شكلت المعارضة السورية "غرفة طوارئ" من أجل متابعة مستجدات الأمور في ولاية قيصري (أ ف ب) عرب وعالم تحذير من الفوضى مع تزايد العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا by admin 5 يوليو، 2024 written by admin 5 يوليو، 2024 50 بعضهم يحمّل إدارة أردوغان مسؤولية التدخل في شؤون دمشق الداخلية اندبندنت عربية / اسماعيل درويش صحفي تركي “لوهلة خُيل لي وكأني اصطحبت الحرب معي، تركيا بلد نشط زلزالياً، عندما سمعت أصوات المهاجمين ظننت أن زلزالاً أو أن حدثاً عظيماً حصل قبل أن تصيب حجرة شباك منزلنا في الطابق الأول، عندها أدركت الأمر، أدركت أن هذه البلاد لم تعد ترحب بنا أكثر من ذلك، إذا أردنا البقاء هنا فهذا يعني أننا سنعيش متخلين عن كرامتنا، والعودة للوطن لن تحفظ لنا كرامة ولا حياة، أما أوروبا فأبوابها مغلقة والرحلة إليها أشبه ما تكون بالانتحار، لأن النجاة والوصول احتمالان ضئيلان، وبالتالي فإن خياراتنا محدودة للغاية، وبعد ما تعرضنا له بت أفكر بجدية أن أبني خيمة فوق ركام منزلي بريف إدلب وأعيش مع أطفالي هناك، تخيل أنك تعيش في منزل ليس منزلك مع أسرة أخرى جميع أفرادها لا يحبونك، أليست العودة المرة أفضل؟”. هكذا عبر أيهم (39 سنة) عن تساؤلاته، مفصلاً لـ “اندبندنت عربية” ما تعرض له هو وعائلته في ولاية قيصري وسط البلاد عندما هاجم مئات المواطنين الأتراك محال ومنازل وممتلكات السوريين وبدأوا في تكسريها وتخريبها، وتخويف وترهيب السوريين الموجودين في المدينة منذ أعوام. ورقة سياسية أيهم اسم مستعار رفض الكشف عن اسمه الحقيقي كي لا يتعرض للمضايقة بقوله إن “أية كلمة يقولها اللاجئ السوري في تركيا قد تتسبب في ترحيله، وإذا اعتدى عليّ شخص تركي لا يمكنني رفع شكوى عليه في المحكمة لأن ذلك سينتهي بترحيلي مهما كان قرار القاضي”. خلال الأعوام الماضية تعرض اللاجئون السوريون في تركيا لأعمال عنف عدة، وقد قتل عدد من اللاجئين على يد أتراك، وبات ملف اللجوء السوري في تركيا ورقة سياسية دسمة استخدمتها المعارضة التركية لمواجهة حزب العدالة والتنمية الحاكم واتهامه بتحويل تركيا إلى مستودع لاجئين، واستخدمتها الحكومة التركية لابتزاز أوروبا وتهديدها كل فترة بفتح الحدود كما حصل في فبراير (شباط) 2020 عندما فتحت أنقرة جزئياً حدودها مع أوروبا لمرور بعض اللاجئين. ليس جديداً مسألة الاعتداء على اللاجئين ومهاجمة ممتلكاتهم، لكن الجديد والأمر الذي حصل للمرة الأولى هو الرد القاسي من الجانب السوري، فبعد انتشار الأخبار الواردة من قيصري خرج مئات السوريين في تظاهرات غاضبة شمال غربي سوريا ضد الأتراك، وهاجموا الشاحنات التركية والقوات التركية الموجودة في الشمال السوري، وأحرقوا العلم التركي وأنزلوا العلم من المباني الإدارية المنتشرة في المنطقة، ومرة ثانية شاهد الأتراك ما حصل في سوريا فخرجوا من جديد ضد السوريين، فأصيب عدد من اللاجئين وقتل فتى سوري يبلغ من العمر 17 سنة في ولاية أنطاليا جنوب تركيا. مخططات فوضوية القيادي في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا أحمد دارفاش أوغلو يقول في حديثه إلى “اندبندنت عربية” إن “ما جرى في مدينة قيصري والرد في الشمال السوري نتيجة طبيعية لتحريض أحزاب المعارضة ضد اللاجئين خلال الأعوام الماضية، ولا يمكن القبول بما جرى بأي شكل من الأشكال، فلقد استضفنا اللاجئين منذ 13 عاماً وقمنا بواجبنا الإنساني والأخلاقي، ولا يمكن أن نسمح بمرور أية مخططات فوضوية في هذا البلد”. ويضيف المسؤول التركي أن “تركيا دولة قانون، وعقب الأحداث الأخيرة اعتقل 474 شخصاً ممن قاموا بأعمال الفوضى، نصفهم لديهم سجلات جنائية ولهم سوابق، وبالنسبة إلى حكومتنا فإن النظام العام هو خط أحمر ولن نسمح لأحد بإيذاء اللاجئين أو التعرض لهم، وفي المقابل أيضاً كما قال رئيسنا سنكسر الأيادي التي تطاول