عرب وعالمعربي ثالث أكبر مدن اليمن وعاصمتها الثقافية.. كيف أصبحت كل السبل إلى العودة للحياة الطبيعية في تعز مسدودة؟ by admin 17 مارس، 2020 written by admin 17 مارس، 2020 252 عربي بوست – ترجمة / في صراعٍ كثيراً ما يُوصَف بـ “الحرب المنسية”، تشعر إحدى المدن اليمنية بأنَّها الأكثر نسياناً على الإطلاق. فقال محمد صالح القيسي لـصحيفة The Guardian البريطانية: “أريد أن يعرف العالم كله عن تعز. أريدهم أن يروا ما كانت عليه تعز، وماذا يجري فيها الآن”. كنا نجلس على مصطبة في شارع يعجّ بالدراجات النارية ورنين أجراس الدراجات الهوائية. وعلى بُعد عدة متاجر منّا، كان بعض الشباب الذين يتناولون الشاي الساخن الحلو يحملون بنادقهم على أكتافهم ويلوحون للمارة. وفوقهم كانت توجد لوحة إعلانات تروِّج لكتب من مطبعة جامعة كامبريدج البريطانية وشركة ماكغرو هيل الأمريكية. كانت تعز كانت ثالث أكبر مدن اليمن تُعرَف ذات يوم بأنَّها العاصمة الثقافية للبلاد. وكان التعزيون يفخرون بتخريجهم أفضل المُتعلِّمين، الذين صاروا أفضل المُعلِّمين والمحامين والطيارين وكل ما يخطر على بالكم. لكنَّها الآن تُعرَف بأنَّها أطول ساحة معركة مستمرة في اليمن، والأكثر تعرُّضاً للقصف بالغارات الجوية السعودية العنيفة، وأكثر المحافظات دموية في الحرب اليمنية المدمرة. ويضع الصراع الذي يدخل عامه السادس هذا الشهر، مارس/آذار، الحوثيين المتحالفين مع إيران في مواجهة الحكومة اليمنية المدعومة من جانب تحالف تقوده السعودية ويحظى بدعم القوى العسكرية الغربية. وبتعز مزيج قابل للاشتعال من التقاتل في ما بين المجموعات المتنافسة التي سلَّحها التحالف، بما في ذلك أنصار الإسلام السياسي والسلفيين المتشددين الذين يتألفون من مسلحين متهمين بوجود صلات لهم بتنظيم القاعدة. قال القيسي وعينه تغرورق بالدموع: “أعرف ما كانت عليه هذه المدينة. وأعرف لِمَ ذهبتُ إلى المدرسة”. “لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد” طغى القلق بشأن مصير ساحات القتال الأهم من الناحية الاستراتيجية، مثل مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والمتنازع عليها، على الاهتمام بمحنة تعز. وكان آخر جهد كبير لإبعاد الحرب عن اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، في المفاوضات التي توسطت فيها الأمم المتحدة وعُقِدَت خارج العاصمة السويدية ستوكهولم، ولم يجرِ التوصل إلا إلى “تفاهم” بشأن الحاجة للتباحث بشأن تعز. ولم يحدث أي تقدم أكثر من هذا منذ ذلك الحين. وأدَّى إضافة تعز إلى قائمة المباحثات اليمنية الطويلة إلى جعل الأوضاع أصعب. فيقول بيتر سالزبري من مجموعة الأزمات الدولية: “بات مصيرها (تعز) الآن مرتبطاً بصورة أكبر بكثير ضمن لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد”. وفي الأسابيع الأخيرة، بعد واحدةٍ من أهدأ الفترات في هذه الحرب، شهدت جبهات رئيسية في أنحاء اليمن تصاعداً في القتال. تعز هي مدنية منقسمة إلى شطرين، في صورة رمزية قبيحة للصراع الأوسع نطاقاً الذي يمزق بلداً كاملاً. فمن فوق قمة جبل صبر، وهو أعلى قمة في المدينة، من داخل الهيكل المُجوَّف المليء بالثقوب لِما كان يمثل يوماً منتجعاً سياحياً قيِّماً، توجد إطلالة باهرة. ويوفر المشهد، الذي كان يجتذب السياح في السابق، أفضل موقع لفهم الطوبوغرافيا السياسية لتعز. يخترق خط الجبهة المدينة من الشرق إلى الغرب، ما يترك خطاً فاصلاً ظاهراً بين مناطق خضراء وبُنيّة. إذ تنتشر الخضرة كالمجسّات في المنطقة الواقعة بين الطرفين المتنازعين. ووراء هذا الخط، يقع نحو ثلث تعز في أيدي الحوثيين الذين يسيطرون على المرتفعات المُطِلّة على الحافة الشمالية للمدينة. فيما تدير الحكومة الجزء الباقي. وبنظرة مقربة، سيبدو الوضع كخط تماسٍ يسوده أزيز التوتر. وبعدما حصلنا على إذنٍ من رئيس إحدى لجان الحي في الجانب الخاضع لسيطرة الحكومة، والذي يُعرِّف أفراده أنفسهم بأنَّهم “مقاومة”، نزلنا في خطواتٍ متعرجة، واحتمينا بظلام الليل والجدران الحجرية المليئة بثقوب الرصاص، حتى وصلنا إلى زقاق مهجور إلى حدٍ كبير. مدينة القناصين قال أحد مرافقينا، وكان يرتدي لباساً يمنياً تقليدياً، بينما كنا نسير خلفه بقليل في الشارع المفتوح: “أسرتي مختبئة بالمنزل. فالحوثيون يطلقون النار على كل مَن يخرج”. وباتت الأسر عالقة في مرمى الجانبين. إذ منحت الحرب لقباً جديداً لتعز: “مدينة القناصين”. وبإمكاننا أن نرى من المكان الذي كنا نقف فيه كيف اختفت الحياة في المنازل المواجِهة لخط النار. فباتت واجهات المباني تشبه الوجوه الحزينة بنوافذها السوداء وثقوبها الفاغرة. يسير رجلٌ آخر بسرعة أمامنا. ويقول، بينما يشير إلى الجهة