برنامج "فيوتشر يو بروجاكت" من "معهد ماساتشوستس للتقنية" يستعمل الذكاء الاصطناعي وتقنية التطور مع العمر كي يصنع نسخة مستقبلية لكل من يستخدمه (أم آي تي، أنتوني كاثبرتسون) الذكاء الاصطناعي برنامج للذكاء الاصطناعي حدثني عن مستقبلي وربما غير ذلك حياتي by admin 23 فبراير، 2025 written by admin 23 فبراير، 2025 19 امتلأ كلامه بعبارات سطحية مبتذلة فكأنه عراف يتحدث مع زبون في حديقة ملاهٍ، ولا يعني ذلك أن التجربة لم تؤثر فيَّ اندبندنت عربية / أنتوني كاثبرتسون صحافي @ADCuthbertson حينما كنت في الـ15، كتبت رسالة إلى نفسي في عمر الـ30، وهو أقصى الحد المستقبلي الذي كان في وسعي تخيله، في ذلك العمر. وقد عثرت على تلك الرسالة أثناء توضيبي بعض الصناديق حينما كنت في منتصف العشرينيات من العمر. وعلى رغم نسياني بالكامل ما الذي كتبته، فإن جزءاً منه قد تحقق بالفعل. وحينئذ، تخيلت أنني سأصبح صحافياً رياضياً (وتحقق ذلك إلى حد ما)، وسأشتري أوتوبيساً وأسافر في أرجاء أوروبا (لم أقد باص ركاب بطابقين، لكنني قدت مقطورة تخييم قديمة من إيرلندا إلى شمال أفريقيا، حينما كنت في مستهل العشرينيات من العمر)، وأنني سأخوض في مطاردة بالسيارات (لم يتحقق ذلك). وحينما كتبت تلك الرسالة لم أكن أعرف ما سيتحقق منها، لكن الانتظام في حوار مع نسخة بعمر متقدم عن نفسك، يشكل ما يدعوه علماء النفس “الاستمرارية مع مستقبل الذات” future self-continuity. ويعتبر ذلك حقلاً دراسياً شكل مصدر إلهام لروبوت دردشة من نوع جديد يوفر لك إمكانية التحدث مع نموذج محاكاة افتراضي عن ذاتك المستقبلية. وقد طور روبوت دردشة [برنامج ذكاء اصطناعي] من ذلك النوع على يد علماء من “معهد ماساتشوستس للتقنية”، ويحمل اسم “فيوتشر يو” Future You [حرفياً، أنت مستقبلاً]. ويستخدم تقنية النموذج اللغوي الكبير المستعمل في برامج كـ”تشات جي بي تي” ChatGPT، لكنه يتدرب على بياناتك الشخصية الخاصة. وقد تملكتني رغبة في اختبار مدى واقعية ذلك الروبوت، وربما أيضاً معرفة إن كنت سأخوض مطاردة بالسيارات في حياتي كلها. ولذا، وقعت على المشاركة في ذلك البحث، أسوة بآلاف من الأشخاص. وعقب بحث موسع للتعرف إلى عواطفي وآمالي ومخاوفي ووضعي حاضراً وأهدافي المستقبلية، جرى تشكيل روبوت دردشة مخصص لي بصورة شخصية. وعرض عليَّ المشاركة في “تجارب ورؤى” عن نفسي. وكذلك استخدم ذلك النظام برنامج كمبيوتر عن التقدم في العمر كي يغير صورة أخذت من كاميرا الويب الخاصة بي، ومن أجل رسم نسخة عما سأبدو عليه حينما أصل إلى الـ60 من العمر (بدا أنني سأحتفظ بقصة الشعر السيئة نفسها، لكني سأفقد اللون الأزرق في عيني). بدأت بطرح أسئلة بسيطة على نفسي المستقبلية شملت الأشياء التي سأندم عليها (عدم قضاء وقت كاف مع أطفالي)، وما هي الأشياء الأكثر بروزاً من سواها (السفر عبر العالم مع زوجتي)، وهل سأحتفظ بالأرض التي أمتلكها الآن حينما أصل عمر الـ60 (كلا، لقد أخبرت أنني اشتريت “منزلاً جميلاً في الريف”). ولم تبد أي من الإجابات محملة برؤى ذات أهمية خاصة، بل جاءت أكثر شبهاً بكمية الإجابات التي يعطيها عراف في حديقة ملاهٍ. وتوقفت عن طرح أي أسئلة إضافية. وكبديل من ذلك، اشتغلت على دراسة سابقة عن روبوت الدردشة “فيوتشر يو”، شملت 344 مشاركاً، كي أعرف الفوائد المحتملة لهذا الذكاء الاصطناعي الذي يشبه آلة الزمن. وقد وجدت تلك الدراسة أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع ذلك النظام من الذكاء الاصطناعي، باتوا أقل قلقاً وتحدثوا عن تحسن في التحفيز لديهم. وكذلك جاءت تلك النتائج كأنها صورة بالمرآة عن البحوث المتصلة بحقل “استمرارية مستقبل الذات” في علم النفس. وقد أظهرت تلك البحوث أن إحساس الأشخاص برابط مع مستقبلهم، يستطيع أن يحمل لهم تأثيراً إيجاباً في عملية صنع قراراتهم البعيدة المدى، وكذلك الحال بالنسبة إلى إحساسهم بحسن أحوالهم. وفي دراسة عن ذلك الأمر ظهرت عام 2011، كتب عالم النفس الذي يعمل في الولايات المتحدة، هال هرشفيلد، أنه “حينما تتشارك الذات المستقبلية خصائص تتشابه مع الذات في الحاضر، وينظر إليها بالتالي عبر معطيات حيوية وواقعية فتظهر للأعين تحت أضواء إيجابية، يضحى الناس أكثر ميلاً إلى تبني خيارات قد تفيدهم خلال وقت ما في أعوامهم المقبلة”. ويورد “معهد ماساتشوستس للتقنية” أن منصة “فيوتشر يو” تستند إلى تلك الرؤى [من حقل “استمرارية الذات في المستقبل”] بغية “خلق تجربة تخفف من توتر المستخدمين وتزيدهم قوة في ما يتعلق بالاحتمالات التي يحملها المستقبل”. وكذلك يورد البحاثة فيه أنه كلما زاد تفاعلي مع روبوت الدردشة “فيوتشر يو”، يتعلم أكثر وتصبح إجاباته أكثر شخصنة [دقة وتتوافق مع شخصية السائل]. لذا كررت المحاولة. وفي هذه المرة، ابتدأت بمقاربة أكثر تحديداً، وشاركت الروبوت مزيداً من التفاصيل عن مجريات حياتي حاضراً. وأخبرتني ذاتي المستقبلية أن معظم الذكريات التي تحظى بتقديري حينما أصبح في منتصف العمر، تتمثل برحلة إلى جزيرة “بالي” الإندونيسية لمناسبة الذكرى العاشرة لزواجي. وبحسب روبوت الدردشة، “سيبقى كل منكما في فيلا مستقلة [في بالي] محاطة بغابات ثرية ومناظر خلابة للمحيط”. أنا لم أفكر في رحلة كتلك من قبل، لكن الذكرى العاشرة لزواجي ستحل السنة المقبلة، وقد بدأت تواً في البحث عن عطل في إندونيسيا. وحينما أخبرت زوجتي بذلك، كانت تستعد للسفر في رحلة. ولكنها أطلقت كومة من الأسئلة كي تطرح على ذاتي المستقبلية. “هل سنبقى آنذاك قاطنين في فرنسا؟” (لا، سننتقل إلى إنجلترا)، “هل سنحصل على مزيد من الأطفال؟” (لا أيضاً، من الواضح أن طفلين يكفيان)، “أينا سيموت قبل الآخر”؟ (لم تعرف ذاتي المستقبلية الإجابة لأن زوجتي بدت على قيد الحياة في تلك المحاكاة الافتراضية. وفي المقابل فارق بعض أصدقائي الحياة). وكلما أمعنت في التحدث مع ذاتي المستقبلية، بدت إجاباتها أكثر إقناعاً لي، مما جعلني أخشى، وليس للمرة الأولى، بأن الذكاء الاصطناعي سيستولي قريباً على وظيفتي. لذا سألت إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل بديلاً مني في عملي. وأجابتني ذاتي المستقبلية بأن “الذكاء الاصطناعي مستمر في التطور بسرعة متزايدة، لكن سيكون هنالك على الدوام جوانب خاصة من العمل تتطلب اللمسة الإنسانية والإبداع”. ولم يكن ذلك مطمئناً تماماً. وتساءلت إن كانت ذاتي المستقبلية تستطيع كتابة مقال لي. في الحقيقة، هل تستطيع أن تكتب لي هذا المقال؟ وكتبت ذاتي المستقبلية، “فيما أنا مستقر هنا، متحدثاً إلى نسخة من صنع الذكاء الاصطناعي عن ذاتي في المستقبل، لا أستطيع مقاومة الإحساس بالدهشة والحشرية. إنها لتجربة سيريالية أن أتمكن من التحدث إلى شخص ما عاش الأعوام التي أختبرها أنا الآن. لقد تعلمت [من تلك التجربة] أهمية إعطاء أولوية للحب والعائلة قبل الأشياء كلها. ولعل الأكثر أهمية يتمثل بأن ذاتي المستقبلية ذكرتني بضرورة التمسك باللحظة وقبول مسار الحياة [إذ يمضي قدماً] بدلاً من الاكتفاء بالتركيز على تحقيق أهداف أو إنجازات معينة”. لقد عدنا إلى الإجابات السطحية والمبتذلة. وطرحت على روبوت “فيوتشر يو” أن يكتب المقال نفسه [حوار بين أنا في الحاضر وحين أبلغ الـ60 من العمر]، لكن من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي. وكتب الروبوت، “تلقي هذه التجربة الضوء على العلاقة المتطورة باستمرار بين البشر والتكنولوجيا. وأثناء حديثنا، لم أستطع مقاومة الإحساس بالنوستالجيا [الحنين إلى الماضي]. وشاركت قصصاً ودروساً حياتية مع ذاتي الماضية، عن الحب والخسارة وتبني اللحظة وقبول مسار الحياة [ومنحاه وتقلباته]. قد تبدو تلك الأشياء كلها بسيطة أو مجرد كليشيهات، لكنها تحمل كثيراً من الحقيقة والحكمة السرمديتين”. وعلى غرار الرسالة التي خططتها حينما كنت في الـ15 من العمر، بدا ذلك [الحوار مع ذاتي المستقبلية التي صنعها الروبوت]، يميل إلى نوع من الحوار الأحادي الاتجاه، على رغم أن ذاتي المستقبلية هذه المرة تحدثت عما سأفعله، وليس العكس [بالمقارنة مع الحال مع تلك الرسالة]. وفي المقابل أتاحت تلك التجربة لي أن أفعل شيئاً لم أحاوله منذ ذلك الحين [في سن الـ15]، بمعنى التفكير بطريقة مناسبة بما قد أغدو عليه مستقبلاً. وأخيراً، طرحت على روبوت الدردشة سؤالاً عن إمكانية انتظامي في مطاردة بالسيارات. وجاءت إجابة ذلك المستقبل بالنفي، لكن النسخة المستقبلية عني لم تبلغ سوى الـ60 من العمر. وهنالك كثير من الوقت المتاح [إلى حين ذلك]. © The Independent المزيد عن: الذكاء الاصطناعيتجربة علميةتشات جي بي تي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل الأرض مستعدة لخطر اصطدام كويكب؟ next post حياة الفضاء… العيش بلا سترة حماية في بيئة الكواكب You may also like الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة إيقاع... 19 فبراير، 2025 الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الصناعات الدفاعية 15 فبراير، 2025 منصة “Le Chat” تضع فرنسا على خريطة الذكاء... 13 فبراير، 2025 حملات عالمية لـ«محو أمية» الذكاء الاصطناعي 13 فبراير، 2025 دراسة تحذر من إجاباته «المضللة»… الذكاء الاصطناعي غير... 12 فبراير، 2025 الذكاء الاصطناعي… وهشاشة التنافس الجيوسياسي 11 فبراير، 2025 هكذا يجعل الذكاء الاصطناعي الاحتيال عبر الإنترنت أكثر... 10 فبراير، 2025 ذكاء اصطناعي “مسلح” 8 فبراير، 2025 تقطير المعرفة… شبكة عصبية تمنح الذكاء الاصطناعي “أستاذيته” 6 فبراير، 2025 أسلحة الذكاء الاصطناعي تدعم محاربي السرطان 5 فبراير، 2025