الولايات المتحدة تخطط لإلغاء منصب أمني مهمته تعزيز العلاقات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية

مسؤول أمريكي يقول إن القرار ليس نهائيا حتى الإعلان عنه، لكنه يقر بأن مكتب الجنرال ذي الثلاث نجوم في القدس مهدد بالإغلاق في إطار إعادة تنظيم وزارة الخارجية

تايمز اوف اسرائيل /  جيكوب ماغيد

تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لإلغاء مكتب منسق الأمن الأمريكي (USSC) في القدس، الذي يساعد في تعزيز التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفقا لما صرح به مسؤول في إدارة ترامب ومساعد في الكونغرس ومصدر ثالث مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الثلاثاء.

وقال المصدر إن هذا الإلغاء هو جزء من عملية إعادة تنظيم أوسع نطاقا لوزارة الخارجية التي يقودها وزير الخارجية ماركو روبيو، والتي ستشهد إغلاق عشرات المكاتب حول العالم. وكان موقع “أكسيوس” الإخباري أول من أفاد عن هذه الخطوة.

وأُبلغ اللواء مايكل فينزل، المنسق الأمني الحالي للولايات المتحدة في القدس، الأسبوع الماضي بأن منصبه سيُلغى، ومن المتوقع الإعلان عن ذلك في الأسابيع المقبلة، وفقا لمساعد في الكونغرس ومصدر مطلع.

وحذر المساعد في الكونغرس من أن هذه الخطوة قد يكون لها آثار مزعزعة للاستقرار في الضفة الغربية، حيث لعبت بعثة الأمن الأمريكية دورا حاسما في تعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

وأضاف المساعد في الكونغرس أن ”هذا من شأنه في نهاية المطاف أن يضر بالأمن الإسرائيلي”

وأوضح المسؤول الأمريكي أن القرار ليس نهائيا حتى يتم الإعلان عنه، لكنه أقر بأن منصب فينزل هو أحد المناصب المهددة بالإلغاء. وأضاف المسؤول أن هذه الخطوة هي إجراء لخفض التكاليف وليست لأسباب سياسية.

منسق الأمن الأمريكي في القدس، اللواء مايكل فينزل، في صورة رسمية في 22 يناير 2020 في واشنطن. (US Defense Department)

تم إبلاغ فينزل لأول مرة بالخطة في وقت سابق من هذا العام، ولكن تم إخباره بعد ذلك بأنه تم التراجع عن القرار بعد عقد اجتماعات في واشنطن أكد خلالها على أهمية الحفاظ على المنصب، وفقا لمصدر مطلع على الأمر.

لكن هذا التراجع لم يدم طويلا، ولم يصدر منسق الأمن الأمريكي في القدس قائمة محدثة بالوظائف التي ستواصل عملها بعد إعادة تنظيم وزارة الخارجية التي سيتم الإعلان عنها قريبا.

آخر مرة تصدر المنصب في القدس عناوين الأخبار كانت في صيف عام 2022، عندما قرر البنتاغون تخفيض رتبة المسؤول الأمني المتمركز هناك من لواء إلى عقيد بهدف خفض التكاليف.

لكن في النهاية، تم التراجع عن هذا القرار من قبل إدارة بايدن بعد ضغوط من كلا الحزبين بقيادة السناتورين ليندسي غراهام وجون أوسوف.

وساعد مايك والتز، الذي يشغل حاليا منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، في تقديم رسالة مماثلة إلى مجلس النواب دفاعا عن الإبقاء على جنرال رفيع المستوى في مكتب منسق الأمن الأمريكي في القدس.

لكن الولايات المتحدة تأثرت أيضا بموقف إسرائيل، التي حذرت من أن مثل هذه الخطوة من شأنها زعزعة الاستقرار الأمني في الضفة الغربية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، برفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 7 أبريل 2025، واشنطن العاصمة. (Kevin Dietsch/ Getty Images/ AFP)

هذه المرة، لم تتدخل إسرائيل في الأمر، ووزارة الدفاع التي يرأسها الآن الوزير يسرائيل كاتس أبدت مقاومة شديدة لاتخاذ أي خطوات من شأنها دعم السلطة الفلسطينية.

وقال مسؤول فلسطيني إن شحنة ذخيرة مخصصة لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لا تزال عالقة في الأردن منذ أشهر لأن كاتس يرفض التوقيع عليها.

تم إنشاء مكتب منسق الأمن الأمريكي في القدس عام 2005 كجزء من خارطة الطريق للسلام التي وضعتها إدارة بوش. ويضم الفريق الدولي ممثلين من المملكة المتحدة وكندا وهولندا وإيطاليا وتركيا وبولندا وبلغاريا، لكنه برئاسة الولايات المتحدة، التي يمثلها أيضا أعلى مسؤول في المجموعة. يشغل فينزل هذا المنصب منذ عام 2021.

تركز مهمة المنسق على إصلاح وتعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وتعزيز التنسيق مع إسرائيل، الذي لطالما اعتبره الجيش الإسرائيلي أمرا حاسما لاستقرار المنطقة.

يقول مؤيدو الإبقاء على هذا المنصب إنه سمح للممثل الأمريكي برتبة ثلاث نجوم بالوصول إلى مسؤولين رفيعي المستوى في القدس ورام الله، الذين لم يكونوا ليأخذوا المنصب على محمل الجد لو شغله ضابط أقل رتبة.

أثبت منسق الأمن دوره الأساسي خلال أوقات الأزمات في العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية. فعندما أعلنت السلطة الفلسطينية قطع التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خضم التوترات التي أحاطت بالحرم القدسي في عام 2017، بقي منسق الأمن الأمريكي القناة الوحيدة التي تمكن من خلالها الطرفان من التواصل لمنع تدهور العلاقات.

قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة ضد عملياتها الأمنية في جنين بالضفة الغربية، 16 ديسمبر 2024. (Jaafar Ashtiyeh/AFP)

كما يسهل منسق الأمن الأمريكي نقل الأسلحة التي تشتد حاجة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إليها، ويشكل وجودا مطمئنا للمتفرجين المتشككين في إسرائيل الذين تحتاج عمليات التسليم هذه إلى موافقتهم الضمنية لكي تتم.

وقال مسؤول سابق في إدارة بايدن لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إن الإدارة خططت لأن يلعب منسق الأمن الأمريكي دورا حاسما في إعداد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لتلعب في نهاية المطاف دورا في تأمين قطاع غزة بدلا من حماس بعد الحرب.

كما شارك فينزل بشكل وثيق في الجهود الرامية إلى تشجيع إسرائيل والسلطة الفلسطينية على التعاون في التحقيق في مقتل مراسلة قناة “الجزيرة” شيرين أبو عاقله في عام 2022.

لم يرد مكتب فينزل على طلب للتعليق على هذا التقرير.

وقال أوسوف في بيان لـ”تايمز أوف إسرائيل“ مساء الثلاثاء إن ”منسق الأمن الأمريكي في القدس يلعب دورا أساسيا في حماية المصالح الأمريكية ودعم الاستقرار في إسرائيل والأراضي الفلسطينية في وقت يشهد صراعا وأزمة شديدين“.

وأضاف: ”إن إلغاء هذا المنصب سيكون أمرا غير حكيم للغاية ومضرا، وأحث الوزير روبيو على رفض أي اقتراح من هذا القبيل“.