الخميس, ديسمبر 26, 2024
الخميس, ديسمبر 26, 2024
Home » “الهستدروت” أكبر من نقابة وأصغر من دولة

“الهستدروت” أكبر من نقابة وأصغر من دولة

by admin

 

يضم 800 ألف عامل في 27 نقابة ويعد أضخم منظمة تطوعية داخل الدولة وشركاته تمثل 20 في المئة من الدخل القومي

اندبندنت عربية / فيديل سبيتي كاتب وصحافي لبناني

انتشر اسم الاتحاد العام لعمال إسرائيل أو “الهستدروت” في معظم وسائل الإعلام العربية بعد إعلان دعوة سائر النقابات العمالية إلى تنفيذ إضراب عام، للضغط على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو للمضي في صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى حركة “حماس”، ومن ثم التزام هذا الاتحاد بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بوقف الإضراب العام لأن أهدافه لا تتماشى مع وظيفة الاتحاد المعني بحقوق العمال ونقابات العمال المنضوية في إطاره، وهي سائر نقابات العمال في الدولة الإسرائيلية.

واهتمام وسائل الإعلام حول العالم بهذا الاتحاد لم يكن على سبيل التعرف عليه وعلى تركيبته وتاريخه وقدراته المطلبية ووسائل الضغط التي يتبعها، بقدر ما هو اهتمام بتأثير الإضراب العام في الأوضاع السياسية داخل إسرائيل وموقف الحكومة من كل ما يجري في ما يتعلق بصفقة الرهائن والهدنة، والحرب الجارية في المناطق المجاورة للدفاع عن “وجود” إسرائيل نفسها، بحسب ما يعرف المسؤولون الإسرائيليون معركتهم الوجودية في غزة.

لكن لـ”الهستدروت” قصة طويلة ترتبط بتاريخ تأسيسه ودوره في دولة إسرائيل وقدرته على التأثير فيها عبر الضغط القانوني والدستوري على سائر المكونات السياسية في السلطة.

لماذا الإضراب؟

أعلن الجيش الإسرائيلي انتشال جثث ستة مخطوفين من نفق في رفح قبل أيام، وكان معلوماً لأجهزة الاستخبارات أن المخطوفين كانوا لا يزالون على قيد الحياة قبل مقتلهم وبعد أكثر من 10 أشهر في الأسر. ويقول تقرير الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على رؤوسهم في الأيام الأخيرة السابقة على انتشالهم، وكان من المفترض إطلاق سراح ثلاثة من المخطوفين في الدفعة الأولى بعد التوصل إلى هدنة.

بعد خروج هذه المعلومات عدت صحيفة “هآرتس” أن الجمهور الإسرائيلي لن يخرج نظيف الكفين إذا بقي في المنزل تاركاً عائلات المخطوفين في ساحة المواجهة وحدهم، “لقد أوجد نتنياهو معادلة زائفة مفادها إما المخطوفون، وإما الدولة”.

عاجلت محكمة العمل في إسرائيل اتحاد النقابات بالرد على قراره وأقرت بعدم قانونية الإضراب (أ ف ب)

وقبيل إعلان الإضراب الشامل في إسرائيل كان رأي أكثرية النقابات أن الإسرائيليين عندما طالبوا بوقف الانقلاب الدستوري نجحوا في ذلك، وعندما طالبوا بوقف إقالة وزير الدفاع نجحوا أيضاً، وعليهم هذه المرة إجبار الحكومة على التوصل إلى صفقة عبر الخروج إلى الشوارع والتظاهر بأعداد كبيرة كل يوم، واستخدام كل السبل ووسائل الضغط القانونية الممكنة وصولاً إلى إعلان الإضراب العام الشامل.

وبالفعل شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين مساء الأحد الماضي في تظاهرات ضخمة وغير مسبوقة في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخصوصاً في مدينتي تل أبيب والقدس للمطالبة بالتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، واحتجاجاً على مقتل مزيد من المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين داخل قطاع غزة.