الأخرى ويشهق: “يوجد شارع واحد فقط بين منزلي والحوثيين. كانت أسرتي خائفة للغاية حتى أنَّها غادرت”. وخلف هذا الزقاق، باتت الحياة اليومية كفاحاً. فالحوثيون يسيطرون على كافة الطرق من وإلى تعز، باستثناء طريقٍ واحد. فيروي عبدالكريم شيبان، بوجهٍ عابس بينما يتذكَّر مساعي تفاوضية جرت قبل أربع سنوات: “دُعينا للعبور إلى الجانب الآخر من أجل إجراء مباحثات، لكن اندلعت الاشتباكات وأطلق الجانبان النار علينا”. وشيبان هو عضوٌ بالبرلمان يترأس لجنة الطرق، وقد تحدث مع كلا الجانبين عدة مرات على مدى سنوات عديدة. يريدون العيش كنا نقف على ما كان يوماً طريقاً رئيسياً صاخباً يجتاز تعز، ويربطها بالمدن الرئيسية الأخرى بما في ذلك العاصمة صنعاء في الشمال. كان عدد من حيوانات الماعز يسير على الطريق، ومرَّ فتى صغير يُبدِّل بقوة على دراجته الهوائية المتهالكة. وكان بمقدورنا رؤية الحواجز المعدنية الصدئة التي تسد الطريق على مسافة غير بعيدة منا وقد نمت عليها الشجيرات. يقول شيبان: “لا شأن للناس في هذه المدينة بالسياسة أو الحرب. إنَّهم ببساطة يريدون العيش وحسب ويحتاجون إلى طريق”. تتدخل داليا نصر، من مبادرة أخرى تُسمَّى “نساء تعز من أجل الحياة”، في الحديث. وهي تدرك الخطر؛ إذ تسببت رصاصة قناص في الذهاب بإحدى عينيها. وقُتِلت عمتها وأخواها وابن أخيها في الاشتباكات. وتُوضِّح داليا كيف يؤدي إغلاق الطرق إلى تقسيم الحياة إلى شطرين؛ إذ يُفصّل بين المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة ومستشفياتهم المتخصصة، ولا يستطيع الطلاب الوصول إلى جامعاتهم، ولا يمكن للعمال الذين يعيشون بالجانب الذي تسيطر عليه الحكومة بلوغ مصانعهم المتركزة أساساً في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. كان الوصول إلى الجانب الآخر من تعز يستغرق فيما مضى 5 دقائق بالسيارة. لكنَّه الآن يستغرق أكثر من 5 ساعات. سلكنا هذا الطريق، الذي يعانق جبالاً ذات انحدار شديد، ويستمر في مسارٍ ترابي بنفس المستوى مارّاً بأشجار النخيل العالية ونقاط التفتيش التي تقيمها مجموعات متنافسة. ولم تسمح لنا سلطات الحوثيين بقضاء بعض الوقت على الجهة الأخرى من الطريق. يتذكر كل مَن التقيناهم في تعز ما حدث لهم كما لو أنَّه كان بالأمس. فيقول مروان بغضبٍ واضح: “لا أحد يهتم بنا”. ووقفنا عند حطام منزله، حيث لقي 10 من أقاربه حتفهم في غارة جوية من التحالف الذي تقوده السعودية أثناء نومهم. كان هذا قبل خمس سنوات. ولا يزال المنزل، وكذلك مروان، مُحطَّماً. وأضاف: “لم نحصل على أي تفسير من السلطات المحلية أو الجيش أو التحالف حتى يومنا هذا. ما زلنا لا نعرف لماذا استهدفوا حياً مليئاً بالمدنيين”. أكثر الضحايا بسلاح التحالف ووفقاً للأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة ومصادر بيانات أخرى بما في ذلك “مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها”، تسبَّبت غارات التحالف –التي تتم غالباً بقنابل بريطانية أو أمريكية الصنع- في أكثر الضحايا المدنيين الذين سقطوا في تعز وساحات القتال الأخرى في اليمن. ويروي مروان: “كان الهجوم عنيفاً جداً لدرجة أنَّ الأمر استغرق منا 6 أيام للعثور على الأشلاء. لقد بحثنا عنها في المنازل المجاورة، وفي الشوارع، وفوق الأسطح”. ولقي ثمانية من جيرانه حتفهم في الهجوم نفسه. وأصرَّ مسؤول حكومي يمني كان يرافقنا على أن نزور منزلاً دمَّره الحوثيون. استقبلتنا مجموعة من الأطفال. وبدأت فتاة صغيرة ترتدي فستاناً ذا لون أحمر مخملي، ولها ضفائر تشبه شخصية “بيبي ذات الجورب الطويل”، في الحديث عن الهجوم الذي قتل صديقها الذي كان يلعب معها في المنزل المجاور. ووصلت والدة الصبي، زهرة، بعد ذلك بقليل ومعها صور لذلك اليوم المشؤوم. ولا يزال منزلها في حالة فوضى من النوافذ والجدران المحطمة. قالت زهرة بمرارة: “الكل باع اليمن من أجل مصلحته. فالحوثيون يعملون مع إيران، ونصف المقاومة تعمل مع السعودية والنصف الآخر مع الإمارات”. إنَّه تحسُّر ليس منشأه فقط الأطراف الرئيسية المتحاربة، بل وكذلك المناوشات بين القوى المحلية المُدرَّبة والمُسلَّحة من الدول العربية في التحالف. إنَّ قصة زهرة هي ذاتها قصة الحرب اليمنية. إذ مات أصغر أبنائها في أولى الغارات، ثُمَّ أُردي ابنها الأكبر قتيلاً بعد ذلك، وفقدت إحدى بناتها عيناً، وفَقَدَ زوجها عقله من الحزن. وأضافت: “يرون هذه الأزمة الضخمة تحدث لنا ولا يُحرِّك أحدٌ ساكناً”. وحين هممنا بالمغادرة، أسرعت زهرة وراءنا حاملةً خبزاً يمنياً طازجاً، في تذكرةٍ –إن كنا بحاجة إلى تذكرة- بأنَّ حتى الحروب عديمة الرحمة لا يمكنها أن تكسر شعباً كريماً ومتحضراً. المزيد عن : اليمن/الحرب في اليمن/أطفال اليمن 33 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كتاب (هتاف المنسيين).. إصغاء لأغاني المهرجانات بالعقل لا بالأذن next post أرادت إدارة ترامب أن تملك “حصرياً” لقاحاً تطوره شركة ألمانية وقدمت عرضاً مالياً سخياً للاستحواذ عليه… You may also like هل تحاصر سوريا “حزب الله” والنفوذ الإيراني في... 16 نوفمبر، 2024 التهميش يدفع شباب “الفولان” الأفريقي إلى جماعات الإرهاب 16 نوفمبر، 2024 أميركا.. رسالة تطالب بالتحقيق في اتصالات إيلون ماسك... 16 نوفمبر، 2024 طيارون أميركيون يكشفون ما حدث ليلة هجوم إيران... 