الخميس, أبريل 10, 2025
الخميس, أبريل 10, 2025
Home » تفجيرات “البيجر” في لبنان: تفوق إسرائيلي وسط تصاعد الخلافات الداخلية

تفجيرات “البيجر” في لبنان: تفوق إسرائيلي وسط تصاعد الخلافات الداخلية

by admin

 

برنياع قال إن الأجهزة احتوت على كمية من المتفجرات أقل من تلك التي يحتوي عليها لغم واحد فقط

اندبندنت عربية / أمال شحادة

في وقت كان ينتظر الإسرائيليون صدور نتائج التحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي بدأوا في مناقشتها حتى قبل نشر تفاصيلها، بالتطرق وبإسهاب لكل ما يتعلق بفشل أجهزة الأمن والاستخبارات، تحديداً الموساد والشاباك، اختار رئيس الموساد ديفيد برنياع أن يتخذ من مشاركته في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي منصة لتحييد الأنظار عن هذا الإخفاق، عبر محاولته الكشف عن تفاصيل جديدة عن تفجير شبكة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة “البيجر”، التي نفذتها إسرائيل في لبنان باستهداف عناصر “حزب الله”، وحققت وفق ما يجمع الإسرائيليون نجاحاً باهراً لحرب إسرائيل على “حزب الله”.

في كشفه أراد أن يقول برنياع إن جهاز الموساد، أسوة بأجهزة الأمن الأخرى، نجح في عملية خارقة ومذهلة، كما وصفها، حتى قبل وقوع السابع من أكتوبر، قائلاً إن 500 جهاز وصل إلى لبنان قبل أسابيع من اندلاع حرب “طوفان الأقصى”، وأن الموساد “حقق مهمة خارقة وأثبت أنه عمل قبل الحرب وبعدها لتنفيذ إنجازات هائلة ومبدعة وأدى دوره في حماية إسرائيل وسكانها”، وأضاف “إنه تخطيط إبداعي ودهاء استخباري”.

برنياع حول خطابه إلى مديح لجهاز الموساد وله أيضاً شخصياً، لكنه في الوقت نفسه أعاد النقاش الإسرائيلي حول قرارات الحرب وعمق الصراعات والخلافات الداخلية، ليس فقط بين المؤسسة السياسية، وتحديداً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والمؤسسة الأمنية، إنما أيضاً بين المؤسستين الأمنية والعسكرية، ليسلط الضوء على خلافات بينه وبين وزير الأمن في حينه يوآف غالانت، ورئيس الأركان المستقيل هرتسي هليفي.

نقطة تحول في حرب لبنان

كانت التوقعات أن يأتي برنياع بما هو جديد يخمد النيران المشتعلة بين الإسرائيليين لعدم نجاح صفقة الأسرى، وأن يتطرق إلى صفقة الأسرى والعوائق المتوقعة، أو حتى إلى خلفية استبعاده من رئاسة الوفد المفاوض وجعله في مكانة ثانية في الوفد ينفذ طلبات وزير الشؤون الاستراتيجية، الصديق الحميم لنتنياهو الوزير رون ديرمر.

لكن برنياع بحث عن ضوء خافت في أزمة تعيشها إسرائيل بعد 510 أيام من الحرب وإبقاء 59 أسيراً أقل من نصفهم أحياء فقط في أنفاق غزة، وسط خوف كبير من عرقلة المرحلة الثانية من مفاوضات الصفقة والعودة للقتال في غزة، كما هدد نتنياهو ووزراؤه في الوقت نفسه الذي كان يتحدث فيه برنياع.

رئيس الموساد، الذي يتعرض لانتقادات الإسرائيليين ويحملونه هو أيضاً مسؤولية كونه من قاد هذه المفاوضات، يسجل كرئيس جهاز أسهم في فشل تحقيق هدف الحرب بإعادة جميع الأسرى، وإن كان القرار النهائي لرئيس الحكومة.

أحد أجهزة الـ “ووكي توكي” التابعة لـ “حزب الله” التي جرى تفجيرها في لبنان (أ ب)

 

أمام التخوف مما تحمله تقارير إخفاقات السابع من أكتوبر ومسؤولية برنياع شخصياً، لم تكن صدفة أنه اختار إثارة الضجة من جديد حول خطة “البيجر“، كونها عملية شكلت بداية تفوق إسرائيل على “حزب الله” وتقويض قدراته العسكرية والقتالية وفقدان قياداته، وستسجل من أبرز نجاحات الحرب، تحت اسم “رئيس الموساد ديفيد برنياع”.

ما طرحه برنياع أيضاً سيسجل في ملفات حرب “طوفان الأقصى”، أو كما سيحفظها تاريخ إسرائيل “السيوف الحديدية”، كنقطة تحول كبرى في الحرب على لبنان بل وضعية الجبهة الشمالية.

