جرائم القتل في الجزائر يبدو أنها انتقلت مسارحها من الفضاءات المغلقة مثل البيوت والمكاتب والمحلات والغرف إلى الشارع (مواقع التواصل الاجتماعي) عرب وعالم جرائم القتل في الجزائر… من الفضاءات المغلقة إلى الشارع by admin 3 مارس، 2025 written by admin 3 مارس، 2025 21 مواطن يردي زوجته وابنه رمياً بالرصاص أمام الملأ وآخر حاول القضاء على طليقته مباشرة بعد الخروج من المحكمة اندبندنت عربية / علي ياحي مراسل @aliyahi32735487 عادت جرائم القتل لتشغل الرأي العام في الجزائر بعد إقدام مواطن على قتل زوجته وابنه بإطلاق الرصاص عليهما من سلاح ناري أمام الملأ في الشارع، وهي الفعلة التي أثارت الامتعاض ودقت ناقوس الخطر، وفتحت المجال للحديث عن ضرورة إيجاد حلول جدية لظاهرة دخيلة على المجتمع. جريمة قتل بشعة في الشارع وهزت جريمة القتل التي ارتكبها زوج في حق زوجته وابنه، بينما نجت حماته التي تعرضت إلى جروح بليغة، أركان المجتمع الجزائري الذي بات يستيقظ على جرائم بشعة منذ التسعينيات، وفي حين كان الأمر يشمل الذكور ومن خارج العائلة، انتقلت الأفعال الإجرامية إلى الأقارب من الأسرة الواحدة، وتستهدف النساء بصورة كبيرة. تتزايد جرائم القتل في الجزائر بشكل لافت منذ تسعينات القرن الماضي (مواقع التواصل الاجتماعي) ويبدو أن جرائم القتل في الجزائر تشهد طفرة نوعية، إذ إنها انتقلت مسارحها من الفضاءات المغلقة مثل البيوت والمكاتب والمحال والغرف، إلى الشارع وأمام الملأ، وهو ما حدث مع جريمة “الزوج” في بلدية الربعية بمحافظة المدية، 88 كيلومتراً جنوب العاصمة الجزائر، مما صدم المارة وكل من سمع عن الحادثة. وبحسب ما حصلت عليه “اندبندنت عربية” فإن المواطنين الذين حضروا الجريمة لم يتمكنوا من التدخل لمنع حدوثها، بسبب الخوف الذي انتاب الجميع أمام صوت الرصاص، كما أن هول المشهد ترك أثراً بالغاً في نفوسهم، لا سيما مع صوت الصراخ وسقوط الضحايا، مما جعل الفرار في كل الاتجاهات سيد الموقف. جرائم داخل العائلات وتتزايد جرائم القتل في الجزائر بصورة لافتة منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ تم تسجيل محاولة رجل قتل طليقته مباشرة بعد الخروج من المحكمة، بمدينة بريكة، شرق البلاد، تزامناً مع جريمة محافظة المدية. وقبل أسبوعين، أقدم شاب على قتل والد الفتاة المتقدم لخطبتها، في محافظة باتنة، شرق البلاد، بعد رفضه عرض الزواج بها. كما عرفت منذ شهرين محافظة سطيف 268 كيلومتراً شرق الجزائر العاصمة جريمة بشعة بطلها أب أقدم على قتل زوجته وابنته، فيما نجا الابن بأعجوبة، ودخل الجاني إلى بيته وحمل السكين للإجهاز على زوجته، ثم ابنته، ولدى محاولة الابن التدخل من أجل إنقاذ أمه وأخته، قام الوالد بطعنه مرات عدة أسقطته أرضاً، لتتدخل بعدها مصالح الحماية المدنية وتنقله إلى المستشفى، بينما سجلت محافظة غرداية قبل شهرين ونصف الشهر، إقدام أب على قتل وحرق أربعة من أبنائه. ثقافة اللاخوف والحل في تفعيل الإعدام وفي السياق رأى المستشار القانوني عبدالحفيظ كورتل أن جرائم القتل صارت طاغية ومتكررة، “بل وأصبحت متسلسلة تمس عائلة بأكملها”، مشيراً إلى أن “هذه الجرائم أصبحت تمس فئات شبابية وعائلية، ما يدل إلى أن مؤشر الجريمة في تصاعد كبير، وتجلت أبشع مظاهره في القتل بصورة علنية وفي الشوارع الرئيسة، بعدما كانت في ما مضى تتم بسرية تامة، مما يعني أن الخوف لم يعد يتسلل إلى أنفس المجرمين، بعدما ترسخت لديهم ثقافة اللاخوف”. وأوضح أنه بات من المستعجل القيام بدراسات من قبل خبراء في الإجرام للخروج بحلول للظاهرة. وشدد كورتل على ضرورة تفعيل عقوبة الإعدام “بخاصة في ما يتعلق بعقوبة القتل الوحشي، وهي التي تصنفها بعض الأنظمة في الفئة الأولى التي لا تقبل فيها أي أعذار، ويمر فيها المتهم إلى غرفة الإعدام مباشرة، على اعتبار أن الردع هو رسالة لعامة المجتمع بأن القاتل يقتل”. وشرح أنه بمجرد إنزال حكم الإعدام في حق القتلة فإن الأمر سيثير الخوف في نفوس الآخرين، مشدداً، أيضاً، على أن الظرف الحالي يفرض ضرورة إعادة النظر في تدابير قانون العقوبات لأن الإشكال المطروح هو أن المجرمين السابقين كانوا متهمين بجرائم بسيطة، ولكن كانت لديهم النية المبيتة في الانتقام، لذلك فإن الظاهرة تحتاج إلى معالجة اجتماعية. أرقام صادمة وكشف تقرير مجموعة “فيمينيسيد – الجزائر” حول جرائم قتل النساء والفتيات (التي ترصد هذه الحالات) عن أن غالبية الجرائم تحدث في الفضاءات المغلقة بنسبة 85.1 المئة، بينما تقع 12.8 في المئة من الجرائم في الخارج منها الشارع وأماكن العمل والطريق العام، ولم يتم تحديد مكان وقوع الجريمة في 21 في المئة من الحالات. وأضاف أن هذه النسبة لا تعني أن قتل النساء أو تعنيفهن في الأماكن العامة نادر، بل تعكس حقيقة أن العنف على أساس النوع الاجتماعي متجذر في كل مكان، وشدد على أنه حين تخرج النساء عن سيطرة الشريك داخل المنزل يتحول الفضاء العمومي مسرحاً للانتقام. واعتبر أن الفضاء العام بات بيئة عنيفة بالنسبة إلى النساء، لذا وجب على السلطات وضع إجراءات صارمة وجادة لحماية النساء في الفضاءات العمومية وحتى داخل المنازل وتفعيل إجراءات الحماية الفورية. وفصلت مجموعة “فيمينيسيد – الجزائر” أن نسبة الجرائم التي ارتكبها الشركاء أو الشركاء السابقون بلغت 36.2 في المئة من الأزواج، و6.4 في المئة من الأزواج السابقين، فيما شكل الآباء 8.5 في المئة، والأبناء 8.3 في المئة، والإخوة 4.3 في المئة، والاحفاد 2.1 في المئة، وأبناء العم أو الخال 2.1 في المئة، والأصهار 2.1 في المئة، ولم يهمل التقرير ذكر أساليب القتل والأسلحة المستخدمة، إذ تبين أن الطعن هو الأسلوب الأكثر استخداماً في جرائم قتل النساء لعام 2024 بنسبة 31.9 في المئة، وإطلاق النار 4.3 المئة، في حين تم استخدام سلاح ناري في 3.8 في المئة من الحالات، وبندقية صيد في 3.8 في المئة. إدمان المخدرات والمهلوسات والمؤثرات العقلية إلى ذلك أرجع الحقوقي فوزي بلعقل ارتفاع جرائم القتل في الجزائر إلى أسباب عدة أهمها إدمان المخدرات والمهلوسات والمؤثرات العقلية، “وأيضاً تأزم أوضاع الجزائريين الاجتماعية والمالية بفعل تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، بدليل اختفاء الطبقة الوسطى التي كانت إلى وقت قريب تملأ الفجوة بين الأغنياء والفقراء”، موضحاً أن الدراسات التي تجريها مختلف الجهات تؤكد أن الإدمان يولد الجريمة، لكن مع توسع دائرة العوز والحاجة دخلت الجريمة إلى بيوت الجزائريين بقوة، على اعتبار أن المشكلات العائلية كثرت وبات الجميع تحت الضغط. وتابع بلعقل أنه “في السنوات الأخيرة تطورت الجريمة بصورة خطرة تكشف عن تغيير سلبي في عقلية الجزائريين، إذ إن نوعية جرائم القتل تكشف عن روح انتقامية غير مفهومة، وعنف بشع يبرز الحالة النفسية التي بات عليها المجتمع”، مشدداً على أن الوازع الديني كما الأخلاقي أصبحا غائبين من قاموس الجزائريين بصورة لافتة، إذ إن العادات تغيرت في اتجاه غير الذي يحافظ على تماسك الأسرة، وتبقى طريقة الحديث والتفكير والأكل واللباس تثير انتباه المراقبين الذين يؤكدون أنها خرجت عن دائرة الثقافة الجزائرية، واختلطت بعادات مختلف الشعوب، بالتالي فإن المجتمع بات مبعثراً بين الماديات بعيداً من الروحانيات، فبين تصفية حسابات قديمة وديون عالقة وخيانة زوجية وسرقة هواتف نقالة، وغيرها من الحوادث، تسقط أرواح دون أدنى اعتبار. المزيد عن: جرائم القتلعقوبة الإعدامالجزائريونالرأي العام الجزائري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جنبلاط يحذر الدروز من المكائد الإسرائيلية: سأزور سوريا قريباً next post رحلة أبناء الرؤساء المخلوعين بحثا عن زعامة “افتراضية” You may also like أزمة الودائع: المصارف تسوّق لتسييل الذهب قبل إعادة... 3 مارس، 2025 رحلة أبناء الرؤساء المخلوعين بحثا عن زعامة “افتراضية” 3 مارس، 2025 جنبلاط يحذر الدروز من المكائد الإسرائيلية: سأزور سوريا... 3 مارس، 2025 هاليفي: “حزب الله” كاد يصل إلى حيفا 3 مارس، 2025 “الأمن العام” السوري يدخل إلى جرمانا.. وهذه بنود... 3 مارس، 2025 نتنياهو يشكر ترمب على توفير أسلحة لـ«إنهاء المهمة»... 3 مارس، 2025 ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم... 3 مارس، 2025 رويترز: الشرع طالب روسيا بإعادة أموال أودعها الأسد... 3 مارس، 2025 البرلمان الإيراني يصوت على إقالة وزير المال 2 مارس، 2025 توتر بضواحي دمشق يحرك “شهية” إسرائيل… ماذا حدث... 2 مارس، 2025