جنازة من المسرح ونعش راقص… للنجوم وصايا أخرى

رشدي أباظة اهتم بالميراث وفريد الأطرش طلب دفن عوده معه ونجيب الريحاني أوصى بوضع صورة “كشكش بيه” على قبره

اندبندنت عربية / نجلاء أبو النجا صحافية @nojaaaaa

مثل غيرهم من جميع فئات البشر يحرص نجوم ومشاهير على كتابة وصية بها شروط أو طلبات خاصة يكلفون ذويهم وأصدقاءهم، أو حتى محامين وجهات رسمية، تنفيذها حال وفاتهم، وتتعدد الوصايا والطلبات وتتدرج بين الرغبات العادية والغريبة في أحيان أخرى. أخيراً أثارت الفنانة المصرية سلوى محمد علي الجدل عندما أوصت أبناءها أن يخرجوا نعشها من المسرح القومي وتشييع جنازتها من المكان نفسه لشدة تعلقها به واعتباره قيمة كبيرة في حياتها.

وصية سلوى فتحت عليها باباً من التهكم بين قطاع كبير من الجمهور، بخاصة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفعها إلى التبرير قائلة إن الفنان توفيق الدقن، وكذلك نبيل نور الدين، أوصيا بالطلب نفسه، ونفذ عقب رحيلهما. وتراجعت سلوى عن وصيتها بعد كل ما أثير معللة بأنها لا تريد أن يتكبد أولادها مشقة تشييع الجثمان والجنازة من المسرح لشدة زحام المنطقة التي يوجد بها، وهي حي العتبة بالقاهرة. وشددت على أنها لم تتراجع بسبب الهجوم أو لضغوط شنها البعض، بل لرغبتها في وجود يسر وسلاسة عند رحيلها.

إصدار الأحكام

قالت سلوى في تصريحات خاصة لـ”اندبندنت عربية”، “عندما أوصيت بخروج جنازتي من المسرح بعد تشييعها من المسجد لم يفهم البعض مقصدي، وحدث هجوم كبير جداً لا أفهمه حتى الآن، وأكثر ما أزعجني دخول الناس في علاقة الإنسان بربه وإصدار أحكام ليس لهم دخل فيها”. وتابعت “من المزعج جداً أن يحدث جدل يصل إلى الشتائم لمجرد أن شخصاً أوصى بوصية ما، وانزعجت كثيراً من هذا التصرف غير المبرر، وكأن الدنيا انقلب حالها لمجرد أن طلبت وصية معينة، ولا أفهم هذا التركيز والانتقادات اللاذعة في أمور قد لا تعني الغير على الإطلاق”.

الممثلة المصرية سلوى محمد علي (مواقع التواصل)

وصية شيرين

لكثير من النجوم الراحلين وصايا قبل وفاتهم لها أهداف لا يعلمها إلا هم وبعض المقربين منهم، فالفنانة شيرين سيف النصر التي رحلت أخيراً أوصت بعدم حضور وسائل الإعلام مراسم دفنها وعدم الإبلاغ عن وفاتها إلا بعد دفنها، وكانت الراحلة اعتزلت الفن واختارت الابتعاد منذ سنوات وقررت أن تعيش حياتها العائلية بعيداً من أعين الصحافة والإعلام.

ومن الوصايا الغريبة قبل الوفاة ما فعله الفنان الراحل نجيب الريحاني الذي طلب أن توضع صورة على قبره لشخصية “كشكش بيه” التي كانت سبباً في شهرته الفنية، وقبل وفاته بنحو أسبوعين فقط شدد على هذا الطلب وكأنه كان يشعر بدنو أجله.

عود فريد

الفنان فريد الأطرش كان صاحب أغرب وصية قبل وفاته، إذ طلب من أقاربه أن يدفنوا معه العود الذي يحمل اسمه وعزف عليه أشهر أغنياته، كما طلب أن توضع صورة والدته معه في قبره.

أما الفنانة ليلى مراد فطلبت من عائلتها ألا ينتشر خبر وفاتها قبل دفنها. وشددت على أن يصلى عليها في مسجد السيدة نفسية وألا يصلي عليها أحد من الغرباء.

وأوصى عبدالحليم حافظ أن يحتفظ ذووه بمقتنياته ويهتمون بها مثل ملابسه ومنشفته ووسادته التي تحمل أول حرفين من اسمه، وكذلك طلب الاحتفاظ بإرثه وفتح باب منزله لمحبيه للزيارة، كما طلب أن يسمحوا للجمهور بالكتابة على جدران المنزل عبارات الحب ومقاطع من أغنياته المفضلة لديهم، وكذلك كلمات الرثاء. وتفتح عائلة العندليب باب الزيارة لبيته يوم ذكرى وفاته كتقليد سنوي مستمر منذ وفاته عام 1977، وحتى الآن.

