جعجع يتحدى “الممانعة” والمعارضة تجهز “خطتها” لجلسة انتخاب الرئيس

الكتل النيابية تكثف مشاوراتها ومصير التصويت لا يزال ضبابياً وحظوظ قائد الجيش ترتفع

  اندبندنت عربية ووكالات

على بعد أقل من يومين لموعد جلسة انتخاب رئيس جديد للبنان، وفيما تواصل الوفود الدولية مساعيها إلى حث المسؤولين على إتمام الاستحقاق بما يضمن “إنقاذ” البلد من أزماته، لا تزال سيناريوهات الجلسة ضبابية والانتخاب غير محسوم، على رغم أن المؤشرات تظهر ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون، لا سيما بعد إعلان حزب “القوات اللبنانية” اليوم الثلاثاء، استعداده للنظر في تأييده إذا نال دعم “فريق الممانعة”، والمقصود به “حركة أمل” و”حزب الله” وحلفائهما بمن فيهم “التيار الوطني الحر”.

وفي وقت تستمر اللقاءات والمحادثات بين مختلف الأحزاب السياسية في هذا الملف، أرسل رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوات إلى النواب لعقد جلسة عامة في تمام الساعة 11:00 من قبل ظهر الخميس التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية.

سمير جعجع مستقبلاً المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين (حساب جعجع على إكس)

جعجع: مستعدون للنظر في ترشيح عون

وبعد “الفيتو” الرئاسي الذي أطلقه “حزب الله” على رئيس “القوات” سمير جعجع، أصدر هذا الأخير بياناً اليوم قال فيه “يعرف القاصي والداني ومنذ أشهر طويلة لا بل منذ سنوات، أن جماعة الممانعة لا يقبلون بأي شكل من الأشكال بالعماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية… كما كان جلياً منذ أشهر لا بل منذ سنوات أن القوات اللبنانية على علاقة طيبة بالعماد جوزيف عون… ولم تضع أي فيتو على اسمه في أي لحظة”.

وأضاف جعجع “بدلاً من أن تصدق جماعة الممانعة ولو لمرة واحدة وتظهر موقفها الفعلي من ترشيح العماد جوزيف عون بتصريحات ومواقف جدية تصدر عنهم بأنهم يرفضون انتخابه رئيساً للجمهورية، عمدوا إلى ملء الشاشات بتصريحات تصور القوات وكأنها العقبة في طريق ترشيح عون”. وختم قائلاً “إذا بدل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسمياً ترشيح العماد جوزيف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر”.

وفي هذا السياق تضاربت الأنباء الصحافية عن لقاء عقد بين جعجع وجوزيف عون. ففي حين أفادت بعض وسائل الإعلام بأن قائد الجيش أجرى زيارة لمعراب، نفت مصادر أخرى هذا الأمر، موضحة أنه جرى التداول في إمكانية عقد اللقاء لكن الاجتماع لم يحصل بعد.

ومساء أمس الإثنين، استقبل جعجع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون، على أن يلتقي مساء غد الأربعاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يصل إلى لبنان اليوم.

“فرصة ذهبية”

وفي السياق الفرنسي، أبدى الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم في كلمة أمام السفراء الفرنسيين المعتمدين في الخارج، قلقه من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان، مؤكداً التمسك بالعمل على إنجاح العملية السياسية وانتخاب رئيس، على أن يشكل ذلك عودة السيادة الشرعية الكاملة على الأراضي اللبنانية كافة.

هوكشتاين من جهته استكمل جولة لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين اليوم، وحضر صباحاً مأدبة فطور مع عدد من النواب المستقلين والمعارضين في دارة النائب فؤاد مخزومي. وأكد المبعوث الأميركي خلال اللقاء أن “الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للبنان وستبقى من الداعمين له ولجيشه”.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن هوكشتاين شدد خلال اللقاء على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس جديد اتفاق الطائف والاتفاقات الدولية والإصلاحات الضرورية، معتبراً أن لبنان أمام “فرصة ذهبية”، وأن قائد الجيش هو أحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية لكنه ليس المرشح الوحيد.

للمعارضة “خطة واحدة”

في غضون ذلك، عقد عدد من النواب المعارضين والتغييريين اليوم اجتماعاً لبحث مستجدات الرئاسة. وقال النائب عن “القوات” جورج عقيص عقب اللقاء “لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة التاسع من يناير”، موضحاً أن المعارضة “ستكون بالمرصاد لأي محاولة للإتيان برئيس يشبه المرحلة الماضية”. وأضاف “اجتماعاتنا مستمرة مع الكتل كافة، فهدف هذه الاجتماعات هو تنسيقي، ونتمنى أن تتنج جلسة التاسع من يناير رئيساً للجمهورية”. وعن موقف المعارضة من ترشيح عون، قال عقيص “عندما يتغير موقف القوى الرافضة لوصول قائد الجيش سيكون للمعارضة موقف إيجابي”.

وفي تصريح صحافي اليوم، قال النائب التغييري وضاح الصادق إن “الاتصالات مستمرة للبحث في كل الأسماء”، مضيفاً أن “في حال أردنا أن نتبنى اسماً فسنعلن ذلك خلال اجتماع آخر لنا الأربعاء. وفي حال لم يكن الوضع مناسباً فلن نتبنى أي اسم، بانتظار استكمال المشاورات في الساعات الأخيرة التي تسبق الجلسة الانتخابية”. وأشار الصادق إلى أنه إلى جانب عون يبرز الوزير السابق جهاد أزعور كأحد المرشحين ذوي الحظوظ المرتفعة.

وكان النائب المستقل نعمت افرام، الذي أعلن ترشحه للرئاسة، قال أمس بعد اجتماع لعدد من النواب المستقلين، إن “غالبية الحاضرين ستدعم قائد الجيش إذا كان عليه توافق”.

المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يلتقي قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون (مكتب الإعلام في الجيش اللبناني/أ ف ب)

“الاشتراكي” متمسك بعون

الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أكد بدوره في مقابلة تلفزيونية أمس، أن “قائد الجيش العماد جوزيف عون لا يزال مرشحنا والقرار اتخذ من قبل اللقاء الديمقراطي ورئيسه، وكنت حاضراً، وتلقينا أصداء إيجابية من الخماسية”، في إشارة إلى اللجنة الخماسية الدولية التي تتابع الشأن اللبناني وتضم أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر.

وأضاف جنبلاط أن “اللجنة الخماسية هي إحدى الناخبين الأساسيين” مشيراً إلى شروط الإصلاح التي تطالب بها الدول لدعم لبنان. ودعا إلى انتخاب رئيس من دورة التصويت الأولى، معتبراً أن “تأجيل الانتخابات إلى ما بعد تسلم الرئيس دونالد ترمب (الرئاسة الأميركية) قد يكون خطأ كبيراً، وقد يورطنا في المجهول، فالبلد لا يتحمل التأجيل”.

في الأثناء دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان اليوم النواب إلى “القيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر الجاري”، وحثهم على “التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من التخبط الذي يعيشه كي لا يغرق الوطن في مزيد من الفوضى”.

المزيد عن: لبنانالأزمة اللبنانيةالفراغ الرئاسيجوزيف عونالرئاسة اللبنانيةسمير جعجعحزب الله