بأقلامهم جهاد الزين يكتب عن: آموس هوكشتين “أبو” الاستقلال اللبناني الجديد! by admin 25 نوفمبر، 2023 written by admin 25 نوفمبر، 2023 94 يأتينا صوت آموس، بين الحين والآخر، من عواصم مختلفة، مبشِّرا بلبنان البحري البري، وربما الجوي. مع أنه من الصعب أن تتولى واشنطن تنظيم الخلافات على السماء في منطقة بخطورة منطقتنا في إنتاج كل أنواع المقدسات الدموية. النهاراللبنانية – جهاد الزين هذا العنوان مزحة ولكنه مزاح أكثر مزاحا من الجدية القصوى. كون السيد آموس هوكشتين مندوبا لرئيس أقوى دولة في العالم يمنح تمثيليَّتَه رمزيةً تخرق غلاف الرمزية إلى لب المعنى. وكون اللبنانيين انتقلوا من حقبة آباء مؤسسين اتفقوا على الاتفاق إلى آباء مؤسسين اتفقوا على الاختلاف بعدما انتقل الفعل التأسيسي من الدولة إلى المجتمع فأصبح لكل طائفة أبٌ مؤسس مبجّل لديها كأنها تولد من جديد : بشير الجميل للموارنة، رفيق الحريري للسنّة، كمال جنبلاط للدروز، موسى الصدر للشيعة. “الأب” الجديد المبشِّر باستقلال لبنان بمعنى استقراره وازدهاره، أو بالقيامة اللبنانية، خبير في شؤون الطاقة على أعلى مستوى عالمي، وهل من مستوى أعلى من واشنطن حيث اختار الرئيس بايدن مبعوثا له، فإن ولادة لبنان الجديد تتم على يدين نفطيتين، والولادة النفطية هي أخصب الولادات. isn’t that true مستر هوكشتين ؟ لبنان القديم وُلد من الجامعتين الأميركية واليسوعية ومدارس الرهبانيات والمقاصد، ولبنان الجديد إذا نجح السيد هوكشتين سيولد بين شركات توتال وإكسون وإنرجي قطر و إني الإيطالية وربما لاحقا شركتا نفط روسية وصينية، كما وُلد العراق الجديد في تفاهم يشبه اللغز بين طهران وواشنطن عموده الفقري شركات إنتاج النفط التي ثبت أنها الأكثر قدرة على إحلال السلام القومي بين عرب العراق، وخصوصا شيعته، وأكراده، بعد أجيال من التخبط، وهي نفسها شركات النفط الأكثر قدرة على تحقيق التعايش بين الدولة اللادولة وبين الميليشيات. وكم بتنا بحاجة إلى هذه الكفاءة بعدما احترف اللبنانيون اللعب والتلاعب بين الدولة واللادولة منذ العام 1975. “الأب” الجديد للاستقلال اللبناني لا يرسم حدودا بحرية فحسب، أو لاحقا برية، بل يرسم حدود لبنان الداخلية، تفاهمات الجيل الجديد من الطائفيات السياسية اللبنانية وبعض رموزها يحمل أيضا جنسيات مزدوجة لبنانية وأميركية ولبنانية وفرنسية ولبنانية وبريطانية. آموس هوكشتين الشاب رب العائلة المؤلفة من زوجة وأربعة أطفال والذي يعرف ويعلن أن اللبنانيين لا يريدون الحرب أي حرب، وتلقى كلماتُه ك “أب حنون” كل الصدى الإيجابي لدى اللبنانيين واللبنانيات، يعرف أيضا، لاشك، أن شركات النفط والغاز حين تضع أصابعها على صيغ سياسية، تعرف كيف تحميها ولا يضاهيها في الكفاءة العكسية، أي نسف صيغ التفاهمات السياسية، سوى شركات إنتاج الأسلحة. ربما يكون التاريخ الحديث للأمبراطورية الأميركية التي يمثلها عندنا الجنتلمان آموس هوكشتين هو تاريخ الصراع أو التفاهم بين شركات النفط وشركات الأسلحة وبينها المبشرون الأميركيون الكبار الذين أسّسوا مدارس وجامعات. كان هذا في القرنين التاسع عشر والعشرين، أما في القرن