برنامج تجريبي للطلاب الأجانب في المجتمعات الفرنكوفونية الأقلوية

راديو كندا الدولي / RCI

أعلن وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي مارك ميلر عن إطلاق مشروع تجريبي للسماح لطلاب أجانب الناطقين بالفرنسية بالحصول على الإقامة الدائمة بسرعة أكبر، وذلك استجابةً لـ’’تحديات في الاندماج‘‘ يواجهها القادمون الجدد الفرنكوفونيون إلى كندا.

والهدف من المشروع التجريبي هو السماح لما يصل إلى 2300 طالب أجنبي مسجلين في مؤسسات تعليم ما بعد ثانوي تدرّس بالفرنسية من الانتقال مباشرة من وضع الإقامة المؤقتة إلى الإقامة الدائمة في مجتمعات فرنكوفونية أقلوية بمجرد حصولهم على شهاداتهم.

وأعلن ميلّر عن هذا المشروع التجريبي أمس من جامعة سانت آن في بلدة بوانت دو ليغليز (تشيرش بوينت) في نوفا سكوشا، وهي الجامعة الوحيدة التي تدرّس بالفرنسية في هذه المقاطعة الأطلسية.

وأوضح وزير الهجرة الفدرالي أنه بفضل مهاراتهم في اللغة الفرنسية وتعليمهم الكندي، سيتمكن هؤلاء الخريجون من المساهمة في سوق العمل وإثراء مجتمعات الأقليات الفرنكوفونية في كافة أنحاء كندا.

’’بالطبع هم أشخاص يتحدثون الفرنسية بطلاقة، ويَدرسون في مؤسساتٍ فرنكوفونية لما بعد المرحلة الثانوية، وسيكونون قد حصلوا على سنتين أو ثلاث أو حتى أربع سنوات من بداية الاندماج (عند تخرجهم)‘‘.

جامعة سانت آن في بلدة بوانت دو ليغليز (تشيرش بوينت) في نوفا سكوشا (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Jonathan Villeneuve

وأعلن ميلّر عن إنشاء 10 مجتمعات ’’ترحيبية‘‘ جديدة ناطقة بالفرنسية. وتضاف هذه المجتمعات إلى 14 مجتمعاً فرنكوفونياً قائماً في مناطق يشكل فيها الناطقون بالفرنسية أقلية.

وتمّ اختيار هذه المجتمعات على أساس قدرتها على الترحيب بالقادمين الجدد الناطقين بالفرنسية واستيعابهم.

وستخصّص الحكومة الفدرالية لهذه المجتمعات مبلغ 11 مليون دولار تقريباً لدعم برامجها الترحيبية، كما أوضح وزير الهجرة.

ويقع نحوٌ من نصف هذه المجتمعات الجديدة في مقاطعتيْ نوفا سكوشا ونوفو/نيو برونزويك الأطلسيتيْن.

ويعتقد الوزير ميلّر أنّ هذا المشروع التجريبي سيساعد الحكومة الفدرالية في بلوغ هدفها السنوي للهجرة الفرنكوفونية إلى المجتمعات الفرنكوفونية الأقلوية.

إنه واجب ليس سهلاً (الوفاء به). يمكنني القول إنّ الحكومة الفدرالية فشلت في القيام بهذا الواجب لفترة طويلة جداً. وبصعوبة فائقة تمكّنّا من بلوغ هدف 4,4% العام الماضي. لكن هذا ليس كافياً.نقلا عن مارك ميلّر، وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي

لقطة من احتفالات الأكاديين بعيدهم الوطني اليوم في مدينة بوكتوش في مقاطعة نوفو/نيو برونزويك.
الصورة: Radio-Canada / Myriam Breau

يُشار إلى أنّ الهدف الفدرالي للمهاجرين الناطقين بالفرنسية خارج كيبيك، المقاطعة الوحيدة ذات الغالبية الفرنكوفونية، هو الآن 6% من العدد الإجمالي للمهاجرين، ومن المقرّر أن يبلغ 8% في غضون عاميْن.

لكن، بعيداً عن الأهداف، شدّد وزير الهجرة الكندي بشكل خاص على الحاجة إلى دمج أفضل للقادمين الجدد الفرنكوفونيين في مجتمعات فرنكوفونية أقلوية لتجنّب انقيادهم نحو استخدام اللغة الإنكليزية.

’’عملية الاستيعاب حقيقية‘‘، قال الوزير ميلّر، قاصداً تحوّل الفرنكوفونيين في مجتمعات أقلوية إلى استخدام الإنكليزية.

وكلام الوزير ميلّر أمس في جامعة سانت آن جاء على هامش المؤتمر الأكادي العالمي المنعقد في جنوب غرب نوفا سكوشا.

واعتباراً من العام الحالي أصبح شهر آب (أغسطس) بصورة رسمية شهر التراث الأكادي في نوفا سكوشا.

كما أنّ اليوم يصادف بصورة رسمية العيد الوطني للأكاديين في مقاطعات كندا الأطلسية الأربع.

والأكاديون (les Acadiens) ناطقون بالفرنسية، كاثوليكيون في غالبيتهم العظمى، وينحدرون من الفرنسيين الذين استوطنوا منطقة أكاديا في شرق كندا الحالية ابتداءً من القرن السابع عشر. وعام 1755 أجبرت بريطانيا نحو 12 ألفاً منهم، أي غالبيتهم الساحقة، على الرحيل عن ديارهم بسبب رفضهم أداء يمين الولاء للتاج البريطاني. فقصدوا ولايات الشرق الأميركي التي كانت مستعمرات بريطانية آنذاك، كما نقلت البواخر عدداً منهم إلى فرنسا. وعام 1763، عندما وقّعت بريطانيا وفرنسا معاهدة باريس، سلك قسم منهم طريق العودة إلى الشرق الكندي.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)