وكتبت كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم في وصيتها قبل وفاتها أن تذهب كل ممتلكاتها الفنية إلى الشعب، وخصت ممتلكاتها من أموال وعقارات لتؤول إلى زوجها وشقيقها الشيخ خالد وشقيقتها سيدة.

قصة وردة

من الوصايا الغريبة أن المطربة وردة الجزائرية طلبت قبل وفاتها كتابة قصة حياتها عقب رحيلها، واختارت الكاتب المصري محمود معروف لهذه المهمة على أن تجسد قصة حياتها المطربة آمال ماهر أو أنغام، لأنها كانت شديدة الإعجاب بصوتيهما، كما أوصت بدفنها بمقر رأسها بالجزائر.

وطالبت المطربة صباح ابنة شقيقتها ألا يحزن عليها أي شخص عند وفاتها بل يرتدون الملابس البيضاء، وأوصت بعزف الموسيقى والرقص بالشوارع حتى تدخل مثواها الأخير وكأنها تزف في حفل وليس مأتم، وبالفعل نفذ ما طلبته بشوارع بيروت.

وكانت وصية الفنانة الراحلة سناء جميل أن توضع مقتنياتها من أشرطة أفلامها ومسرحياتها ومسلسلاتها وملابسها في مكتبة الإسكندرية، ونفذ زوجها الكاتب لويس جريس الوصية قبل رحيله.

جنازة المطرب السوري صباح فخري (مواقع التواصل)

وكان من المثير للتعجب وصية الفنان الراحل أحمد رمزي الذي طلب أن يدفن في منطقة الساحل الشمالي بمصر، وتردد أنه كان يعشق هذه المنطقة، وكان له بيت يعيش فيه هناك في الفترة التي قلت بها أعماله الفنية.

أما الفنانة تحية كاريوكا فقد تبنت طفلة صغيرة عثرت عليها أمام أحد المساجد وقامت برعايتها طوال فترة حياتها، وأوصت قبل وفاتها الفنانة فيفي عبده برعاية الفتاة وأن تتكفل بجميع طلباتها، كما كانت تفعل، وقامت فيفي بتنفيذ الوصية وما زالت ترعى الفتاة حتى الآن.

شقيقة ممنوعة

وقبل رحيله بعد صراع مع المرض أوصى الفنان عامر منيب زوجته إيمان الألفي بعدم السماح لشقيقته أمينة بحضور جنازته أو أخذ العزاء فيه، وذلك بعد أن تردد أنها تورطت في 4 قضايا نصب وقيل إنها استولت على أكثر من 20 مليون جنيه بزعم التجارة. وطالب منيب شقيقته أن تتوب إلى الله وترد الأموال التي استولت عليها من ضحاياها في دبي ومصر لتحافظ على اسم عائلتها وليمكنها حضور جنازته.

وكانت وصية الفنان حسين صدقي قبل وفاته من أغرب الوصايا، إذ طالب أسرته بحرق أفلامه. وقال لهم “أوصيكم بتقوى الله… واحرقوا كل أفلامي ما عدا (سيف الإسلام خالد بن الوليد)”، وذلك وفقاً لما ذكرته زوجته فاطمة المغربي.

ميراث رشدي

أما الفنان رشدي أباظة فأوصى بتقسيم ميراثه، وهو عبارة عن ثلاث شقق في مصر، وواحدة في هولندا، وقطعة أرض بالهرم بين أمه وابنته وإخوته، وترك لزوجته السابقة سامية جمال بوليصة تأمين، لكنها تنازلت عنها لحفيده أدهم.

وكتبت الفنانة اللبنانية سوزان تميم وصية شديدة الدقة قبل حادثة مقتلها الشهيرة بدبي، وأوصت بحرمان والدها من الميراث وأن تكون كل ممتلكاتها وأموالها فقط لوالدتها وشقيقها ولا أحد آخر سواهما. وكتبت بخط يدها في الوصية “أرجو أن تسامحوني إن كنت أسأت إليكم، وأرجو أن تشملوني بالدعاء بالرحمة، وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم، وأن تكرموني في وفاتي”، كما أوصت أيضاً بالزكاة وإطعام المساكين وكفالة اليتامى والمساكين.

المزيد عن: وصاياالمطربة صباحرشدي أباظةنجيب الريحانيفريد الأطرشسلوى محمد عليالمسرح القوميعبد الحليم حافظأم كلثومسوزان تميم