16 نوفمبر، 2024 بري لـ«الشرق الأوسط»: الورقة الأميركية لا تتضمن حرية... 16 نوفمبر، 2024 محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن الناشط اللبناني جورج... 16 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يطلب من «الثوريين ذوي الذكاء العالي»... 15 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 مرافقو لاريجاني يرفضون تفتيشهم في مطار بيروت 15 نوفمبر، 2024 البرلمانية الفرنسية أميليا لاكرافي: يجب سحب سلاح “حزب... 15 نوفمبر، 2024 33 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 22 مارس، 2024 - 5:15 م Excellent blog here! Also your site a lot up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link in your host? I want my site loaded up as fast as yours lol Reply глаз бога 11 أبريل، 2024 - 2:43 ص Heya exceptional blog! Does running a blog like this take a great deal of work? I have no knowledge of programming but I was hoping to start my own blog soon. Anyway, if you have any recommendations or tips for new blog owners please share. I know this is off topic but I just needed to ask. Kudos! Reply cs skins gambling website 2024 8 مايو، 2024 - 5:23 ص Hi there, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam feedback? If so how do you stop it, any plugin or anything you can advise? I get so much lately it’s driving me mad so any help is very much appreciated. Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 6:26 ص Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 10:07 م Thanks designed for sharing such a good opinion, piece of writing is good, thats why i have read it fully Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 12:48 ص Howdy, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam comments? If so how do you stop it, any plugin or anything you can suggest? I get so much lately it’s driving me mad so any assistance is very much appreciated. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 11:25 م With havin so much written content do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My site has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my agreement. Do you know any solutions to help reduce content from being ripped off? I’d certainly appreciate it. Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 5:31 ص It is appropriate time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I wish to suggest you few interesting things or advice. Perhaps you could write next articles referring to this article. I want to read more things about it! Reply hot fiesta 13 يونيو، 2024 - 9:22 م I am truly thankful to the owner of this site who has shared this enormous article at here. Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 7:16 ص I used to be recommended this website through my cousin. I am now not sure whether this publish is written through him as no one else realize such special approximately my problem. You are wonderful! Thank you! Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 6:56 م You’re so cool! I don’t think I have read something like this before. So great to find someone with a few original thoughts on this issue. Really.. thank you for starting this up. This website is something that is needed on the web, someone with some originality! Reply hot fiesta casino 15 يونيو، 2024 - 6:09 ص Useful info. Fortunate me I found your web site accidentally, and I am stunned why this twist of fate did not came about in advance! I bookmarked it. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 6:13 ص Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 10:26 م Thanks for ones marvelous posting! I seriously enjoyed reading it, you will be a great author.I will be sure to bookmark your blog and will come back later in life. I want to encourage continue your great posts, have a nice morning! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 11:43 ص Your style is very unique compared to other people I have read stuff from. Thanks for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this site. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:54 ص When someone writes an article he/she maintains the plan of a user in his/her mind that how a user can know it. Thus that’s why this article is amazing. Thanks! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:43 م Superb blog! Do you have any recommendations for aspiring writers? I’m planning to start my own website soon but I’m a little lost on everything. Would you propose starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any recommendations? Cheers! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 3:00 ص You should take part in a contest for one of the highest quality sites on the web. I am going to recommend this site! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 7:09 م Hi, i think that i saw you visited my website so i got here to go back the want?.I am trying to find things to improve my site!I assume its ok to use some of your concepts!! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 11:08 ص Wow, that’s what I was seeking for, what a information! present here at this weblog, thanks admin of this web site. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 11:53 م I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s equally educative and interesting, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something not enough folks are speaking intelligently about. I’m very happy that I stumbled across this in my search for something relating to this. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 12:17 م Interesting blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog jump out. Please let me know where you got your design. Many thanks Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 10:42 م Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 11:59 م Приобретая франшизу автомойки, вы получаете проверенную модель бизнеса с полным комплектом оборудования и постоянной поддержкой франчайзера. Reply автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:27 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:14 م “Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня! Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 11:56 م No matter if some one searches for his essential thing, so he/she desires to be available that in detail, so that thing is maintained over here. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 3:44 م This piece of writing will help the internet viewers for building up new blog or even a blog from start to end. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:12 ص If you are going for most excellent contents like me, only visit this website everyday since it provides quality contents, thanks Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:54 ص Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 9:17 ص It’s awesome in favor of me to have a site, which is helpful in favor of my experience. thanks admin Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 7:29 ص Hi! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to look it over. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Fantastic blog and excellent design and style. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 6:04 م It’s hard to find knowledgeable people for this topic, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.