ترامب تطرّق إلى فكرة ’’الولاية الـ51‘‘ في حديث مع كارني قبل شهر

راديو كندا الدولي / RCI

خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الكندية المنصرفة مارك كارني في 28 آذار (مارس)، طرح ترامب فكرته المثيرة للجدل بجعل كندا الولاية الأميركية الـ51، على عكس ما صرّح به كارني نفسه علناً عقب المكالمة.

ووفقاً لمصدريْن مطّلعيْن على مضمون تلك المحادثة، أُثيرت مسألة السيادة الكندية في الجزء الأول منها.

وفي نهاية تلك اللحظة، التي وصفها أحد المصادر بأنها ’’لم تكن سهلة‘‘، قال كارني لترامب: ’’سنتفق على أن نختلف حول ذلك‘‘.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى راديو كندا، دونالد ترامب هو من أثار مسألة ’’الولاية الـ51‘‘ خلال تلك المكالمة، شارحاً المزايا التي تعود على كندا من الانضمام إلى الولايات المتحدة. وتركه كارني يتحدث قبل أن يعبّر له عن عدم موافقته على الفكرة.

وتبعاً لذلك، يكون ترامب قد عاود الكرّة بخطاب الضمّ، على عكس ما قاله كارني للصحفيين في أعقاب المكالمة. كما أنّ رئيس الحكومة المنصرفة، زعيمَ الحزب الليبرالي الكندي، لم يعلن لاحقاً على الملأ أنّ ترامب أثار موضوع ’’الولاية الـ51‘‘ في تلك المحادثة.

علم كندا (إلى اليسار) وعلم الولايات المتحدة يرفرفان قرب جسر ’’أمباسادور‘‘ الذي يربط مدينة وندسور الكندية بمدينة ديترويت الأميركية والذي يُعتبر أهمّ ممرّ تجاري بين البلديْن (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Rob Gurdebeke

يُذكر أنه في مؤتمر صحفي في 28 آذار (مارس)، عقب المكالمة مباشرة، قال كارني: ’’لقد احترم الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) سيادة كندا في المحادثة الخاصة وفي تعليقاته العلنية‘‘.

وبالتالي أعطى كارني الانطباع ذاك اليوم بأنّ ترامب وضع أهدافه التوسعية جانباً خلال تلك المحادثة.

وبعد شيوع خبر تطرّق ترامب في تلك المكالمة إلى موضوع ’’الولاية الـ51‘‘، لم تنكر المتحدثة باسم مكتب رئيس الحكومة الكندية، في بيان مكتوب، هذا الأمر، لكنها نفت أن يكون كارني قد أجاب ترامب بـ’’سنتفق على أن نختلف (حول ذلك)‘‘.

’’لا، لم يقل رئيس الحكومة ذلك للرئيس ترامب، وهو كان واضحاً على الدوام بأنّ إمكانية أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة ليست مطروحة على طاولة البحث ولن تكون كذلك على الإطلاق‘‘، قالت المتحدثة.

’’بينما نواجه هذه الأزمة، يتواصل رئيس الحكومة كارني مع الكنديين في كلّ مكان حول خطته لمكافحة الحرب التجارية التي أطلقها ترامب‘‘، أضافت المتحدثة في بيانها.

وأقرّ كارني نفسه اليوم خلال مؤتمر صحفي في مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي بتطرّق ترامب إلى فكرة ’’الولاية الـ51‘‘ خلال المكالمة الهاتفية المذكورة، مشيراً إلى أنه ردّ على الرئيس الأميركي بأنّ ضمّ كندا إلى الولايات المتحدة ’’لن يحدث مطلقاً‘‘.

ورداً على انتقادات خصومه زعماء الأحزاب الأُخرى، نفى الزعيم الليبرالي أن يكون أخفى تلك المعلومة، مؤكداً أنه ’’شفاف‘‘ مع الكنديين.

ناخبة كندية تدلي بصوتها في انتخابات فدرالية (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Ryan Remiorz

ويأتي الكشف عن تطرق ترامب إلى موضوع ’’الولاية الـ51‘‘ في مكالمة حصلت قبل نحو شهريْن فيما الحملة الانتخابية في كندا تقترب من نهايتها، وهي حملة طغى عليها موضوع العلاقات مع الولايات المتحدة، الجارة البرية الوحيدة لكندا وشريكها التجاري الأول، في ظلّ تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية التي باشر تطبيقها على الواردات من كندا وكلامه عن الرغبة بضمّ كندا إلى بلاده.

ويؤكّد زعيم الحزب الليبرالي الكندي منذ انطلاق الحملة الانتخابية قبل شهر أنه يملك الخبرة اللازمة للتعاطي مع تهديدات ترامب وأنه مهيّأ أكثر من خصومه، قادة الأحزاب الكندية الأُخرى، للوقوف في وجه الرئيس الأميركي.

’’لقد أدرتُ أزمات طوال مسيرتي المهنية‘‘، قال كارني في مناسبات عديدة كما فعل أمس خلال زيارة له إلى فيكتوريا، عاصمة بريتيش كولومبيا.

يُذكر أنّ كارني كان حاكماً لبنك كندا (2008 – 2013) ثمّ لبنك إنكلترا (2013 – 2020).

وينتخب الكنديون نوابهم الـ343 في مجلس العموم يوم الاثنين المقبل، ويُكلَّف الحزب الذي يحلّ أولاً من حيث عدد النواب بتشكيل الحكومة.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: