المؤرخة فيليبا لانغلي إلى جانب مجسم لريتشارد الثالث (غيتي) منوعات بعد 500 عام من الغموض… هل كُشف سر اختفاء أميري برج لندن؟ by admin 1 يونيو، 2025 written by admin 1 يونيو، 2025 23 قد تكون هذه الجريمة من أبرز القضايا الغامضة في التاريخ التي لم تُحل، فمَن هو المسؤول الحقيقي عن مقتل “الأميرين في البرج”؟ اندبندنت عربية / بارني ديفيس @BarneyDavisIND تزعم مؤرخةٌ بريطانية أن لديها دليلاً على أن الأميرين اللذين سُجنا في “برج لندن”، لم يُقتلا على يد عمهما ملك إنجلترا ريتشارد الثالث. وعلى رغم غياب أدلة قاطعة تربط ريتشارد بالجريمة، فإن غالبية المؤرخين يعتقدون أنه قتل ابني أخيه في صيف عام 1483 عقب الوفاة المفاجئة لوالدهما الملك إدوارد الرابع. وكان إدوارد الخامس وشقيقه الأصغر ريتشارد دوق يورك، في سن الثانية عشرة والتاسعة عندما توفي والدهما. وجرى نقل كل منهما على حدة إلى “برج لندن” قبيل تتويج إدوارد الخامس، لكن الأميرين اختفيا من دون أن يتبين لهما أثر. فيليبا لانغلي المؤرخة وكاتبة السيناريو التي كان لها دورٌ أساسي في اكتشاف رفات الملك ريتشارد الثالث في أحد مواقف السيارات في مدينة ليستر، أمضت العقد الماضي من الزمن وهي تحقق في اختفائهما. تعاونت لانغلي مع محققين محترفين في القضايا الغامضة – بعضهم من ذوي الخبرة في مساعدة أجهزة الشرطة في قضايا القتل التي لم تُحل – في مشروع معرفة مصير الأميرين المفقودين. وعلى أثر اكتشاف فيضٍ من الوثائق والرسائل التي لم يسبق أن تم الاطلاع عليها من قبل، تعتقد لانغلي أن هناك أدلةً دامغةً بما يكفي للقول إن الشابين تمكنا من النجاة من “برج لندن“. السردية التقليدية لطالما أشارت إلى أن السير جيمس تيريل، وهو الخادم المخلص لريتشارد الثالث، كان هو من تولى قتل الأميرين، وذلك وفقاً لاعترافٍ انتُزع منه تحت التعذيب قبل أن يُعدم بتهمة الخيانة في عام 1502. إلا أن لانغلي ترى أنه لو كان ريتشارد قد أمر فعلاً بقتلهما، لكان يُفترض أن يعرِض جثتيهما، “وإلا فإنه يكون قد فعل ذلك بلا سبب”، وكان ليُعرّض نفسه للخطر. بعد وفاة الملك ريتشارد في معركة بوسوورث في الثاني والعشرين من أغسطس (آب) عام 1485، أصبح هنري السابع ملكاً على البلاد، لكن السيدة لانغلي تقول إن الأميرين (إدوارد الخامس وشقيقه) عادا إلى الظهور للمطالبة بالعرش. وتضيف: “سعى هنري إلى تشويه سمعة أميري يورك وتصويرهما كمحتالين، وذلك من خلال منحهما اسمين زائفين وإعادة صياغة روايتهما. فأطلق على إدوارد الخامس، الفتى الذي بلغ من العمر عشرة أعوام، اسم ’لامبرت سيمنل‘، وقيل عنه إنه ابن نجار أو خياط أو حلاق أو خباز، أو صانع آلة الأرغن، أو صانع أحذية. أما ريتشارد دوق يورك، فقد سُمي ’بيركين واربك‘، وزُعم أنه ابن بحار فرنسي”. من بين الوثائق التي عثرت عليها لانغلي، رسائل تدعم تمرداً وقع في عام 1487 بقيادة “ابن إدوارد الرابع”، وهو العام نفسه الذي شهد انتفاضة لامبرت سيمنل، التي انتهت بتتويجه ملكاً في إيرلندا. كذلك كشف التحقيق عن إشاراتٍ جديدة إلى فتى قيل إنه “ابن الملك إدوارد”. في ما يتعلق بريتشارد، ظهرت في أوروبا ثلاث وثائق تحمل ختمه الشخصي، إلى جانب رسائل قيل إنه كتبها بنفسه إلى جيمس الرابع ملك اسكتلندا، وحتى وثيقة صادرة عن البابا. وظهرت أيضاً سيرة ذاتية لحياته كأمير متخف، إلا أن هوية مؤلفها ظلت غير معروفة. “الأميران في البرج”: إدوارد الخامس (1470 – 1483) وريتشارد دوق يورك (1473- 1483) (الصورة بإذن من Scailyna وفق رخصة المشاع الإبداعي) على رغم أن سيمينل وواربك اعترفا في نهاية المطاف بأنهما منتحلا صفة، تؤكد السيدة فيليبا لانغلي وفريقها البحثي أن تلك الاعترافات كانت زائفة، وأنها انتُزعت منهما تحت الضغط من جانب هنري السابع، بهدف تشويه سمعة المطالبَين بالعرش. وعندما سألتها صحيفة “ذا تايمز” عما إذا كانت النتائج التي توصلت إليها يمكن اعتبارها دليلاً حاسماً، أجابت: “لو كنا قد قدمنا هذا الكم من الأدلة في كتابٍ يزعم أن ريتشارد الثالث هو مَن قتل الأميرين في البرج، فهل كُنتَ ستطرح علي هذا السؤال؟ وتضيف: “أعتقد أن مسؤولية تقديم الدليل باتت تقع الآن على عاتق الذين يدعون أن ريتشارد الثالث هو مَن قتل الأميرين في ’برج لندن‘”. تجدر الإشارة إلى أن رفات الأميرين كان قد عُثر عليها رسمياً في عام 1674، وذلك عندما اكتشف عمالٌ في البرج صندوقاً خشبياً يحتوي على هيكلين عظميين. وبعد أربعة أعوام، وُضعت العظام في جرة، ودُفنت في دير “وستمينستر آبي”، بناءً على أمرٍ من الملك تشارلز الثاني. المشتبه فيهم ريتشارد الثالث رافق المشتبه فيه الرئيس في قتل الأميرين، الأمير إدوارد الخامس شخصياً إلى “برج لندن”، حيث شوهد لآخر مرة. الدافع – شعور (ريتشارد الثالث) بعدم الأمان على عرشه بسبب الطريقة التي حصل بها على التاج. فقد حدثت أعمال تمرد قام بها يوركيون موالون لإدوارد الرابع، حتى قبل أن يُثبت البرلمان رسمياً لقبه وتوليه العرش في يناير (كانون الثاني) عام 1484. الدليل: ظرفي. فالسيدة لانغلي تعتبر أنه لو كان ريتشارد الثالث قد أمر بقتل الأميرين، لكان من مصلحته أن يعرض جثتيهما على الملأ، لردع مدعي الحق في تولي العرش عن المطالبة به في المستقبل. هنري السابع (هنري تيودور) كان هنري منافس ريتشارد الثالث، وقد هزم قواته في معركة بوسوورث. الدافع – قام هنري بعد توليه العرش، بإعدام عددٍ من منافسيه على العرش. الدليل – كان هنري تيودور خارج البلاد عندما اختفى الأميران، ما يعني أنه لم يكن بإمكانه قتلهما إلا بعد اعتلائه العرش. ويعتبر المؤرخون هذه النظرية هي البديل الوحيد المعقول على أن ريتشارد الثالث هو القاتل. هنري ستافورد دوق باكنغهام الثاني، أحد من صنعوا ريتشارد الثالث وأسهموا لاحقاً في سقوطه. الدافع – كان له نسب يُتيح له المطالبة بالعرش عبر عائلة بوفورت House of Beaufort. الدليل – مخطوطة وُجدت في أوائل الثمانينيات في أرشيف “كلية الشعارات النبيلة” College of Arms تشير إلى أن الأميرين قُتلا بـ”مشورة” أو “مكيدة” دوق باكنغهام. ولا يزال الخلاف قائماً حول ما إذا كانت الكلمة الأصلية vise تعني “مشورة adviceأم “مؤامرة” devise. السير جيمس تيريل فارس إنجليزي وخادم مخلص لريتشارد الثالث. الدافع – كان يتصرف بأوامر من ملكه. الدليل – وفقاً لكتاب “تاريخ الملك ريتشارد الثالث” The History of King Richard III للسير توماس مور، فقد اعترف تحت التعذيب بقتل الأميرين قبل إعدامه بتهمة الخيانة في عام 1502. ومع ذلك، لم يُعثر على أي سجلٍ أصلي يحتوي على هذا الاعتراف. وفي وقتٍ لاحق، صور ويليام شكسبير تيريل على أنه هو القاتل، في مسرحيته “ريتشارد الثالث” Richard III. © The Independent المزيد عن: الملك هنري الثامنبرج لندنريتشارد الثالثالملك إدوارد الرابعبريطانياالأميرين المفقودينهنري السابعتاريخ إنجلترا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حروب الروبوتات المقبلة… البشر مجرد ضحايا next post هؤلاء مشاهير مجدوا هتلر فهل للشر رواية أخرى؟ You may also like هؤلاء مشاهير مجدوا هتلر فهل للشر رواية أخرى؟ 1 يونيو، 2025 الوحدة… الوجه الخفي للصمت القسري أو الاختياري 30 مايو، 2025 ماخور سيبراني وصديقات حميمات من الذكاء الاصطناعي 30 مايو، 2025 بدء تطبيق “قواعد جديدة” لتسمية المواليد في اليابان 28 مايو، 2025 الـ”بريك دانس” يهز مدارس المغرب قبولا ورفضا 27 مايو، 2025 شيفرة المعبد المصري القديم… هل يفكها الذكاء الاصطناعي؟ 27 مايو، 2025 هل منح الجمهور صك الغفران لفضل شاكر بعد... 24 مايو، 2025 الحب من النظرة الأولى: قصة ترمب مع الطائرة... 23 مايو، 2025 من تحديد النسل إلى تشجيع الإنجاب… تونس أمام... 23 مايو، 2025 ديانا… سلعة لا نتوقف عن استهلاكها 18 مايو، 2025