ثقافة و فنون الموسيقى الإيرانية تتخطى القيود وتبدع في موسم الرياض by admin 7 يناير، 2025 written by admin 7 يناير، 2025 26 بإيقاعاتها السريعة وألحانها العذبة أضفت الموسيقى الفارسية أجواء طربية حماسية أبهرت زوار موسم الرياض وأثارت تفاعلهم بحماسة لافتة. اندبندنت عربية / محمد غرسان صحافي سعودي @MaGharsan https://canadavoice.info/wp-content/uploads/2025/01/الموسيقى-الايرانية-تتخطى-القيود-وتبدع-في-موسم-الرياض-اندبندنت-عر.mp4 يواصل موسم الرياض التابع لهيئة الترفيه استقطاب الزوار بعروضه الثقافية في “بوليفارد وورلد”. ويقدم الجناح الإيراني تجربة استثنائية تتنوع بين الموسيقى والفنون الشعبية والمشغولات اليدوية، ليأخذ زواره في رحلة لاستكشاف التراث الفارسي العريق.يتيح الجناح للزوار فرصة استكشاف جوانب متعددة من الثقافة الإيرانية، بدءاً من مأكولات مطبخها الفارسي ومذاق زعفرانها الشهير، وصولاً إلى مشغولاتها اليدوية المتقنة ونسيج سجادها المتناغم بألوانه وتفاصيل نقوشه التي تعكس التراث الإيراني العريق.ومن بين المظاهر الثقافية اللافتة التي نالت إعجاب الحضور، الموسيقى الإيرانية والعروض الفلكلورية التي قدمتها الفتيات الفارسيات المزدانات بأزيائهن التقليدية، بعيداً من رقابة “شرطة الأخلاق” الإيرانية. الأغنية الإيرانية على رغم القيود الصارمة التي تقيد الموسيقى في طهران، ومحاولات القمع المستمرة لإخماد ألحانها، استطاعت الأغنية الإيرانية أن تتجاوز حدودها الجغرافية، لتصل إلى جمهورها المتعطش للطرب الأصيل.فمن غرفة الموسيقى في قصر “عالي قابو” التاريخي في أصفهان، وصلت الألحان الفارسية إلى آذان المجتمع السعودي المحب للطرب، عبر الركن الإيراني الذي ظهر للمرة الأولى في الرياض ضمن “بوليفارد وورلد”. أثناء جولتها داخل الجناح الإيراني في موسم الرياض، رصدت “اندبندنت عربية” أجواء طربية مميزة قادها الفنان الأحوازي حميد سلامات، الذي أطرب الزوار بأغنية “الفتاة الأحوازية” بكلماتها الفارسية وإيقاعها السريع. وعلى رغم عدم فهم عديد من الحضور معاني الكلمات، فإن أنغام الآلات الموسيقية والإيقاعات الحيوية نجحت في جذب انتباه الجمهور وإضفاء حالة من الطرب. الفنان حميد سلامات ( اندبندنت عربية ) عبر الشاب السعودي مشاري أحمد (28 سنة) عن انبهاره بالموسيقى الإيرانية، قائلاً “الإيقاعات السريعة تعجبني كثيراً. صحيح أنني لم أفهم الكلمات، لكن الموسيقى وحدها كانت كافية لتطربني”. وأضاف “أحببت الموسيقى الإيرانية وأتطلع إلى سماع مزيد منها”.وفي السياق ذاته تحدث المطرب الأحوازي حميد سلامات إلى “اندبندنت عربية”، موضحاً أن الفنون في بلاده تتنوع بين ألوان عديدة من الأغاني، وليس فقط ما يقدمه ضمن الموسم. وذكر أن إيقاع البندري هو “فن خاص بأهل الجنوب الإيراني”، مؤكداً “اخترت هذا اللون لأنه يشبه الأغاني العربية وشعرت بأنه سيصل إلى قلوب الناس هنا. بالفعل شهدت تفاعلاً رائعاً من زوار ‘بوليفارد وورلد’ لم أشهده في أي مكان آخر. الجمهور في الرياض أحب هذه الأغاني وأحب عروضنا، وأنا كذلك أحببتهم”. وأعرب سلامات عن دهشته من معرفة بعض السعوديين أغاني فارسية قديمة، قائلاً “هناك أشخاص يطلبون مني تقديم أغنيات محددة تجعلني أتساءل كيف يعرفونها. الأغنية التي أقدمها حالياً عمرها نحو 25 عاماً، وهي من أغاني جنوب إيران. إيقاعها السريع الذي يشبه الإيقاعات الخليجية جعلها مفضلة لدى الجمهور هنا”. الفتيات الفارسيات في وقت تمنع فيه النساء الإيرانيات من الرقص في الأماكن العامة، إذ تعتبره “شرطة الأخلاق” الإيرانية فعلاً غير قانوني، وجدت الفتيات الفارسيات في الحدث الترفيهي مساحة مفتوحة خالية من القيود لإبراز رقصاتهن التقليدية، التي حجبتها العمائم السوداء.وبينما تتمايل أجسادهن طرباً على أنغام الموسيقى الفارسية، عبرت السعوديات اللاتي زرن الجناح عن إعجابهن بالرقصات التي قدمتها الفرق الإيرانية. وقالت سارة (24 سنة)، إحدى الحاضرات “العروض الإيرانية فريدة وتبرز جمال الرقصات الفارسية المخفية خلف القيود”. وأضافت “الرقصات كانت لافتة ومليئة بالطاقة والحياة، وتعبر عن فن النساء في طهران”. إيقاع البندري من بين الآلات الموسيقية الفارسية التي أطربت مسامع زوار المنصة الإيرانية، “مزمار القربة” أو “ناي أنبان”، التي يعود تاريخها إلى نحو 2000 عام. وتعد واحدة من أشهر الآلات الموسيقية في جنوب إيران، وغالباً ما تعزف خلال حفلات الزفاف والمناسبات الاحتفالية، وفق المعهد الثقافي الإيراني.