الحادي والعشرين ومنذ عشريته الأولى فقد دخل على الكوكب عاملٌ ثوري رائع هو شركات الإنترنت العملاقة التي تغيِّر العالم وتؤكد، رغم “الخطر” الصيني أو ما يحب أن يسمّيه الرئيس الصيني شي جينبينغ “نهضة الصين”، أن القرن الحادي والعشرين لا يزال قرنا أميركياً. لكن مع ذلك يعرف حامل “الرسالة” الجديدة بولادة لبنان وسلامه وربما ازدهاره السيد هوكشتين، أن الإنترنت العابر للحدود لم يستطع أن يلغي بل حتى أن يضعِف العامل الجيوبوليتيكي الذي وتّر القوميات والوطنيات بل والأمبراطوريات على مدى قرون، وأن الدولة -الأمة، كبيرة جدا كأميركا وصغيرة جدا كلبنان، لا يمكن أن تستقر من دون حدود متفق عليها. من حسن حظنا أن لبنان صناعة جيوبوليتيكية وثقافية معا. ثقافية بما يشمل الأديان كهويات ثقافية وليس فقط الجامعات والمدارس.ولكنه أسير أقدار الجغرافيا منذ ولادته. وها هو السيد آموس “يعيد تشكيله”، كما شاءت أقدار مهمته، من أعماق البحر متجهاً صعودا إلى رؤوس الجبال في أعلى قمة جبل الشيخ فوق مزارع شبعا اللبنانية السورية معا وليست الإسرائيلية قطعاً. يأتينا صوت آموس، بين الحين والآخر، من عواصم مختلفة، مبشِّرا بلبنان البحري البري، وربما الجوي. مع أنه من الصعب أن تتولى واشنطن تنظيم الخلافات على السماء في منطقة بخطورة منطقتنا في إنتاج كل أنواع المقدسات الدموية. هل نضم هوكشتين إلى تشكيلة من “الآباء” – الوسطاء تبدأ بالجنرال سبيرس عام 1943 وتمر بالأخضر الإبراهيمي هذه الشخصية المزيج من الثائر والديبلوماسي والتكنوقراط؟ إنه المزيج الذي انتهى بالإبراهيمي إلى محترِف وساطات كانت ذروتها في مخاض اتفاق الطائف في لبنان 1990 ليصبح رجل وساطات عالية المستوى في الأمم المتحدة تخلّلها دورٌ في العراق بعد العام 1993. كانت خطيئة الإبراهيمي أنه اعتقد مع فريقه أنه يستطيع التعامل مع السيد السيستاني في تشكيل معادلات الدولة العراقية الجديدة مثل تعامله مع العماد ميشال عون في تشكيل معادلات الدولة اللبنانية الجديدة. فالأخضر الإبراهيمي تربّى على مدرسة سياسية يكون فيها النظام العربي الإقليمي مشاركاً فعالاً بينما كان يختبر في العراق وضعا لا سابق له من حيث دخول إيران التاريخي على نظام إقليمي عربي مختلف. .. هكذا يستوفي السيد هوكشتين حداثة ومقاما يستهويان المزاج اللبناني الغربي حتى لو كانت فيه بعض الإحراجات الشكلية الجوهرية التي تُربِك بصورة خاصة أصدقاءه اللبنانيين ولاسيما بين السنّة والشيعة وبعض المسيحيين اللبنانيين النافذين ذوي الخطاب المطعّم بالأيديولوجيا مما يجعل الصمت حياله وفي حالته أكثر بلاغةً وفعالية … تماما مثل غير المكتوب في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل… المليئ على الجهة اللبنانية بالأسماك والسردين حتى الآن أكثر من الغاز والذي يريده الجنتلمان الأميركي ميثاقا واعداً وموعودا. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Ontario watchdog to review new information from Nova Scotia mass shooting inquiry next post الحرب على غزة أثارت لغطا حول مصطلح معاداة السامية You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024