الأيام الـ10 بعد التفجيرات 

هذا بحد ذاته يكفي لبرنياع أن يسجل على اسمه الانتصار التاريخي على “حزب الله”، الذي بدأت تخطط له أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلية لحظة انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006، وهذا ما أكده من جديد برنياع.

والتحول الذي يقصده برنياع هو كيفية انعكاس نتائج التفجيرات على الأيام الـ10 التي تلتها، وبحسبه فإن “العملية مهدت للأيام الـ10 التي انقلبت فيها الأمور ضد أعدائنا”، بتعبير برنياع، الذي وصف العملية بأنها “تشكل اختراقاً استخبارياً وفهماً عميقاً للعدو، وليس هذا فحسب بل تشكل تفوقاً تكنولوجياً وقدرات عملياتية من الدرجة الأولى”، بحسب تعبيره.

وفي التفاصيل التي ذكرها برنياع حول العملية، فإن إسرائيل بدأت بوضع ما سماها “البنى التحتية للعملية”، قبل نحو سنة من حرب “طوفان الأقصى”، أواخر عام 2022، وبعد الاتصالات والتحضيرات وصلت أول شحنة فيها 500 جهاز قبل أسابيع من اندلاع الحرب، وتفجيرها حقق بداية تسجيل الإنجازات في هذه الحرب.

كمية قليلة من المتفجرات

في جانب التفاخر بنفسه قال برنياع إن عملية “البيجر” تعتبر حديثة مقارنة بعملية أجهزة الاتصال اللاسلكية “ووكي توكي”، التي بدأ تطويرها خلال العقد الماضي، في عهد رئيسي الموساد السابقين، تامير باردو ويوسي كوهين، وبمشاركة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، إذ نشأت الفكرة بعد التوصل إلى استنتاج بأن عملية أجهزة الاتصال اللاسلكية ليست فعالة في كل سيناريو قتالي، مما دفع الموساد إلى البحث عن وسيلة أخرى لضرب عناصر ’حزب الله‘ عبر جهاز ملازم لهم باستمرار وهو البيجر”.

وبحسبه، فإن “جميع أجهزة الاتصال والبيجر، التي جرى استخدامها ومن ثم تفجيرها، احتوت على كمية من المتفجرات أقل من تلك التي يحتوي عليها لغم واحد فقط، وعليه فإن تأثير العملية لم يكن فقط مادياً، إنما أيضاً كان له ذلك البعد النفسي الكبير على العدو”، ولكسب مزيد من نقاط النجاح له في هذه الحرب، أضاف قائلاً: “الضربة القاسية التي تلقاها ’حزب الله‘ حطمت معنوياته، وهذا بحد ذاته نصر كبير لأن النصر في الحرب لا يقاس بعدد القتلى أو الصواريخ المدمرة، بل بالتأثير في روح العدو ومعنوياته ودوافعه، وهذه العملية حققت ذلك وكانت بداية ناجحة لنهاية نصر كبير على ’حزب الله‘”.

رد غالانت 

يوآف غالانت لم يتأخر كثيراً في الرد على برنياع وعاد ليدافع عن نفسه، ويذكر بما سبق وأعلنه من اقتراحه بتنفيذ الهجوم على لبنان في بداية الحرب وانتقد برنياع على ما سماه عدم صدقية تفاصيل ما طرحه، بكل ما يتعلق بمواقف غالانت.

ومع هذا النقاش العقيم داخل المؤسسات الإسرائيلية، فإن إثارة عملية “البيجر” أبقت ملف لبنان في صدارة أجندة الإسرائيليين مع اقتراب الأول من مارس (آذار)، اليوم الذي حدده متخذو القرار لعودة السكان، وسط معركة قضائية بين سكان كريات شمونة والمطلة وغيرهم الذين قدموا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا التماسات ضد الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش، يطالبون بإلغاء هذا الموعد وبعدم إلزام الحكومة بعودتهم من دون ضمان أمنهم وإعادة ترميم البيوت والمؤسسات المدمرة جراء الحرب وحتى البنى التحتية الأساسية، التي لم تنفذها الحكومة بعد.

وجاءت الالتماسات في أعقاب تهديد الحكومة بوقف المنح والدعم المالي للنازحين عن الشمال إذا لم يعودوا في الأول من مارس، أي يوم السبت.

واحتدم نقاش السكان مع تهديدات وزير الأمن يسرائيل كاتس الخميس، بأن الجيش لن ينسحب من لبنان ما دام الجيش اللبناني لم ينتشر في جميع المواقع وينفذ مهمته وفق اتفاق وقف النار، وهو ما اعتبره الإسرائيليون دليلاً على رفضهم العودة لعدم ضمان أمنهم بعد.

المزيد عن: لبنانإسرائيلتفجيرات البيجرحزب اللهحرب لبنانالموسادديفيد برنياعأجهزة الاتصال اللاسلكيةهجوم 7 أكتوبرجهاز الشاباكبنيامين نتنياهويوآف غالانت

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili