بواليافر لانتخابات تمنحه تفويضاً واضحاً ليتحدث إلى الأميركيين

راديو كندا الدولي /  RCI

عاد زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر إلى أوتاوا اليوم بعد عطلة أعياد نهاية السنة بطلب مألوف إلى رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو: الدعوة إلى انتخابات ضريبة الكربون.

ولا يبدو أنّ إعلان ترودو اعتزامه الاستقالة من زعامة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة الفدرالية ولا كلام الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب مؤخراً عن استخدام ’’القوة الاقتصادية‘‘ لضمّ كندا إلى الولايات المتحدة قد أثّرا على زعيم حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم. فبالنسبة لبواليافر لم يزل سؤال صندوق الاقتراع هو نفسه، أي إلغاء الضريبة على الكربون، ولم يزل خصمه في الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة هو ترودو.

’’من المثير للسخرية أنّ لدينا رئيساً أميركياً يهدّد بفرض رسوم جمركية على كندا، ولدينا حكومة كندية تهدد بفرض المزيد من الرسوم المدمِّرة على كندا في شكل ضريبة على الكربون‘‘، قال بواليافر في مؤتمر صحفي في العاصمة الفدرالية.

وكان ترامب قد هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.

ولتهدئة مخاوف ترامب أعلنت حكومة ترودو الشهر الماضي عن استثمار إضافي بقيمة 1,3 مليار دولار على مدى ست سنوات لتعزيز مراقبة الحدود وأمنها. والولايات المتحدة هي الجارة البرية الوحيدة لكندا وشريكها التجاري الأول ووجهة ثلاثة أرباع صادراتها.

دونالد ترامب متحدثاً في مؤتمر صحفي عقده في مقرّ إقامته في منتجع مار إيه لاغو في ولاية فلوريدا في 7 كانون الثاني (يناير) 2025.
الصورة: Reuters / Carlos Barria

وأضاف بواليافر أنه من المحتمَل أن يكون ترامب سعيداً برؤية ارتفاع أسعار الكربون على المستهلك الكندي في نيسان (أبريل)، كما هو مقرَّر، لأنه ’’سيكون على الهاتف مع شركات النقل البري لدينا، ومع مصانعنا ومناجمنا، وسيقول: ’خذوا مليارات الدولارات التي تخصكم وتوجهوا 50 كيلومتراً جنوباً (إلى الولايات المتحدة) واخلقوا فرص عمل للأميركيين‘‘‘.

وقال بواليافر إنّ كندا بحاجة إلى رئيس حكومة قادر على أن يوضح للحلفاء الاقتصاديين في الولايات المتحدة أنّ الرسوم الجمركية التي يهددّ ترامب بفرضها على الواردات الكندية ستكون ضارة للشركات الأميركية وأنّ كندا لديها فرص، من ضمنها كميات هائلة من الطاقة الخضراء لتشغيل الذكاء الاصطناعي الذي يتمّ تطويره في وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

لكن عندما سُئل من هم الحلفاء الذين يتحدث معهم في الولايات المتحدة، أجاب: ’’أنا لست رئيس الحكومة‘‘.

وقال بواليافر إنه يطالب بانتخابات لكي يحصل على تفويض واضح من الكنديين ’’لوضع بلدنا في المقام الأول ولشرح القضية للأميركيين‘‘.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو معلناً استقالته من منصبه أمام الصحفيين في 6 كانون الثاني (يناير) 2025 من أمام مقر إقامته الرسمي في ’’ريدو كوتيج‘‘ في أوتاوا.
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick

وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بواليافر إلى الصحفيين منذ أن أعلن ترودو يوم الاثنين أنه يعتزم التنحي من زعامة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة عندما يختار حزبُه خلفاً له.

كما طلب ترودو من حاكمة كندا العامة، ماري سايمون، تأجيل انعقاد البرلمان (prorogation) لغاية 24 آذار (مارس) المقبل، وهي وافقت على طلبه، ما يعني تعليق كافة المناقشات في مجلس العموم لغاية التاريخ المذكور.

ويجب إجراء الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. لكن من المرجّح أن تُجرى هذا الربيع بدلاً من ذلك، فأحزاب المعارضة تعهدت بإسقاط حكومة الأقلية الليبرالية بحجب الثقة عنها ما أن يستأنف البرلمان أعماله.

ويتصدّر حزب المحافظين بقوة نوايا التصويت في استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• كندا تعدّ ردّاً على الرسوم الجمركية التي هدّدها بها ترامب

• ترودو يستقيل من رئاسة الحكومة بعد اختيار خلف ليبرالي له

• ترامب يكرّر الحديث عن ’’الولاية الـ51‘‘ وهذا يزعج الكنديين

• تدابير كندية جديدة لتعزيز سلامة الحدود وتهدئة مخاوف ترامب
• ترامب لخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي لدى الغير حسب فريلاند
• ترامب يعلن رسوماً جمركية على كندا والمكسيك، والمزيد منها على الصين