فيلم "مجهول تماماً" يغوص في فن الستينات (ملف الفيلم) ثقافة و فنون بوب ديلان يفتن جمهور برلين بفيلم “مجهول تماما” by admin 16 فبراير، 2025 written by admin 16 فبراير، 2025 31 الموسيقي والمغني والشاعر سعى إلى أقصى حرية الذات والفن الجديد اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان فيلم “مجهول تماماً” فصل من سيرة المغني والشاعر الأميركي الأسطورة بوب ديلان (83 سنة حالياً)، وهو المغني وكاتب الأغاني الوحيد الذي نال جائزة “نوبل للآداب”. نتابع رحلة صعود فنان استثنائي يتعذر تصنيفه إلى المجد والشهرة وتفاصيل عاطفية وشخصية مرتبطة بهذه الرحلة. مشاهدة فيلم كهذا في مهرجان سينمائي كثيراً ما يميل إلى الأعمال التي تنهل من المشكلات والأزمات كانت أشبه بنسمة هواء منعش تهب علينا. خرجنا من الصالة مع رغبة عارمة في الرقص والغناء، ولو تحت الثلج. الفيلم مرشح لثماني جوائز “أوسكار”، وهو الثاني لمنغولد عن مُغنٍّ شهير، باعتبار أن فيلمه “ووك ذا لاين” كان عن جوني كاش (1932 – 2003)، أسطورة غنائية أخرى تطل في الفيلم الجديد مراراً وبقوة إلى جانب ديلان. بوب ديلان كما يؤدي دوره ببراعة تيموتي شالاميه (ملف الفيلم) وعلى سبيل التذكير فإن المخرج الأميركي تود هاينز الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة التحكيم في المهرجان كان أنجز في عام 2007 فيلماً عن ديلان في عنوان “لست هناك” تضطلع فيه كيت بلانشينت بأحد الوجوه السبعة التي نكتشفها لديلان. عمل منغولد يقارب الشخصية وسيرتها بمزيد من الكلاسيكية، ولكنها مقاربة فعالة، متقنة، تخرج بحصيلة محترمة، وتصل إلى الهدف المنشود من دون لف ودوران. يقف السيناريو على الحد الفاصل بين الاحتفاء بديلان وتعريته. تبدأ الأحداث من نيويورك مع بداية الستينيات على ضوء مشهد موسيقي ينبض بالحياة. فجأةً يبرز موسيقي شاب يدعى بوب ديلان (تيموتي شالاميه) ابن الـ19. يأتي من مينيسوتا، متأبطاً قيثارته وطموحاته الكبيرة. لن يحتاج إلى أكثر من موهبته، صوته وحبه للشعر والتلحين، ليحدث تغييراً في مسار الموسيقى الأميركية التي كانت شديدة المحافظة في تلك الفترة، يهيمن عليها إلفيس براسلي بأغانيه الرومنطيقية البريئة. احتكاكه ببعض رموز الغناء في حي غرينويتش أسهم في صعوده السريع، ليصل إلى الذروة في السنوات القليلة اللاحقة، وصولاً إلى تحوله في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز السنوات الأربع إلى أيقونة الروك. أغنيته الشهيرة “تطاير في الريح” (1962) كرسته، لتصبح رمزاً من رموز المرحلة التي سيواكبها. المخرج الأميركي جيمس منغولد (ملف الفيلم) الأغنية ذات طابع احتجاجي، ينظر إليها اليوم كنداء للتغيير الاجتماعي. يسأل فيها ديلان كم من الوقت يحتاج العالم بعد لتحقيق السلام والمساواة. أسلوبه الشعري التقط روح الستينيات الثائرة، فأصبح نوعاً ما ناطقاً باسم حركة الحقوق المدنية وجهود مناهضة الحرب. لكن، كما مع أي فنان امتلك هذا التأثير الثقافي، لن تقتصر مهمة المخرج على استعراض عظمته، بل ينبش ما خلف السيرة، لأن الحقيقة والحقائق دائماً في أماكن أخرى، ولأن لكل شخص هواجس ونقاط ضعف وأسراراً. ليس الفيلم عن ديلان وحده، ولو أنه أصل الحكاية، إنما يضمن بطولة جماعية لمجموعة من الذين صنعوا الحركة الموسيقية في مطلع الستينيات. روح الفريق هذه مع ما تتخللها من خصومات هي أساس في الفيلم. هذا كله يجري في جو خاص جداً، جو الستينيات التأسيسية يوم كانت الولايات المتحدة تعاني هاجس إعادة اختراع ذاتها، وتشهد دينامية اجتماعية، في ظل تحولات ثقافية عميقة تخرج من رحم حركات الاحتجاج ضد الحرب. جماليات الفيلم (ملف الفيلم) الأغنية هي كل شيء في الفيلم، وهي البطلة المطلقة، إلى درجة أن الأشخاص مهماً عظم شأنهم، يختفون خلفها ويصبحون أدوات لتجسيدها ونقلها. يصور منغولد عالماً، حيث التواصل يجري من خلال الموسيقى، وما أجمله من عالم هذا الذي يشهد على صراعات ومناكفات وخلافات أساسها الفن. هذا كله يوصلنا إلى نصف الساعة الأخير، حين اللحظات الأجمل سينمائياً وموسيقياً: حفلة نيوبورت الشهير التي أقيمت في عام 1965. هذا الفصل من الفيلم في غاية الأهمية لفهم رغبة ديلان في التحرر مبكراً من سطوة اللون الموسيقي الواحد الذي حاصره فيه جمهوره. وكان لا بد من اللجوء إلى العناد والتعنت والإصرار لتحقيق ذلك، إذ إنه يومها واجه بشراسة شديدة الجمهور الذي عبر عن استيائه وخيبته من انتقال ديلان إلى نوع غنائي مختلف، مطالباً إياه بإلقاء الأغاني التي جذبت إليه الشهرة. هذه الحادثة أرادها منغولد خاتمة للفيلم، ليقول من خلالها الكثير عن ارتباط الفن بالحرية، فمحاصرة الفنان نفسه في إطار ما يجيده تعني موتاً محتماً. وهذا ما رفضه ديلان، على رغم الكثير من الضغوط التي مورست عليه، لكونه منذ البداية أن الفن ما هو سوى مغامرة واستكشاف وخروج من حيز الأمان. أساساً، الفيلم مقتبس من كتاب عنوانه “ديلان يتحول إلى الموسيقى الإلكترونية! نيوبورت، سيغر، ديلان، والليلة التي أحدثت شرخاً في الستينيات” لإليجا والد، فهي لحظة ثورية من الصعب الغياب عنها عند الحديث عن هذا الملك من ملوك الغناء! ليس من العدل الحديث عن الفيلم من دون الثناء على أداء تيموتي شالاميه وقدرته على تجسيد شخصية ديلان، من دون أي محاولة تجميل، ومن دون الوقوع في كل ما وقع فيه طاهر رحيم أخيراً وهو يجسد شارل أزنافور. شالاميه لا يقلد ديلان بل يضع فيه من نفسه، بعدما تدرب على الموسيقى في دورات مكثفة لمدة خمس سنوات، مما مكنه من صقل المهارات المطلوبة. الفيلم يدين له بالكثير. نجاح منغولد بدأ منذ لحظة اختياره له. المزيد عن: مهرجان برلينأفلام عالميةالجمهوربوب ديلانالغناءاملوسيقىالشعرجائزة نوبلسيرة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “ادخل”.. في قصة وصول “العمال” البريطاني إلى السلطة next post ملفات اغتيال كينيدي لن تلغي الشك بل ستفجر مفاجأة ثقيلة You may also like محمود الزيباوي يكتب عن: دمية جنائزية من مقبرة... 19 فبراير، 2025 “انعكاس في ألماسة ميتة” يحدث انقلابا في برلين 18 فبراير، 2025 أفضل 27 ممثلا لم ينالوا أي ترشيح لجوائز... 18 فبراير، 2025 ( 100 عام) على ولادة الروبوت في مخيلة... 18 فبراير، 2025 سيرة أميركية جديدة تكشف ألغاز ماري كوري في... 18 فبراير، 2025 دراما جديدة عن موسوليني: “عندما تؤدي الكلمات إلى... 18 فبراير، 2025 حب حسي بين راقص مهاجر وثرية أميركية يثير... 18 فبراير، 2025 فضيحة روسية في الحياة الفنية الفرنسية 18 فبراير، 2025 رحيل هاني السعدي عراب مسلسلات الفانتازيا التاريخية 18 فبراير، 2025 “الرسائل المحترقة” تكشف الوجه الخفي لحياة جين أوستن 18 فبراير، 2025