بأقلامهمعربي جهاد الزين من بيروت عن “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية”: هل شاهد المستشار الألماني هذا الفيلم؟ by admin 24 فبراير، 2023 written by admin 24 فبراير، 2023 68 ربما يكون وقت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسمح بمشاهدة هذا الفيلم الألماني ولكن هل سيشاهد المستشار الألماني أولاف شولتزهذا الفيلم وهل سيشاهده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ وهل سيطرح الزعيمان الفرنسي والألماني أسئلة حول عبثية الحرب النهار اللبنانية \ جهاد الزين بمعزل عن كل عناصر قوة الفيلم الألماني “#كل شيئ هادئ على الجبهة الغربية” All Quiet on the Western Front، نفهم تماما، على الأقل من حيث التوقيت، أن يفوز هذا الفيلم بجائزة أفضل فيلم (وست جوائز أخرى) في حفل تقديم جوائز أكاديمية السينما البريطانية ( #BAFTA ) في مرحلة حرب ضارية داخل أوروبا بين روسيا وأوكرانيا. فالزمن زمن حرب في القارة والتذكير بأهوال الحروب أمر في مكانه وزمانه كما أن التذكير بما يمكن أن تجرّه العقلية العسكرية من ويلات أمرٌ مستحسَنٌ آخر، والعنصران، الحرب والعقلية العسكرية، كلاهمامتوفّر بكفاءة في الفيلم. القائد الألماني للجبهة، وهو ابن ضابط في الجيش البروسي في عهد بسمارك، يقول لمساعده محتجاً على بدءالمفاوضات التي تقوم بها الحكومة الألمانية مع القيادة الفرنسية لإنهاء الحرب “ماذا يفعل الجندي إذا لم يحارب”! الفيلم مستوحى من قصة بالعنوان نفسه للكاتب Erich Maria Remarque إريك ماريا رمارك صدرت عام 1929 عن تجربة الحرب العالميةالأولى على الجبهة الألمانية الفرنسية. أما الفيلم الجديد الألماني فأخرجه إدوار برجر العام المنصرم 2022. سأقرأ الفيلم قراءة “أوكرانية”… خطيئة فلاديمير #بوتين أنه شنّ الحرب على أوكرانيا ولكن ليس (أي ليست خطيئته)أنه اعترض على سياسة السعي الأميركي لضم أوكرانياإلى الحلف الأطلسي. لذلك بقدر ما هي المسؤولية الروسية عسكرية في الحرب الأوكرانية فالأمر ليس محسوما من الناحية السياسية. صحيح أن الآلة الغربية، الأميركية والأوروبية نجحت في خلق أكثرية في الرأي العام الغربي ضد روسيا من حيث تحميلها مسؤولية الحرب الاخلاقية والسياسية، إلا أن هناك أقليةً بين مثقفي وسياسيي العالم الغربي تعتبر أن مشروع توسيع الحلف الأطلسي لضم أوكرانيا كان خطأ استراتيجياً وضع الرئيس فلاديمير بوتين أمام خيار الحرب وقد حذّر طويلا من “حشره” بهذه الطريقة. بين أبرز دعاة هذا الرأي وزيرالخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر وأستاذ العلوم السياسية الأميركي جون ميرشايمر وقلة ناقدة للسياسة الغربية في أوروبا، حتى ان “مركز ويلسون” في الولايات المتحدة الأميركية نشر دراسة حول فكر صاحب سياسة “احتواء الاتحاد السوفياتي” الشهيرة الديبلوماسي الاميركي الراحل جورج كينان، وهي السياسة التي اعتمدتها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية حتى نجحت في اسقاط الاتحادالسوفياتي سلميا. كينان عارض في التسعينات من القرن المنصرم، وكان لا يزال على قيد الحياة (1904-2005) سياسة توسيع الحلف الاطلسي إلى الجمهوريات التي كانت جزءا من الأمبراطورية السوفياتية. لست هنا بصدد “إحصاء” معارضي مشروع التوسّع الأطلسي الذي “انتهى” بالحرب الروسية على أوكرانيا، أَحياءً أو موتى، فالأسماءالمشار إليها وغيرها تحتاج إلى رصد أعمق وأطول على الرغم من أن وجهة النظر التي حملوها لم تستطع أن تجد لها حيزا سياسيا فعالاًوبقي صوت الحرب، ولو من بعيد، ردا على الحرب الروسية هو السائد، حتى أن دولة كألمانيا تعلن انتهاج سياسة “عسكرة” ذاتية في إطارحجة مساعدة أوكرانيا وتعزيز طاقة الجيش الألماني على التدخل لدعم بلدان أوروبية قد تصبح بحاجة إليه. طبعا رغم اللعبة الأطلسية الخطرةالتي لعبتها واشنطن مع موسكو في أوكرانيا فلا يعني ذلك قبول الحرب الروسية على أوكرانيا تحت أي ذريعة. خلال مشاهدتي الفيلم على “نتفليكس” لم أستطع إلا