بعد ذلك أعلن اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل (الهستدروت) إضراباً اقتصادياً شاملاً في اليوم التالي على التظاهرات الحاشدة. وجاء الإعلان بعد مداولات بحثت خلالها قيادات الاتحاد هذه الخطوة تلبية لدعوة “منتدى عائلات المخطوفين” للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو ودفعها نحو إبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة “حماس”. وفي الوقت نفسه أعلنت نقابة المعلمين إضراباً في رياض الأطفال، وآخر جزئياً في المدارس الابتدائية والمتوسطة.

لكن محكمة العمل في إسرائيل عاجلت اتحاد النقابات بالرد على قراره وأقرت بعدم قانونية الإضراب وطالبت بوقفه، وأصدرت أمراً على المستوى الوطني بمنعه. وجاء قرار المحكمة بناء على شكوى تقدم بها وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ليعلن رئيس “الهستدروت” أرنون بار ديفيد صدور تعليمات للعمال بالعودة إلى أعمالهم امتثالاً للحكم القضائي. وهو ما رأى البعض فيه انعكاساً لانقسامات عميقة بين الإسرائيليين في شأن الحرب داخل غزة.

ما هو “الهستدروت”؟

“الهستدروت” أو اتحاد نقابات العمال في إسرائيل أكبر من دولة إسرائيل بنحو 28 عاماً، إذ أنشئ عام 1920 في وقت كانت النقابات العمالية ذات دور فاعل ومؤثر في القرار السياسي والاقتصادي داخل عدد كبير من الدول مع بدايات القرن الـ20، إذ تمكن العمال من تنظيم أنفسهم في تجمعات تعمل من أجل تحصيل حقوقهم ثم تحولت إلى تجمعات قانونية ورابطة بين العمال وأرباب العمل تلتزم بالقرارات القضائية في معظم دول العالم، لكن جهود العمال في التجمع داخل أطر ضاغطة على السلطة وأصحاب الأعمال اختلفت من بلد إلى آخر وكانت دونها مواجهات شديدة.

وكان “الهستدروت” في بداياته يستهدف تلبية حاجات العمال في زمن هجرة اليهود إلى ما كان يعرف وقتها بـ”فلسطين تحت الانتداب البريطاني”، إلى جانب المساعدة الأساس في وضع أسس قيام دولة إسرائيل، وبعد أعوام على تأسيسه أسهم “الهستدروت” في قيام المؤسسات الصناعية والمالية والاقتصادية التي كان بعضها من أركان إسرائيل. وللدلالة على أهمية هذه المؤسسة النقابية فإن أول رئيس لها خلال أعوامها الأولى كان ديفيد بن غوريون الذي يعد أحد أهم مؤسسي إسرائيل وواضعي أهدافها وسياقها العام. وأيضاً للدلالة على أهميته تمكن “الهستدروت” من قيادة إضراب خلال العام الماضي أرغم رئيس الوزراء نتنياهو على تعليق خطته التي كانت تستهدف إحداث تغييرات جوهرية في النظام القضائي الإسرائيلي وتقليص صلاحيات المحكمة الإسرائيلية العليا ومنح هذه الصلاحيات إلى “الكنيست”.

أما هذه الإمكانات الهائلة فتأتي من كونه أضخم منظمة من نوعها في إسرائيل، فهو يمثل نحو 800 ألف عامل ينضوون في إطار 27 نقابة منفصلة ويعد أضخم منظمة تطوعية في إسرائيل، ويدخل في إطاره الفلاحون أو العمال الزراعيون ومجموعة من وكالات تسويق وتوزيع السلع الاستهلاكية والأجهزة والمعدات، ويستثمر في مجموعة من الأعمال وفي مؤسسات بناء ضخمة تتولى إقامة المستوطنات والمنشآت العامة، وفي جمعيات ائتمان وبنوك، أي إن اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي يعد منظمة اقتصادية ضخمة في إسرائيل، بل ومن الأضخم فيها نظراً إلى القطاعات الواسعة التي يستثمر فيها، وأنواع العمال والنقابات والجمعيات التعاونية في كل قطاعات الأعمال التي تنضوي في إطاره نسبة إلى عدد السكان.

