السبت, أبريل 12, 2025
السبت, أبريل 12, 2025
Home » تركيا وإسرائيل والبحث عن توافق في سوريا

تركيا وإسرائيل والبحث عن توافق في سوريا

by admin

 

المصالح المشتركة تدفعهما لبناء تحالف استراتيجي وترمب يدعو نتنياهو إلى التصرف بعقلانية

اندبندنت عربية / اسماعيل درويش صحفي تركي @ismaildarwish_

كان مفاجئاً للجميع، وربما حتى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تصريحات بخصوص التوتر بين أنقرة وتل أبيب في سوريا، حين قال ترمب إن لديه علاقة وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً أن على نتنياهو التصرف بعقلانية، مبدياً استعداده لحل أي قضية عالقة بين تركيا وإسرائيل.

المفاجئ في تصريحات ترمب هو أن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة خط أحمر لا يُمكن تجاوزه، وشهد العالم كله الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة ولبنان، لكن عندما وصل الأمر إلى مخاوف بشأن اصطدام محتمل مع تركيا أخذ الأمر بُعداً آخر، كون تركيا إحدى أهم حلفاء واشنطن في المنطقة.

على رغم الخلافات بين تركيا وإسرائيل، إلا أن العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين أنقرة وتل أبيب التي تغلب عليها لغة الدبلوماسية، قد تسهم في تخفيف التوتر، وربما التوصل لاتفاق.

اتفاق لمنع الاشتباك

مصدر سوري مطلع يقول في تصريح لـ”اندبندنت عربية”، إنه “بالفعل يجري الحديث عن اتفاقية، هذه الاتفاقية هي اتفاقية عدم اشتباك وليس فض اشتباك، لأنه في الأصل لا يوجد اشتباك بين تركيا وإسرائيل في سوريا، بمعنى آخر فإن الاتفاقية لرسم حدود بحيث إنه إذا كان هناك طيران إسرائيلي في الأجواء السورية يتم الإبلاغ عن وجهته”.

ويضيف المصدر أنه “بالنسبة لتركيا ستكون لديها قاعدة عسكرية قريباً في مطار تي فور، بالعموم المشهد السوري بحاجة إلى نوع من التوازن والأتراك ماضون في سياستهم وسيتمكنون من منع إسرائيل من محاولات استباحة الأراضي السورية، وهذا باتفاق رسمي بين الحكومتين السورية والتركية، يعني مصلحة مشتركة للبلدين، لأن الأتراك أيضاً سيتأثر أمنهم القومي في حال حصل اتصال مباشر بين إسرائيل وبين الجماعات المسلحة في شمال شرقي سوريا التي تهدد الأمن القومي التركي”.

إمكانية توقيع اتفاق بين أنقرة وتل أبيب يضمن منع الاشتباك بين الجانبين وإقامة قواعد عسكرية تركية في وسط سوريا (أ ف ب)

 

ثقة السوريين بتركيا

من جهته، يقول المنسق في الأمم المتحدة، عمار أبو حلاوة، في حديث خاص “لا مانع لنا كسوريين اليوم أن نعول على الدبلوماسية السياسية التركية كونها لم تخذل تطلعات الشعب السوري، وحملت عبئاً كبيراً في جعبتها العسكرية والسياسية دولياً، ولم يظهر من تركيا أي عمل مناكف للشعب السوري، سواء بمد يد العون أو لحماية حدودها مستقرة كما حال أي دولة، وأي اتفاق مناسب لنا كسوريين مرحب به بحيث لا يمس السيادة السورية دولة وشعباً”.

