إيرانيتان تسيران بجوار جدارية مناهضة للولايات المتحدة بجوار السفارة الأميركية السابقة لدى طهران (EPA) بأقلامهم بقاء النظام الإيراني رهن بالتفاوض مع أميركا by admin 9 أبريل، 2025 written by admin 9 أبريل، 2025 18 خيار المفاوضات سيكون مزعجاً لطهران لكنه السبيل الوحيد لتجنب السقوط اندبندنت عربية / كاميليا انتخابي فرد رئيس تحرير اندبندنت فارسية @CameliaFard يُعرف الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية بأنه من أكثر المسؤولين الأميركيين صراحة في الكلام، ويتجنب الدبلوماسية في التصرفات. فترمب نفسه من كشف عن إرسال رسالة إلى مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، في حين أن طهران تسترت على الرسالة، وهو الذي تحدث عن بدء المفاوضات مع طهران، في حين أن الناطق باسم الخارجية الإيرانية ذكر، الإثنين، أن الولايات المتحدة لم ترد على رسالة النظام الإيراني لترمب. قبول النظام الإيراني بخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة ليس مستغرباً، فما صدر عن المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام الماضية بشأن رفض المفاوضات، أتى لغرض الدعاية وللاستهلاك المحلي بين أنصار النظام والقوى المنتمية له. يمر النظام الإيراني بأكثر الأزمات تعقيداً في تاريخه، إذ إن هناك ضغوطاً محلية وإقليمية تزامنت مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، مما يجعل النظام أمام تحديات مصيرية تهدد بقاء النظام الإيراني. الاقتصاد في البلاد يمر بضغوط كبيرة، وتمر القوى المنتمية لإيران إقليمياً بفترة ضعف كبيرة، فالولاية الثانية لترمب جلبت للنظام الإيراني خليطاً من التهديدات المُعلَنة والجادة، وفي خيار خوض المفاوضات. هل بقيت طرق للنظام الإيراني غير المفاوضات؟ يمر النظام الإيراني باقتصاد منهار، ويشهد تضخماً غير مسبوق، ويواجه أزمات في توفير المواد الحيوية مثل المياه والغاز والكهرباء والوقود، وشهدت العملة الوطنية تدهوراً لم تشهده من قبل. ومع بدء سياسة “الضغوط القصوى” من قبل إدارة ترمب، أُغلقت أبواب الوصول إلى الأسواق العالمية أمام إيران، وتدنى مستوى اقتصاد البلاد بشكل ملحوظ. وبالتوازي، يمر البلد بشرخ هيكلي بين المسؤولين المحليين، وتنتشر الاحتجاجات العامة في أرجاء البلاد، وتزداد حدة هذه الاحتجاجات بين شرائح المجتمع، مما يزعزع شرعية وقوة النظام. إقليمياً، أدى سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان حليفاً استراتيجياً للنظام، إلى بدء تضعيف ما تصفه إيران بـ”محور المقاومة”. وتسببت الهجمات الإسرائيلية والأميركية في تراجع القوة الردعية للنظام من خلال المواجهة مع “حماس” والحوثيين في اليمن. وفي مثل هذه الأوضاع، ورغم أن المفاوضات تُعد أمراً مزعجاً لإيران، فإنها لم تجد أمامها خياراً إلا قبول المفاوضات لتجنب السقوط. وفي الطرف الآخر من الطاولة، يتربع ترمب الذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه. وهو الذي أمر بالانسحاب من الاتفاق النووي في الولاية الأولى، وفرض عقوبات كبيرة ضد النظام الإيراني، وتسبب بضغوط غير مسبوقة على المسؤولين الإيرانيين. وفي عودته الثانية إلى البيت الأبيض، عمل ترمب على تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة، فأرسل قطعاً بحرية ومقاتلات من نوع “بي52” و”بي2″، ما يكشف استعداد الولايات المتحدة لخوض المواجهة العسكرية. وفي الوقت نفسه، أرسل رسالة إلى خامنئي يدعوه إلى التفاوض، ليمنح فرصة للدبلوماسية على الطاولة. مفاجأة ترمب في حين كان غالبية المراقبين يتوقعون أن يكون موضوع الهجوم على إيران على رأس محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترمب، فإن الأخير فاجأ الجميع وتحدث عن المحادثات على أعلى مستوى بين إيران وأميركا. لكنه أكد خلال استضافته نتنياهو أنه إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية، فإن إيران ستواجه خطراً كبيراً، لأنهم لا يمكن أن يحصلوا على أسلحة نووية. هذه التصريحات يمكن أن تكشف التنسيق الاستراتيجي خلف الستائر بين إسرائيل وأميركا، من أجل احتواء الخطر الإيراني، وضمان أمن إسرائيل، واحتواء التوتر في المنطقة. قوة ردع يجب القول إن احتمال وقوع حرب كبيرة في الشرق الأوسط يمثل قلقاً كبيراً بالنسبة للاعبين الدوليين. هناك قلق من أن تستهدف الصواريخ الإيرانية مصادر الطاقة العالمية، وترتفع أسعار النفط. لكن القلق من انعدام الأمن في الشرق الأوسط من شأنه إيجاد قوة ردع بالنسبة للأطراف المتنازعة. الوجود العسكري الأميركي الواسع في المنطقة، والضعف الواضح للميليشيات المتحالفة مع إيران، يجعلان واشنطن وحلفاءها في موقع المنتصر في المعادلة الإقليمية. لم يجد المسؤولون في إيران أمامهم طريقاً إلا الليونة، في ظل الاقتصاد المتهالك والموقع الإقليمي المتزلزل، رغم أنه من الممكن أن يلجأوا إلى تضييع الوقت. النظام الإيراني بحاجة إلى التفاوض النظام الإيراني يمر بوضع صعب للغاية، فهو بحاجة إلى التفاوض من أجل البقاء. الأزمة الداخلية تُهدد وجود النظام أكثر من أي تهديد خارجي آخر. المرشد الإيراني قال خلال خطبة صلاة العيد إنه لا يساوره القلق من الهجوم الخارجي، ويعني ذلك أنه يخشى الانهيار الداخلي للنظام من خلال ثورة الشعب. النظام الإيراني بحاجة إلى التفاوض، وسنشهد استمرار الأسلوب الدبلوماسي حتى زيارة ترمب إلى السعودية خلال الشهرين القادمين. يمكن القول إننا سنشهد خلال الشهرين القادمين أحداثاً تاريخية مهمة في المنطقة، وبخاصة في ما يتعلق بمصير الشعب الإيراني. نقلاً عن “اندبندنت فارسية” المزيد عن: الولايات المتحدةإيراندونالد ترمبالنظام الإيرانيوكلاء إيرانعلي خامنئيالاتفاق النووي الإيراني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مايكل شيريدان يكتب عن: ترمب يجعل الصين تبدو رائدة التجارة الحرة next post ما يعني أن تكون على قائمة اغتيالات بوتين You may also like رضوان السيد يكتب عن: الخوف في كل مكان…... 11 أبريل، 2025 دلال البزري تكتب عن: ترامب- نتنياهو إلى أهل... 11 أبريل، 2025 جاك واتلينغ يكتب عن: حرب أوروبا في أوكرانيا 10 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لكنْ ماذا نفعل؟ 10 أبريل، 2025 مايكل شيريدان يكتب عن: ترمب يجعل الصين تبدو... 9 أبريل، 2025 غسان شربل يكتب عن: إما نتنياهو وإما أورتاغوس 7 أبريل، 2025 وليد الحسيني يكتب : لن نتراجع عن الهزائم 6 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: ماذا لو حدث ما... 6 أبريل، 2025 محمد بدر الدين زايد يكتب عن: ما الذي... 5 أبريل، 2025 علي رضا نوري زاده يكتب عن: اليمن من... 5 أبريل، 2025