ويحمل إيقاع البندري اسمه من كلمة “بندر”، التي تعني الميناء بالفارسية. ويعد واحداً من أبرز أنواع الموسيقى والرقص الشعبي في جنوب إيران، بخاصة في مدن الساحل مثل بندر عباس وبوشهر وميناب. يعكس هذا الفن حياة سكان الموانئ، الذين تأثروا بالتقاليد البحرية والتجارة. من إحدى العروض الحيه في الجناح الايراني بالبوليفارد ورلد ( اندبندنت عربية ) الموسيقى الفارسية تكشف السجلات التاريخية القديمة عن أن الموسيقى الإيرانية تمتد جذورها إلى آلاف السنين، منذ عهد حضارة عيلام، مروراً بالحضارات المتعاقبة التي شكلت ملامح بلاد فارس. وتشير أقدم هذه السجلات إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، حين كانت للموسيقى مكانة خاصة في الثقافة الفارسية القديمة.وفقاً لوكالة “إرنا” الإيرانية احتضنت إيران أقدم الآلات الموسيقية في العالم، مثل آلة الهارب والطبل. كما كانت هناك آلة موسيقية تعرف باسم “القوبوز”، أو ما يطلق عليها “آلة العشق”، التي تعود جذورها إلى ما يقارب 6 آلاف عام، مما يجعلها جزءاً من التراث الموسيقي العريق لفارس القديمة. تتنوع الألحان الإيرانية بصورة تعكس ثراء الثقافات التي توحدها الحضارة الإيرانية. يتميز كل إقليم في إيران بطابعه الموسيقي الخاص، حيث تستخدم آلات فريدة في الأغاني الفلكلورية. وتشمل هذه الموسيقى أنماطاً متعددة مثل موسيقى “كيلان” و”تالش” في الشمال، والكردية في الغرب، والعربية في الجنوب الغربي، والبندرية على الساحل الجنوبي، واللورية والبختيارية في الوسط، والبلوشية في الجنوب الشرقي، والخراسانية والتركمانية في الشمال الشرقي، والأذرية في الشمال الغربي. التأثيرات الثقافية المتبادلة على مدى السنين، لم تكن الموسيقى الإيرانية بمعزل عن تأثيرات الثقافات المجاورة، بل تبادلت التأثير مع شعوبها. في مطلع القرن الـ20 كانت العلاقات السياسية بين إيران وروسيا ذات تأثير واضح على الموسيقى الإيرانية، خصوصاً في الجانب العسكري، إذ تأثرت الألحان الفارسية بالموسيقى العسكرية الروسية.لكن التأثير الأكبر جاء من الشرق، حيث تروى قصة بهرام جور، أحد ملوك الساسانيين، الذي طلب من ملك الهند إرسال 1200 موسيقي هندي إلى إيران لإثراء المشهد الموسيقي الفارسي. انعكس هذا التبادل الثقافي في دخول آلات موسيقية هندية، مثل “القان” و”الداراي” إلى التراث الموسيقي الإيراني. لم تقتصر العلاقة الموسيقية على التأثير الهندي في إيران، بل امتدت لتشمل تأثير إيران في الموسيقى الهندية. ففي بلاط السلطان الهندي أكبر شاه، احتضن الموسيقيون الإيرانيون، ومن أبرزهم الشاعر والموسيقي أمير خسرو دهلوي، الذي مزج بين التراثين الإيراني والهندي ليبتكر ألحاناً جديدة أصبحت أساساً لعديد من الأنماط الموسيقية الهندية.كما أن التأثير الإيراني امتد إلى الشرق الأقصى، حيث انتقلت آلات موسيقية إيرانية مثل “السورنا” و”البارات” وهو العود الإيراني إلى الصين. هذه العلاقة الموسيقية الغنية والمتبادلة تسلط الضوء على دور الموسيقى الإيرانية في تشكيل تراث موسيقي عالمي، وفق ما نقلته وكالة “إرنا”. المزيد عن: موسم الرياضالبوليفارد ورلدالجناح الايرانيايرانالموسيقة الايرانية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مواقف نارية لترمب حول غزة وبنما وكندا و”ناتو” next post غراميات هوليوود الكاذبة… حكاية مارلين ديتريش ومكتشفها You may also like اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربية ترصد أسماء جديدة 8 يناير، 2025 غراميات هوليوود الكاذبة… حكاية مارلين ديتريش ومكتشفها 8 يناير، 2025 أشخاص موراكامي يخلعون ظلالهم في “المدينة ذات الأسوار... 7 يناير، 2025 لماذا يرواغ الأدب والفن في معالجة التاريخ العربي؟ 7 يناير، 2025 فيردي قدم أول أعماله الأوبرالية وهو غير واثق... 7 يناير، 2025 «غولدن غلوب»: لماذا فاز مَن فاز؟ وهل يستحق؟ 7 يناير، 2025 إهناسيا… مدينة مصرية ذكرها التاريخ ونسيها الحاضر 6 يناير، 2025 الكاتب آفي شتاينبرغ: الجنسية الإسرائيلية أداة للإبادة الجماعية... 6 يناير، 2025 “بيتلز 64″… عندما وصل الهوس بالفرقة البريطانية إلى... 5 يناير، 2025 لوحتان للنمسوي كليمت أشعلتا معركة قاسية بين الفن... 5 يناير، 2025