الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ ب) عرب وعالم ترمب يؤسس نظاما عالميا فوضويا بطريقة أكثر تنظيما by admin 29 يناير، 2025 written by admin 29 يناير، 2025 29 تهديدات ترمب لغرينلاند وقناة بنما تضفي الشرعية على أنواع أخرى من التهديدات للسيادة الوطنية وتجعل التعدي على سيادة الدول اقتراحاً مفتوحاً اندبندنت عربية / إنجي مجدي صحافية @engy_magdy10 في “عصرها الذهبي” الجديد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة ستسعى إلى تحقيق مصالحها الوطنية الفردية حصراً، مشيراً مرات عدة إلى بلاده باعتبارها دولة “ذات سيادة”. تتسم إدارة ترمب الثانية بالعمل المفرد بعيداً من المنظمات الدولية التي أسهمت واشنطن في تأسيسها لتعزيز الرخاء للجميع بعد الحرب العالمية الثانية، ودفع العالم نحو الديمقراطية، ومع ذلك ثمة علامة أخرى تتبلور بقوة في الأيام الستة الأولى له في السلطة، وهى تجاوز “السيادة الوطنية” للدول. إن كانت العولمة سعت إلى الانفتاح وتجاوز الحدود طوعاً من خلال التعاون ومجموعة من القواعد، فإن ترمب يرغب في تأسيس نظام جديد يمكن فيه للقوى العظمى تجاوز أو بالأحرى “انتهاك” سيادة الدول الصغرى لتحقيق “المصلحة الوطنية الفردية حصراً”. يتجلى ذلك في دعوته إلى شراء “غرينلاند” وهي جزيرة أطلسية تقع ضمن سيادة الدنمارك، والدعوة إلى ضم كندا، وتهديده بالاستيلاء على قناة بنما بزعم خضوعها للهيمنة الصينية، والأحد دعا إلى إرسال مليون ونصف المليون فلسطيني يقطنون قطاع غزة إلى مصر والأردن، وعندما عارضت كولومبيا قراره بإرسال مهاجرين غير شرعيين إليها، استخدم كعادته لغة التهديد والانتقام معلناً فرض تعريفات جمركية طارئة بنسبة 25 في المئة على جميع السلع الكولومبية القادمة إلى الولايات المتحدة. التعدي على السيادة المناورات الجيوسياسية التي يشنها ترمب تثير مخاوف من حجم مختلف. فيقول مراقبون في واشنطن والعواصم الغربية إن حديث ترمب الأخير عن الاستحواذ على غرينلاند وضم كندا يهدد بجعل التعدي على السيادة اقتراحاً مفتوحاً، مما يزيد من المخاوف من أن تجاهله الصريح سيادة الدول قد يؤدي إلى إعادة ترتيب أساس للمعايير الدولية. حديث ترمب في شأن غرينلاند ليس مجرد تصريحات صاخبة للضغط من أجل مكاسب جيوسياسية، بل يبدو أن ثمة إصراراً لدى رجل الأعمال الأميركي الذي يسكن البيت الأبيض للسيطرة على الجزيرة الضخمة والمستقلة التي تحتل جزءاً إستراتيجياً من المحيط مع ذوبان القمم الجليدية وفتح ممرات شحن جديدة. فوفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية فإن ترمب أجرى مكالمة هاتفية مثيرة للجدال وعدوانية لرئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن، قبل خمسة أيام من تنصيبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري، أصر فيها أنه يريد للولايات المتحدة أن تستولي على الجزيرة الدنماركية. وصف مسؤولان أوروبيان أُطلعا على المكالمة التي استمرت 45 دقيقة وطلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع، لهجة ومحتوى الحوار بالمتوترة، وكشف رئيس المجلس الأطلسي فريدريك كيمبي في مقال على الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث الذي مقره واشنطن، عن أن المكالمة انطوت على التهديد ولهجة حادة، وفي حين قدمت فريدريكسن اقتراحات مختلفة لمزيد