تزويد أول مريض في بريطانيا بجهاز استشعار للتنبيه المبكر إلى فشل القلب

يتم زرع الجهاز خلال إجراء بسيط مدته 45 دقيقة باستخدام قسطرة صغيرة

اندبندنت عربية \ بن ميتشل

بات أحد مرضى #قصور_القلب في #المملكة_المتحدة أول فرد في البلاد يجري تزويده بجهاز #استشعار للإنذار المبكر – هو بحجم غطاء قلم – يقوم بإصدار تنبيه في حال حصول تدهور في حاله.

وكان طبيبان استشاريان في أمراض القلب هما الدكتور أندرو فليت والدكتور بيتر كاوبيرن، قد أشرفا للمرة الأولى على إجراء زرع “نظام فاير وان” FIRE1 System  أثناء تجارب أجريت في “مستشفى جامعة ساوثهامبتون”  University Hospital Southampton (UHS) في مقاطعة هامبشير الإنجليزية.

متحدثة باسم “مستشفى جامعة ساوثهامبتون” أفادت بأن “هذا الإجراء هو جزء من دراسة بحثية دولية متطورة، تهدف إلى إثبات أن هذه الطريقة الجديدة لرصد مرضى قصور القلب وعلاجهم، هي آمنة وفعالة”. وأوضحت أن “هذه التكنولوجيا الفريدة من نوعها، هي عبارة عن مستشعرٍ بحجم غطاء قلم تقريباً، مصمم لمراقبة كمية السوائل في الجسم، بحيث أن ارتفاع مستوياتها يمكن أن يشكل مؤشراً على تفاقم قصور القلب”.

وأضافت: “يزرع الجهاز في الوريد الأجوف السفلي  IVC – أكبر وريد في الجسم – الذي يوجد في البطن، ووظيفته نقل الدم المفتقر للأوكسجين إلى القلب”.

وتابعت تقول: “يعمل الجهاز على قياس حجم الوريد بانتظام، ويعطي مؤشراً على كمية السوائل في الجسم. فالمستويات المرتفعة يمكن أن تزيد من خطر حدوث صعوبات في التنفس وتراكم السوائل في الرئتين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إدخال المريض إلى المستشفى في حال طارئة”.

يتم زرع هذه الجهاز من خلال إجراء بسيط مدته 45 دقيقة، باستخدام قسطرة صغيرة يجرى إدخالها في الوريد عند أعلى الساق. ويتم طيها عند المدخل، بحيث يمكن دفعها إلى أعلى الوريد الأجوف السفلي، حيث تتوسع هناك إلى حجمها الكامل.

بعد إجراء الجراحة، يتم تزويد المريض بحزام مراقبة خارجي يقوم بارتدائه على البطن لمدة دقيقة إلى دقيقتين يومياً، يعمل خلالها على تشغيل المستشعر المزروع في الوريد باستخدام طاقة الترددات اللاسلكية Radiofrequency Energy.

من ثم ترسل البيانات المسجلة بشكل يومي من منزل المريض إلى فريق معالجة قصور القلب في “مستشفى جامعة ساوثهامبتون” بهدف تنبيه أعضاء الفريق إلى مؤشرات الإنذار المبكر، بحيث يمكنهم التدخل قبل أن تتدهور حال المريض بشكل كبير.

ويقول الدكتور فليت إن “هذا الجهاز الجديد المبتكر يتسم بالقدرة على تحسين سلامة المرضى وتطوير النتائج على مستوى إدارة المصابين بقصور القلب المزمن، ويسعدنا أن نكون أول مركزٍ في المملكة المتحدة يزرع جهاز الاستشعار، جزءاً من هذه الدراسة الرائدة”.

ويضيف: “لقد نجحنا الآن في زرع الجهاز لمريض آخر، ويجرى نقل البيانات التي نتطلع إلى تلقيها كي نتمكن من التدخل في وقت مبكر، في محاولة لتقليل زيارات المرضى للمستشفى، والحفاظ على صحتهم لمدة أطول”.

ولفت إلى أن “علاج قصور القلب يشكل عبئاً كبيراً على مرافق ’خدمة الصحة الوطنية‘ (أن إتش أس) NHS، من هنا فإن تقدماً رائداً كهذا من شأنه أن يساعد في التخفيف من الضغط الحاصل”.

وأوضح الاختصاصي في أمراض القلب أنه “في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن شخصاً من كل 5 أفراد سيصاب بقصور في القلب، فإن التدخل المبكر – عندما تبدأ حال المرضى في التدهور ـ يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً، والأمل معقود على أن جهاز ’فاير وان‘ الجديد، إذ سيقوم بالمهمة على أكمل وجه. إنه تطور جديد ومثير للاهتمام بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون هذه الحالة”.

المتحدثة باسم “مستشفى جامعة ساوثهامبتون” أكدت أن “المرحلة الأولى من التجارب السريرية لجهاز ’فاير وان‘ تمت بنجاح، ويجرى الآن توسيع البحث لتقييم جدوى زرع هذا النظام في أوردة مرضى قصور القلب، والتحقق من مدى سلامته”.

ولفتت إلى أن قصور القلب يحدث عندما لا يتمكن القلب من ضخ الدم في مختلف أنحاء الجسم بصورة جيدة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل فيه.

وأوردت أخيراً أرقاماً تفيد بأن “مستشفى جامعة ساوثهامبتون” يستقبل نحو 700 مريض يعانون هذه الحالة كل سنة، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن قرابة 900 ألف شخص يعيشون مع قصور في القلب في المملكة المتحدة، وتتحمل مرافق “أن إتش أس” كلفة علاجهم تصل إلى ملياري جنيه استرليني (نحو مليارين و420 مليون دولار أميركي) في السنة.

© The Independent

المزيد عن: أمراض الشرايين والقلب\أمراض القلب\أمراض القلب والشرايين\إنعاش القلب الرئوي\اعتلال القلب\الأزمات القلبية\التهاب القلب\التهاب عضلة القلب\التهاب في عضلة القلب\السكتة القلبية