عرب وعالمعربي تأثيرات علاقات تركيا وإيران مع أفغانستان الجديدة على القضايا العربية by admin 20 أغسطس، 2021 written by admin 20 أغسطس، 2021 13 ستوظف طهران الرسائل السياسية المرتبطة بالفشل الأميركي وربما تدفع الأوضاع في العراق إلى الفوضى اندبندنت عربية \ هدى رؤوف كاتبة تتناول تحليلات كثيرة الهدف الأميركي من الانسحاب من أفغانستان. ويرى البعض أن الهدف الأميركي نابع من الحرب الباردة بين روسيا والصين والولايات المتحدة، ومن ثم أرادت الولايات المتحدة خلق بؤر صراعات وتوترات لخصميها القديم والحديث، فضلاً عن إشغال إيران بتوترات وتهديدات أمنية على حدودها الممتدة مع أفغانستان، وعودة الخصم المنافس حركة “طالبان“. وفي تلك الأثناء، ظهرت تركيا نشطة في ما يخص أفغانستان ما بعد الولايات المتحدة. وهو ما يجعلنا نحاول التركيز على الفرص والتحديات التى يفرضها الوضع الجديد على كل من إيران الشيعية وتركيا السنية اللتين تراودهما أحلام الهيمنة والإمبراطورية وكيفية توظيف بؤرة التوتر الجديدة، وتأثيرات ذلك على سلوك إيران وتركيا في المحيط العربي. فمنذ إعلان الانسحاب الأميركي واتفاق الدوحة بين “طالبان” وواشنطن، بدأت بعض الدول المجاورة والمعنية بالوضع في أفغانستان استضافة “طالبان” أو دعمها ضمناً. وسعت دول أخرى، منها تركيا، إلى أن يكون لها دور في أفغانستان ما بعد الولايات المتحدة الأميركية. إيران استقر منظور إيران على أن تهديد أمنها القومي ينبع من الوجود الأميركي فى المنطقة على طول الحدود الإيرانية في أفغانستان والعراق، وفي منطقة الخليج. مع ذلك، مثل المشهد الإقليمى في أعقاب تغير نظام الحكم في العراق، وانهيار نظام “طالبان” في أفغانستان، المجال لتوسيع نفوذ إيران في محيطها المباشر. فقد سقط منافسو إيران. لذا، فإن مشهد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما خلقه من تداعيات بدأت مع عودة حركة “طالبان” والسيطرة على العاصمة الأفغانية كابول، يستدعي البحث في كيفية تعامل إيران كدولة مجاورة لأفغانستان مع الحدث والواقع. بشكل عام، كان إسقاط “طالبان” عام 2001 فرصة لطهران وتحدياً لجهة الوجود الأميركي في أفغانستان، لكنها عملت على تحويل التحدي إلى فرصة لخلق فوضى ضد الوجود الأميركي. فقد تحدث وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو أن إيران تقدم مساعدة سرية لمقاتلي “طالبان” ضد القوات الأميركية، خصوصاً بعد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وعارضت إيران الاتفاقية الأمنية الثنائية التي تم التفاوض بشأنها بين أفغانستان والولايات المتحدة. وبعد اتفاق الدوحة بين “طالبان” وواشنطن، بدأت طهران رعاية مباحثات بين الحكومة الأفغانية و”طالبان”، وراحت تشدد على وجوب تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف. وتؤكد إيران دائماً أن “طالبان” تدرك أنه لا يمكن تحقيق الشرعية الدولية بالقوة العسكرية، بل إن الشرعية الدولية تتحقق من خلال المفاوضات السياسية. إن صعود حركة “طالبان” سيجبر إيران على إعداد استراتيجية دفاع جديدة. وقد بدأت بإعادة نشر قواتها العسكرية التابعة للحرس الثوري والقوات المسلحة النظامية على طول الحدود مع أفغانستان. ما يعني توجيه جزء من مواردها وجهود الحرس الثوري من أجندة الشرق الأوسط نحو أفغانستان. أما على المستوى السياسي، فستعمل إيران فى مرحلة صعود “طالبان” على الانخراط في الحل السياسي ليسود الاستقرار والأمن في البلد الذى يؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي. وفي ظل الفوضى التي تشهدها أفغانستان، صرح مسؤولون إيرانيون بأن انسحاب “المحتلين” يجب أن يكون مسؤولاً وينبغي ألا يخلق فراغاً مفاجئاً في السلطة. وهو ما يعنى أن إيران فى ظل حكم “طالبان” قد تعمل على المساعدة فى إنشاء هياكل يمكنها الحفاظ على الأمن. فلدى أفغانستان طبيعة ومشاكل معقدة، وما يهم إيران هو الأمن في أفغانستان، ومن ثم العمل على منع اندلاع حرب أهلية. وستعمل إيران على تنحية الخلافات مع “طالبان” والتعامل مع خصمها القديم، وستنحي العامل الأيديولجي وستتعامل مع “طالبان” السنية، وستبحث عن فرصة لتوسيع التجارة وإمكانية الوصول إلى الأسواق الأفغانية وآسيا الوسطى، وستكون العلاقة مع “طالبان” أحد أوجه البراغماتية الإيرانية، فضلاً عن استمرار علاقتها بالشيعة الأفغان الذين يمثلون إحدى أذرعها العسكرية في أجندتها الإقليمية. وبعد الانسحاب، سيكون لإيران نفوذ مباشر أكبر في أفغانستان، وستعمل لحماية مصالحها من خلال بناء تحالفات مع القوى الإقليمية، وخصوصاً الصين وروسيا. وفى أحدث رد فعل إيراني، قال الرئيس إبراهيم رئيسي، إن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان يمكن