رسم تعبيري للملكة ميرينا (اندبندنت تركية) ثقافة و فنون الملكة ميرينا… الحاكمة التي غزت معظم العالم المعروف by admin 28 أغسطس، 2024 written by admin 28 أغسطس، 2024 109 حضارة الـ “أمازونيات” الليبية تأسست في شمال أفريقيا اندبندنت عربية / محمد مظلوم جيليك صحافي تركي حضارة الـ “أمازونيات” الليبية التي تأسست في شمال أفريقيا واحتلت نصف العالم المعروف آنذاك، لم تكن حضارة عادية تُسرد للتاريخ كباقي الحضارات، لكن ما يذكر هو أن المعلومات حول الـ “أمازونيات” الليبيات في الغالب تستند إلى روايات أسطورية عدة، وممن رووا قصتهم كان الكاتب الأميركي الشهير دونالد سوبول الذي سرد الحكاية في كتابه “أمازون في الأساطير اليونانية”. وعند فحص الروايات المتعلقة بهذه الحضارة تشير غالبية التقديرات إلى أن الـ “أمازونيات” الليبيات عشن قبل 50 عاماً تقريباً من ميلاد المسيح، أي في القرن الأول قبل الميلاد. تشير غالبية التقديرات إلى أن الـ “أمازونيات” الليبيات عشن قبل 50 عاماً تقريباً من ميلاد المسيح (اندبندنت تركية) الحكاية الكاملة وفي منطقة الأمازون الليبية كانت المهمات اليومية مثل رعاية الأطفال والطهي والخدمات في المنزل تقع على عاتق الرجال بالكامل، وكان الرجال في تلك الحضارة مثل العبيد تماماً، ولا يمكنهم بأي شكل من الأشكال شغل مناصب حكومية أو عسكرية أو القيام بالمهمات التي يقوم بها الرجال في عصرنا هذا. لم يكن شعب “الأمازون الليبيين” يمثلون دولة تتصرف فقط بغريزة حماية نفسها وحدودها وتأمين عيشها وحياة كريمة لمواطنيها، بل كانت حضارة غزت نصف الجغرافيا الممتدة من ليبيا إلى بحر إيجة على السواحل التركية والسواحل اليونانية، وهناك روايات ترى أن “الأمازون الليبيين” نهبوا مدناً كاملة وغزوا أراضي واسعة لدرجة أنهم لم يكونوا أقل “إنجازاً” من المغول الذين جاءوا من أقصى شرق آسيا واحتلوا بغداد وواصلوا توسعهم. والتوسع الأكبر لـ “الأمازون الليبيين” كان في عهد الملكة ميرينا التي سيطر جيشها على كامل الأراضي الليبية وجزء كبير من شبه الجزيرة العربية، وكامل سوريا وسواحل بحر إيجة، وفي ذلك الزمن كانت مصر أيضاً دولة كبرى في المنطقة، لذلك لم تتجه الملكة ميرينا لمهاجمة مصر بل عقدت معها اتفاقات عدة، مما أعطاها نوعاً من الشرعية لما تقول به وللأراضي التي تسيطر عليها خارج ليبيا. مسيرة الملكة ميرينا قام الجيش النسائي الكبير المكون من النساء السوداوات حصراً، أولاً بتدمير مملكة “جورجوس” واستعباد جميع رجالها الذين بقوا على قيد الحياة، ولم تكن الملكة ميرينا تعرف شيئاً اسمه “الضمير”، خصوصاً تجاه الرجال، ولم يكن لديها أي نوع من الرحمة على الإطلاق، وذلك يتضح من خلال المجازر التي ارتكبتها خلال فترة حكمها، وعدد الرجال الذين استعبدتهم أو قتلتهم. وعندما بدأت مسيرة الغزو الشامل كانت مصر المجاورة لليبيا هي الهدف الأول، إلا أن الفراعنة الذين كانوا ينظرون على أنفسهم أنهم “أبناء الله”، وتمكنوا من عقد مفاوضات مع الملكة ميرينا التي أيضاً قبلت عرضهم الذي يقضي بأن تدفع مصر جزية سنوية ضخمة، وتعترف بشرعية الملكة ميرينا على أن تكفّ الأخيرة عن غزو مصر، وبالفعل حصل ذلك، لكنها عبرت إلى فلسطين من خلال الأراضي المصرية، وبعد فلسطين اتجهت نحو سوريا ثم دخلت إلى منطقة الأناضول، وخلال مسيرتها هذه لم تترك حجراً على حجر وارتكبت فظائع كثيرة. كان جيش النساء الـ “أمازونيات” أشد بطشاً من الحملات الصليبية، وأقل رحمة من جيوش هولاكو، إذ يروى في تاريخ الأناضول أنه لم يمر على أرضها جيش مدمر كجيش النساء الـ “أمازونيات” الليبيات، إذ كانت القلاع تسقط أمامهن واحدة تلو الأخرى. وعندما وصلت النساء الليبيات إلى بحر إيجة أخذن أخيراً استراحة من رحلتهن وقررن جعل هذا المكان موطناً لهن. وفي جهة الأناضول الثانية، على البحر الأسود، تقع مدينة سينوب في أقصى شمال تركيا، ويقول بعض المؤرخين إن هناك صلة قرابة بين نساء الأمازون الليبيات ونساء الأمازون في سينوب التركية، إلا أن جميع الروايات التاريخية لم تذكر أن النساء الليبيات تحركن باتجاه البحر الأسود أو وصلن إلى سينوب. وجلبت النساء الليبيات اللواتي استقررن في بحر إيجة كثيراً من الهياكل والتماثيل الفريدة إلى منطقة الأناضول، ومنها ما هو معروف اليوم لدى الأتراك باسم “معبد أرتميس”، حيث بني في عصرهن، ومن اللافت للانتباه هو أن بعض المؤرخين يرون أن المرأة الليبية المحاربة عندما استقرت في هذه المنطقة وقعت تحت تأثير الحضارة الأناضولية ولذلك هدأت، إذ إن التوسع والغزو اللذين قمن به اكتملا في الأناضول ولم يتجاوزنه. وبعد أن قادت الملكة ميرينا حروب النساء الـ “أمازونيات” الليبيات وبلغت بهن هذه المكانة في العالم القديم، وكان قدرها الموت الطبيعي لترحل وتترك خلفها حضارة كبيرة، لكن بعد وفاتها اتخذت النساء الليبيات قراراً مفاجئاً بمغادرة جميع المناطق التي احتلوها سابقاً والعودة لمناطقهن الحقيقية، فتركن سواحل بحر إيجة والأناضول والمناطق التي احتلنها في اليونان وعدن لليبيا، مما منح أوروبا الغربية احتلال الأراضي اليونانية. هل هناك علاقة بين الـ “أمازونيات” الليبيات والعرق التركي؟ كل ما ذكرناه أعلاه هو مجرد رواية، قابلة للصحة والخطأ، لأن الحديث عن النساء الـ “أمازونيات” فيه كثير من الجدل، وفيه خلاف واسع بين الأسطورة والتاريخ، بمعنى آخر فإن بعض ما يروى بهذا الشأن هو حقيقي، وبعضهم الآخر قد يكون مجرد أسطورة تم تداولها عبر الزمن، ومن الصعوبة بمكان معرفة ما هو حقيقي من تاريخ الـ “أمازونيات”، وما هو مجرد أسطورة أو حكاية من وحي الخيال. ومن الأمور المقبولة منطقياً هو أن بعض العائلات الحالية على سواحل تركيا المطلة على البحر الأسود يعود أصولها للـ “أمازونيات”، وهناك ادعاء لدى بعض الباحثين الأتراك يقول إن الـ “أمازونيات” ينتسبن في الأصل إلى عرق “السكيثيين” وهو عرق تركي، لكن ليس هناك دليل مؤكد يثبت صحة هذا الادعاء، ولذلك قد تكون النظرية القائلة إن “أصل الأمازونيات تركي” قد تكون مجرد تخمين ليس إلا، وهنا نحن لا ننفي وإنما نؤكد أنه لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء. وفي الأصل اللغوي فإن كلمة “أمازون” تعني “من دون أثداء”، ويقال إن سبب تسمية النساء الـ “أمازونيات” بهذا الاسم هو قيام بعض النسوة المحاربات بقطع أحد ثدييهن من أجل إطلاق السهام بصورة أفضل، لذلك فإن كلمة الـ “أمازونيات” لم تُطلق على النساء الليبيات وحسب، بل هناك فئة نساء من تركيا كن يعشن أكثر هدوءاً من “أمازونيات” ليبيا، لذلك لم تتمكن “أمازونيات” الأناضول من السيطرة على جغرافيا واسعة لأن العنف والغزو لم يكن الخيار الأنسب بالنسبة إليهن، إذ كانت لديهن رغبة في الاستقرار وحماية منطقتهن وحسب. وبالعودة للحديث عن الـ “أمازونيات” الليبيات، فمما ورد أيضاً حول تاريخهن أنهن كن على اتصال بالإسكندر الأكبر، وقضي على حضارتهن لاحقاً على يد الغزاة الرومان، وقد قال في وصفهن الكاتب الألماني هاينريش فون كلايست “لقد قامت أمة، أمة من النساء لا ينحنين لأية طاغية، حيث لم يسمع صوت رجل متعجرف ومتفوق، مجتمع يضع قوانينه الخاصة ويتبع إرادته، ويستطيع الدفاع عن نفسه ضد أعدائه”. والفرق بين “أمازونيات” ليبيا و”أمازونيات” الأناضول هو أن الأناضوليات كن يتمركزن على جزء كبير من سواحل البحر الأسود، وأسسن مدينة سينوب الحالية واتخذنها عاصمة لهن، وليست هناك معلومات دقيقة حول إمكان استمرار نسلهن حتى اليوم. أما الليبيات فقد أتين من شمال أفريقيا إلى إزمير غرب تركيا بقيادة الملكة ميرينا، ودمرن كثيراً من الأماكن قبل الاستقرار لفترة على سواحل بحر إيجة، ثم بصورة مفاجئ قررن العودة لبلادهن الأصلية، ولذلك على رغم كثرة الأساطير حول حقيقة الـ “أمازونيات” إلا أن أحد الأشياء المؤكدة هو أن الدولتين الليبية وسينوب هما حضارتان مختلفتان ولا توجد قرابة بينهما. ملاحظة الآراء الواردة في هذه المقالة تخص المؤلف، ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لصحيفة “اندبندنت تركية”. المزيد عن: الملكة ميريناالأمازونيات شمال أفريقيادونالد سوبولشعب الأمازون الليبيين 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post من هو ميكيل ميرينو؟ الشخصية القوية التي قد تكون الخيار الأمثل لأرسنال next post مكتبة الإسكندرية حفظت تراث أرسطو ثم عادت إلى الأفلاطونية You may also like بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن.. جولان حاجي: الكتابة... 25 ديسمبر، 2024 (20 رواية) تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024 25 ديسمبر، 2024 “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع... 24 ديسمبر، 2024