ثقافة و فنونعربي بول كوفمان الزنجي المتمرد أحدث ثورة في الشعر الاميركي by admin 27 يوليو، 2020 written by admin 27 يوليو، 2020 177 ترجمة أولى لأحد رواد جيل “البِيت” الذي واجه العنصرية وانتصر لثقافة السود اندبندنت عربية / عبده وازن اختار الشاعرُ والناقد العراقي محمد مظلوم الوقتَ الملائمَ لتقديم مختاراتٍ من دواوين الشاعر الأميركيّ الزنجيّ أو الأسودِ بوب كوفمان بعنوان “عزلة مكتظة بالوحدة” (دار الجمل)، فأصداءُ مقتل جورج فلويد ما برحت تتردّد في أميركا والعالم، معيدةً إلى الواجهة السجال الثقافيّ حول العنصريةِ وتجلياتها في حقول الأدب والفن والسينما. هذا الشاعر الذي غلبت عليه الطبيعة الزنوجيةُ التي ورثها من أمه المتحدّرة من جزر المارتينيك، عاش حالاً من الاضطهاد لا سيما بعدما تزوج من امرأة بيضاء تدعى إيلين، متحدياً معها سياسة التفرقة العنصريةِ التي كانت في أوجها حينذاك، ومواجهاً تقاليدَ النظامِ الاجتماعيِ. أنها المرة الأولى التي تصدر مختارات بالعربية لهذا الشاعر الذي كان واحداً من أهم شعراء جيل “البيِت” أو “البيتنك”، ولو أنه لم يحظَ بشهرة نجوم هذا الجيل مثل ألن غينسبرغ وويليام بوروز وجاك كيرواك، بل إنها المرة الأولى يتعرف فيها القراء العرب إلى هذا الشاعر عن كثب ويطالعون نماذج من شعره المتفرد. ويشير مظلوم إلى أن الشاعر العراقي سركون بولص كان أول من قدم جيل “البيتنك” وترجم بضعة قصائد ونصوص لرواده، لم يدرجه ضمن الشعراء الذين ترجمهم، لكنه ذكره مرتين في حوارين له، متحدثاً عنه بحماسة قائلاً: “هناك شاعر يعتبر أهم منهم جميعاً هو بوب كوفمان، شاعر زنجي غيّر وجه الشعر الأميركي، وهو شاعر ثوري في المعنى الحقيقي للكلمة، لا سياسياً فقط، بل لغوياً، أي أنه ثوّر اللغة الإنجليزية من طريق تطعيمها بمفردات زنجية ولهجة رجل الشارع”. ثم يتحدث في حوار آخر عن تعرفه إليه، وكيف كان يجالسه “من غير أن ينبس بكلمة، يكتفي بالنظر اليّ فحسب، كأنما يتكلم بالنظر”. المتعدد المرجعيات إلا إن محمد مظلوم يفي هذا الشاعر حقه ويختار له أكثر من مئة قصيدة من دواوينه ضمها ديوانه الشهير، معتنياً بترجمتها ومواجهاً صعوباتها اللغوية والتركيبية التي يواجهها مترجموه عادة ومنهم الفرنسيون جاك فرانسوا، كلود بيليان وماري بيتش الذين ترجموا له ديوانين هما: “عزلات” و”سردين مذهب”. وأرفق مظلوم الترجمة بمقدمتين، الأولى ضافية وشاملة والثانية تدور حول فعل الترجمة وتحدياتها. وفي مستهل المقدمة ينقل مظلوم عن ريموند فاي الذي كتب تقديماً لآخر ديوان أصدره كوفمان “المطر القديم” اعترافه بسعيه إلى لقاء “هذا الشاعر المنعزل والمشرد والغريب الأطوار لما يقارب العامين”، فإذا به يظهر له فجأة في أحد مقاهي سان فرانسيسكو قائلاً له: “أريد ان أبقى مجهولاً”. وأضاف: “لا أعرف كيف تريد أن تتورط مع شخص لا يريد الانخراط في صحبة، ولكنني لا أريد تلك الصحبة، طموحي أن أُنسى تماماً”. لكن هذا الشاعر “المتوحش” الذي يشبّهه الفرنسيون برامبو كتب في قصيدة ضمّها ديوانه “عزلة مكتظة بالوحدة” يقول: “حين أموت لن أبقى ميتاً”. وبين نزعته إلى العزلة والنسيان ويقينه بانبعاث شعره بعد وفاته، يكمن سر هذا الشاعر المتعدد الهويات والأهواء، المتعدد المشارب والجذور، والذي كما يقول مظلوم، “هو المبتكر الأصلي لمصطلح “بيتنك” وقبله كلمة “بيت” بدلالتها الخاصة”. وهذا الرأي الذي يحدد أصل نشوء التيار والمصطلح وانبثاقه لا يزال محط نقاش بين الأميركيين أنفسهم وبينهم وبين بعض الباحثين الأوروبيين. ففي فرنسا مثلاً، التي كانت سباقة في استقبال تيار “البيتنك” وفي ترجمة أعمال رواده وكذلك أعمال كوفمان تناول نقاد ومترجمون هذا التيار من وجهات مختلفة، ومنهم جيرار جورج لو موان الذي وضع أنطولوجيا ضخمة عن شعراء البيتنك” مع دراسة مسهبة. لكن الناقد والمترجم الفرنسي جاك فرانسوا ينحاز إلى موقع كوفمان في هذا الجيل قائلاً:” إن كان من شاعر يستحق صفة “البيت” فهو بوب كوفمان، شاعر سان فرنسيسكو الذي أضحى من غير إرادة منه صورة أسطورية في البانوراما الأدبية لهذه المدينة التي حطّ فيها العام 1956 وانتمى إلى ما يسمى “نهضة سان فرنسيسكو” في زمن هو الأشد غلياناً في تاريخها”. ويعتبره الناقد الأميركي ستيف أبوت “الأستاذ الخفي لجيل البيت”. الديوان المترجم إلى العربية (دار النشر) ولئن بدا كوفمان زنجياً أو أسود فوالده يهودي ألماني، لكن قدره حتم عليه أن يرث جذور أمه الكاثوليكية السوداء التي تنتمي إلى إحدى قبائل المارتينيك. وكانت جدته لأمه التي وصلت إلى أميركا في سفينة تقل “عبيد” أفريقيا، تنتمي إلى طائفة “الفودو” وطقوسها السحرية. وفي مثل الجو العائلي المتعدد كان بوب يصلي الأحد في الكنيسة مع أمه والسبت في الكنيس مع والده. وقيل عنه إنه في طفولته كان يرتدي “لباساً زنجياً مع أزياح يهودية”. ولعل هذا التعدد في الجذور والأعراق والأديان منحه هوية فريدة انعكس في شعره وأمده بـ”مرجعيات من التراث الكريولي والفودو والزنوج وحتى الهنود الحمر”، علاوة على ما علق في ذهنه من مقولات ومشاهد وقصص من التوارة اليهودية والإنجيل المسيحي. تشرد وسجون عاش بوب كوفمان حياة تشرد وصعلكة وعمل في مطلع شبابه بحاراً في الأسطول التجاري الأميركي وطاف العالم والموانئ مرات خلال سنوات تسع، ونجا أربع مرات من حوادث غرق. وانصرف بوب خلال هذه الرحلات الطويلة إلى القراءة في الأدب والفلسفة والتاريخ. ومنحه هذا الإبحار المفتوح على جهات العالم وعياً أممياً وعالمياً هو على نقيض مع الثقافة الأميركية العنصرية. ولما حطّ على الأرض استحال بحاراً يطوف المدن والشوارع، والحانات والسجون، شاعراً بوهيمياً وملعوناً، يدمن الشرب والمخدرات والقراءة والتأمل. وما إن قرّر دراسة الأدب في نيويورك الأربعينيات حتى هجر الجامعة، ولم يلبث أن تعرف إلى ويليام بوروز وألن غينسبرغ وجاك كيرواك رواد جيل “البيتنك” فاقترحوا عليه الانتقال إلى سان فرنسيسكو التي استحالت معقل هذا الجيل، وهنا استطاع بوب أن يفرض نفسه شاعراً متفرداً في لغته الآتية من مضارب أخرى. أصدر له الشاعر فيرلنغتي ثلاثة كراريس شعرية في سلسلة “أضواء المدينة”، ولم يتوانَ عن تأسيس مجلة شعرية مع غينسبرغ اسمها “بياتوتيد”. وفرض نفسه ملهماً أولَ للشعراء السود الشباب الذين وجدوا فيه صوتاً فريداً. نشر بوب مطولات شعرية مهمة ثلاثاً كان لها أثرها وهي “أبوميونيست مانيفستو” و”نيسان الثاني” و”هل يهمس العقل السري؟”، وحملت طابعاً تهكمياً وتهتكياً وغدت من المصادر الراسخة لجيل “البيت”. وكتب فرلينغتي عن “نيسان الثاني” قائلاً: “سيأتي يوم يجري فيه الاعتراف بأن هذا النص هو أحد مصادر التنوير الأساسية التي غيّرت الشعر الأميركي”. في هذا الديوان يربط بوب بين ولادته في هذا الشهر وصلب المسيح وقيامته، ويدين بسخرية سوداء ما خلفته القنبلة الذرية من مآسٍ، عطفاً على ملامح من معاناته خلال وضعه تحت رقابة الأمن الفيديرالي بوصفه مشتبهاً فيه في الانتماء إلى الشيوعية. قاسى كوفمان كما يقول مظلوم، أصعب أحوال العيش في أميركا، بصفته زنجياً متمرداً وشاعراً منبوذاً ورافضاً للقيم الثقاقية الأميركية ومتهماً بالشيوعية في زمن المكارثية. بل كان شاعراً أشد هامشية من شعراء “البيت” وأكثر غربة واغتراباً عن محيطه، لا سيما بعد زواجه من امرأة بيضاء وإنجابه ابناً سماه باركر تيمناً بالموسيقي الكبير في عالم الجاز تشارلز باركر. كان كوفمان بمثابة “الغراب” الأسود في جيل البيت الذي يبدو كأنه يحمل “تاريخاً أبيض” فتم تجاهل دوره ومساهمته الأساسية في نشوء هذا الجيل ونهضته. بدا كأنه “بقعة سوداء” في وسط التاريخ الأبيض، علماً أن الشعراء زملاءه أقرّوا بدوره المهم في جيلهم. ومن أثمان زنوجته أن أعماله اقتصر نشرها في المجلات وبعضها ضمن مختارات من شعر السود المتحدرين من أصول أفريقية. واستبعدت قصائده في الفترة تلك من المختارات الشعرية الخاصة بجيل “البيت” وكاد اسمه