تهجير سكان غزة… إسرائيل جاهزة بخطة التنفيذ

تسمح بسفر الراغبين طوعاً عبر البر والبحر والجو مع منحهم حزمة مساعدات وتسهيلات

اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz

لتحويل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن “ريفييرا غزة” من جانب نظري إلى تطبيق عملي، انتهت إسرائيل من وضع خطة لتهجير الغزيين من أراضيهم وأنشأت إدارة خاصة تتولى ترحيلهم بطريقة منظمة.

خلال الرابع من فبراير (شباط) الجاري طرح ترمب خطته في شأن غزة، وأعلن أن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على القطاع لتشيد عليه أحد أعظم وأروع مشاريع التنمية على وجه الأرض، ومن أجل تنفيذ ذلك يجب تهجير الغزيين إلى دول ثالثة وتوطينهم هناك بحيث لا يسمح لهم بالعودة إلى بلادهم.

خطة التهجير جاهزة

جاءت خطة “ريفييرا غزة” منسجمة مع مصلحة وهوى إسرائيل وتبنت الحكومة في تل أبيب المقترح، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ملتزم بخطة الرئيس الأميركي لإنشاء غزة مختلفة، يجب منح سكان غزة خيار مغادرة القطاع إذا أرادوا”.

وأضاف نتنياهو “كما وعدت خلال اليوم التالي لحرب غزة لن يكون هناك ’حماس‘ أو سلطة فلسطينية، سنعمل على تسليم القطاع للإدارة الأميركية وسنعيد بناء غزة حديثة”.

وعلى إثر ذلك، انتهت إسرائيل من إعداد خطة لتهجير سكان غزة وفي اجتماع وزاري وافق وزير الدفاع يسرائيل كاتس على المقترح، إذ كان أمر وزارته بالتعاون مع وزارات أخرى بالعمل على وضع خطة عملية لنقل الغزيين إلى دول ثالثة.

إدارة التهجير تابعة لوزارة الدفاع

يقول كاتس “قررت إنشاء إدارة خاصة تابعة لوزارة الأمن لتهجير سكان القطاع طوعاً، المديرية الجديدة تتولى مهمة تسهيل نقل أو سفر الغزيين الراغبين في الرحيل من غزة إلى دول ثالثة، وذلك في إطار التزام إسرائيل بالمقترح الأميركي بسيطرة الولايات المتحدة على أراضي القطاع”.

تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي فإن تهجير سكان غزة من أراضيهم سيكون بصورة طوعية، ولن تفرض تل أبيب أو العاصمة الأميركية واشنطن الترحيل القسري على القطاع، إذ يؤكد كاتس أن المديرية الإسرائيلية الخاصة في تنفيذ عملية نقل السكان من غزة تهتم بالراغبين في مغادرة أراضيهم طوعاً.

حزمة تسهيلات

تتضمن الخطة الإسرائيلية الخاصة في تنفيذ مقترح ترمب في شأن تهجير سكان غزة، تقديم حزمة تسهيلات لكل غزي يرغب في مغادرة القطاع، ويضيف كاتس “هناك مساعدات واسعة تمنح لأي مقيم في غزة يرغب في الهجرة طوعاً”.

تتضمن المساعدات الإسرائيلية للراغبين في مغادرة غزة الحصول على ظرف يتضمن ترتيبات الخروج، وبحسب الباحثة في الشؤون الإسرائيلية ميساء غنام فإن تل أبيب قد تمنح كل فرد يرغب في الهجرة مبلغاً مالياً وجواز سفر وتذكرة طائرة أثناء مغادرته غزة.

وتقول غنام “بحسب الخطة الإسرائيلية فإن تل أبيب تتولى مهمة تأمين رحلة الغزي للدولة التي يختارها من قائمة معدة مسبقاً، وتشمل تسهيلات مثل مكان سكن ومهنة وراتب شهري وجنسية الدولة المستضيفة، وكل ذلك مقابل أن يتنازل هذا الغزي عن حق العودة وحق الرجوع إلى القطاع، وأيضاً أن تسحب منه الجنسية الفلسطينية وجواز السفر الخاص بها”.

قد تستخدم إسرائيل أراضيها لترحيل الغزيين

يؤكد كاتس ذلك، موضحاً أن برامج الهجرة للغزيين توفر لهم فرصاً واسعة خارج حدود القطاع، ومن المقرر أن تساعدهم تل أبيب على الاندماج بصورة مثالية في دول الاستضافة، لافتاً إلى أن هذا التهجير يسهل التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات.

لكن غزة محاصرة بالكامل ولا يوجد فيها أي منفذ يربطها بالعالم إلا معبر رفح الحدودي مع مصر، والتي أعلنت عدم قبولها بتهجير الفلسطينيين وكذلك عدم رغبتها في المشاركة بترحيلهم، لذلك وضعت إسرائيل خطة التنفيذ لنقل الغزيين من القطاع أن تكون من أراضي الدولة العبرية.

ويشير كاتس إلى أن نقل الغزيين لدول ثالثة سيكون من طريق البحر والجو والبر، ولتنفيذ ذلك بصورة آمنة تضم مديرية تهجير سكان غزة التابعة لوزارة الدفاع ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى وأعضاء من أجهزة المنظومة الأمنية.

تقرأ الباحثة في الشؤون الإسرائيلية ذلك بأن تل أبيب قد تفتح مطار الرامون الموجود في الأراضي الإسرائيلية لنقل سكان غزة عبر الجو لدول العالم، وذلك لمواجهة رفض مصر لخطط التهجير، وكذلك قد تسمح لسكان غزة بمغادرة القطاع من طريق ميناء أسدود العبري، أو عبر دخول الأراضي الإسرائيلية للسفر براً نحو دول عربية.

الدول المقترحة والموعد

ووفقاً لحديث كاتس، فإن وجهة سكان غزة قد تكون نحو إسبانيا وإيرلندا والنرويج، فهذه الدول ملزمة قانوناً بالسماح لكل مواطن من غزة بدخول أراضيها، مشيراً إلى أن هناك دولاً مثل كندا تملك برنامج هجرة منظماً، وأعربت في الماضي عن رغبتها في استيعاب سكان غزة.

تتضمن خطة التهجير مساعدات واسعة (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

أما عن موعد تنفيذ تهجير سكان غزة، فإن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يقول “تبدأ عملية التهجير من غزة خلال الأسابيع المقبلة، لن يكون لدى الغزيين ما يبحثون عنه في القطاع خلال الأعوام الـ10 المقبلة، وعند تهجيرهم لن يتمكن الغزيون من مغادرة القطاع إلا في اتجاه واحد من دون القدرة على العودة”.

الرد الفلسطيني

غضب الغزيين من هذه الخطة، وبالنسبة إلى الرد الفلسطيني فإن وزير الخارجية رياض المالكي يقول “خطة إسرائيل الخاصة في تهجير الغزيين هي خطوة لامتداد حرب الإبادة وتعد من ضمن جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل”.

ويضيف “قرار كاتس يعكس غياب شريك السلام الإسرائيلي والإمعان في إطالة أمد الاحتلال والصراع، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وهناك موقف شبه موحد بين الدول العربية في رفض خطة التهجير للفلسطينيين وإعادة الاستعمار”.

المزيد عن: غزةحماسإسرائيلدونالد ترمببنيامين نتنياهوتهجير الفلسطينيين