أن “أرى” الجندي الأوكراني مكان الجندي الألماني الذي تدور حوله أحداث الفيلم أوالجندي الروسي، في الخنادق التي كانت حُفِرتْ لتبادل القتال على الجهتين الفرنسية والألمانية، والتي كانت تشهد بين 1914 و1918 أهوال الموت والدمار ومجاعات الجنود، وهي خنادق لا يزال العديد منها موجودا بكل التحصينات الرهيبة التي أصبحت “سياحية” الآن. وأذكر حين زرت متحف ضحايا الحرب الفرنسيين في منطقة “فردان” التي شهدت أكبر المعارك كيف جُمِّعتْ بقايا العظام البشرية في حفر متعددة معروضة تحت ألواح زجاجية وقربها لوائح “جميع” الأسماء، لأنه بسبب الضحايا بعشرات الألوف بل مئات الألوف لم يكن ممكنا تمييزأصحاب كل منها. ليس أسوأ ولا أقسى من مقابر “اللوائح” حين يُختزل الأفراد إلى الأبد في مقابر جماعية هي ليست فقط علامة على تلاشي الميت بل غالبا علامة على فقدان “أثر” القاتل. في الحروب لايُسأل عن القاتل المباشر بل عن القاتل السياسي الذي يدير الحرب. كان الجندي الألماني العادي بطل الفيلم يُكلَّف من رئيسه جمع أنصاف الإشارات الدائرية المسجل على كلٍ منها اسم الجندي والمعلّقة حول عنقه في كل مرة تنتهي جولة من جولات المعركة لكي يتمكّن الجيش الألماني من إحصاء قتلاه ودفن كل منهم في نعش. وسينتهي “جامع” الإشارات قتيلاً أيضا وقد كُلف جنديٌ آخر بقي على قيد الحياة بجمع نصف إشارته. أظهر الجندي – الضحية في الفيلم عنفا شرسا في القتل. كان الدفاع عن النفس لا يختلف عن الهجوم العدواني على الآخر حين يتواجه العدوان الفرنسي والألماني ب”السلاح الأبيض” فلا خيار سوى القتل أو الموت، وحتى حين يبدي الجندي الآخر – العدو ندماً أو رأفة يكون ضحيته فارق الحياة في تلك النظرة خلال الاحتضار،السابقة للموت، التي أظهر تصوير الممثلين ببراعة هَوْلَها المختلط بالرعب. وسيموت الجنديان الألمانيان الصديقان بالتتابع بعد انتهاء الحرب بسبب إوزّة قُتِل كلٌ منهما، الأول وهو يحاول سرقتها من مزرعة فرنسية في محيط جبهة الحرب. والثاني وهو يحاول الفرار أمام فتى صغير داهمه.المرة الأولى سينجح ” اللص” وسيلتهمها الرفاق في وليمة شهيّة خلال تصاعد الحرب ومجاعتها وفي الثانية يفشل- يفشلان حتى الموت. ربما يكون وقت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسمح بمشاهدة هذا الفيلم الألماني ولكن هل سيشاهد المستشار الألماني أولاف شولتزهذا الفيلم وهل سيشاهده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ وهل سيطرح الزعيمان الفرنسي والألماني أسئلة حول عبثية الحرب وهمايعلمان أهوال الحرب الدائرة على السكان المدنيين الأوكرانيين وعلى الجنود الروس وهل سيسمح “منطق الدولة” المنخرط في الحرب بالتساؤل عما إذا كان أي توسيع للحلف الأطلسي يستحق الثمن الغالي جدا الذي عادت تدفعه أوروبا حاليا؟ ولربما يدفعه العالم لاحقا. فالرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي نفسه حذّر من أنه إذا تبنّت الصين دعم روسيا في الحرب فإن حربا عالمية جديدة ستقع. ليس في ذاكرة القصة التي بُنيَ عليها الفيلم سوى أن السلطات النازية نزعت بسببها الجنسية الألمانية عن الكاتب رمارك. لكن كما سبقت الاشارة تدور أحداث القصة في الحرب العالمية الأولى ولا علاقة حدَثيّاً لها بالتاريخ النازي ورموزه سوى كونها ضد الحرب والوطنية الشوفينية الألمانية التي وقفت وراءها. لهذا فالسؤال المشروع هو هل يخدم الفيلم البروباغندا الغربية ضد روسيا؟ وجوابي كمشاهد ليس بالضرورة أن يخدمها فهو ضد الحرب بالمطلق بل يمكن أن يكون الفيلم ضد السياسة الغربية أيضا وليس فقط السياسة العسكرية الروسية. على أي حال سننتظر كيف ستتعامل جوائز الأوسكار الأميركية مع الفيلم حين يحين موعدها الشهر المقبل. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غوغل تَحظر وصول المحتوى الإخباري إلى مستخدمين كنديين next post الضربة الإسرائيلية في دمشق استهدفت اجتماعاً لـ«الحرس الثوري» You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024