ثقافة و فنونعربي تراث هربرت ماركوزه الفلسفي بحاجة لقراءات نقدية متباينة by admin 18 أكتوبر، 2021 written by admin 18 أكتوبر، 2021 144 أثار الجدل في العربية بدءاً من نقل اسمه إليها وليس انتهاءً بشخصه وفكره اندبندنت عربية \ فهد سعود اليحيا استشاري الطب النفسي قرأت بسعادة بالغة المقالة الغراء للأستاذ مشير باسيل عون الموسومة بـ”هربرت ماركوز فيلسوف ثورة الشباب يجدد مفهوم الشغف بالحياة”، وهي مليئة بالمعلومات المفيدة والشيقة وأثارت عندي بعض التداعيات، أولها وجوب إعادة النظر في مدرسة فرانكفورت، خصوصاً هربرت ماركوزه. يدور الجدل بشأن رسم اسمه بالعربية فهو تارة ماركوز وأخرى ماركيوز وثالثة ماركوزه (وهو ما يؤكد الناطقون بالألمانية أنه الأصح)، الأمر ذاته الذي انسحب على حوله وفكره! وقد تعرض إلى نقد شديد من قبل الماركسيين التقليديين والفرويديين وأزعم أنه بحاجة لإعادة قراءة نقدية بعد سقوط المعسكر الشرقي ونهاية الاتحاد السوفياتي من جهة وتحوّل الصين إلى اقتصاد السوق مثل رأسمالية عتيدة! بيد أني سأتطرق إلى ما يناسب تخصصي بصفتي طبيباً نفسياً، إذ زاوج ماركوزه في فلسفته بين ماركس وفرويد ونقدهما معاً، وألفت نظر القارئ إلى خطأ وقع فيه كثيرون إذ يقول الأستاذ عون “تجلى فكره في اجتهاد الجمع والتوفيق بين علم النفس التحليلي والماركسية”. والخطأ هنا هو أن مدرسة فرويد هي التحليل النفسي (Psychoanalysis)، بينما علم النفس التحليلي (Analytical Psychology) لمنظرها كارل غوستاف يونغ، والتقى الاثنان للمرة الأولى عام 1907 وتوثقت علاقتهما، ولكنها انتهت بفراق غير وامق في 1913. وعند الحديث عن مدرسة فرانكفورت وماركوزه، لا بد من الحديث عن إيريك فروم (1900-1980)، وهو فيلسوف وعالم اجتماع ومحلل نفسي من رواد مدرسة فرانكفورت، لكنه تركها ما بين عامي (1939-1940) بسبب نقده الشديد لفرويد. وعلى الرغم من ابتعاده عن المدرسة وكذلك الانتقاد المتبادل بينه وماركوزه، فإن التأثير استمر متبادلاً. وقبل أن أستطرد، لدي ملاحظة على ترجمة الأستاذ عون، إذ يترجم عنوان الكتاب الشهير لماركوزه (One- Dimensional Man) بـ”الإنسان الوحيد المدى”، بينما الشائع “الإنسان ذو البعد الواحد” ويترجم كلمة (Entfremdung) بـ”التصعيد”، بينما الأقرب للصحة هو “التسامي” وبصورة أقل “الإعلاء”،(sublimation) ، ولا بد أن للأستاذ عون وجهة نظر جديرة بالاحترام في اختيار هذه الترجمات إلا أنها غير مألوفة. وفي كتابه “مهمة فرويد” الصادر عام 1959، ينتقد فروم مفهوم فرويد للتسامي، بقوله “إن اللغز الشامل للتسامي لم يشرحه فرويد على الإطلاق بطريقة مرضية” وذلك قبل ماركوزه في كتابه “الإنسان ذو البعد الواحد” عام 1964. المزيد عن: هربرت ماركوزه\مدرسة فرانكفورت\إيريك فروم\فرويد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لورديس ليون تتحدث عن طفولتها وعن والدتها مادونا “المولعة بالسيطرة” next post بول بولز: سماء واقية وشاي صحراوي وضياع في المدينة You may also like أعمال والت ويتمان الكاملة عربها عابد إسماعيل مع... 30 يناير، 2025 كاهن من كابول يطمح في أن يكون البابا... 30 يناير، 2025 “ما وراء التلال” فيلم روماني عن المنافس الوحيد... 30 يناير، 2025 التلوث يغرق العالم في “البخارة” والممثلون يبحثون عن... 30 يناير، 2025 ظاهرة الزواج العصري المأزوم في مقاربة فلسفية 30 يناير، 2025 “موجز تاريخ الأدب البولندي” يرصد محطات الشيوعية وما... 30 يناير، 2025 فيلم “الخرطوم”: توثيق إرث ضائع وسط لهيب الحرب 30 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: أفاعي موقع مسافي في... 28 يناير، 2025 جماليات التجريد الغنائي في لوحات جنان الخليل 28 يناير، 2025 قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية 28 يناير، 2025 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.