لا اشتباك مستقبلي

من جانبه، يؤكد الصحافي والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، أنه “لن يكون هناك أي اشتباك مستقبلي بين تركيا وإسرائيل في سوريا، وقد رأينا الموقف الأميركي الذي جاء على لسان الرئيس ترمب شخصياً حين طلب من إسرائيل إيجاد حل مع تركيا. هذه التصريحات هي رفض أميركي لوقوف إسرائيل ضد تركيا في ما يتعلق بالملف السوري، لأن حصول أي خطأ في الملف السوري قد تنتج منه حرب كبيرة، لا سيما أن الوضع في سوريا لا يشبه الوضع في جنوب لبنان باعتبار أن ‘حزب الله‘ قد لا يكون مدعوماً إقليمياً، أما الوضع في سوريا مختلف إذ تعد دمشق عقدة رئيسة في المنطقة، لذلك رفضت الولايات المتحدة الادعاءات الإسرائيلية”.

البحث عن الاستقرار

ويضيف رضوان أوغلو “أما بالنسبة للقواعد العسكرية التركية، فتركيا سوف تختار أماكن وضع القواعد بما يناسبها وليس وفق الرغبة الإسرائيلية. وبحسب التقديرات فإن القواعد التركية سيجري إنشاؤها وسط سوريا، وذلك كي تكون راصدة لكل الحدود السورية شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً. ومن ناحية أخرى، فإن الحكومة السورية لا تريد اشتباكاً مع إسرائيل، وكذلك لا تريد حصول اشتباك بين تركيا وإسرائيل، والرسالة السورية واضحة وهي الرغبة بالاستقرار، ووجوب أن تقوم إسرائيل بما يجب عليها القيام به لخدمة الاستقرار”.

يجمع مراقبون على أن تركيا أحد أهم اللاعبين في الملف السوري (أ ف ب)

 

تنسيق أمني

ويرى الصحافي التركي أن “التنسيق بين تركيا وإسرائيل من الجانب الأمني قائم بكل تأكيد، وهذا التنسيق هو الأفضل للجميع، ومن المحتمل أن تكون إسرائيل قد بعثت رسائل إلى سوريا عبر الحكومة التركية، وأيضاً من الوارد أن ترسل سوريا رسائل إلى إسرائيل عبر الأتراك. أما قرار التواجد العسكري التركي في سوريا فهو قرار مشترك بين أنقرة ودمشق ويجب أن يؤخذ بحكمة. وبالعموم التوجه الدولي والأميركي والأوروبي نحو الاستقرار في سوريا”.

خوف من المواجهة

الباحث الأكاديمي السوري عبد الرحمن النايف، يقول في تصريح خاص إن “التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا يتزايد يوماً بعد آخر، حيث عادت سوريا من جديد لتكون مسرحاً للتنافس الدولي وسط مخاوف من الانحدار نحو مواجهة عسكرية، وذلك بسبب التحركات الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل، من توغل بري في الجنوب إلى قصف جوي في العمق السوري، وهذه الاستفزازات تعتبرها تركيا سبباً في إطالة معاناة السوريين ما يعرقل الاستقرار. وبالنسبة لتركيا فمن مصلحتها أن تشهد سوريا استقراراً لأن هذا الأمر سيحل جزءاً من مشكلاتها. ولكن بالنتيجة لن تكون هناك أية مواجهة عسكرية بين أنقرة وتل أبيب، وذلك لما تتمتع به تركيا من قوة إقليمية وكونها عضواً في حلف الناتو، أما ميل إسرائيل للاستفزازات التي تقوم بها، فالهدف منها الحصول على أكبر قدر ممكن من المكتسبات”.

ويرى النايف أن “الضربات التي تشنها إسرائيل هي رسائل واضحة لتركيا، لأن هذه الضربات تهدد السلام الإقليمي وتعزز الإرهاب، وأنقرة في المقابل تبحث عن استقرار سوريا لأنه يعتبر عاملاً أساسياً في استقرار تركيا بخاصة في ملف الأكراد. وعليه لا بد للسوريين من إجراء تفاهمات لأن سوريا منهكة”.

التجارة في السياسة

من جانبه، يقول الباحث في مركز حرمون للدراسات، محمد السكري، إن “سقوط نظام الأسد وتشكيل سلطة سورية جديدة، أسهما بتبديل وتغيير الفاعلين الإقليمين داخل الملف السوري، ولعل إحدى أهم المتغيرات التلاقي البري الإسرائيلي- التركي الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الأولى. لدى إسرائيل مخاوف عدة منها سمعتها السياسية لدى واشنطن وليس فقط مصالحها، هذه السمعة التي تعيد رسم توازن القوى المرتبطة بالملف، والتي قد تؤثر في توجه ترمب الذي يعتبر السياسة حالة مشابهة للتجارة، مما يدفعه لإعادة صياغة تحالفاته بما فيها مع إسرائيل وتركيا داخل الملف السوري، عبر الخروج من السياسات التقليدية إلى التفاعلية التي تعلي من شأن المتغيرات الإقليمية”.

ويضيف السكري أن “رسالة ترمب الأخيرة حملت إشارة بأن إسرائيل لم تعد القوة الوحيدة في سوريا، بل أن تركيا استطاعت توسيع ثقلها داخل سوريا لرسم قواعد اشتباك جديدة، لكن هذه المرة تناسبها وليس فقط تناسب إسرائيل، مما يفرض على الجانبين التنسيق بدلاً من الصراع. وباعتقادي أن واشنطن تريد حسم ملف قواعد الاشتباك في سوريا بين إسرائيل وتركيا، ولا ترغب بأي انزلاق لحرب جديدة، لأنها لا تخدم سياسة ترمب الجديدة (السلام في المنطقة). هذه المعطيات تشير إلى ازدياد إمكانية التوصل لاتفاق سياسي بخصوص سوريا وطبيعة التواجد الإسرائيلي والتركي الجديد بوساطة أميركية. ولعله من الصعب إقامة قواعد من دون حسم ملف الوساطة، إلا في إطار التصعيد المستمر الذي قد يحقق أعلى قدر ممكن من المكاسب، وبلا شك الرغبة التركية أعمق من قواعد وسط سوريا، وإنما توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع دمشق، مما يعزز من النفوذ التركي”.

لاعبون آخرون

أما الباحث السياسي نور الدين البابا، فيرى أن الاشتباك بين تركيا وإسرائيل في سوريا “سينخفض ولن يتطور لنزاع مسلح في المدى المنظور. إقامة قواعد تركية في سوريا يتطلب اتفاقاً بين سوريا وتركيا، وليس تركيا وإسرائيل، وبالأساس لا يوجد اشتباك بين الجانبين حتى يوقع اتفاق بينهما، كما أن الجانبين لا ينويان الاشتباك مستقبلاً”.

ويوضح البابا أن “هناك جهات قادرة على لعب الوساطة بين سوريا وإسرائيل أكثر من تركيا” من دون ذكر من هي تلك الجهات.

أما الأكاديمي والباحث السياسي التركي توشكان طارق، فيرى أن “هناك إمكانية لتوقيع اتفاق بين أنقرة وتل أبيب يضمن منع الاشتباك بين الجانبين وإقامة قواعد عسكرية تركية في وسط سوريا”، ويشير إلى وجود تنسيق بين أنقرة وإسرائيل بخصوص سوريا، ولا يستبعد أن تلعب تركيا أيضاً دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل.

بالمحصلة، يجمع المراقبون على أن تركيا أحد أهم اللاعبين في الملف السوري، وأن دمشق راضية عن الدور التركي في البلاد، وتريد بناء تحالف استراتيجي ندي مع تركيا، مؤكدين في الوقت ذاته أنه لن يكون هناك أي صدام عسكري مباشر بين أنقرة وتل أبيب، وأن الحقائب الدبلوماسية تستطيع تحقيق ما لا يمكن أن تحققه الأسلحة.

المزيد عن: سورياسقوط الأسدتركياإسرائيلدونالد ترمببنيامين نتنياهورجب طيب أردوغانقاعدة عسكريةاشتباكمواجهة عسكرية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili