شنايرر- ...أثناء المشاركة في مسابقات الجمال لمدة ثلاثة أشهر ونصف فقط، تحطمت ثقتي بسبب نظرة الناس إلي (رويترز) ثقافة و فنون النظرة الإيجابية للجسد جعلت مسابقات الجمال أقل بشاعة by admin 18 أغسطس، 2023 written by admin 18 أغسطس، 2023 283 التخلي عن فقرة ملابس السباحة جعل المسابقات مثل “ملكة جمال العالم” تبدو الآن وكأنها أثر من الماضي المتحيز جنسياً ضد المرأة. نستكشف كيف تصرف مسابقات الجمال تركيزها عن المظهر البدني لمحاولة تحسين سمعتها اندبندنت عربية \ سارة إنغرام كانت راز شنايرر تبلغ من العمر 20 عاماً عندما أدخلتها والدتها في مسابقة ملكة جمال إسرائيل. كانت قد أنهت للتو الخدمة الوطنية ولديها وقت فراغ قليل قبل الالتحاق بالجامعة، وهكذا فكرت: وما الضير في ذلك؟ كانت مسابقة ملكة جمال إسرائيل، التي فازت بها نجمة هوليوود غال غادوت في دورة عام 2004، واحدة من مئات المسابقات التي تقام سنوياً في جميع أنحاء العالم، حيث تتبختر نساء على خشبة المسرح بأزياء مختلفة، ويكتسبن نقاطاً مقابل المواهب والشخصية والعمل الخيري ومعايير أخرى. تتذكر شنايرر، وهي الآن كاتبة مقيمة في نيويورك، وقوفها مرتدية حذاء بكعب عال والبيكيني أمام لجنة مليئة بالغرباء – وهي تجربة أشعرتها بأنها مهيضة وغير واثقة و”كأنها قطعة من اللحم”. قالت لي: “أنت تمنحين كثيراً من القوة والسيطرة لشخص آخر… لا يهم إذا كنت تعتقدين أنك جميلة، أنت هناك ليتم الحكم عليك. إنه يدمر شعورك بقيمتك”. مع اقترابها من النهائي، كانت تفرط في ممارسة الرياضة، ما تركها متعبة وجائعة وغاضبة باستمرار. في النهاية، وجدت نفسها تبكي من دون أن تعرف السبب: كلما أصبحت “أجمل” قل شعورها بالسعادة. أثناء رحلة إلى برشلونة، ذهبت وزميلاتها المتسابقات إلى أحد المطاعم. تقول: “كان الأمر مثيراً للسخرية لأن الفتيات كن يبكين قبل ذلك في الفندق وأمضينا ساعات في وضع مساحيق التجميل في محاولة لإخفاء مخاوفنا. عندما وصلنا إلى المطعم، التفت الجميع للنظر إلى هذه المجموعة من النساء الشابات الجميلات ولم يكن لديهم أي فكرة عما كنا نمر به بالفعل. ليس كل ما يلمع ذهباً”. لطالما واجهت مسابقات الجمال مزاعم بأنها ضحلة ومتحيزة جنسياً وعنصرية ومهينة. من المعروف أن شخصيات نسوية اقتحمن منصة مسابقة جمال العالم في عام 1970 التي وصفها مقدم الفعاليات بوب هوب بأنها “سوق للماشية” – وقمن بإدانتها لكونها قمعية واستغلالية (تحولت قصة الاحتجاج إلى فيلم “سوء السلوك” Misbehavior الصادر عام 2020). في عام 2014، حظرت بلدة صغيرة في الأرجنتين مسابقات الجمال على أساس أنها تشجع على العنف ضد النساء. وأوضحت ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية لعام 2016، ديشونا باربر، أن المنافسات السوداوات ما زلن يواجهن التمييز في الحلبة عندما فازت باللقب قبل سبع سنوات. وفي عام 2022، اتخذ قرار بإنهاء مسابقة ملكة جمال إسرائيل، مع عدم إبداء المنظمين سبباً لقرارهم، وصرحوا بهدوء بدلاً من ذلك بأن المسابقة لن تستمر، لكن بعد مرور 10 سنوات على طلب لجنة التحكيم من شنايرر بأن “تستدير حتى نتمكن من إلقاء نظرة على مؤخرتك الصغيرة الجميلة”، تحاول مسابقات الجمال تحسين صورتها. بينما تقام آلاف من مسابقات ملكات الجمال حول العالم كل عام، تهدف المتنافسات الدوليات إلى الوصول إلى النهائيات “الأربعة الكبيرة” المرموقة: ملكة جمال العالم، ملكة جمال الكون، وملكة جمال الدول وملكة جمال الأرض. تدار هذه المسابقات من قبل هيئات منفصلة وتشتمل على جولات وقواعد مختلفة، لكن القاسم المشترك بينها جميعاً ادعاؤها أنها تدعم ما هو أكثر من الجمال فقط. الآن، تدعي المسابقات أنها تكافئ الشخصية والذكاء والنظرة الإيجابية للجسد والقضايا الاجتماعية والعمل الخيري، بالتوازي مع الجولات التي ترتدي فيها المتنافسات ملابس السباحة أو زياً وطنياً أو فساتين سهرة. على سبيل المثال، الملكة الناضجة لجمال بريطانيا العظمى الحالية هي الدكتورة آنا ناكفالوفيت، باحثة زميلة في جامعة أكسفورد وحاصلة على درجة ماجستير في القانون الدولي لحقوق الإنسان ودرجة دكتوراه في تنظيم صناديق الثروة الملكية. تقوم أيضاً بحملات ضد العنف الأسري وتساعد الشركات في تحمل مسؤولياتها البيئية والاجتماعية (مسابقات “ملكة الجمال” هي لمن هن أقل من 28 عاماً، لكن تلك التي تلقب بملكة الجمال “الناضجة” هي للنساء الأكبر سناً). تقول ناكفالوفيت، النحيلة والجميلة بشكل لافت، وتمتلك قسمات وجه تشبه ملامح دمية وعينين واسعتين ومعبرتين، إن المسابقة هي “عالم مختلف تماماً” هذه الأيام. تصف النساء اللاتي تتنافس معهن بأنهن طبيبات قويات، ومحاميات، وصانعات سياسات، وصاحبات صالونات يمتلكن عقلية مهنية. تقول ناكفالوفيت إنها لم تتبع قط حمية غذائية قبل أي من العروض، ولم تشعر أبداً بعدم الارتياح أمام إحدى اللجان ولم تشعر أبداً بالإهانة أو التشيئ. إنها تدخل المسابقات من أجل المتعة والتواصل ولأنها تمكنها من إسماع صوتها. بفضل العلاقات التي تشكلها في الحلبة، تسافر في جميع أنحاء العالم، سواء كحم أو كمشاركة في المسابقات. بعد اشتراكها لأول مرة في مسابقات الجمال عندما التقت ملكة جمال فرنسا الناضجة في مؤتمر للأمم المتحدة، قالت إنها قادرة الآن حتى على ممارسة شكل من أشكال “الدبلوماسية الناعمة”. توضح ناكفالوفيت: “إنه أمر رائع أن تكوني أكاديمية وأن تتحدثي إلى مجموعة متنوعة من الجهات المؤثرة، لكن ما يتم التغافل عنه أحياناً هو الجمهور الأكبر… لقد منحتني مسابقات الجمال منصة رائعة لأتمكن من التحدث عما أفعله، وللتعرف على ما تفعله النساء الأخريات، وكيف يمكننا دمج هذه العلاقات. التحالفات التي بنيتها مدهشة”. لكن لماذا النساء فقط؟ لماذا لا توجد مسابقات يتم فيها صف الرجال الذين يرتدون ملابس ضيقة على المسرح؟ إنها موجودة، كما تقول ناكفالوفيت التي توضح، “هناك مسابقة ملك جمال الكون، وملك جمال العالم، هناك مسابقات عديدة للرجال. نحن فقط لا نتحدث عنها. يمكن للجميع ممارسة هواية ما، وفي بعض الأحيان يتم النظر إلى [مسابقات الجمال] بازدراء، ولكن لا حرج في أن تكوني أنثوية وتتأنقي وتقضي وقتاً رائعاً وساحراً مع نساء أخريات وتبني صداقات قوية. أنا أستمتع بتمثيل بريطانيا العظمى”. على كل حال، قد تواجه نساء عديدات صعوبة في تقبل فكرة أن زيادة التقدير المهني يمكن أن تحدث بعد جولة ملابس السباحة. ما إذا كان يجب الحكم على النساء على خشبة المسرح بناء على مدى جمالهن في زي سباحة مكون من قطعتين هو موضوع محاط بالجدل، لكن هذا الجانب من المسابقات يتغير أيضاً، مثلاً لم تعد المشاركات في مسابقة ملكة جمال العالم يرتدين البكيني، وتخلت مسابقة ملكة جمال إيرلندا الشمالية عن الجولة هذا العام، وناقشت مسابقة ملكة جمال إنجلترا إعادة الجولة بعد التخلي عنها في عام 2009 – لكن تم التراجع عن الخطوة الشهر الماضي. مع ذلك، فإن ناكفالوفيت راضية عن ظهورها بملابس السباحة على خشبة المسرح: “الأمر برمته لائق وأنيق للغاية. لا أحد يجبرك على فعل أي شيء”. تشاركها وجهة النظر هذه كاترينا هودج التي قامت في الأصل بحملة لحظر جولة ملابس السباحة من مسابقة ملكة جمال إنجلترا قبل 13 عاماً. هودج، هي جندية سابقة حاصلة على وسام الشجاعة بعد إنقاذ حياة خمسة من زملائها في العراق، أصبحت تعرف باسم “باربي المقاتلة” عندما توجت ملكة لجمال إنجلترا في عام 2009. هي الآن محترفة في مسابقات الجمال، وتشارك كحكم في مسابقات في جميع أنحاء العالم وتدير مسابقة خاصة بها هي ملكة جمال المملكة المتحدة فوق القومية. تقول هودج إنها أرادت في ذلك الوقت “التخلص من تلك الجولة لأنني لم أفهم سبب وجوب أن تكوني المرأة التي تبدو الأفضل في ملابس السباحة. كنت فخورة جداً عندما أزيلت لأن ذلك فتح الأبواب ومن حينها لدينا عالمات صواريخ ونساء من كل المشارب في المنافسة، وكذلك نساء من ديانات وثقافات مختلفة”. منذ ذلك الحين، على كل حال، عكست هودج مسارها، وضمنت مسابقة ملكة جمال المملكة المتحدة فوق القومية جولة بملابس السباحة لتعزيز النظرة الإيجابية للجسد. تشرح قائلة، “إذا أرادت إحدى المشاركات الظهور على المنصة والشعور بأنها رائعة بملابس السباحة، فيمكنها ذلك. في برنامج تلفزيون الواقع “جزيرة الحب”، على سبيل المثال، يقضي الناس من ستة إلى ثمانية أسابيع على الشاشات وفي ملابس السباحة ولا أحد ينتقدهم. يصبح هؤلاء الناس من أصحاب الملايين. لا أحد يهينهم لأنهم مجرد شباب يستمتعون بارتداء ملابس السباحة. وما الخطأ في ذلك؟ في المسابقة التي أقيمت في أبريل (نيسان)، كان لدى فتيات تتراوح مقاساتهن بين 18 و20. وقد قلن جميعاً إنها جولتهن المفضلة. إن وجود الجمهور حولهن ويهتف لهن هو لحظة تمنحهن كثيراً من القوة. لا يتم احتساب النقاط بناء على أجساد الفتيات: إنهن يحصلن على النقاط استناداً إلى الثقة والشخصية. لا يتعلق الأمر بمن تبدو الأفضل في ملابس السباحة. يتعلق الأمر بمن تظهر وتخطف الأضواء على المنصة”. أن تكون سيدة نفسك هي فكرة مهمة أيضاً، بالنظر إلى أن المسابقات جاءت أولاً من التجارة. ولدت مسابقة الجمال الأصلية، ملكة جمال أميركا، قبل أكثر من قرن من الزمن استجابة لمشكلة تجارية. في عام 1920، استضاف مالك فندق مونتيتشيلو في أتلانتيك سيتي عرضاً يضم 300 امرأة شابة جذابة