بأقلامهمعربي جهاد الزين: هل يستوعب الإسرائيليون معنى إهمال حل الدولتين..؟ by admin 20 مايو، 2021 written by admin 20 مايو، 2021 34 أي نقاش ستفتتحه المرحلة الجديدة على المستوى الفلسطيني حول طبيعة القيادة السياسية وليس فقط المشروع السياسي؟ النهار اللبنانية / جهاد الزين صعبٌ التفكير الهادئ في وقت تنهار الأبراج السكنية والتجارية في غزة تحت القصف الإسرائيلي الوحشي ويسقط الضحايا الفلسطينيون بالمئات ليس فقط في غزة بل بعضهم في الضفةالغربية أيضا. أين ستصل إيران مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في لحظة تلاقٍ غير مسبوق بين النشاط الردعي العسكري لحركتي “حماس” و”الجهاد” وبين انتفاضة شبه شاملة للشعب الفلسطيني لها كل أسبابها غير الإيرانية الناتجة عن تراكم اضطهاد عنصري استيطاني وجد فتيله في اندلاع أحداث الشيخ جرّاح؟ لكن لم يكن أكيدا تطوره إلى نزاع بأدوات عسكرية. لا زلنا في غمار الحرب ولا يمكن التكهن بنوع المفاجآت التي ينطوي عليها هذا النزاع ؟ إنما يمكن تسجيل الملاحظات الآتية: 1- نحن في لبنان عشنا عام 1982 في بيروت الغربية وضاحيتها الجنوبية هذا النوع من الحصار والقصف. المدينة الباطونية بيروت استفادت من باطونيّتها الكثيفة لتطويل قدرتها على الصمود دون رفع الأعلام البيضاء حتى تمت التسوية الشهيرة بخروج قوات منظمة التحرير من المدينة، كما عاشت الضاحية الجنوبية ومناطق جنوب لبنان هذا النوع من القصف والحصار عام 2006 مع مرونة نسبية في الانتقال الجغرافي إلى مناطق أخرى لا نجد أنها متوفرة بالمستوى والاتساع والسهولة نفسها بين جنوب القطاع وشماله مع ملاحظة عيانية بقيت في ذاكرتي من مشاهدة مدينة رفح عن قرب ولكن من مسافة قريبة جدا وشبه لصيقة من رفح المصرية وهي أيضا النمو الباطوني الكثيف لرفح الفلسطينية. هذا كله معطى لصالح طاقة التحمّل الفلسطينية في المواجهة رغم ضيق مساحات قطاع غزة الذي يبلغ ثلث مساحة جنوب لبنان وحوالي عشرة إلى خمسة عشر بالمئة إذا أضيفت مساحة البقاع الشمالي. 2-تدأب صحيفة هآرتس منذ ظهر الأحد المنصرم على القول أن عملية غزة الإسرائيلية لاقت دعما سياسيا أميركيًا وأوروبيا رسميا لكن جهودا معلنة وغير معلنة قوية تجري لإيجاد وقف نار بين الطرفٍين. وآخر المصطلحات المتداولة هو السعي لتحقيق “هدوء مستدام” إذا كان متعذرا تسميته اتفاق وقف نار. 3- لا زال المعيار الذي أرسته مرحلة قيادة “فتح” للعمل المسلّح الفلسطيني هو السائد في المرحلة “الحماسية” – الإيرانية وهو أن المقياس الفلسطيني ليس حجم الأضرار البشرية والمادية الناتجة عن القصف الوحشي الإسرائيلي بل القدرة على الاستيعاب كمعيار للاستيعاب السياسي. هذا معيار سيحاكمه التاريخ في المآلات الفلسطينية لكن ليس الآن والعنف العنصري الإسرائيلي في ذروته وأشلاء أطفال هذاالشعب المضطهَد على مدار قرن تنتشر مجدداً بين الأنقاض. 4- هناك تحوّل كبير حدث خلال الأيام المنصرمة في فلسطين وهو تمكّن قوى حماس والجهاد من نقل المواجهة المدنية التي كانت تجري في القدس الشرقية بسبب الوقاحة الاستيطانية التي حاولت استخدام القانون الإسرائيلي لصالح إخلاء منازل في حي الشيخ جرّاح من سكانها الفلسطينيين إلى مواجهة عسكرية سنرى ما ستحمله من جديد مجهول على مجمل النضال الفلسطيني. 5- كانت فلسطين تستعد حثيثاً للانتقال إلى مرحلة أولوية النضال الحقوقي السلمي ضد نظام الأبارتايد الإسرائيلي. هل تأخّر الآن هذا الانتقال ولصالح عودة قواعد المواجهة القديمة التي تريح اليمين الإسرائيلي من حيث إبعاد الأنظار عن ممارساته العنصرية أم أن مزيجا مختلفاً من قواعد الصراع القديمة والجديدة سيفرض نفسه في سياق تلاطم الموجتين الإسرائيلية والإيرانية؟ 6- الموجتان الإسرائيلية والإيرانية على مستوى المنطقة؟ ماذا يعني ذلك في تركيب دول المنطقة؟ إنهما موجتان تركيبيّتان أي تتركان، كلٌ منهما تأثيرها الخاص، في بنية دول المشرق العربي؟ وماذا سيعني ذلك على مستوى الصراع الإقليمي بعدما أعادت صواريخ غزة إيران إلى واجهة هذا الصراع؟ 7- هل تعيد المواجهات الأخيرة الاعتبار لحل الدولتين فيفهم جزء كبير من الإسرائيليين معنى التحذير الذي كانوا يتلقونه من أصدقاء إسرائيل أن حل الدولتين الذي يعني الفصل بين معظم الشعبين يشكّل ضمانة لاستقرار إسرائيل وهو ما لم يُصغ إليه اليمين الإسرائيلي بينما اليوم وكما أظهرت المقاومات المدنية والعسكرية استنفار الكتلة الفلسطينية المتعادلة ديموغرافيا مع الكتلة اليهودية مع فروق طفيفة لصالح إحداهما وكلا الرقمين الفلسطيني واليهودي يدور حول السبعة ملايين أقل أو أكثر قليلا لكل كتلة بين البحر المتوسط ونهرالأردن؟ 8- من استدرج من في هذه الحرب العسكرية؟ إسرائيل أم حماس؟ إسرائيل أم إيران؟ 9- أي نقاش ستفتتحه المرحلة الجديدة على المستوى الفلسطيني حول طبيعة القيادة السياسية وليس فقط المشروع السياسي؟ أسئلة من المبكر الجواب على بعضها الآن لكن ظاهرة تلازم انتفاضتَيْ الداخلَيْن الفلسطينيَّيْن هو ظاهرة جديدة يمكن أن تأخذ فرصتها المؤثِّرة في سياق المواجهة داخل نظام الأبارتايد الإسرائيلي إذا أتيح للسياق النضالي الحقوقي أن يأخذ مكانته التي يستحق فلسطينياً وعالمياً مرة أخرى فصاعداً من الشيخ جرّاح. ما هذه الفلسطين! على عِلْمِكَ أصبحت وراءنا وإذْ بنا نجدها فجأةً قفزت ليس فقط أمامنا بل داخلَنا. داخلَ داخلِنا. j.elzein@hotmail.com Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دلال البزري من تورنتو : “عرب 1948” في ساحة فلسطين next post حجب العروس والقفز فوق السمك… أغرب طقوس حفلات الزواج في تونس You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.