تضامنا مع الوطن الأمّ في شهر التراث اللبناني في كندا

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

يحتفل لبنانيو كندا وأصدقاؤهم للعام الثاني على التوالي بشهر التراث اللبناني في كندا الذي يصادف تشرين الثاني/نوفمبر من كلّ عام وفقاً للقانون ’’أس-246‘‘ (ٍS-246) الذي دخل حيز التنفيذ في حزيران/يونيو من العام الماضي.

وتأتي احتفالات هذا العام في ظروف صعبة يمرّ بها بلد الأرز حيث تتواصل غارات سلاح الجو الإسرائيلي بعنف على مناطق مختلفة منه منذ أواخر أيلول/سبتمبر الماضي. وتقوم القوات الإسرائيلية أيضاً بهجوم برّي في جنوب لبنان.

وتقول إسرائيل إنّ عمليتها العسكرية تهدف للقضاء على تنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني للسماح لحوالي 60.000 إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل بعد أن اضطروا لمغادرتها بسبب القصف الذي بدأه التنظيم المذكور في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إسناداً منه لحركة حماس في قطاع غزة.

وسقط في لبنان منذ التاريخ المذكور أكثر من 3.180 قتيلاً، معظمهم من المدنيين حسب وزارة الصحة اللبنانية، عدا الجرحى والدمار الهائل في الممتلكات والبنى التحتية.

وفي مونتريال، وبالتحديد في مدينة مون رويال، وهي بلدية مستقلة تقع في جزيرة مونتريال، نظّمت مؤسسة ’’أل سي أف‘‘ (La Fondation LCF) معرضها السنوي لدعم بعض المؤسسات المجتمعية في لبنان تزامناً مع انطلاق شهر التراث اللبناني.

Nicole Abdul-Massih, présidente de la fondation LCF qui a organisé une foire de l’espoir à l’occasion du lancement du mois du patrimoine libanais au Canada. Ville de Mont-Royal, le 02 novembre 2024. نيكول عبد المسيح، رئيسة مؤسسة ’’أل سي أف‘‘ التي نظمت معرض الأمل بمناسبة إطلاق شهر التراث اللبناني في كندا. بلدية مون رويال، 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وأُطلق اسم ’’معرض الأمل‘‘ على هذه التظاهرة التي تُنظَّم للعام الثاني على التوالي، كما ذكرت نيكول عبد المسيح، رئيسة هذه المؤسسة التي بدأت نشاطاتها في عام 2000، في حديثها مع راديو كندا الدولي.

وأوضحت أنّ الظرف الذي يمرّ به لبنان لا يدعو للاحتفال وهذا ما تطلّب منها ومن المتطوّعين ’’المزيد من الطاقة‘‘ لتنظيم التظاهرة.

لدينا جميعا عائلات في لبنان. كلنا خائفون على مستقبل لبنان وعلى عائلاتنا. لكننا أردنا أن نحافظ على نشاطنا لأن إبقاء علم لبنان عالياً هو واجبنا كلبنانيين في المهجر.

نقلا عن نيكول عبد المسيح

وبالفعل تمّ رفع العلم اللبناني إلى جانب العلم الكندي وعلم مقاطعة كيبيك أمام مبنى بلدية مون رويال بحضور، من بين شخصيات أخرى، القنصل العام لِلبنان في مونتريال، أنطوان عيد، وعضو الجمعية الوطنية الكيبيكيةأليس أبو خليل عن حزب الكاك الحاكم.

Nada Hoballah, une Canadienne d’origine libanaise, a participé à l’organisation d’une collecte de dons pour le Liban au Centre Communautaire Libanais de Laval (CCLL). Les 17, 19 et 24 octobre 2024. شاركت ندى حب الله، وهي كندية من أصل لبناني، في تنظيم عملية جمع التبرعات العينية لِلبنان التي نظمها المركز المجتمعي للجالية اللبنانية في لافال (CCLL). 17 و19 و24 تشرين الأول / أكتوبر 2024.

وتقول نيكول عبد المسيح : ’’نظّمنا هذه السوق للتعريف بشركائنا في لبنان وبمنتجاتهم الحرفية والمحلية.‘‘

وأوضحت أنّ هؤلاء الشركاء هم جمعيات ’’سيسوبيل‘‘ (Sesobel) التي توفر خدمات حماية وتعليم الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية والتوحد، ’’إيراب‘‘ (IRAP) لتدريب الأطفال ذوي الإعاقات المسعية والبصرية، ’’كاريتاس‘‘ (Caritas) وجمعية مار منصور دي بول (Société de Saint Vincent de Paul ) التي تدعم العائلات الفقيرة حتى تتمكن من تدريس أبنائها.

نريد أيضاً أن يتعرّف أصدقاؤنا الكنديون على وجه آخر لِلبنان، وجه الحب والتفاني والتضامن والأمل.

نقلا عن نيكول عبد المسيح، رئيسة ’مؤسسة LCF‘

La calligraphe Maria Ramoul a participé à la collecte de fonds pour le Liban organisée au Cabaret Kawalees (Montréal), le 20 octobre 2024. شاركت الخطاطة ماريا رمول في حملة جمع التبرعات من أجل لبنان التي نُظمت في كباريه كواليس (مونتريال) في 20 تشرين الأول / أكتوبر 2024.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وتتعاون المؤسسة أيضا مع جمعية ’’أفال‘‘ (Afel) و جمعية (ASSAMEH – Birth & Beyond). تختص الأولى في حماية الأطفال من العنف النفسي والجسدي والجنسي.

أما الجمعية الثانية فتعنى بالأطفال في مستشفى الكرنتينا الحكومي ببيروت وهو من بين بضعة مستشفيات تستقبل الأطفال بدون تأمين صحي.

وبالإضافة للمنتوجات الحرفية والمواد الغذائية المعروضة، كان بإمكان رواد السوق اقتناء لوحات فنية لِفنانين لبنانيين وكيبيكيين.

وذكرت نيكول عبد المسيح أنّه خلال الجائحة قامت المؤسسة بتنظيم معرض افتراضي لجمع الأموال للجمعيات العاملة في لبنان.

’’تمكّننا من بيع معظمها وبقيت حوالي 15 لوحة قرّرنا عرضها [في سوق هذا العام] وأعلنّا ذلك على مواقعنا.‘‘

تفاجأت السيدة عبد المسيح بفنانين كيبيكيين اقترحوا عليها ضمّ لوحاتهم للمعرض. ’’وصلَتنا أكثر من 60 لوحة لمتبرّعين من كيبيك‘‘، كما ذكرت في حديثها مع راديو كندا الدولي.

ومن بين الأعمال اللبنانية الحاضرة، يمكن ذكر لوحات للفنانة الراحلة يولاند نوفل التي تبرّعت بلوحات قبل رحيلها في بداية العام الجاري.

وتقول نيكول عبد المسيح إنّ هذه اللوحات تمّ إخراجها من أنقاض منزل الفنانة الراحلة الذي تأثّر بانفجار مرفأ بيروت.