أن تفسح المجال للسلام. ونقل مكتب رئيسي قوله لوزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي، إن الهزيمة العسكرية وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يجب أن يوفرا فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم في ذلك البلد. وبعد سقوط كابول في يد “طالبان”، غرد ظريف “إيران مستعدة لمواصلة جهودها لصنع السلام”. فهدف إيران هو تهدئة الوضع في أفغانستان، وعدم انزلاق الوضع إلى حرب أهلية، إذ يعني ذلك توافد اللاجئين الأفغان إلى إيران، وتهديد الشيعة الأفغان، واستهداف تنظيمات إرهابية مثل “داعش” الأراضى الإيرانية. فإيران تريد رؤية الولايات المتحدة مهزومة، لا سيما في ما يخص فرض الديمقراطية بالقوة العسكرية، وفق ما أعلنت إدارة جورج بوش الابن، وكانت إيران على قائمة الدول المحتمل سقوط نظامها فى أعقاب أحداث سبتمبر (أيلول) 2001. وستعمل إيران على توظيف الرسائل السياسية المرتبطة بالفشل الأميركي والنموذج الذي تقدمه، بل ربما تدفع الأوضاع في العراق إلى مزيد من الفوضى والضغط على واشنطن لرؤيتها تخرج من العراق. إن النخبة الحاكمة في طهران تنظر إلى الوجود الأميركي والعقوبات الاقتصادية كتحديين أمنيين يمكن التغلب عليهما. وستستمر إيران في دفع أدواتها لخلق فرص تسرع الانسحاب الأميركي من العراق والخليج العربي لتحقق طموحها في أن تكون القوة المهيمنة في الشرق الأوسط. تركيا تتبع تركيا سياسة نشطة استعداداً لأفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي. فقد طلبت أنقرة من واشنطن أن تتولى أمن مطار كابول، وربما ستحصل على الموافقة. ولسياسة تركيا النشطة في أفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي تداعيات تمتد تأثيراتها إلى المنطقة العربية. فبشكل عام، تسعى تركيا إلى تعزيز وجودها في حلف “الناتو” من خلال إظهار أنها تعزز الأمن في أفغانستان، وذلك في محاولة لتحسين صورتها ضمن الحلف بعد ما تدهورت بفعل سياستها في ليبيا وسوريا وعلاقتها بروسيا. وتعزيز علاقة أنقرة بكابول يتوافق مع توجهها نحو وسط آسيا وجنوبها، مثل بقية القوى الإقليمية المجاورة لأفغانستان، نظراً لعلاقة تركيا بالجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، وستعمل على تشبيك علاقتها بحركة “طالبان” ذات التوجه الإسلامى. وقد شهدت كل من سوريا وقطاع غزة مظاهر احتفال بسيطرة “طالبان”. أي أن تركيا ستوظف العامل الأيديولوجي والعلاقة مع تنظيم الإخوان المسلمين من أجل الهدف الذي تعلنه تلك الحركات ومعها “طالبان”، وهو الخلافة الإسلامية. وستعمل تركيا على تعزيز علاقتها بـ”طالبان” كممثل لدول العالم الإسلامي. وعلى وقع هذه العلاقة، لن تقتصر علاقة تركيا بـ”طالبان” في التنسيق في منطقة آسيا الوسطى، بل ربما يمتد التعاون إلى دعم تنظيمات موالية لها في كل من سوريا وليبيا. وستعمل تركيا على توظيف قضية اللاجئين الأفغان في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي. فمنذ بداية المواجهات في أفغانستان، بدأ الآلاف من الأفغان الهجرة إلى الغرب، مروراً بإيران وتركيا. من هنا، ستعمل الدول الأوروبية على تمديد اتفاقية اللاجئين مع تركيا لضمان عدم عبور اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي. وبموجب ذلك تتلقى تركيا مساعدات مالية لاستيعاب طالبي اللجوء إلى أوروبا. وقد بدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يتحدث عن قضية اللاجئين. ولدى تركيا مخاوف من تدفق جديد للاجئين إليها، وقد بدأت بناء جدار، وأعلنت أن الحدود الشرقية ستُراقب بواسطة طائرات من دون طيار وأبراج كهربائية وبصرية وكاميرات حرارية ليلية، لكنها ستوظف ورقة اللاجئين في مواجهة أوروبا للضغط من أجل ملفات سوريا وليبيا والحصول على مكاسب مالية مقابل استيعاب مزيد من اللاجئين أو السماح للبعض منهم بالمرور. مجمل الأمر، أن تسارع القوى الإقليمية المجاورة لأفغانستان إلى فتح حوار مع “طالبان”، وربما إلى الاعتراف بحكمها للبلاد حفاظاً على مصالح تلك القوى من جهة ورغبة “طالبان” في الاعتراف بها من جهة أخرى، سيحقق مصالح جميع الأطراف المعنية. فروسيا والصين قادرتان على حماية مصالحهما في وسط آسيا وجنوبها. ولا يهم الحكومة التي تكون في أفغانستان. ومن جهة أخرى، ستلعب بعض الدول، ومنها تركيا، دوراً في توظيف المرجعية الإسلامية لـ”طالبان”، وستجيد إيران كعادتها التعامل مع “طالبان السنية” ما دامت ستحافظ على أمنها القومي. لكن الأهم هو كيف ستتعامل الدول العربية التي عانت من تفجر الصراعات على أسس طائفية وإثنية وعرقية عززتها التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تعمل كمرتزقة داخل دول الصراعات العربية، والتعامل مع فاعل جديد تتشابك رؤيته مع رؤية التيارات الإسلامية التي فشل مشروعها على مدار السنوات العشر الماضية. المزيد عن: أفغانستان\إيران\تركيا\حركة طالبان\روسيا\الصين 11 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل تخلق إيران توازنا عسكريا في إثيوبيا؟ next post ما الذي يجمع بين “طالبان” و”هيئة تحرير الشام” في إدلب؟ You may also like أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 ماذا ينتظر غزة… حكم عسكري إسرائيلي أم لجنة... 23 نوفمبر، 2024 طهران ترد على قرار “الطاقة الذرية” باستخدام “أجهزة... 23 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 11 comments متخصص SEO 20 أغسطس، 2021 - 1:39 ص Superb blog! Do you have any suggestions for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many options out there that I’m totally overwhelmed .. Any ideas? Thank you! http://onlineboxing.net/jforum/user/profile/120764.page Reply 오피가이드 정보 20 أغسطس، 2021 - 1:44 ص If some one needs to be updated with most recent technologies therefore he must be pay a quick visit this site and be up to date daily. Reply web hosting an 28 أغسطس، 2021 - 10:45 ص I do trust all the concepts you’ve offered on your post. They’re very convincing and can definitely work. Nonetheless, the posts are too quick for novices. Could you please extend them a bit from subsequent time? Thanks for the post. Reply j.mp 30 أغسطس، 2021 - 4:56 ص Quality articles or reviews is the secret to invite the users to go to see the web site, that’s what this web page is providing. Reply انواع التسويق الالكتروني 30 أغسطس، 2021 - 6:27 م Spot on with this write-up, I honestly think this amazing site needs a lot more attention. I’ll probably be returning to see more, thanks for the info! https://compass.centralmethodist.edu/ICS/Campus_Life/Campus_Groups/Allied_Health_Bldg__Conference_Room_Schedule/Discussion.jnz?portlet=Forums&screen=PostView&screenType=change&id=7161ad8e-b055-433c-bfbf-4998aba1b976&p=28 Reply mfua_message_937666 30 أغسطس، 2021 - 7:37 م Very energetic post, I loved that bit. Will there be a part 2? https://innovation.cccb.org/web/meganmyers/home/-/blogs/1v0-621-exam-pdf-and-vce-simulator-with-100-real-exam-dumps?_33_advancedSearch=false&_33_keywords=&_33_delta=20&p_r_p_564233524_resetCur=false&_33_andOperator=true&_33_cur=3 Reply تعلم التسويق 30 أغسطس، 2021 - 7:50 م It is not my first time to go to see this web page, i am visiting this site dailly and obtain good facts from here everyday. https://www.synfig.org/issues/thebuggenie/wiki/Category%3AHelp Reply التسويق 30 أغسطس، 2021 - 8:21 م Whats up very cool blog!! Man .. Beautiful .. Amazing .. I will bookmark your site and take the feeds also? I am satisfied to seek out numerous helpful information here in the publish, we need develop extra techniques in this regard, thanks for sharing. . . . . . http://www.ac-grenoble.fr/missiontice38/spip.php?page=forum&id_article=1391&id_forum=3859 Reply p944533 30 أغسطس، 2021 - 10:36 م Can I just say what a relief to uncover a person that genuinely knows what they are discussing on the web. You definitely realize how to bring a problem to light and make it important. More people must check this out and understand this side of your story. I can’t believe you’re not more popular since you certainly possess the gift. http://beastmodegames.com/forum/viewtopic.php?f=2&t=282946&p=944533 Reply and asmr 3 سبتمبر، 2021 - 5:25 ص I’ve been browsing on-line greater than three hours these days, but I by no means found any fascinating article like yours. It is beautiful worth sufficient for me. Personally, if all website owners and bloggers made just right content as you did, the internet will likely be much more helpful than ever before. Reply asmr what 5 سبتمبر، 2021 - 6:58 ص Every weekend i used to pay a quick visit this website, because i want enjoyment, for the reason that this this web site conations really pleasant funny information too. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.