من التعاون في القضايا العسكرية والاقتصادية، لكنها أصرت على أن غرينلاند، التي تستضيف بالفعل قاعدة أميركية مهمة، ليست للبيع. وفي حديثه مع كيمبي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد بمدينة دافوس بسويسرا الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت، “أنا أنتمي إلى الحشد القلق إلى حد ما”، واصفاً التحركات الدولية المبكرة لترمب بأنها “خطرة ومزعزعة للاستقرار”، ويرى بيلت أن تهديدات ترمب لغرينلاند وقناة بنما تضفي الشرعية على أنواع أخرى من تهديدات السيادة الوطنية التي كانت وراء غزو بوتين أوكرانيا. ويقول، “سألني بيلت: هل يعرف عواقب ما يقوله (ترمب)؟… هذا أمر خطر. إنه يقوض حقاً النظام العالمي القائم على القواعد، إن قدسية الحدود ليست قاعدة، إنها القاعدة”. أوروبا تتجهز ويتوقع زكي لايدي أستاذ العلوم السياسية، مستشار مسؤول السياسة الخارجية السابق للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه إذا قرر ترمب الضغط على الدنمارك بوسائل اقتصادية، من خلال فرض التعريفات الجمركية، فمن المتوقع أن يرد الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية مضادة، وأشار إلى مخاوف لدى الدنمارك من تهديدات ترمب قائلاً إن الدنماركيين يقولون إنه ينبغي التزام الهدوء “لكنهم خائفون”. وأشار كل من لايدي والمسؤولون الذين أُطلعوا على المكالمة الهاتفية إلى أن نوايا ترمب غير واضحة، فربما يتحرك لتشجيع سكان غرينلاند على التصويت لمصلحة الاستقلال في استفتاء شعبي ثم الانضمام إلى الولايات المتحدة، أو قد يرغب في الضغط على الدنمارك والاتحاد الأوروبي بالرسوم الجمركية، وقال أحد المسؤولين إن بروكسل تعمل مع الدنماركيين لتحديد النبرة الصحيحة ومعرفة ما يريده ترمب حقاً. وفي مسألة قناة بنما لم يستبعد ترمب تحركاً عسكرياً للسيطرة على القناة زاعماً أن نحو 38 ألف أميركي قتلوا أثناء عمليات حفرها، وهذه التهديدات أثارت مخاوف لدى البنميين وأعادت للذاكرة غزو الولايات المتحدة بلادهم عام 1989، وهو الغزو الذي أدانته الأمم المتحدة آنذاك ووصف بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي واستقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها”. ضغوط على الردع وبينما يرسي ترمب قواعد جديدة في العالم تقوم على المصالح الوطنية المنفردة، تقول مديرة برنامج الولايات المتحدة والأميركتين لدى معهد تشاتام هاوس في لندن، ليسلي فينجاموري، إن هذا من شأنه أن يحمل أخطاراً جسيمة على الولايات المتحدة نفسها، فإذا ضعفت القيود المعيارية والقانونية المفروضة على السيادة، فإن هذا من شأنه أن يفرض مزيداً من الضغوط على الردع (وأيضاً على صدقية الردع) لمنع القوى الكبرى الأخرى من استخدام الإكراه أو القوة العسكرية الصريحة لتغيير الحدود ــ وهي مسألة خطرة في أي صراع مع الصين، وبخاصة في شأن تايوان. وتضيف أنه في ما يتعلق بمسألة أوكرانيا، فإن وعد ترمب بإبرام اتفاق مع روسيا يثير ثلاثة أسئلة في الأقل بالنسبة إلى أوروبا، فما الخطوط الحمراء التي وضعها ترمب (إن وجدت) في ما يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأوكرانيا؟ وإذا تخلى ترمب عن أوكرانيا فهل ينتهي الأمر عند هذا الحد، أم أنه سيتخلى أيضاً عن الالتزام الأمني الأميركي تجاه أوروبا؟ وإذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للتنازل أو حتى التخلي عن السيادة الإقليمية لأوكرانيا، فهل يعني هذا أنها ستفعل الشيء نفسه في ما يتعلق بالدول (الصغيرة) الأخرى في أجزاء أخرى من العالم؟ تصريحات مدروسة ومع ذلك، يصف مراقبون تحركات ترمب في إدارته الجديدة بأنها منظمة ومدروسة على نحو أكثر كثيراً مما كان خلال ولايته الأولى. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن المسؤول السابق في مكتب البيت الأبيض لسياسة مكافحة المخدرات الوطنية لورانس موير، قوله إن ترمب في يومه الأول في المنصب “كان أكثر انضباطاً وتركيزاً على القضايا”. ووفق فينجاموري فإن التحدي الذي يواجه قادة أوروبا وأنحاء أخرى من العالم هو كيفية فك رموز نوايا ترمب. ربما يكون ترمب يخطط بصورة أساس للحفاظ على موقف أميركا الحالي في العلاقات الدولية ويستخدم ببساطة تكتيكات غير تقليدية لتحقيق وصول أفضل إلى الأسواق وتحالفات أقوى وأكثر توازناً. في هذه الحال قد تكون المصالحة والدبلوماسية والزيارات والهدايا والخطوات للامتثال لطلباته استجابة ذكية، ولكن إذا كان لدى ترمب إصرار حقيقي في شأن كندا وغرينلاند وبنما ويخطط للتخلي عن تايوان وأوكرانيا كجزء من تصميم كبير لنظام دولي جديد، فيجب على شركاء وحلفاء الولايات المتحدة تبني استجابة أكثر إستراتيجية ولكن أيضاً أكثر صرامة وأطول أمداً. ووفق المراقبين فإن ما يريده المسؤولون في أوروبا حقاً إلى جانب آخرين هو النصيحة حول أفضل السبل التي يمكن من خلالها إدارة الواقع الجديد للولايات المتحدة، ويقول كيمبي إن الإجابة الأكثر شيوعاً في دافوس كانت إعادة صياغة ما قاله رجل الأعمال والمؤسس المشارك لشركة “باي بال” بيتر ثيل، لوسائل الإعلام في نادي الصحافة الوطني قبل انتخاب ترمب للمرة الأولى، حين قال “إن الناخبين الأميركيين أخذوه على محمل الجد ولكن ليس حرفياً، ومن ثم فبعد ثمانية أعوام، ومع بروز ترمب على الساحة العالمية أكثر من أي وقت مضى، يعرف الجميع أنه يجب أن يؤخذ على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى، وربما حتى أكثر حرفية، باعتباره أحد أعراض ومهندس أوقاتنا المتغيرة”. المزيد عن: دونالد ترمبالولايات المتحدةغزةبنماقناة بنماجزيرة غرينلاندالدنماركمصرالأردنالنظام الدولي الجديدروسياكولومبيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم صاغية يكتب عن: هل من طريقة أخرى مع إسرائيل؟ next post الدور البريطاني في إنهاء حرب السودان بين الطموح والخيبة You may also like انسحاب إسرائيل من سوريا.. تحديد شروط “الفرصة الذهبية” 30 يناير، 2025 ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين... 30 يناير، 2025 إعلان أحمد الشرع رئيسا لسوريا بحضور قادة الفصائل... 30 يناير، 2025 نتنياهو يضع العراقيل أمام المرحلة الثانية من صفقة... 30 يناير، 2025 فرع “القاعدة” في سوريا يعلن حل نفسه بعد... 30 يناير، 2025 ما حقيقة دخول الجيش اللبناني منشأة “عماد 4”... 30 يناير، 2025 عقدة الثنائي بالأسماء والحقائب.. والتركيبة الحكومية تستثني التيار 30 يناير، 2025 خامنئي يتراجع أمام ترمب ويطلب “صفقة لكن بحذر” 29 يناير، 2025 إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ”الواقي... 29 يناير، 2025 ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين 29 يناير، 2025