مريض عانى النوع الأول من السكري معظم حياته يعرض كبسولة الإنسولين الذي يحتاج إليها يومياً (غيتي) صحة النوع الخامس من السكري… نادر وينتقل بالوراثة by admin 22 أبريل، 2025 written by admin 22 أبريل، 2025 16 يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم ويتعلق بسوء التغذية اندبندنت عربية / أليشا رحمن ساركار نوع جديد من داء السكري، لا يرتبط بالسمنة بل بسوء التغذية، شخّص رسمياً بعد عقود من رصده للمرة الأولى في دول نامية. وصنف “الاتحاد الدولي للسكري” هذه الحال الطبية هذا الشهر كداء معترف به رسمياً باسم “الداء السكري من النوع الخامس” أو “سكري النضج لدى الشباب” (اختصاراً “مودي”). وتحدثت تقارير عن أن هذا النوع النادر من الداء السكري يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، وينشأ نتيجة نقص في إنتاج هرمون الإنسولين [يحافظ الإنسولين على نسبة السكر في الدم ضمن النطاق المطلوب] الناجم عن سوء التغذية، خصوصاً في صفوف المراهقين والشباب النحيفين المحرومين من التغذية السليمة ضمن الأسر ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. وجاء الاعتراف الرسمي بهذا الداء الذي يختلف عن النوعين الأول والثاني من السكري، عقب عملية تصويت جرت في الثامن من أبريل (نيسان) الجاري خلال “المؤتمر العالمي لداء السكري” التابع لـ”الاتحاد الدولي لداء السكري” في بانكوك بتايلاند بعد أعوام من النقاش الطبي حول تصنيفه. وتحدثت في هذا الشأن ميريديث هوكينز، البروفيسورة في الطب في “كلية ألبرت أينشتاين للطب”، فقالت إن السكري المرتبط بسوء التغذية “ظل طوال الأعوام الماضية من دون تشخيص كافٍ، ولم يكُن مفهوماً على نحو جيد” من الناحية العلمية وفي الأوساط الطبية. و”تحديد ’الاتحاد الدولي لداء السكري‘ أنه ’النوع الخامس من السكري‘ يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بمشكلة صحية تسبب ضرراً بالغاً في حياة عدد كبير من الأشخاص”، أضافت البروفيسورة هوكينز. والنوع الخامس من السكري شكل نادر وموروث من المرض، يظهر في سنوات المراهقة المبكرة أو العشرينيات من العمر في أوساط من يحملون طفرة جينية تنتقل من أحد الوالدين إلى الأبناء. بناء عليه، إذا كان أحد الوالدين يحمل الجين الوراثية المصابة بالطفرة، من المحتمل بنسبة 50 في المئة أن يكون أطفاله حاملين للجين نفسها. ولا يظهر النوع الخامس من السكري نتيجة السمنة أو العادات والسلوكيات الحياتية التي تؤثر عادة في صحة الناس [مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين وشرب الكحول…]. وتشير التقديرات إلى أن داء “مودي” يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، معظمهم من الشباب في آسيا وأفريقيا الذين يعانون نقص الوزن ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من 19 كيلوغراماً لكل متر مربع، وفق الخبراء. من جهته، صرح نيهال توماس، البروفيسور في الغدد الصماء في “كلية الطب المسيحية في الهند” وعضو “فريق عمل النوع الخامس من السكري”، بأن هذا الداء يتسبب بخلل في وظائف خلايا “بيتا” الموجودة في البنكرياس [والمسؤولة عن إنتاج الإنسولين]، مما يؤدي إلى نقص في إنتاج الإنسولين. ونقلت صحيفة “ذا إنديان إكسبريس” عنه قوله: “لما كانت هذه الحال الصحية لا تحظى باعتراف رسمي، فإنها لم تنل القدر الكافي من الدراسة، وشخصها المتخصصون بصورة خاطئة، فخلطوا بينها وبين حالات صحية أخرى”. تذكيراً، رصد داء “مودي” للمرة الأولى في جامايكا عام 1955. وبعد ثلاثة عقود، صنفته “منظمة الصحة العالمية” رسمياً كنوع مستقل من أنواع السكري تحت اسم “داء السكري المرتبط بسوء التغذية”، ولكنها ألغت هذا التصنيف عام 1999 بسبب نقص الأدلة العلمية. وفي تصريح أدلت به الدكتورة هوكينز إلى