يغيب عن السجال الدائر حول هذا الجيل. بل إنه صنف بصفته “شاعر جاز” وهذه صفة ترتبط بالشعراء السود، نظراً إلى أن موسيقى الجاز تنتمي إلى الثقافة الزنجية. ولعل تبنّي كوفمان كما يقول مظلوم موضوع موسيقى الجاز في شعره، نمّ عن رغبته في “تحِّدي الثقافة المهيمنة من خلال كسر الصورة النمطية لهيمنة الثقافة الأميركية البيضاء”. عصي على التصنيف بوب كوفمان شاعرٌ عصيٌّ على التصنيف بحسب المدارس أو بحسب التيارات، فشعره مفتوح على الثورات الشعرية المتتالية بدءاً من حداثة بودلير الذي قرأه جيداً و”رؤيوية” رامبو ثم السوريالية أو بالأحرى سورياليته التي لا تندرج تماماً في سياق بيانات أندريه بروتون بمقدار ما تستقي كما يشير مظلوم، من “سوريالية” الشاعر الإسباني لوركا كما تجلّت في ديوان “شاعر في نيويورك” الذي يعدّ محطة مميزة في مسار لوركا. عطفاً على اقترابه من والت ويتمان وألبير كامو الذي خصّه بقصيدة عنوانها “كامو أريد أن أعرف”. لكنه غالباً شاعر جاز، كما يشير مظلوم، ساخر ومرير، “شاعرٌ سياسيٌّ ذو نبرة يسارية احتجاجية، وشاعر شارعٍ، شاعر قاعٍ، شاعر سجونٍ، وشاعر ليلٍ وتشرُّدٍ ومخدراتٍ”. بوب كوفمان مع زوجته “البيضاء” وإبنه (يوتيوب) يوصف كوفمان بأنه شاعر “شفهي” في ما تحوي هذه الصفة من أبعاد ملتبسة ومتعددة، مثل المنبرية، والارتجال، والبلاغة، واعتماد الأصوات واللهجة العامية ولغة الزنوج، وكذلك البعد الصوتي للكلمات. لكن شعره ينطوي في الوقت نفسه على مضامين عميقة وغريبة هي مزيج صعب من نزعات “شامانية” و”أورفية” ورؤيوية وميتافيزيقية وصوفية، تتآلف مع نزعات نقيضة مثل “البذاءة” و”السوقية” و”التهكم” والهتك، وهذا ما يجعله قريباً من تجربة شاعر فرنسي هو أنطونان أرتو. واجه الشاعر محمد مظلوم في ترجمته قصائد كوفمان العوائق التي تعترض مترجمي هذا الشاعر العصيّ على الترجمة فعلاً، ومنهم مترجموه الفرنسيون على الرغم من القرب بين الإنجليزية والفرنسية. لكنه استطاع أن يطوّع لغة كوفمان ويجسّدها في لغةٍ عربيةٍ ملؤها المتانةَ والسلاسةَ، موجداً في لغة الضاد ما يوازي اللغة الأصل، “الوحشية” والمتفلتةَ من أسر النحو والتركيب المفترض. ووظف خبرته وتمرسّه اللغوي في فعل النقل من لغة إلى لغة بل من حالة لغوية إلى حالة لغوية أخرى. ويقول مظلوم إنه لم يترجمَ نصوصه لغوياً فقط، وإنما ترجم “العوالم الخفيَّة وعلامات اللغة السريَّة الداخلية المستمدَّة من خصوصية تجربته وطبيعة حياته”، هو الشاعر الذي كثيراً ما كتب تحت تأثير المخدرات، مستخدماً بلاغات الهلوسةِ والغيبوبةِ وأجواءَ موسيقى الجاز الارتجالية. كان لا بد للشاعر العراقي محمد مظلوم من أن يقدم هذا الشاعر الزنجي السوريالي والرؤيوي الهدام والصوفي، أحد رواد جيل “البيتنك”، إلى القراء العرب، ولو أن الترجمة تطلبت منه جهداً مضاعفاً ومثابرة وبحثاً في أسرارها. وكان لا بد من المقدمة الضافية والشاملة التي كتبها للديوان، فهي قراءة عميقة، تجمع بين السيرة والنقد والتحليلِ، وتقود القارئ العربيَّ إلى صميم هذه التجربة البارزةِ في مسار الشعرِ الأميركيّ الحديثِ. المزيد عن: شعر اميركي/جيل البيِت/ألن غينسبرغ/العنصرية/الزنوجة/لوركا/رامبو/ترجمة 36 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post اتصال حاسم بين الإيمان والعقل في “فصل المقال” لابن رشد next post كوفيد-19: الأوضاع في كندا بعد ستّة أشهر على ظهور أوّل إصابة You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 36 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 11:04 م You’re so cool! I don’t suppose I’ve read something like this before. So nice to find somebody with some original thoughts on this topic. Really.. thank you for starting this up. This website is something that’s needed on the web, someone with some originality! Reply глаз бога телеграмм 11 أبريل، 2024 - 6:52 ص I think the admin of this website is in fact working hard for his website, as here every data is quality based information. Reply steam cs skins gamble site 2024 8 مايو، 2024 - 9:31 ص This post is priceless. How can I find out more? Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 10:43 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 25 مايو، 2024 - 2:03 ص I was recommended this website by my cousin. I am not sure whether this post is written by him as no one else know such detailed about my problem. You are wonderful! Thanks! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 4:53 ص Highly energetic blog, I enjoyed that a lot. Will there be a part 2? Reply 乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 3:30 ص Hiya very nice website!! Guy .. Beautiful .. Amazing .. I will bookmark your web site and take the feeds also? I am glad to seek out numerous useful information here in the submit, we’d like develop more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . . Reply www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 8:26 ص Great post. Reply hot fiesta slot 13 يونيو، 2024 - 9:38 ص Hi there this is kinda of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding know-how so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 10:18 ص Its like you read my mind! You seem to understand so much approximately this, like you wrote the guide in it or something. I feel that you could do with some % to drive the message house a bit, however other than that, this is magnificent blog. An excellent read. I’ll definitely be back. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 2:13 م Great web site. Lots of useful information here. I’m sending it to some buddies ans also sharing in delicious. And obviously, thank you on your effort! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:04 م My programmer is trying to persuade me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on a variety of websites for about a year and am nervous about switching to another platform. I have heard fantastic things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any kind of help would be really appreciated! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 4:54 ص Hi there are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 7:00 ص This is a very good tip especially to those new to the blogosphere. Short but very accurate information Thanks for sharing this one. A must read article! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:52 م constantly i used to read smaller articles or reviews which also clear their motive, and that is also happening with this post which I am reading at this place. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 12:45 ص Hi, i feel that i saw you visited my weblog so i got here to go back the choose?.I am trying to in finding things to improve my site!I guess its good enough to use some of your concepts!! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 1:31 م Very quickly this web site will be famous among all blogging viewers, due to it’s good articles or reviews Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 2:10 ص Useful info. Fortunate me I found your web site accidentally, and I am surprised why this coincidence did not came about in advance! I bookmarked it. Reply строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 9:55 ص Строительство автомойки – это ответственный процесс, требующий знаний и опыта. Наша команда гарантирует качество и соблюдение всех норм. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 1:20 ص Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:07 م Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами! Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 1:36 م Строительство автомойки — это ответственный процесс. Наша компания гарантирует качество работы на всех этапах строительства. Reply строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 1:22 ص Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 4:03 ص Wow that was strange. I just wrote an very long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyway, just wanted to say wonderful blog! Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 2:58 م Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 11:33 م Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:01 ص Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 4:45 م Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках! Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 1:42 ص Быстрое строительство автомойки – это наша специализация. Мы обеспечиваем высокое качество и готовность к открытию в кратчайшие сроки. Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 10:35 ص Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply sheriff badges 13 أغسطس، 2024 - 9:53 م I appreciate the balanced perspective you provided here. Reply Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 12:24 م I think what you postedwrotethink what you postedtypedsaidbelieve what you postedwrotethink what you postedtypedsaidWhat you postedtypedsaid was very logicala bunch of sense. But, what about this?consider this, what if you were to write a killer headlinetitle?content?typed a catchier title? I ain’t saying your content isn’t good.ain’t saying your content isn’t gooddon’t want to tell you how to run your blog, but what if you added a titleheadlinetitle that grabbed people’s attention?maybe get a person’s attention?want more? I mean %BLOG_TITLE% is a little vanilla. You might peek at Yahoo’s home page and see how they createwrite news headlines to get viewers interested. You might add a video or a related picture or two to get readers interested about what you’ve written. Just my opinion, it could bring your postsblog a little livelier. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 9:11 م If some one needs expert view concerning blogging after that i suggest him/her to pay a visit this webpage, Keep up the nice job. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 3:45 ص Excellent web site you have here.. It’s hard to find quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 3:42 م Thank you for another informative blog. Where else may I am getting that kind of info written in such a perfect approach? I have a venture that I am simply now operating on, and I have been at the glance out for such information. Reply theguardian 29 أغسطس، 2024 - 5:13 ص WOW just what I was searching for. Came here by searching for %keyword% Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.