علمنا، فلقد قام بعض الأشخاص بالاعتداء على العلم التركي وهذا غير مقبول، وقد فُتح تحقيق في هذه القضية”. استفزازات ويتابع دارفاش أوغلو حديثه قائلاً “نحن نريد عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، لكن يجب أن يعودوا بشكل طوعي وآمن، ونحن نعرف من حاك المؤامرة التي رُتبت مع عناصر من التنظيم الانفصالي، فلا نحن ولا شعبنا ولا أشقاؤنا السوريون سيقعون في هذا الفخ، وتركيا لن تخضع أمام خطاب الكراهية والفاشية والتخريب العنصري والاستفزازات، وخلال الأعوام الماضية عاد أكثر من 600 ألف سوري لشمال سوريا في المناطق التي طهرت”، وهو يقصد خلال العمليات التي جرت ضد الجماعات الكردية المسلحة. ويختم العضو في الحزب الحاكم بتركيا حديثه بالقول “نحن نعمل على إيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، ولقد وفرت المحادثات في أستانا أرضية للقاء بين النظام والمعارضة، ومن الممكن اتخاذ خطوات جديدة تخدم السلام والهدوء، فنحن نريد جارتنا سوريا آمنة مستقرة ومن أولوياتنا الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”. سياسة “مفلسة” نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض إلهان أوزغل قال في حديث إلى “اندبندنت عربية” إن “سياسة الحكومة التركية في الشرق الأوسط وسياستها تجاه اللاجئين قد أفلست، كما أن أردوغان وحزب ‘العدالة والتنمية’ هما المسؤولان الرئيسان عن هذا الوضع الذي وصلنا إليه، ويجب على تركيا إعادة تحديد سياستها في سوريا”. ويضيف نائب رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية أن “الوضع الحالي وصل إلى طريق مسدود بالنسبة إلى ما حصل في الشمال السوري، فمن غير المقبول أن يقوم أعضاء الجيش السوري الحر الذين تدفع تركيا رواتبهم بحرق العلم التركي والإضرار بالممتلكات التركية هناك، وكل هذا بسبب سياسة حكومة أردوغان التي فشلت في حل الأزمة السورية، كما تسببت حكومة أردوغان بتدمير سوريا وتحويل تركيا إلى مستودع لاجئين يفاوض بهم أوروبا، ولقد خالف أردوغان المبدأ الذي وضعه المؤسس مصطفى كمال أتاتورك الذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجيران”. ويختم أوزغل حديثه بالقول إنه “يجب على حكومة حزب ‘العدالة والتنمية’ استكمال العمل على تطوير العلاقات مع حكومة بشار الأسد والتوصل إلى حل، ولأننا الحزب الأول في تركيا فنحن مستعدون للتوسط للقاء بين أردوغان والأسد للتوصل إلى حل في سوريا”. اعتداءات على المصالح التركية في سوريا النائب في حزب النصر اليميني المتطرف في تركيا أنس بيرات يقول في حديث خاص إن “ما يجري في تركيا هو نتيجة فشل حزب ‘العدالة والتنمية’ وما يجري في سوريا غير مقبول، لقد أحرقوا العلم التركي واعتدوا على المصالح التركية، وهؤلاء الأشخاص شمال غربي سوريا يحصلون على رواتبهم من تركيا، وعلى رغم ذلك أحرقوا العلم التركي، يجب حل هذه القضية وإعادة ملايين اللاجئين على الفور”. ويتابع بيرات أنه “لا يمكن أن يبقى الوضع كما هو، فلقد باع أردوغان تركيا والسوريون في كل مكان في تركيا، استضفناهم لـ13 عاماً وهذا كثير جداً ويكفي، يجب أن يرحلوا بكرامتهم ويعودوا لوطنهم، إذ لم تعد تركيا مكاناً للاجئين بعد اليوم، هذا يكفي لأن هذا الملف أخذ حيزاً أكثر مما يستحق، لقد أصبح الحديث اليومي للناس هنا، ومع ذلك ندعوا إلى محاسبة من قام بأعمال عنف بحق اللاجئين، وندعو إلى محاسبة من اعتدى على العلم التركي شمال سوريا”. نتائج التحريض رئيس مركز المصالحة السوري عمر رحمون يقول من دمشق إن “ما جرى في قيصري هو نتيجة التحريض العنصري الذي مارسته الأحزاب التركية جميعها، الحاكمة والمعارضة، قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) 2023، وخلال الانتخابات المحلية التي جرت هذا العام، وهذا أثر في اللاجئين السوريين، كما أن انخفاض الليرة التركية والتضخم والانكماش الاقتصادي كلها أسباب جعلت المواطن التركي يعتقد أن السوري هو سبب ذلك، فاندلعت الأحداث في قيصري”. ويضيف رحمون أن “هذا يؤكد فشل إدارة أردوغان في معالجة ملف اللاجئين السوريين ويحمله مسؤولية التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ولذلك فهناك إجماع من الشعب التركي والأحزاب التركية على أمرين، الأول أن عودة العلاقات الطبيعية مع سوريا تترافق بانسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية، والثاني أن أردوغان هو السبب في كل ما يجري نتيجة تدخله في الشؤون الداخلية السورية”. غرفة عمليات رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة قال إن “الائتلاف يستنكر بأشد العبارات الحملات التحريضية وخطاب الكراهية والإشاعات تجاه اللاجئين السوريين في تركيا وبلاد اللجوء الأخرى، وأعمال الشغب التي طاولت ممتلكاتهم الشخصية”. وأضاف، “في المقابل نستنكر بشدة استهداف سائقي الشاحنات التركية داخل سوريا ونناشد أبناء شعبنا في تركيا وداخل الشمال السوري ضرورة ضبط النفس والابتعاد من الخطابات والأعمال التحريضية، وعدم الوقوع في فخ استخدام خطاب الكراهية نفسه الذي طاولهم، وعدم إتاحة الفرصة لزعزعة الأمن والاستقرار”. وأوضح القيادي في المعارضة السورية أن المعارضة السورية شكلت “غرفة طوارئ من أجل متابعة مستجدات الأمور في ولاية قيصري ومعالجتها فور وقوعها، إضافة إلى متابعة أوضاع المتضررين وتأمين الحاجات العاجلة لهم، وإيصال صوتهم وطلباتهم وتوصياتهم للجهات المعنية في الحكومة التركية لضمان أمنهم وسلامتهم”. أما بخصوص كيفية حل قضية اللاجئين السوريين فيقول البحرة إن “الحل الوحيد لهذه القضية وللقضية السورية كاملة هو تطبيق القرارين الصادرين عن مجلس الأمن الدولي، (2118) الصادر عام 2013، و(2254) الصادر عام 2015، فالتنفيذ الكامل لهذين القرارين كفيل بعودة اللاجئين وحل القضية السورية”. وليست المرة الأولى التي يهاجم فيها أتراك اللاجئين السوريين، لكن ما لم يكن متوقعاً هو وجود رد من سوريا للمرة الأولى، والرد الذي جاء من الشمال السوري قد يكون سببه المباشر ما جرى في قيصري. والسبب الرئيس هو تصريحات أردوغان الأخيرة بخصوص إمكان لقائه الرئيس السوري مما أغضب المعارضة السورية وجعلها في مفترق طرق، فأرادت إرسال رسالة لتركيا بأنها لن تقبل بالمصالحة، لكن بالنتيجة فإن ما حصل قد يؤثر مبدئياً في مسار العلاقات بين دمشق وأنقرة، إلا أن المحادثات ستستمر بين الجانبين في حال وجدت تركيا أنها ستحقق خرقاً ونتائج إيجابية من المفاوضات من دون أن ينسحب الجيش التركي من الشمال السوري. المزيد عن: تركياأنقرةاللاجئون السوريونالفوضىحزب العدالة والتنميةرجب طيب أردوغانمدينة قيصريالمباني الإداريةحرق العلم التركيأعمال شغب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الصواريخ الفرط صوتية… “وحوش” تكنولوجيا الحروب next post “الدعم السريع” تعلن سيطرتها على منطقة حدودية مع جنوب السودان You may also like “أمير العسس” رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 زيارة قائد الجيش اللبناني للسعودية رئاسية أم أمنية؟ 27 ديسمبر، 2024 شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان… ماذا بعد... 27 ديسمبر، 2024 السودان في 25 عاماً… حرب تلد حروباً 27 ديسمبر، 2024 إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق 27 ديسمبر، 2024 لبنان تحت مجهر الإنتربول في تعقّب مسؤولي النظام... 27 ديسمبر، 2024 هل عاد المطلوب بالإعدام رفعت عيد من سوريا... 27 ديسمبر، 2024 “موقف المترقب”: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟ 27 ديسمبر، 2024 مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات،... 27 ديسمبر، 2024 الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024