الموقع الإلكتروني “ميدسكيب ميديكال نيوز” قالت: “في الغالب، يخطئ الأطباء في تشخيص إصابة المرضى بهذا النوع ظناً منهم أن هؤلاء مصابون بالنوع الأول من السكري، علماً أن إعطاءهم جرعة زائدة من الإنسولين من شأنه أن يتسبب سريعاً بموتهم”. في الواقع، السكري المرتبط بسوء التغذية، وفق الدكتورة هوكينز، “أكثر شيوعاً من داء السل، ويكاد يوازي في الانتشار فيروس نقص المناعة البشرية ’الإيدز‘، ولكن غياب التسمية الرسمية له أعاق جهود تشخيص المرضى أو إيجاد علاجات فاعلة له”. وأوضحت الدكتورة هوكينز أنها علمت للمرة الأولى بوجود السكري المرتبط بسوء التغذية عام 2005 أثناء مشاركتها في اجتماع عالمي حول الصحة، عندما أبلغها أطباء من دول عدة أنهم يستقبلون مرضى يكابدون “نوعاً غير عادي من داء السكري”. وتابعت الدكتورة هوكينز، وفق الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبرس”، أن المرضى كانوا صغاراً في السن ونحيفين، مما يشير إلى إصابتهم بالنوع الأول من السكري الذي يمكن السيطرة عليه بحقن الإنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم. ولكن مع ذلك لم يساعد الإنسولين هؤلاء المرضى، وفي بعض الحالات تسبب في انخفاض خطر بنسبة السكر في الدم”. وفي الوقت نفسه، “لم يظهر أن المرضى مصابون بالنوع الثاني من السكري أيضاً الذي يرتبط عادة بالسمنة”، قالت الدكتورة هوكينز مضيفة: “كانت هذه الحالة محيرة جداً”. وأسست الدكتورة هوكينز “معهد أينشتاين العالمي للسكري” عام 2010، وقد بدأ يقود الجهود الدولية للكشف عن العيوب الأيضية [عيوب في تحويل الغذاء إلى طاقة يصرفها الجسم] الكامنة التي تؤدي إلى السكري المرتبط بسوء التغذية. وبعد أكثر من عقد من الزمن، تحديداً عام 2022، أثبتت الدكتورة هوكينز وزملاؤها في “الكلية الطبية المسيحية” أن هذا النوع من السكري يختلف اختلافاً جوهرياً عن النوعين الأول والثاني. وقالت الدكتورة هوكينز إن المصابين بهذا النوع من السكري يعانون خللاً كبيراً في القدرة على إفراز الإنسولين، علماً أن هذا الشكل من الخلل لم يكُن معروفاً سابقاً. هكذا، “أحدث هذا الاكتشاف ثورة في طريقة تفكيرنا بهذه الحالة وكيفية علاجها”. ولكن حتى الآن ما زال الأطباء حول العالم غير متأكدين من الطريقة المناسبة لعلاج هؤلاء المرضى الذين لا تُكتب لهم الحياة لأكثر من عام بعد تشخيص إصابتهم، وفق الدكتورة هوكينز. وأضافت أن التعامل مع النوع الخامس من السكري، يتطلب من المرضى تضمين حميتهم الغذائية كميات كبيرة من البروتين وكميات أقل من الكربوهيدرات، إضافة إلى الحذر من النقص في المغذيات الدقيقة كالمعادن والفيتامينات. “لكن هذه الحالة تحتاج إلى دراسة متأنية الآن، خصوصاً في ظل وجود إرادة عالمية وتفويض رسمي من [الاتحاد الدولي للسكري] يتيحان ذلك.” © The Independent المزيد عن: السكريسوء التغذيةالدول النامية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حياة الشابات في السودان: حقائق مؤلمة ومعاناة متفاقمة next post هلع مغربي من تفشي السرقة بالسلاح الأبيض You may also like الموز يتفوق على الملح في ضبط ضغط الدم 20 أبريل، 2025 (5 عادات) يومية لتعزيز فيتامين «د» في الجسم 20 أبريل، 2025 المكسيك.. أول حالة إصابة بشرية بالدودة “آكلة لحوم... 19 أبريل، 2025 ما اللغز الجيني وراء إصابة البعض بالتوحّد؟ 18 أبريل، 2025 رائحة الخوف… رحلة شعور يتسلل من الجسم إلى... 15 أبريل، 2025 تلقيح فتيات تونس ضد سرطان عنق الرحم يثير... 13 أبريل، 2025 علاج فعَّال للسمنة يستمرُّ 3 سنوات 12 أبريل، 2025 هل يمكن لمرضى السكري تناول المانجو؟ 12 أبريل، 2025 عانت منه ميغان ماركل… ما تسمم الحمل بعد... 10 أبريل، 2025 ضباب الدماغ… ما هو؟ ولماذا يُشكل مصدر قلق... 10 أبريل، 2025