لجلب مزيد من الزوار، هذا التسليع لجسد الأنثى هو ما يزعج راكيل روزاريو سانشيز، الكاتبة والأكاديمية والمتحدثة باسم جمعية فيليا الخيرية لحقوق المرأة. تقول روزاريو سانشيز إنه يجب إلغاء مسابقات ملكات الجمال لأنها “من مخلفات الثقافة الأبوية التي تمجد تشييء النساء”. وتقول، إن مسابقات ملكات الجمال تعطي رسالة مفادها أن النساء “كائنات سلبية يجب البصبصة والحكم عليها”، وهي رسالة “تتعارض مع الثقافة التي تسعى إلى القضاء على التحرش الجنسي”. وتقول: “إن مشاهدة مجموعة من النساء يتم الحكم عليهن على أساس مدى أدائهن الجيد للأنوثة وهن يتبخترن على المنصة يشبه العودة إلى الماضي البعيد حيث كانت تتم رؤية النساء بينما نادراً ما تسمع أصواتهن… إذا قمت بإزالة عنصر التشييء من هذه المسابقات، فستكون لديك مسابقة حيث ترتدي النساء ملابس كاملة، إذا كن طبيبات فسوف يرتدين ملابس الأطباء، وإذا كن مهندسات، فسوف يرتدين ملابس المهندسين. انظري إلى الصناعة التي تقف وراء هذه الفعاليات، مقدار الوقت والجهد والمال الذي يتم إنفاقه على النساء ليستعرضن أنفسهن أمام الحشود التي تحكم عليهن بعد ذلك. إنها آلة عمل تجارية تدور حول تقليص النساء -ولا توجد طريقة حقيقية لتحديث ذلك. قد يختلف لون بشرة المتسابقات أكثر هذه الأيام، لكن وسط كل التغييرات والتلميحات إلى الشمولية، لا يوجد حتى الآن مكان للأنوف العريضة أو الإعاقات أو تشققات الجلد في مسابقات ملكات الجمال. الحقيقة القبيحة هي أن هذا مجرد غطاء يوضع على شيء يدور في صميميه فقط حول الحكم على النساء بطريقة لن يتم الحكم بمثلها على الرجال أبداً”. كانت هذه رسالة واضحة وصريحة تلقتها شنايرر البالغة من العمر الآن 31 عاماً، والتي تقول إن الوقت القصير الذي أمضته في حلبة الجمال دمر ثقتها بنفسها بشكل لا يمكن إصلاحه. توضح، “أتذكر من كنت من قبل. هناك نوع من عدم الاكتراث الذي تتحلى به النساء الشابات. أنت فقط تعتقدين أنك رائعة ربما لأن والديك أو صديقاتك كانوا يقولون لك إنك جميلة طوال حياتك… وبعد ذلك، أثناء المشاركة في مسابقات الجمال لمدة ثلاثة أشهر ونصف فقط، تحطمت ثقتي بسبب نظرة الناس إلي”. لكن بالنسبة إلى ناكفالوفيت، التي تساعد الآن كحكم في مسابقة ملكة جمال الهند الناضجة، فإن الجمال أعمق من المظهر – وهي النقطة التي تحاول مسابقات الجمال العصرية إثباتها. تضيف: “يستخف الناس عموماً بالمرأة باعتبارها الجنس الأضعف، لكن ما شاهدته هو أمر استثنائي تماماً، في طريقة تفاعلهن وطريقة بنائهن صداقات. لقد أظهرت لي هذه المسابقة الدولية أن النساء يبنين جسوراً هائلة، وهذه فائدة كبيرة للبلدان التي يمثلنها”. © The Independent المزيد عن: الجمالالجمال الأنثويالجمال الطبيعيالجمال المضادالنحافة المفرطةالولع بالنحافةالنحافة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Closing Washington’s China Gap with Middle East Partners next post أكثر من 2000 مطلقة في السعودية دون الـ 20 سنة You may also like استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024