وبحسب موقع الاتحاد العمالي الإلكتروني فإنه يوافق أو يرفض معدلات الأجور وظروف العمل في القطاع الخاص أيضاً بعد القطاع العام الذي يقع تحت وصايته بكامله. وتمثل شركات “الهستدروت” المتنوعة أكثر من 20 في المئة من الدخل القومي في إسرائيل، كما أنها مسؤولة عن الخدمة الصحية ونظام التأمين الاجتماعي داخل البلاد. وتمتد أنشطة “الهستدروت” التعليمية والثقافية لتشمل مدارس ثانوية وفنية ومسارح ومطابع وكتباً وجرائد ودوريات تقنية.

في أرض إسرائيل

تأسس “الهستدروت” تحت عنوان “الاتحاد العام للعمل في أرض إسرائيل” وقد تصور ديفيد بن جوريون عملاً يجعله أداة لتحقيق هدفين، الأول يتعلق بالطبقة العمالية، إذ كان “الهستدروت” بمثابة مقدم خدمة لجميع حاجات الطبقة العاملة. وكانت المهمة الثانية أوسع بكثير من النقابية العمالية التقليدية وتدخل في إطار بناء الأمة، ووضع أسس إدارة الدولة للتطور كما جاء في التعريف على الموقع الإلكتروني، الذي يكمل أنه “في أعوام تكوينه كان ’الهستدروت‘ القوة الدافعة وراء إنشاء دولة إسرائيل، حيث أسس وأنشأ مؤسسات اقتصادية ومالية وثقافية ورياضية وصناعية من شأنها تمكين الدولة الجديدة من الظهور، منها على سبيل المثال بنك ’هبوعليم‘ أو بنك العمال ومكتب الأشغال العامة والبناء، وشركة ’سوليل بونيه‘ للإنشاءات، و’كوبات هوليم كلاليت‘ أكبر مزود للرعاية الصحية في إسرائيل”.

كان أول رئيس لاتحاد العمال هو ديفيد بن غوريون أحد أهم مؤسسي إسرائيل وواضعي أهدافها (أ ف ب)​​​​​​​

وتحت عنوان “ما الذي نقوم به” يعرف “الهستدروت” عمله بأنه “منذ أكثر من 100 عام تفاوض وروج للتشريعات وناضل من أجل أجور أكثر عدالة وأماكن عمل أكثر أماناً للعمال، ونوعية حياة أفضل للمتقاعدين. وهناك حاجة لـ(الهستدروت) اليوم أكثر من أي وقت مضى لضمان وظائف لائقة ومعاملة كل عامل باحترام. كل يوم ننظم ونفاوض ونضغط ونناضل من أجل مزيد من الوظائف والمساواة والإدماج، وأماكن العمل المتنوعة التي ستحقق رؤية إسرائيل الأكثر ازدهاراً. ومهمة ’الهستدروت‘ أن يكون مظلة للمنتسبين إليه لتمكينهم وتعزيز قدرتهم على المساومة، والنضال نيابة عنهم من أجل ظروف عمل أفضل وكذا التفاوض والقيام بالحملات، والضغط من أجل التغييرات في القانون والمجتمع وتقديم الخدمات لأعضائه من أجل تحقيق تطلعاتهم الفردية، والتعلم والمهارات والتوازن بين الحياة والعمل”.

لـ”الهستدروت” أربع مؤسسات وطنية هي أولاً المؤتمر العام أو المؤسسة المنتخبة العليا لـ”الهستدروت”، وينتخب 2001 مندوب ويحدد المؤتمر العام أهداف “الهستدروت” وينتخب مجلس النواب.

أما مجلس النواب فيضم 171 مندوباً ينتخبون كل خمسة أعوام وله سلطة اتخاذ القرار في شأن كل جانب من جوانب أعمال وأدوار “الهستدروت”، إضافة إلى تغيير دستور المنظمة.

وقيادة “الهستدروت” هي الجهاز الرئيس لاتخاذ القرار والمسؤولة عن إدارة العمل اليومي للمنظمة. وتتألف القيادة من عدد لا يقل عن 13 عضواً ولا يزيد على 45، ويعينون من قبل رئيس “الهستدروت” وموافقة مجلس النواب. أما الأمين العام فيتم انتخابه كل خمسة أعوام في انتخابات وطنية مباشرة من قبل جميع أعضاء “الهستدروت” الذين يحق لهم التصويت.

المزيد عن: إسرائيلالهستدروتدافيد بن غوريونبنيامين نتنياهوحرب غزةأزمة الرهائنالإضرابات العمالية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00