ثقافة و فنونعربي بعد ركود دام شهوراً… عودة الحياة الفنية والأدبية إلى الخرطوم by admin 23 يناير، 2020 written by admin 23 يناير، 2020 17 موسيقى وغناء وطباعة روايات ممنوعة… وبيت العود يفتح أبوابه للمواهب اندبندنت عربية / إسراء الشاهر طوال العام الماضي، الذي شهد احتجاجات أدت إلى سقوط نظام استمر 30 عاماً، توقفت الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية التي اشتهرت بها العاصمة السودانية الخرطوم، حيث مارس عمر البشير في فترة حكمه أساليب قمع لكل النشاطات التي كان يرى أنها تنشر الوعي وتهدد نظامه القائم على التعتيم. قبل سقوط النظام كان هناك نموذج مصغر داخل ميدان الاعتصام يعكس المظاهر الأدبية والثقافية والفنية، حيث أُقيمت الندوات ورُسمت الجدران بجداريات داخل حدود الاعتصام وخارجها. هذا النشاط الواضح حمّس المهتمين بإرجاع الحياة الثقافية والفنية بقوة بعد سقوط النظام وتشكيل الحكومة الانتقالية التي لم تعارض النشاطات بجميع أشكالها. حفلات غنائية نظّم مهتمون العديد من الحفلات الغنائية، كان أغلبها إحياءً لذكرى الثورة السودانية، حيث جرى ترديد أغنيات الثورة والأغاني الوطنية، وعاد فنانون كُثر، هاجروا من السودان لزمن طويل، إلى المشاركة في حفلات رأس السنة، منهم الفنانة جواهر وهاجر كباشي وآمال النور، مع عودة متوقعة للفنان عبد الكريم الكابلي في 28 يناير (كانون الثاني) الحالي، الذي يعد من أهم الفنانين السودانيين حيث رفد المكتبة الغنائية السودانية بأهم الأغنيات التي تداولتها الأجيال. مقاهٍ ثقافية وافتتح المهتمون بالشأن الثقافي عدة مقاهٍ ثقافية، يُستضاف فيها أهم الكُتـّـاب وتُقام فعاليات أدبية وفنية، حيث جرى افتتاح مقهى “رَتينة” واستضاف الفنانة آمال النور في جلسة غنائية وطنية وسط حضور كثيف من قِبِل المثقفين والمهتمين، وكانت أول فعالية برفقة الكاتبة ميسون النجومي مع فاصل موسيقي على آلتي الجيتار والكمان. أما “بوكتينو” فهو مقهى ومكتبة تقام فيه نشاطات متعددة، حيث استضاف في الشهر الماضي الكُتّاب حمور زيادة ومهند الدابي وحجي جابر، وتُعقد ندوات وأوراق عمل في علم الاجتماع والفلسفة وورش رسم للأطفال. ويقول أحمد بدر، المسؤول عن المقهى لـ”اندبندنت عربية” إن “وجود مقاهٍ مختصة بالثقافة يسهم بصورة جيدة في دفع الحركة الثقافية في السودان إلى الأمام”. أما في معرض الكتاب السابق فشهدت الخرطوم حريات في النشر والتوزيع، حيث لم يتم مصادرة الكتب التي كانت تصادر طوال الأعوام السابقة، ما أتاح للعديد من الكتاب الذين مُنعوا من ممارسة أنشطتم فرصة التواجد داخل السودان والتوقيع على كتبهم. وللمرة الأولى طُبعت رواية “حوش بنات ود العمدة” للكاتبة سناء جعفر والتي كانت من الروايات الممنوعة من التداول داخل السودان في فترة حكم البشير، حيث تعرض الرواية جانباً من المشكلات الاجتماعية في البلد الأفريقي كالعنصرية والفشل والعلاقات الزوجية والأسرية وبعض المسكوت عنه، بالإضافة إلى رواج روايات عبد العزيز بركة ساكن، التي كانت تُصادر سنوياً من المعرض. وأتاحت الحريات الثقافية لكتّاب كُثر التواجد في السودان بعد غياب طويل، منهم حمور زيادة، فيما استقطب هذا المناخ الصحي العديد من الروائيين والشعراء العرب. بيوت ثقافية وفنية وأسهم “بيت الشعر” في خلق ترابط بين الشعراء في السودان، وفتح الباب للمواهب الجديدة عبر المنتديات التي ينظمها أسبوعياً وكذلك المهرجانات التي تُقام، ولم تقتصر الفعاليات داخل الخرطوم فقط، بل شملت زيارات إلى أماكن مختلفة، منها منطقة “كُترانج”، بالإضافة إلى احتفاله باليوم العالمي للغة العربية بحضور وزيرة التربية والتعليم انتصار صغيرون، والاحتفال بيوم الكاتب الأفريقي، ومهرجان الخرطوم للشعر العربي، بحضور شعراء عرب من كل أنحاء العالم. بيت العود وافتُتح “بيت العود” الجمعة الماضي، في أمسية ضمت عازفي عود وفعاليات متعددة في خطوة لدعم الفن السوداني. ومن أهداف المركز تدريب الموسيقيين السودانيين وتطويرهم حتى ينافسوا في المسارح العالمية. بينما انطلق اليوم “مهرجان السودان للسينما المستقلة” في دورته السادسة، ويستمر لمدة أسبوع بمشاركة خبراء وفنانين وسينمائيين من الداخل والخارج، في وقت حقق السودان حقق نجاحات كبيرة في السينما العالمية بعد فوز عدة أفلام بجوائز عالمية، أبرزها فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج أمجد أبو العلا. وفي الوقت ذاته انطلق اليوم معرض الخرطوم الدولي الذي يضم فعاليات مختلفة. الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي يشهدها السودان حالياً في مجالات الأدب والفن والنشاطات الثقافية عموماً، والحضور الكثيف في كل المحافل، يؤكد أن الشعب السوداني محب ومتذوق للفنون بمختلف أشكالها. المزيد عن: السودان/الخرطوم/الثقافة السودانية/الأغاني السودانية/السينما السودانية 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الرسالة السابعة” لأفلاطون: سيرة ذاتية؟ next post رواية “وحش وسديم” تستحضر فظائع النازيين في مدينة بولندية You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 1 comment law enforcement badges 5 أغسطس، 2024 - 2:37 م I enjoyed reading this. It’s clear and well-written. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.