الأحد, أبريل 13, 2025
الأحد, أبريل 13, 2025
Home » جثث “معلقة” في الخرطوم بين تكريم الموتى وضياع الأدلة

جثث “معلقة” في الخرطوم بين تكريم الموتى وضياع الأدلة

by admin

 

تخشى جهات حقوقية وأهالي المفقودين غياب الحقائق وإفلات الجناة من العقاب حال عدم الاستعانة بمتخصصين دوليين

اندبندنت عربية / عثمان الأسباط صحفي سوداني

ارتفعت أصوات حملة جديدة للتصدي لقرار دفن جثث ضحايا الحرب والجثامين مجهولة الهوية في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم من دون التزام البروتوكول الذي يحدد الإجراءات الواجب اتباعها قبل الدفن وبعده، بخاصة الجثث التي باتت مبعثرة في الشوارع، وتحلل بعضها بصورة جزئية، وكثير منها لم يدفن أو يدخل المشارح.

وتخشى جهات حقوقية وأهالي المفقودين في حرب السودان ضياع الحقائق وإفلات الجناة من العقاب نتيجة دفن الجثث من دون الاستعانة بمتخصصين دوليين في الطب العدلي والتزام البروتوكولات والقوانين التي لها صلة بالأمر.

بروتوكول متبع

إلى ذلك حملت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري الجيش السوداني والمواطنين مسؤولية ضياع الأدلة وحقوق الضحايا وتعزيز الإفلات من العقاب بسبب دفن الجثث من دون التزام البروتوكول الذي يحدد الإجراءات الواجب اتباعها قبل الدفن وبعده.

وطالبت المجموعة بإشراك الصليب الأحمر والاستعانة بمتخصصين دوليين في الطب العدلي لأخذ عينات “دي أن أي” من الجثامين.

انتظمت في ولاية الخرطوم حملات واسعة لجمع الجثث وتعقيم الشوارع والأحياء (أ ف ب)

 

وأعربت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري عن خشيتها من ضياع حقوق ثلاثة آلاف جثة كانت موجودة في مشارح الخرطوم، ومعظمها لمفقودين في أحداث فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو (حزيران) 2019، وما بعدها من حالات الموت بسبب عنف التظاهرات، وهي محل تحقيق من قبل لجنة التحقيق والتقصي.

تدبير احترازية

في الأثناء انتظمت في ولاية الخرطوم حملات واسعة لجمع الجثث وتعقيم الشوارع والأحياء، وبدأت هيئة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة بالتعاون مع قوات الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر السوداني، في جمع الجثث المتحللة بمحلية شرق النيل واتخذت حيالها التدابير الاحترازية اللازمة ومواراتها الثرى.

وأعلنت هيئة الطب العدلي استعدادها الكامل لمواصلة مهامها، والاستجابة لأية بلاغات من المواطنين في شأن وجود الجثث بالمناطق المختلفة.

يطالب حقوقيون بالاستعانة بجهات دولية قبل دفن جثث القتلى (حسن حامد)

 

وفي هذا الصدد أوضح القائد الميداني من الدفاع المدني لعمليات انتشال الجثث والأجسام المتفجرة وتعقيم المنازل العقيد صديق تاليو أن فرق الدفاع المدني تمكنت بالتنسيق مع وزارة الصحة والطب العدلي وجمعية الهلال الأحمر السوداني من انتشال عدد من الجثث والأشلاء البشرية في منطقتي شرق النيل وشمبات الجنوبية بالخرطوم بحري.

وناشد تاليو المواطنين العائدين لولاية الخرطوم التبليغ الفوري عن أية جثث أو أجسام متفجرة أو أشياء غريبة داخل منازلهم أو الأحياء.

إجراءات وآليات

في السياق وصف الطبيب المتخصص في الجراحة والتشريح مالك النور خطوة دفن جثث ضحايا الحرب من دون الاستعانة بمتخصصين دوليين في الطب العدلي بأنه “يشكل منحى خطراً ويتعارض مع البروتوكولات والقوانين التي لها صلة بالأمر”.

وقال النور “يخول قرار الدفن للطب الجنائي قبل إصدار أي قرار ملزم دفن الجثث لأنه أدرى بأهمية الربط بين البيانات الأولية التي يتم التوصل إليها بأخذ الـ(دي أن أي)، وستوضح التقارير المفصلة أسباب الوفاة، سواء كانت بسلاح ناري أو غيره”. ونوه إلى أنه بحسب بروتوكول الصليب الأحمر “فمن المهم استصحاب منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان وأسر المفقودين والأطباء الشرعيين والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في عمليات الدفن”.

جثث مجهولة

على الصعيد نفسه قال مدير هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم هشام زين العابدين إن “عدد الجثث مجهولة الهوية التي وجدت في منطقتي بحري وشرق النيل عقب تحريرهما من قبل الجيش السوداني بلغت 185 جثة لمدنيين وعسكريين”. وذكر أن “أبرز عامل مشترك ظهر من خلال عمليات تشريح الجثث هو نتيجة إطلاق الرصاص والتعذيب، وغالبية الجثامين التي وجدناها تعرض أصحابها للتعذيب بصورة وحشية”.

وأوضح زين العابدين أن “هناك عقبات وصعوبات في عملية التعرف على المفقودين خلال فترة ما بعد الحرب نظراً إلى عدم معرفة جميع القبور التي تم دفن المدنيين فيها”.

حفظ الحقوق

انتقد عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري عثمان البصري الحملات التي يقوم بها الجيش السوداني والمواطنون لدفن الجثث من دون الالتزام بالبروتوكول الدولي، مشيراً إلى أن “إرشادات اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنص على إجراءات محددة تتبع قبل وبعد الدفن لضمان حفظ حقوق الضحايا”. ولفت إلى أن “هذه الحملات عند تنفيذها من دون اتباع الإجراءات الصحيحة تؤدي إلى ضياع الأدلة وحقوق الضحايا وتعزز الإفلات من العقاب”.

سيدة سودانية تسير أمام مقبرة في أحد شوارع الخرطوم (أ ف ب)

 

ويخشى البصري ضياع حقوق ثلاثة آلاف جثة كانت موجودة في مشارح الخرطوم، ومعظمها لمفقودين في أحداث فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو (حزيران) 2019، وهي محل تحقيق من قبل لجنة التحقيق والتقصي.

أرقام صادمة

منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، اضطر سكان العاصمة الخرطوم إلى دفن جثامين أقاربهم داخل المؤسسات والمنازل لصعوبة الوصول إلى المقابر بسبب خطورة الوضع الأمني جراء حدة المعارك واحتدام القتال الضاري بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

وعقب سيطرة الجيش على أحياء ومناطق عدة بولاية الخرطوم كشفت حملات جمع الجثث وتعقيم الشوارع والأحياء عن العثور على كثير من القبور الفردية والجماعية، بعضها معلوم مكانه كمقابر موقتة داخل المنازل أو خارجها في الشوارع والميادين العامة.

وتشير الإحصاءات إلى أنه جرى حصر أكثر من 1900 مقبرة موقتة داخل المنازل أو في الشوارع والساحات والميادين العامة بولاية الخرطوم، كما عثرت الحملات عقب تحرير مدينة بحري ومحلية شرق النيل على نحو 185 جثة مجهولة الهوية لمدنيين وعسكريين يعود بعضها لبدايات الصراع المسلح.

المزيد عن: السودانالخرطومجثثالجيش السودانيدفنالأمم المتحدةحرب السودان

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili