الإثنين, أبريل 14, 2025
الإثنين, أبريل 14, 2025
Home » تلقيح فتيات تونس ضد سرطان عنق الرحم يثير جدلا أخلاقيا

تلقيح فتيات تونس ضد سرطان عنق الرحم يثير جدلا أخلاقيا

by admin

 

تهدف الاستراتيجية الوطنية للقضاء على هذا الداء إلى تطعيم 90 في المئة من الإناث بعمر 15 سنة ضد فيروس “الورم الحليمي”

اندبندنت عربية / هدى الطرابلسي صحافية @houdapress

أثار تلقيح فيروس سرطان عنق الرحم لفتيات المدارس جدلاً واسعاً في تونس بين من يرون أن التلقيح ضروري لحماية الفتيات من أخطر فيروس متسبب في سرطان عنق الرحم معتمدين على آراء المتخصصين وتجارب الدول الأخرى، وبين رافضين لهذا التلقيح معتقدين أنه موجه أساساً للمجتمع الغربي الذي يمنح المرأة الحرية الجنسية في سن مبكرة وأنه يسهم في العقم على رغم تكذيب الأطباء هذا الادعاء.

هذا الجدل والتشكيك في فاعلية هذا التلقيح جعل الإقبال عليه “محتشماً”، وتعالت أصوات الرفض له، بخاصة أنه غير إجباري، مما جعل وزارة الصحة التونسية والمتخصصين يكثفون حملات التوعية بأهمية تلقيح البنات لحمايتهن من سرطان عنق الرحم الذي تموت بسببه في تونس ثلاث نساء كل أسبوع، وتصاب به سنوياً 400 امرأة وفق إحصاءات رسمية.

تبدو أن السيدة مريم أم لتلميذة، في السنة السادسة الابتدائية، أخذت قرارها النهائي بخصوص إعطاء اللقاح لابنتها. تقول مريم في تصريح خاص “في البداية تأثرت بمنشورات البعض حول مقاطعة هذا التلقيح الذي قالوا إنه يسبب العقم للنساء، لكن في النهاية اقتنعت بأن المتخصصين في وزارة الصحة هم المسؤولون والمخولون تقديم النصيحة والتفسيرات العلمية”، مضيفة “تونس كانت سباقة في تلقيح الأطفال بأنواع عدة من اللقاحات التي أسهمت في القضاء على أمراض عدة، بالتالي اقتنعت أن تلقيح الفتيات ضروري لحمايتهن من سرطان عنق الرحم. والحمد الله ابنتي تلقت اللقاح، وهي في حال جيدة”.

حملة مقاطعة

يشار إلى أنه تزامناً مع انطلاق التلقيح ضد فيروس “الورم الحليمي” المسبب الرئيس لسرطان عنق الرحم، في السابع من أبريل (نيسان) الجاري في تونس، بعد إدراجه ضمن قائمة التلقيح المعتمدة في البلاد، تداول رواد عدد من مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تشكك في سلامة هذا التلقيح وتدعو إلى مقاطعته.

ويستهدف التلقيح الفتيات في سن الـ12، وستتم عمليات التطعيم في المدارس الابتدائية العمومية والخاصة.

يذكر أن ثمة فيديو لقي تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي لسيدة ترتدي النقاب تقول فيه إنها طبيبة، و”إن هذا التلقيح غير آمن، ويسبب العقم لدى النساء” من دون ذكر أي مصدر علمي. وتضيف من دون أن تكشف عن اسمها ولا عن وجهها، “أن حملة التلقيح ممنهجة ضد الوطن العربي والإسلامي تحديداً”.

المجتمع الغربي

في الأثناء نشرت طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد اسمها آمال تدوينة على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” قالت فيها إن “تلقيح سرطان عنق الرحم موجه أساساً للمجتمع الغربي الذي يمنح الفتيات الحرية الجنسية في سن مبكرة”، مضيفة في تدوينتها المثيرة للجدل أن “هذا الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم ينتقل من طريق العلاقات الجنسية، ومن تلتزم بالاستقامة والعفة لن يصيبها هذا المرض”.

من جهتها قالت عضو المجلس الوطني لعمادة الأطباء في تونس سامية طرابلسي غويلم إن المجلس التأديبي للعمادة شرع في اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد طبيبة مسجلة في العمادة، كانت نشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تشكك في سلامة التلقيح المضاد لفيروس “الورم الحليمي”، وتحذر من تأثيره في الصحة الإنجابية للفتيات. وأضافت غويلم، وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد، أن التلقيح ضد هذا الفيروس “آمن وفعال ولا يمكن التشكيك فيه”، موضحة أن الدولة سخرت مجهوداتها لإدراج هذا اللقاح ضمن البرنامج الوطني للتلقيح وتوفيره بصفة مجانية من أجل الوقاية من سرطان عنق الرحم الذي تصاب به قرابة 400 امرأة سنوياً في تونس، وغالباً ما يتم التفطن إليه في مراحل متأخرة. وأشارت عضو عمادة الأطباء التونسيين إلى أن العمادة تتابع في الفترة الأخيرة، تداول فيديوهات أخرى لأشخاص يدعون أنهم أطباء وغير منتمين للعمادة، ويحضُّون فيها الأولياء على عدم تلقيح بناتهم، ودعت وزارة الصحة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم من أجل حماية الأمن القومي الصحي للمواطنين وضمان نجاح حملة التلقيح ضد فيروس “الورم الحليمي”.

أخبار زائفة

وأعلن وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني خلال ندوة صحافية عقدتها وزارة الصحة حول إدراج اللقاح ضد الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم ضمن الروزنامة الوطنية للتلقيح، انطلاق الحملة التوعوية، منوهاً بأهمية هذا التلقيح الذي شرعت الوزارة في إعطائه للفتيات. وأكد الفرجاني أن التلقيح “فرصة ذهبية لتقليص عدد الوفيات بسرطان عنق الرحم، بخاصة أنه، وفق الإحصاءات الرسمية، تموت ثلاث نساء بسرطان عنق الرحم كل أسبوع في تونس”. وشدد وزير الصحة على أن هذا التلقيح ناجع وآمن وليست له أي أعراض جانبية، مشيراً إلى أن أكثر من 145 دولة في العالم أدخلت هذا اللقاح في منظومتها الصحية.

وفي سياق متصل دعا وزير الصحة إلى عدم الانسياق خلف حملات تقودها “صفحات على منصات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار زائفة ليس لها أي أساس علمي حول أن التلقيح ضد سرطان عنق الرحم له تأثير سلبي على خصوبة الفتيات”.

وتفاعلاً مع حملة المقاطعة من قبل بعض الأطراف قال الكاتب الصحافي عبدالجليل بوقرة “للأسف ستدفع المرأة التونسية، مرة أخرى، ثمن هذه المعركة بين السلطة والإخوان المسلمين” الذين اتهمهم بوقرة بأنهم “وراء حملة المقاطعة”.

من جانب آخر رأى المتخصص في علم الأجنة حاتم الغزال أن “النقاش في أي موضوع علمي يستوجب الإلمام به، ولو جزئياً، وأيضاً البحث عن الحقيقة، لا عن إرضاء الأهواء”.

تطعيم الذكور

واستنكرت الأستاذة في الأمراض الجرثومية في مستشفى “الرابطة” بالعاصمة تونس ريم عبدالملك الحملة التي يشنها البعض حول تلقيح الفتيات ضد سرطان عنق الرحم، وأشارت إلى إمكان توجه وزارة الصحة، في مرحلة لاحقة، إلى تطعيم الذكور بهذا اللقاح بعد القيام بعملية تقييم لسير حملة التلقيح الخاصة بالفتيات.

ويعد سرطان عنق الرحم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء في تونس وثالث سبب للوفاة بالسرطان، وفق معطيات لوزارة الصحة التي كشفت أيضاً عن أن هناك أكثر من 400 إصابة سنوياً في تونس بسرطان عنق الرحم، مشيرة إلى أن عدد النساء المتوفيات بهذا النوع من السرطان بلغ سنة 2022 في البلاد 210 وفيات من إجمال 414 إصابة. وتقدر نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم الناجمة عن فيروس “الورم الحليمي” البشري بنحو 95 في المئة.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم التي اعتمدتها وزارة الصحة التونسية إلى تلقيح 90 في المئة من الفتيات بعمر 15 سنة ضد فيروس “الورم الحليمي” بحلول سنة 2030، وبلوغ تغطية التقصي بنسبة 70 في المئة من النساء ابتداءً من سن الـ30، فضلاً عن علاج 90 في المئة من النساء المصابات بهذا السرطان.

المزيد عن: سرطان عنق الرحمفيروس الورم الحليميالإخوان المسلموناللقاحاتوزارة الصحة التونسية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili