عرب وعالم اليابان فرضت العقم القسري على آلاف الأطفال بعد الحرب by admin 30 يونيو، 2023 written by admin 30 يونيو، 2023 66 شمل التشريع القمعي 16 ألف قاصر من أصل 25 ألف شخص أخضعوا له اندبندنت عربية \ ناميتا سينغ في اليابان، كشف تقرير برلماني أن أطفالاً في سن التاسعة اندرجوا ضمن 25 ألف شخص خضعوا قسراً لعمليات تعقيم جعلتهم غير قادرين على الإنجاب، وذلك بموجب قانون التحسين الانتقائي للنسل أو يوجينيا Eugenia الذي طبقته البلاد بعد الحرب العالمية الثانية. [تعني كلمة يوجينيا “النسل النبيل” باليونانية. واستخدمها النازيون في الحرب العالمية الثانية في تسمية قوانينهم عن التحكّم بالنسل كي لا يتناسل إلا من اعتقدوا أنهم يشكلون العناصر الأفضل بين البشر، مع تركيز على العرق الآري الأبيض باعتباره المتفوق عن كل ما سواه. واستند منظرو النازية إلى نظرية تشالز داروين عن البقاء للأصلح، في تبرير اليوجينيا التي تضمنت ضرورة التخلص من اعتبروا أنهم الأدنى بين البشر كالغجر واليهود والسود والمتأخرين عقلياً وأصحاب الإعاقات الجسدية والذهنية ومن يعانون اضطربات نفسية- عقلية كالشيزوفرينيا. واستعملت اليوجينيا في تبرير الهولوكوست. وطُبِّقَت في دول غير ألمانيا من بينها الدول الاسكندنافية وبعض الولايات الأميركية واليابان وغيرها] وبموجب قانون الـ”يوجينيا” الذي انتهى العمل به الآن، جرى تنفيذ نحو 65 في المئة من هذه الإجراءات من دون موافقة المتضررين، وذلك وفق تقرير برلماني مكوّن من ألف و400 صفحة نُشر في اليابان أخيراً. وكشف التقرير أن طفلين يبلغان من العمر تسع سنوات اندرجا بين 16 ألف شخص لم يبدوا موافقتهم على هذا الإجراء. وتذكيراً، أتاح قانون الـ”يوجينيا” الذي بقي سارياً في اليابان طوال 48 عاماً في الفترة الممتدة بين 1948 و1996، فرض العقم الإجباري على الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية أو المصابين بأمراض عقلية ونفسية، أو مشكلات وراثية، وذلك بغرض منعهم من إنجاب أطفال يعتبرون “أقل شأناً”. كذلك سعى القانون نفسه إلى ضبط التكاثر السكاني في خضم أزمة نقص الغذاء التي قاستها البلاد عقب الحرب العالمية الثانية. في عام 1996 حظرت اليابان قانون الـ”يوجينيا”، مع ملاحظة أنه وصولاً إلى سنة 1975، تضمّنت كتب مدرسية للصفوف الثانوية أن الحكومة تبذل جهوداً من أجل “تطبيق اليوجينيا في البلاد بغية تهذيب وتعزيز الاستعداد الوراثي لدى المجتمع بأكمله”. وذكرت وسائل إعلام يابانية محلية أن الطفلين المذكورين في التقرير، وهما صبي وفتاة، فرض عليهما العقم قسرياً في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته على التوالي. ولم يتسن التأكد من الأسباب وراء تنفيذ الجراحتين [لتعطيل أعضاء الخصوبة لدى الطفلين]، بحسب التقرير البرلماني. وذكر رجل وقع ضحية جراحة تعقيم قسري في سن الرابعة عشرة ويبلغ من العمر الآن 80 عاماً، إن التقرير يشكل برهاناً على أن الحكومة اليابانية قد خدعت الأطفال. محامون ومناصرون للضحايا يرفعون يافطة كتب عليها “التعقيم جرى ضمن قوانين اليوجينيا. يجب إغاثة الضحايا الآن”. (غيتي) في مؤتمر صحافي، أورد الرجل الضحية سابورو كيتا، “أود من الدولة ألا تتجاهل القضية وتخفيها متعمدة، بل أن تسارِع إلى أخذ معاناتنا على محمل الجد”. وفي المقابل، لم يلقَ التقرير استحساناً لدى مجموعة من المحامين الذين يمثلون ضحايا برنامج العقم القسري. ونقلت وكالة “أنباء كيودو” اليابانية عن كوجي نيساتو، أحد المحامين الذين مثلوا المدعين الذين يطالبون بتعويضات في القضية المرفوعة ضد الحكومة اليابانية، إن “التقرير لم يكشف عن السبب وراء وضع القانون في الأساس، ولماذا استغرق تعديله 48 عاماً، أو لماذا لم ينل الضحايا التعويضات المطلوبة”. في وقت سابق من عام 2019، وافقت الحكومة اليابانية على تقديم تعويضات لضحايا برنامج حكومي عن فرض العقم قسرياً، إذ إنه مستوحىً من قوانين فُرِضَتْ في ألمانيا النازية. بعد ذلك، تعهدت الحكومة اليابانية بتعويض الناجين ممن خضعوا لعمليات تحويلهم إلى عقيمين بدفع 3.2 ملايين ين (ما يساوي 17 ألفاً و700 جنيه إسترليني) لكل منهم. كذلك أصدر رئيس الوزراء السابق شينزو آبي اعتذاراً عاماً إلى ضحايا قانون الـ”يوجينيا”. وآنذاك، وثّقت التقارير أن آبي أورد في اعتذاره إنه “خلال فترة سريان القانون [يوجينيا]، خضع كثيرون لجراحات جعلتهم عاجزين عن إنجاب الأطفال بحجة أنهم يعانون إعاقة ما أو يكابدون مرضاً مزمناً آخر، ما تسبب لهم في معاناة شديدة. كوني أحد أعضاء الحكومة التي فرضت تطبيق هذا القانون، وبعد تفكير عميق، أود أن أعتذر من صميم قلبي”. تذكيراً، لم تكن اليابان الدولة الوحيدة التي فرضت سياسات العقم القسري على فئات من سكانها. يُعتقد أن النازيين قد نفذوا عمليات تعقيم قسري ضد حوالي 400 ألف شخص على اعتبار أن أرواحهم لا تستحق العيش، بحسب صحيفة “غارديان” البريطانية. وأضافت أن كندا و30 ولاية أميركية لجأت إلى فرض العقم القسري أيضاً، إذ طبقته ولاية كارولينا الشمالية وحدها على حوالي سبعة آلاف و700 شخص حتى عام 1973، وجاء ثلثاهم من أصحاب البشرة السوداء. وورد في سجلات كُشف النقاب عنها في 1997 أن السويد نفذت عمليات تعقيم في حق 60 ألف امرأة بين عامي 1935 و1976، بعضهن بسبب إعاقات جسدية أو عقلية وبعضهن الآخر بذريعة تصنيفهن كـ”أنواع عرقية أقل شأناً”. وأُرغِمَتْ نساء كثيرات على إعطاء موافقتهن عنوة على خضوعهن لعمليات فرضت عليهن أن يصبحن عقيمات، تحت التهديد بحرمانهن من أطفالهن أو إعانات الرعاية الاجتماعية. وأصدرت الحكومة السويدية لاحقاً تشريعاً يقدم تعويضات بقيمة 175 ألف كرونة (12 ألفاً و800 جنيه إسترليني) لجميع ضحايا برنامجها في الـيوجينيا. © The Independent المزيد عن: يوجينياالعقم الإجباريالنظرية الداروينية الاجتماعيةاليابانالنازية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عيدو ليفي يكتب عن : زيادة الانخراط العسكري الإماراتي في الصومال قد تساعد في كبح حركة “الشباب” next post Iran protests: Mother of Nika Shakarami tells of anguish You may also like عامُ “البجعات السوداء” في العالم العربي! 25 ديسمبر، 2024 وثائق خاصة لـ”المجلة” تكشف تجسس نظام الأسد على... 25 ديسمبر، 2024 دمشق تحمل إيران تداعيات تصريحاتها وتركيا تسعى لترسيم... 25 ديسمبر، 2024 خيمة اليأس والرجاء… نساء المختطفين اللبنانيين في سوريا 25 ديسمبر، 2024 الاعتراف بسورية مزارع شبعا قد ينزع شرعية “حزب... 25 ديسمبر، 2024 حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا 24 ديسمبر، 2024 أكراد سوريا… معركة التاريخ والمخاض الجديد 24 ديسمبر، 2024 مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ 24 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف مصير السوريين في مصر بعد الإطاحة... 24 ديسمبر، 2024 لبنان يبحث عن جثامين مفقوديه وينتظر الانسحاب الإسرائيلي 24 ديسمبر، 2024