشفت في بعض الكنائس. جاء البابا الراحل فرنسيس كأكبر محاولة تطهرية وتطهيرية ضد تلك الارتكابات اللااخلاقية.. جاء في وقت أكثر من مناسب ليُحدث عودة المصالحة بين الدين والأخلاق فبهر العالم ليس فقط بآرائه النقدية الشجاعة بل بانشداده إلى البساطة الحياتية،كأنما السلطوية السياسية المتوحشة التي أفسدت تجربة الإسلام الأصولي ابتعدت عن السياسة المباشرة في حالة الكنسية المؤسساتية لتظهر في انحرافات صادمة لقيم وأخلاق الليبرالية الغربية.

بعض أهم ما يمكن أن تكون أنجزته الليبرالية الغربية هو وضع رجال الدين تحت معايير المساءلة والشفافية. لقد كان البابا الراحل أحد نتاجات هذا الانتقال.

كل استخدام للدين لا ينبغي أن يصبح عنوانا للاختباء اللا أخلاقي إذا جاز لي التعبير.

البابا فرنسيس لم يطرح العلاقة بين الدين والأخلاق في السياسة، بل طرحها في السلوك الاجتماعي، بهذا المعنى في السلوك الديني، فجاء صوته مدوِّياً وتحول إلى صوت مقبول ومحبوب ومؤثِّر لدى أتباع جميع الديانات، بينما الحركات الأصولية الجهادية أحدثت نفوراً جعل إحدى أكبر المؤسسات الإسلامية بل أكبرها، وهي مشيخة الأزهر، تمد يدها إلى البابا فرنسيس لتشكيل وتفعيل وتعزيز محور اعتدالي سيعيد تأكيد الوجه التسامحي للدين وبقيادة البابا وشيخ الأزهر معا.. وسيعيد التركيز على الديموقراطية كثقافة معاصرة تستوعب الدين حتى لو كان أقوى منها، وهذا أمر أكيد في صراع لا ينتهي ثقافيا بينهما.

ما سمّاه أوليفييه روا “الجهل المقدس” إذا كان يصيب هدفا فهو الأصولية، وها هي فعلاً أجراس الإنذار انطلقت في العالم العربي بل المسلم لتبدأ بوضع حد لعقود من استفحال “الجهل المقدّس”•

ولئن كنا لسنا بعد في مرحلة استعادة الإسلام الليبرالي فإن مجتمعاتنا ونخبنا تبدو عند منعطف خلاصي من عقود أصولية سيطرت على الثقافة الدينية، والمفارقة أن إسرائيل تشهد صعودا للأصولية الدينية اليهودية عبر عن نفسه في ممارسات استئصالية ضد الشعب الفلسطيني.

غاب البابا فرنسيس في زمن يستفحل فيه انفصال الدين عن الأخلاق كأن العالم يعيش كله في فيلم كْوِنْتِن تورنتينو pulp fiction حيث القتل ينطلق بعد العظة الدينية وكأنه عقوبة عدم التدين وليس عقوبة الانحراف الأخلاقي. وقد نجح البابا الراحل في أن يصبح شاهدا مرجعيا ليس فقط ضد العنف بل ضد الدوغمائية الدينية القاتلة حيثما كان، وليس صدفة أن تظهر حكومة اليمين الإسرائيلي باردة جدا في نعيه.

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili