بأقلامهمعربي جهاد الزين في تقديم لكتابه الجديد by admin 6 ديسمبر، 2022 written by admin 6 ديسمبر، 2022 23 تقديم لكتابي الجديد: هُو ليس- قصيدة في نفي الشاعر والجماعة – جناح دارنلسن في “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” في واجهة بيروت البحرية. النهار اللبنانية \ جهاد الزين كتبتُ كتابا جديدا بحجم كتيِّب من سبعين صفحة جوهره هو ما آل إليه موقفي العصبي أي خليط مشاعري و قعر مواقفي ضد الانتماء بمعناه العميق الذي تولّد وأنا أدخل في السبعينات من عمري كأنه وعيٌ مولود بعد اختمار. نعم ضد الانتماء في عالم تأخذك وتأخذني وتأخذنا فيه الانتماءات الوطنية والدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية إلى سفك لايقف عند حد من الدماء والضحايا بل يطال المستقبل ويسلخ من جلده وجلد أجياله. هو الموت اليومي الذي يصبح فيه البقاء على قيد الحياة فرضية يومية حين تعيش وأعيش ونعيش في مجتمعات ودول منهارة . لقد وجدتُ نفسي مدفوعاً إلى الشِّعر. ولم أذهب إلى الكتابة السياسية في موضوع سياسي ظاهراً..لماذا؟ لا أعرف بل لا أعرف تماماً. ربما بل الأكيد أن الانتماء في الأساس موضوع وجودي حساس. وعندها يصبح الشِّعر سيد الأبالسة في رقصتهم الوحشية. هكذا خضت غمار كتابة قصيدة مبنية على ال “ليس” مسبوقةً بال “هو” فيبدأ كل مقطع ويستمر قائما على نفي الهوية حتى لو كانت عاطفية. وتأخذ القصيدة – الكتيِّب إسم “هُو ليس” مع سطر ثانٍ : “قصيدة في نفي الشاعر والجماعة” أي الفرد والجماعات – الجماعة. أردت أن أقول في أرذل العمر هذا أنني لست منتميا وأن أقول ذلك وأنا أسبح في برك الدم و أغرق في مستنقعات اليأس القاحلة، أفكارًا وثقافةً ومشاعرَ وحماساتٍ وادعاءاتٍ وتزلفاتٍ مؤسَّسةً و مؤسِّسة. حتى اليأس.. قاحل. إنه “الوعي” حين نكتشف أنه سلسلة أوهام أقوى من الخرافات. هذه القصيدة هي موقف وخلاصة ضد تحويل الدين والسياسة والاجتماع والثقافة إلى دعوات منظّمة وعملية للقتل والكراهية بل والعيش مع الأحقاد كأجهزة تدمير فردي وجماعي. كتبتُ في مطلع القصيدة- الكتيِّب: “هُو ليس مَنْ دمُهُ تَسيّب في العصور على ثياب قبيلةٍ أو أُمّةٍ أو غانِيَهْ هو ليس سفّاحَ الأغاني واحْتباسَ اللون في أشيائه الْ ما مسّها رسْمٌ ولا رسامُ هو ليس نحّاتاً ولا أحدَ الشعراء في ليل حميمْ هو ليس ساقيةً ولا نهراً ولا صوتا يرقرق في المطرْ هو ليس أغنية الحجرْ أو بؤسَ من شقّوه أو جعلوه أهراماً لمجد ملوكهمْ أو مجدِ عَرْيانٍ بلا ثمَنٍ هو ليس صوفيّاً ليعشق نفْسهُ بحرارةٍ هذا العراء هو الأصولُ هو النزيف الدائم المجبول بين أشعة الشمس الكئيبة إذْ تغيب بلا وداعٍ أو تعود بلا وداعْ هو ليس صاريةَ المجاهلِ والمذابحِ والغوايات العصيّه هو ليس ما خطّتهُ أيدينا ولا زَرَعَتْه في الأرض الحناجرُ والمعاولُ والدموعْ هو ليس مكتبةً ولا مسودّةً أو مَحْبرهْ لا ليس جِلْدا للوقاية من هروب السطر عن صفحاته فوق الرفوفْ هو ليس كاتب سيرةٍ عن نفسه أو باحثا بين الملفات التي انتشرت هوامشها بين الصوامع والكهوفْ هو ليس عالمَ إِجْتماعٍ أو لغاتٍ ميِّته هو ليس ذئباً بين غابات الحروفْ أو طائرا عملاقَ ينقر في الفراغِ ولا شريداً مدمناً خمرَ الظلام أو الضياءْ هو ليس قيد إقامة في جوف مقبرة السماءْ” ………….. وكتبتُ: “هو ليس مذياعاً وليس معلِّقاً يأتي بمادّتِه ليكتبها على عاموده اليوميِّ في الصحف المَشاعْ هُوَ ليس قسيساً ولا شيخاً ولا حاخامَ يجلس للجدال مع الجميعِ على نصوصٍ لم يَصِغْ حرفاً بها مستنفِراً قوّاته الديجيتالَ بين مآذنٍ وكنائسٍ ومعابدٍ ومخاوفٍ هُوَ ليس مُنْشَقّاً ولا قدّيسااااا… هُوَ ليس محض مقولةٍ جاءت بها يوماً مخيلةٌ رهيبهْ” ……………………….. وكتبتُ: “هُوَ ليس نزوةَ عاشقٍ أو رغبة امْرأةٍ هو ليس تمثالاً من الزهو الرخاميّ الذي نَسِيَتْه عاصفةٌ أو مُلْهِماً للنار تحت الجِلد ينشب في الجحيمْ هو ليس حضناً أو بَكارَهْ هو ليس سراً في مغارَهْ هو ليس قبلةَ قاتلٍ قبل الجريمه أو نسمةً عند الظهيره لا ليس جرماً في بلاد القيظ و الأمم الشموسهْ أو بطةً عرجاء فوق بحيرةٍ أو نظرةً لمؤذِّنٍ عند الغروبْ هو ليس لحناً أو منارهْ هو ليس ذئباً أو ضحيّه بيتاً من القشِّ الذي سكَنَتْهُ أفعى في المصيفْ لا شيىء يدفع للذهاب إلى التبضّع بين أوكارٍ قريبهْ فالْزَمْ سريركَ في الصباح لأنه وقت الخديعهْ هو ليس صوتاً للقطيعهْ إنما الناس احتمالاتٌ تدوم من التآلف في الفجيعهْ هو ليس صنواً للغرابة أو متاهَةَ فكرةٍ قبل الصياغَهْ أو قبلةً قبل التأوه في الظلامْ هو ليس إمرأةً تُقشِّر جلَدها فوق السريرْ أو ذبحةً صدريةً خطفت غرورك َ أو بقايا من حبال الصوت في رئتيكْ هو ليس مقصلةً أو مجزرهْ هو ليس نفياً أو مجاز شُجيرةِ التوت العتيقْ الدارَ الأمينةَ في الخرابْ النارَ المطهّمةَ الجوانحِ في الصقيعْ وسلالةَ السمك الذي التهم الرجال على البحار العاليهْ وبكت نساءٌ في ظلام الظلمة المائية الأقسى على حراشفِهِ اللئيمهْ وتَطايرَ الأطفالُ بين نيوبِهِ هو ليس منّا إذْ نكون على يديه غوايةً أو معذِرهْ” ………………………….. على أيدي كهنة الأديان الكفرة من عمائم وقلنسوات ودعاة ومستفيدين ، تحوّلتْ السماء إلى مقبرة. وتحولت كل يوتوبيا إلى مسلخ للأفراد والجماعات، أخص بالذكر منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط ولو كان المسلخ عالميا بعدما عادت أوروبا مسرحاً للحروب باسم نهاية تاريخ لا ولن ينتهي، وبعدما أخذ الشرق الأقصى يستعد لأزمات كأنها حروب آتية. كتابي هذا إذن هو ضد الانتماء. أنا لامنتمٍ ملتزم. ولكنْ، وهي ال “لكن” الوحيدة في الكتاب – القصيدة هناك ال “هي” المعشوقةً والمعبودة والمجسّدة: وكتبتُ: “هو ليس ما أخفيهِ منْ وَلَهٍ أَنّي أحبّكِ فوق الحب تحت الحب جنب الحب لِصْقَ مسامِيَ المتجدِّدات على مسامِكْ ..الزغبُ الجميلُ وكلُّ عصفور يغطّ على يديكِ بغفلةٍ مني هو ليس في شغفي إليكِ وطاقتي في الخوف منكِ عليكِ” …………………. وأختم بعد هذه المختارات القليلة في التعليق على قصيدتي: هذا ليس موقفاً عبثيّا. ولا عابثاً. إنها الانتماءات الشريرة في عالم لا يستثني أحدًا من القتلة الكثيرين القريبين والبعيدين. فقط يسحق الضحايا بشروط الأضحية الصعبة بعد كل هذا العمر. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post 40 عاماً على تأسيس «حزب الله»: تداعيات التحولات الداخلية والإقليمية والاستراتيجية للحزب \ washington institute next post شركة إيلون ماسك التي طورت “شريحة الدماغ”.. تواجه تحقيقا! You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: رئيسٌ للبنان..بالتوافقِ الأميركيِ الفرنسيِ... 2 يناير، 2025 كاري أي. لي تكتب عن: مفارقة الردع بين... 2 يناير، 2025 أسلحة سوريا الكيماوية لا تزال في مخازنها 2 يناير، 2025 مايكل هوروفيتز يكتب عن: إسرائيل في الشرق الأوسط... 1 يناير، 2025 حسام عيتاني يكتب عن: الناس بعد تغيير الخرائط 1 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: «طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»:... 1 يناير، 2025 السبيل إلى سوريا أفضل حالا 1 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: رجال ومنعطفات وبصمات 30 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: كيف قضى ثوار سوريا... 29 ديسمبر، 2024 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: ما يرد في... 29 ديسمبر، 2024